الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(41) مسند بشير بن مَعْبَد بن شَراحيل السَّدُوسيّ
وكان اسمه في الجاهلية زَحْمًا، فسمّاه رسول اللَّه بشيرًا. ويعرف بالخَصاصِية، وهي امرأة من جدّاته. وقيل: أُمّه (1).
(757)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن أبي بُكير قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط الشيباني عن أبيه عن ليلى امرأة بشير بن الخصاصية عن بشير قال:
وكان قد أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم واسمه زَحْم، فسمّاه رسول اللَّه بشيرًا (2).
(758)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن إياد قال: سمعْتُ إيّاد بن لقيط يقول: سمعتُ ليلى امرأة بشير:
أنّه سأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أصومُ يوم الجمعة ولا أُكَلِّم ذلك اليومَ أحدًا. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَصُمْ يوم الجمعة إلّا في أيّام هو أحدُها، أو في شهر. وأمّا ألّا تُكلِّمَ أحدًا، فلعمري، لأن تكلَّمَ بمعروف، وتَنهى عن مُنكر خَير من أن تسكت"(3).
(759)
الحديث الثالث: وبه عن ليلى قالت:
أردْتُ أن أصومَ يومين مواصلةً، فمنَعني بشير وقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عنه. وقال: "تفعلُ ذلك النّصارى، ولكن صوموا كما أمرَكم اللَّه عز وجل، وأتِمُّوا الصيام إلى
(1) الطبقات 6/ 120، 7/ 39، والآحاد 3/ 269 ومعرفة الصحابة 1/ 400، والاستيعاب 1/ 156، 1/ 363، والإصابة 1/ 163 وينظر صحيح ابن حبّان 7/ 441.
وأحاديثه تسعة - التلقيح 370.
(2)
المسند 5/ 225. ورجاله ثقات رجال الصحيح، عدا ليلى، روى لها البخاريّ في الأدب، ووثّقها ابن حبّان. ويقال: لها صحبة. وينظر المصادر السابقة، والأدب المفرد 2/ 415 (775).
(3)
المسند 5/ 225، والمعجم الكبير 2/ 31 (1232). إسناده صحيح. قال الهيثمي في المجمع 3/ 202: رجاله ثقات.
الليل، فإذا كان الليلُ فأفطروا" (1).
(760)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عدي قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن عمرو الرّقّي عن زيد بن أبي أُنَيسة قال: حدّثنا جَبَلة بن سُحيم عن أبي المثنَى العبديّ قال: سمعْتُ السّدوسي - يعني ابن الخصاصيّة قال:
أتيتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأُبايِعَه، فاشترطَ عليَّ شهادةَ أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ مُحمّدًا عبدