الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(7) مسند أُسامة بن زيد
(1)
(56)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم بن بَشير قال: حدّثنا حُصَين عن أبي ظبيان قال: سمعْتُ أُسامة بن زيد يُحدّث قال:
بعثَنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الحُرَقة من جُهَينة، قال: فصبَّحْناهم فقاتلْناهم، فكان فيهم رجلٌ -إذا أقبلَ القومُ- من أشدِّهم علينا، وإذا أدبروا كان حامِيَتَهم. قال: فغشيتُه أنا وَرَجُلٌ من الأنصار، فلما غشيناه قال: لا إله إلَّا اللَّه، فكفّ عنه الأنصاريُّ، وقتلْتُه. فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"يا أُسامةُ، أقتلْتَه بعد ما قال: لا إله إلَّا اللَّه؟ " قال: قلتُ: يا رسول اللَّه، إنّما كان متعوِّذًا من القتل (2).
قال: فكرّرها عليّ حتى تَمَنَّيْتُ أنّي لم أكنْ أسلمْتُ إِلّا يومئذٍ (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يَعْلَى قال: حدّثنا الأعمش عن أبي ظَبيان قال: حدّثنا أسامة بن زيد قال:
بعثَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم سريّةً إِلى الحُرقات، فنذِروا (4) بنا فهربوا، فأدركْنا رجلًا، فلما غَشِيناه قال: لا إله إلّا اللَّه، فضربْناه حتى قتلْناه، فعرض في نفسي من ذلك شيء، فذكرْتُه لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"من لك بـ لا إِله إِلّا اللَّه يوم القيامة؟ " قال: قلت: يا
(1) ينظر الطبقات 4/ 45، ومعرفة الصحابة 1/ 224، والاستيعاب 1/ 34، وتهذيب الكمال 1/ 167، والسير 2/ 496، والإصابة 1/ 46.
وصنفه الحميدي في المُقلِّين - المسند (85)، وله فيه تسعة عثسر حديثًا، انفرد كلّ من البخاريّ ومسلم بحديثين، واتّفقا على الباقي. وذكر ابن الجوزي في التلقيح 365 أنه أسند ثمانية وعشرين ومائة حديث. أما الذهبي فذكر في السير 2/ 507 أنها ثمانية عشر ومائة.
(2)
أي قالها خشية القتل.
(3)
المسند 5/ 200، والبخاريّ 7/ 517 (4269)، ومسلم 1/ 97 (96).
(4)
نذر: علم.
رسول اللَّه، إنّما قالها مخافة السّلاح والقتل. قال:"ألا شَقَقْتَ عن قلبه حتى تعلمَ من أجل ذلك أم لا! من لك بـ لا إله إلّا اللَّه يومَ القيامة؟ " فما زال يقول ذلك حتى وَدِدْتُ أنّي لم أسلم إلّا يومئذٍ (1).
الطريقان في الصحيحين.
والحُرَقة: اسم قبيلة من جُهينة، وجمعها الحُرقات (2).
(57)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أشرفَ على أُطُم من آطام (3) المدينة فقال: "هل تَرَون ما أرى؟ إنّي لأرى مواقعَ الفِتَنِ خلالَ بيوتِكم كمواقع القَطر".
أخرجاه (4).
(58)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ قال: حدّثنا ثابت بن قيس أبو غُصن قال: حدّثني أبو سعيد المَقْبُري قال: حدّثني أُسامة بن زيد قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصوم الأيّام يَسْرُدُ حتى يقال: لا يُفطر، ويُفطر الأيام حتى لا يكاد يصومُ إلّا يومين من الجمعة إن كانا في صيامه، وإلّا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان. فقلتُ: يا رسول اللَّه، إنّك تصومُ لا تكاد تُفطر، وتُفطر حتى لا تكاد تصوم إلّا يومين إنْ دخلا في صيامك وإلّا صمتَهما. قال:"أيّ يومين؟ " قلت: يوم الإثنين، ويوم الخميس. قال:"ذانك يومان تُعرضُ فيهما الأعمال على ربّ العالمين، فأُحِبُّ أن يُعْرَضَ عملي وأنا صائم". قال: قلت: ولم أرَك تصوم من شهر من الشّهور ما
(1) المسند 5/ 207، ومسلم 1/ 96 (96) من طريق الأعمش، ويعلى بن عبيد، شيخ أحمد، ثقة، روى له الجماعة.
(2)
بضم الراء وفتحها مع ضم الحاء.
(3)
أشرف: علا وأطل. والأطم: الحصن، وجمعه آطام.
(4)
المسند 5/ 200، والبخاريّ 4/ 92 (1878)، ومسلم 4/ 2211 (2885).
تصوم من شعبان. قال: "ذاك شهر يَغْفُلُ النّاسُ عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربّ العالمين عز وجل، فأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم"(1).
(59)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُريج قال: قُلتُ لعطاء: سمعْتَ ابنَ عبّاس يقول: إنما أُمِرْتُم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله؟ قال: لم يكن ينهى عن دخوله، ولكنّي سمعته يقول: أخبرني أسامةُ بن زيد:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لما دخل البيتَ دعا في نواحيه كلِّها، ولم يُصَلِّ فيه حتى خرج، فلمّا خرج ركع ركعتين في قُبُل الكعبة وقال:"هذه القبلة".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عُمارة عن أبي الشعثاء قال:
خَرَجْتُ حاجًّا، فجئتُ حتى دخلتُ البيتَ، فلما كنتُ بين السّاريتين مضيتُ حتى لَزِقْتُ بالحائط، فجاء ابن عمر فصلّى إلى جنبي فصلّى أربعًا، فلمّا صلّى قلت له: أين صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من البيت؟ قال: أخبرني أسامة بن زيد أنّه صلّى ها هنا، فقلت: كم صلّى؟ قال: على هذا أجِدُني ألومُ نفسي، إنّي مكثْتُ معه عُمُرًا لم أسأله: كم صلّى. ثم حَجَجْت من العام المقبل فجئْتُ حتى قمت مقامه، فجاء ابن الزُّبير حتى قام إلى جنبي،
(1) المسند 5/ 201. وعبد الرحمن وأبو سعيد من رجال الشيخين. أما أبو غصن فروى له أبو داود والنسائي والبخاريّ في "رفع اليدين"، ووثّقه أحمد. تهذيب الكمال 1/ 409. وقد أخرجه النسائي من هذه الطريق ومن غيرها 4/ 201، 202. وصحّحه الألباني. وصحّح ابن خزيمة 3/ 99 (2119) من طريق شرحبيل بن سعد عن أسامة: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين والخميس، ويقول:"إن هذين اليومين تُعرض فيهما الأعمال. . . ".
(2)
المسند 5/ 201، ومسلم 2/ 968 (1330) من طريق ابن جُرّيج، وفي البخاريّ 1/ 501 (398) حدّثنا إسحق بن نصر قال: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُرّيج عن عطاء قال: سمعْت ابن عبّاس قال: لما دخل. . . ولم يذكر فيه أسامة، وينظر الجمع 3/ 336، والفتح 1/ 501.
ولم يَزَل يَزْحَمُني حتى أخرجني منه، ثم صلَّى فيه أربعًا (1).
(60)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمّد بن إسحق قال: حدَثني سعيد بن عُبيد بن السَّبّاق عن محمّد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد قال:
لما ثقل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم هَبَطْتُ وَهَبَطَ الناسُ معي إلى المدينة، فدَخلْتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد أُصْمِتَ فلا يتكلَّم، فجعلَ يرفع يديه إلى السَماء ثم يصبُّها عليّ، أعرف أنّه يدعو لي (2).
(61)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس عن أسامة بن زيد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا رِبًا فيما كان يدًا بيد".
أخرجاه.
وفي لفظ: "إنّما الرّبا في النسيئة"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن بكر قال: أخبرنا يحيى بن قيس المأربيّ قال:
سألتُ عطاء عن الدِّينار بالدِّينار وبينهما فَضل، والدّرهم بالدّرهم. قال: كان ابن عبّاس يُحِلُّه، فقال ابن الزبير: إنّ ابن عبّاس يُحدِّثُ بما لم يسمع من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فبلغ ابنَ
(1) المسند 5/ 207. والإسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين: أبو معاوية، محمّد بن خازم الضرير، وعمارة هو ابن عُمير، وأبو الشعثاء سُليم بن أسود. وقد أخرج الإِمام البخاريّ حديث صلاة النبيّ داخل الكعبة وبين الساريتين ومعه أسامة وغيره، وسؤال ابن عمر عن مكان الصلاة، وعدم سؤاله عن عدد الركعات، في مواضع، على أنّه من حديث ابن عمر ينظر أطرافه 1/ 500 (397) ومثله عند الإِمام مسلم 2/ 966، 967 (1329). وعند ابن حبّان في صحيحه 7/ 480 (320) من طريق أبي معاوية إلى: ها هنا أخبرني أسامة بن زيد أنّه صلّى، ولم يذكر ما بعده. وهو في المجمع 3/ 297 عن أحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح.
(2)
المسند 5/ 201، وفضائل الصحابة 2/ 834 (1526)، والحديث من طريق ابن إسحق في الترمذي 5/ 635 (3817) وقال: حديث حسن غريب. وصحّحه الألباني. وهو في المعجم الكبير 1/ 123 (377)، والمختارة 4/ 146 - 149 (1360 - 1364).
(3)
المسند 4/ 202، 204، ومسلم 3/ 1217، 1218 (1596)، وينظر البخاريّ 4/ 381 (2179).
عبّاس فقال: إني لم أسمعْه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لكنّ أسامة بن زيد حدّثني أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ليس الرّبا إلا في النسيئة أو النّظِرة"(1).
(62)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن عروة بن الزُّبير: أن أسامة بن زيد أخبره:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ حمارًا عليه إكاف تحته قطيفة فَدَكيّة (2)، وأردفَ وراءَه أسامة بن زيد، وهو يعودُ سعدَ بن عُبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبلَ وقعة بدر، حتى مرّ بمجلس فيه أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عبدةِ الأوثان واليهود، فيهم عبدُ اللَّه بن أُبيّ، وفي المجلس عبدُ اللَّه بن رَواحة، فلمّا غشِيَت المجلسَ عَجاجة الدّابّة خمَّرَ عبدُ اللَّه ابن أبيّ أنفَه برِدائه، ثم قال: لا تُغَبِّروا علينا. فسَلَّم عليهم النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم وقف فنزلَ، فدعاهم إلى اللَّه وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبدُ اللَّه بن أُبيّ: أيُّها المرءُ، لا أحسنَ من هذا إنْ كان ما تقول حقًّا، فلا تُؤْذِنا في مجالسنا وارجعْ إلى رَحلك، فمن جاءَك منّا فاقْصُص عليه. قال عبد اللَّه بن رواحة: اغْشَنا به في مجالسنا؛ فإنا نُحِبُّ ذلك. فاستبّ المسلمون والمشركون واليهود حتى همُّوا أن يتواثبوا، فلم يزلِ النبيّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهم، ثم ركب دابَّتَه حتى دخل على سعد بن عُبادة، فقال:"أيْ سعدُ، ألم تسمعْ ما قال أبو حُباب؟ -يريد عبدَ اللَّه بن أُبيّ-، قال كذا وكذا" فقال: اعفُ عنه يا رسول اللَّه واصْفَح، فواللَّه لقد أعطاك اللَّهُ الذي أعطاكَ ولقد اصطلح أهلُ هذه البُحَيرة أن يتوّجوه فيعصبونه (3) بالعصابة، فلمّا ردّ اللَّهُ ذلك بالحقّ الذي أعطاكَه، شَرِق (4) بذلك، فذاك فعل به ما رأيت. فعفا عنه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه (5).
(1) المسند 4/ 206، والمعجم الكبير 1/ 137 (435) وإسناده صحيح: عطاء بن أبي رباح، ومحمّد بن بكر بن عثمان البرسانيّ، روى لهما الجماعة. ويحيى بن قيس ثقة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.
(2)
الإكاف للحمار كالسّرج للفرس. وفدكيّة نسبة إلى فَدَكْ مكان قريب من المدينة.
(3)
كذا في المخطوطتين والمسند. ويروى "فيعصَبوه"، ولكلّ وجه.
(4)
شَرِقَ: غصّ وضاق.
(5)
المسند 5/ 203، ومسلم 3/ 1422 (1798). ومن طريق الزهري أخرجه البخاريّ 8/ 230 (4566)، وينظر أطرافه 6/ 131 (2987).
(63)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال حدّثنا قُتيبة بن سعيد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن محمّد بن إسحق عن الزُّهري عن عروة عن أسامة بن زيد قال:
دخلتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على عبد اللَّه بن أُبيّ في مرضه نعوده، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:"قد كُنْتُ أنهاك عن حبّ يهود" فقال عبد اللَّه: فقد أبغضهم أسعدُ بن زُرارة فمات (1).
(64)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني هشام بن عروة عن أبيه عن أسامة بن زيد قال:
كنت رِدْفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عشيّةَ عَرَفَةَ، فلما وقعت الشمسُ دفعَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما سمع حَطْمَةَ الناس خلفَه قال:"رُوَيْدًا أيها النّاس، عليكم السكينة، فإن البرّ ليس بالإيضاع"(2). قال: فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا التحتمَ عليه الناسُ أعنقَ، فإذا وجد فُرْجَةُ نَصَّ، حتى أتى المُزدلفة، فجمع فيها بين الصلاتين: المغرب والعشاء الآخرة (3).
وحَطمة الناس: زحامهم.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا هشام قال: حدّثني أبي قال:
سُئلَ أسامةُ عن سير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع وأنا شاهد. فقال: كان سيرُه العَنَق، فإذا وجد فَجْوَةً نصّ -والنَّصَ فوق العَنَق- وأنا رديفه.
أخرجاه (4).
والفجوة: المتّسع.
(1) المسند 5/ 201. ورجاله ثقات غير ابن إسحق، يدلّس. وهو من طريق ابن إسحق في أبي داود 3/ 184 (3094) وبه صحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 1/ 341. وهو في المختارة 4/ 117 - 119 (1328 - 1330) وضعّف الألباني إسناده.
(2)
الإيضاع: السير السريع. ونصّ: أسرع. والعَنَق: سير بين الإبطاء والإسراع.
(3)
المسند 5/ 202. ورجاله ثقات غير ابن إسحق. ويشهد للحديث الطريقان الآتيان.
(4)
المسند 5/ 205. وهو في البخاريّ 4/ 518 (1666)، 6/ 138 (2999) من طريق مالك ويحيى عن هشام. وهو في مسلم 2/ 936، 937 (1286) من طرق عن هشام.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا إبراهيم بن عقبة قال: أخبرني كُريب أنّه سأل أسامة بن زيد قال:
قلتُ: أخْبِرْني: كيف صنعْتُم عشيّةَ رَدِفْتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: جِئنا الشِّعبَ الذي يُنيخُ فيه الناس للمغرب، فأناخ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ناقته، ثم بال، ما قال: أهراق الماء، ثم دعا بالوضوء، فتوضأ وضوءًا ليس بالبالغ جدًّا. قال: قلتُ: يا رسول اللَّه، الصلاة. قال:"الصلاة أمامك" قال: فركب حتى قدِم المزدلفة، فأقام المغرب، ثم أناخ الناسُ في منازلهم، ولم يَحُلّوا حتى أقام العشاء الآخرة فصلّى، ثم حَلّ الناسُ.
قلتُ: كيف فعلتم حين أصبحْتُم؟ قال: رَدِفَه الفضلُ بن العبّاس، وانطلقتُ أنا في سُبّاق قريش على رجليّ.
أخرجاه (1).
(65)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن الزُّهري عن علي بن حسين بن عثمان عن أسامة بن زيد قال:
قُلت: يا رسول اللَّه، أين تنزِلُ غدًا - في حَجّته؟ فقال:"وهل ترك لنا عَقيل منزلًا؟ " ثم قال: "نحن نازلون غدًا إن شاء اللَّه بخَيف بني كنانة -يعني المُحَصَّب- حيث قاسمت (2) قريشٌ على الكفر"، وذلك أن بني كنانة حالفت قُريشًا على بني هاشم: ألّا يُناكحوهم، ولا يُبايعوهم، ولا يُؤوهم.
ثم قال عند ذلك: "لا يَرِثُ الكافرُ المسلمَ، ولا المسلمُ الكافرَ"(3).
(1) المسند 5/ 199. وبهذا الإسناد في مسلم 6/ 935 (2810) وله فيه طرق وروايات أخر. وهو في البخاريّ 1/ 239 (139) من طريق كريب، وفيه أطراف الحديث.
(2)
قاسمت: حالفت وعاهدت.
(3)
المسند 5/ 202. وفي آخره: قال الزُّهري: الخيف: الوادي. وهو في البخاريّ 3/ 450 (1588)، 6/ 175 (3058) من طريقي يونس ومعمر عن الزهري، وذكر "لا يرث الكافر. . " في الموضع الأوّل. وهو في مسلم من طريق عبد الرزاق، ومن: طريق آخر 2/ 984، 985 (1351)، دون ذكر "الميراث". وذكره في 3/ 1233 (1614). من طريق الزهري.
(66)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن المقرىء قال: حدّثنا حيوة قال: أخبرني عيّاش بن عبّاس أن أبا النَّضر حدّثه عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص أنّ أسامة بن زيد أخبر والدَه سعد بن مالك (1) فقال له:
إنّ رجلًا جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي أعزِلُ عن امرأتي. قال: "لِمَ؟ " قال: شَفَقًا على ولدها - أو: على أولادها. فقال: "إنْ كان ذلك فلا، ما ضارَّ ذلك فارسَ والرُّوم".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(67)
الحديث الثاني عشر حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هَيثم بن خارجة. قال عبد اللَّه: وسمعتُه أنا من الهيثم قال: حدّثنا رِشدين بن سعد عن عُقيل عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ جبريل لمّا نزل على النبيّ صلى الله عليه وسلم فعلَّمه الوضوءَ، فلمّا فرغ من وضوئه أخذَ حَفنةً من ماءٍ فرشَّ بها نحوَ الفَرج، فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يَرُشُّ بعدَ وضوئه" (3).
رشدين ضعيف (4).
(68)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن الحارث عن كريب مولى ابن عبّاس عن أُسامة بن زيد قال:
دخلْت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعليه الكآبةُ، فسألته: ماله؟ فقال: "لم يأتني جبريل منذُ ثلاث" فإذا جَرْوُ كلبٍ بين بيوته، فأمر به فقُتِل، فبدا له جبريل، فبَهَشَ إليه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حين رآه، فقال:"لمْ تأتِني" فقال: "إنّا لا ندخلُ بيتًا فيه كلب ولا تصاوير"(5).
(1) وهو سعد بن أبي وقاص.
(2)
المسند 5/ 203، ومسلم 2/ 1076 (1443) من طريق حيوة. وأبو عبد الرحمن، عبد اللَّه بن زيد، روى له الجماعة.
(3)
المسند 5/ 203. وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد كما سيذكر المؤلف. وفي سنن الدارقطني 1/ 111، وإتحاف الخيرة 1/ 440، 441 (849، 850) روايات للحديث مدارها على رشدين وابن لهيعة، قال البوصيري: عبد اللَّه بن لهيعة ضعيف، وكذا رشدين.
(4)
ينظر الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 1/ 285، وتهذيب الكمال 2/ 484.
(5)
المسند 5/ 203. رجاله رجال الصحيح عدا الحارث صدوق، روى له أصحاب السنن. والحديث في المعجم الكبير 1/ 125 (387)، وشرح مشكل الآثار 2/ 340 (887)، والمختارة 4/ 134 - 138 (1346 - 1350) وقال في المجمع 4/ 47: ورجاله رجال الصحيح. وللحديث شواهد صحيحة.
(69)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا قيس بن الرّبيع قال: حدّثنا جامع بن شدّاد عن كلثوم الخُزاعي عن أسامة بن زيد قال:
قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أدْخِلْ عليَّ أصحابي" فدخلوا عليه، فكشفَ القِناعَ ثم قال:"لعنَ اللَّهُ اليهودَ والنّصارى، اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد"(1).
(70)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا محمّد بن سَلَمة عن محمّد بن إسحق عن يزيد بن عبد اللَّه بن قُسيط عن محمّد بن أُسامة عن أبيه قال:
اجتمع جعفر وعليّ وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحَبُّكم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال عليّ: أنا أحَبُّكم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال زيد، أنا أحَبُّكم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقالوا: انْطَلِقوا بنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نسألُه. فقال أُسامة: فجاءوا يستأذنونه فقال: "اُخْرُج فانظُرْ من هؤلاء"، فقلْتُ: هذا جعفر وعليّ وزيد - ما أقول أبي. قال: "ائذن لهم"، فدخلوا فقالوا: يا رسول اللَّه، من أحَبُّ إليك؟ قال:"فاطمة". قالوا: نسألُك عن الرّجال، فقال:"أمّا أنت يا جعفرُ فأشْبَهَ خَلْقُك خَلْقي، وأشْبَهَ خَلْقي خَلْقَك، وأنت منّي وشجرتي. وأمّا أنت يا عليُّ فَخَتَني وأبو ولديّ، وأنا منك وأنت منّي. وأمّا أنت يا زيدُ فمولاي، ومنّي وإليّ، وأحبُّ القومِ إليّ"(2).
(71)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سليمان التّيمي عن أبي عثمان النّهدي عن أسامة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قُمْتُ على باب الجنّة، فإذا عامّةُ مَن دَخلَها المساكينُ، وإذا
(1) المسند 5/ 204. وإسناده حسن. فكلثوم روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة، وقيل: له صحبة. وجامع من رجال الشيخين. وأبو سعيد، عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبيد، ثقة، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجة. أما قيس بن الربيع ففيه مقالة. ينظر التهذيب 6/ 133. والحديث في المعجم الكبير 1/ 127، 131 (393، 411)، والمختارة 4/ 141 (1355)، وإتحاف الخيرة 2/ 199 (1506). ولعنُ اليهود لاتّخاذهم القبور مساجد، روى في الصحيحين عن أبي هريرة وعائشة: الجمع 3/ 21 (2191)، 4/ 98 (3214).
(2)
المسند 5/ 204. ورجاله ثقات عدا ابن إسحق، فقد عنعن. وصحّح الحاكم الحديث 3/ 217 من طريق محمّد بن سلمة على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. والحديث في المعجم الكبير 1/ 123 (378) والمختارة 4/ 151، 152 (1369، 1370). وحسّن الهيثمي إسناده - المجمع 9/ 277.
أصحابُ الجَدّ (1) محبوسون، إلّا أصحابُ النّار فقد أُمِرَ بهم إلى النّار. وقُمْتُ على باب النّار، فإذا عامّةُ مَن يدخلُها النساء".
أخرجاه (2).
(72)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى بن عُبيد قال: حدّثنا الأعمش عن أبي وائل قال:
قيل لأسامة وأنا رديفه: ألا تكلَّمُ عثمانَ. فقال: إنكم تَرَون إنّي لا أكلِّمُه إلّا أُسْمعُكم، إنّي لأكلِّمُه فيما بيني وبينه ما دون أن أفتتحَ أمرًا لا أُحِبُّ أن أكونَ أوّلَ من افتتحَه (3). واللَّهِ، لا أقول لرجل: إنّك خيرُ النّاس وإن كان عليّ أميرًا بعد إذ سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول. قالوا: وما سمعتَه يقول؟ قال: سمعْتَه يقول:
"يُجاء بالرّجل يوم القيامة فيُلقى في النار، فتَنْدَلِقُ به أقتابُه (4)، فيدورُ بها في النّار كما يدور الحمارٌ برحاه، فيُطيفُ (5) به أهلُ النار فيقولون: يا فلانُ، ما أصابَك؟ ألم تكن تأمُرُنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنتُ آمرُكم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه".
أخرجاه (6).
(73)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثني صالح بن أبي الأخضر عن الزّهري عن عروة بن الزّبير عن أسامة بن زيد قال:
بعثَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى قرية يُقال لها أُبْنَى، فقال:"ائتها صباحًا ثم حَرِّقْ"(7).
(1) الجدّ: الغنى.
(2)
المسند 5/ 205، البخاريّ 9/ 298 (5196) وفي مسلم 4/ 2096 (2736) من طريق سليمان.
(3)
أي سرًّا، بين أن أُثير فتنةً.
(4)
تندلق أقتابه: تخرج أمعاؤه.
(5)
يُطيف: يحيط ويجتمع.
(6)
المسند 5/ 205. وهو في البخاريّ 6/ 331 (3267)، ومسلم 4/ 2290 (2989) من طريق الأعمش. ويعلى من رجال الشيخين. وينظر شرح الحديث في الفتح 13/ 51.
(7)
المسند 5/ 205. وابن ماجة 2/ 948 (2843)، ومن طريق صالح أخرجه أبو داود 3/ 38 (2616). وصالح ضعيف. وقد ضعف الألباني الحديث. وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 123 (378)، والضياء في المختارة 4/ 151، 152 (1369، 1370). وأُبنى قرية من قرى البلقاء.
(74)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا زهير بن محمد عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن ابن أسامة (1) أن أباه أسامة قال:
كساني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قُبْطِيّة كثيفة كانت مما أهداها دحيةُ الكَلبيّ، فَكَسوْتُها امرأتي (2)، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مُرْها فلتجعلُ تحتها غِلالة، إنّي أخافُ أن تَصِفَ حَجْمَ عظامها"(3).
(75)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا معتمر عن أبيه قال: سمعت أبا تميمة يحدِّث عن أبي عثمان النهدي، يُحدِّثُه أبو عثمان عن أسامة بن يزيد قال:
كان نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم يأخذُني فيُقْعِدُني على فخذه، ويُقْعِدُ الحسنَ بن عليّ على فخذه الأخرى، ثم يضمُّنا ثم يقول:"اللهمّ ارْحَمْهما، فإنّي أَرْحَمُهُما".
انفرد بإخراجه البخاريّ (4).
وفي لفظ: "إنّي أُحِبُّهُما فأَحِبَّهما"(5) أو كما قال.
(76)
الحديث الحادي العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزاق قال: أخبرنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان النّهدي عن أسامة بن زيد قال:
أرسلت ابنةُ النبيّ صلى الله عليه وسلم: إن ابني يُقبضُ فأتِنا. فأرسلَ يُقرىءُ السلامَ ويقول: "للَّه ما أخذ وللَّه ما أعطى، وكلٌّ عنده بأجلٍ مُسَمّى". قال: فأرسلتْ إليه تُقسم عليه: لتأتينّ. فقال: فقام وقُمْنا معه: معاذُ بن جبل وأبيُّ بن كعب وسعدُ بن عُبادة. قال: فأخذ
(1) وهو محمّد في بعض المصادر.
(2)
في المسند 5/ 205: "فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مالك، لم لَمْ تَلْبَس القبطيّة؟ قلت: يا رسول اللَّه، كسوتها امرأتي".
(3)
المسند 5/ 205. وهو من طرق عن ابن عَقيل محمّد في المعجم الكبير 1/ 122 (376)، والسنن الكبرى 2/ 234، والمختارة 1/ 149 - 151 (1365 - 1368)، وإتحاف الخيرة 6/ 75 (5496): وقال الهيثمي في المجمع 5/ 139: فيه عبد اللَّه بن محمّد بن عقيل، وهو حسن الحديث، وفيه ضعف.
(4)
المسند 5/ 205، والبخاريّ 10/ 434 (6003).
(5)
المسند 5/ 210 من طريق يحيى بن سعيد عن التيميّ عن أبي عثمان. وهو في البخاريّ 7/ 88 (3735) من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان.
الصبيَّ وَنَفْسُه تَقَعْقَع، قال: فَدَمَعَتْ عيناه، فقال سعد: يا رسولَ اللَّه، ما هذا؟ قال:"هذه رحمةٌ جعلَها اللَّه سبحانه وتعالى في قلوب عباده، وإنّما يرحمُ اللَّهُ من عباده الرحماءَ".
أخرجاه (1).
(77)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهريّ عن عامر بن سعد عن أبي وقّاص عن أُسامة بن زيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ هذا الوباءَ رِجزٌ أهلكَ اللَّهُ به الأممَ قبلكم، وقد بقي منه في الأرض شيء يجيءُ أحيانًا ويذهب أحيانًا، فإذا وقع بأرضٍ فلا تخرجوا منها، وإذا سَمِعْتُم به في أرضٍ فلا تأتوها".
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن بشر قال: حدّثنا محمّد بن عمرو عن محمّد بن المنكدر عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أُسامة بن زيد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سَمِعْتُمْ بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرضٍ فلا تخرجوا فِرارًا منه".
الطّريقان في الصحيحين (2).
(78)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: أخبرنا عبد الملك قال: حدّثنا عطاء قال: قال أسامة:
كنتُ رديفَ النبيّ صلى الله عليه وسلم بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقتُه فسَقَطَ خِطامُها، فتناول الخِطامَ بإحدى يديه وهو رافع اليدَ الأُخرى (3).
(1) المسند 5/ 205. وهو في البخاريّ 3/ 151 (1284)، ومسلم 2/ 635 (923) كلاهما من طريق عاصم الأحول به، وما فوق عاصم عن أحمد ثقات. وينظر الاختلاف في أسماء من كان مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في الفتح 3/ 157.
(2)
المسند 5/ 207، 208. وروى في المسند في مواضع: 200، 202، 206، 209، 210. وهو في البخاريّ 6/ 93 (3473)، 10/ 178 (5728)، 12/ 344 (6974)، ومسلم 4/ 1739، 1740 (2218) بروايات وطرق.
(3)
المسند 5/ 209 والنسائي 5/ 254، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 258 (2824)، واختاره الضياء 4/ 123، 124 (1334، 1335)، وقال الألباني: إسناده صحيح.
(79)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن أشعث عن الحسن عن أسامة بن زيد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أفطرَ الحاجمُ والمُستحجِم"(1).
(80)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد وإسماعيلُ عن التّيميّ عن أبي عثمان عن أسامة عن زيد:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنةً أضَرَّ على الرجال من النساء".
أخرجاه (2).
* * * *
(1) المسند 5/ 210، والحسن حديثه عن أسامة مرسل، ففي الحديث انقطاع. وأخرج الضياء الحديث في المختارة 4/ 95، 96 (1308، 1309). وقال عنه في المجمع 3/ 171: والحسن مدلّس، وقيل: لم يسمع من أسامة. وقد رويت أحاديث في ذلك عن عدد من الصحابة. ينظر أبو داود 2/ 308 (2367)، وابن ماجة 1/ 537 (1679) وما بعدهما. روى الترمذي 3/ 144 (774) حديثًا عن رافع، وقال: وفي الباب عن. . . وأسامة بن زيد. . . ثم ذكر قول أهل العلم في حجامة الصائم، واختلافهم فيه.
(2)
المسند 5/ 210. وهو في البخاريّ 9/ 137 (5096)، ومسلم 4/ 2097 (2740) كلاهما من طريق سليمان التيمي. وشيخا أحمد ثقات.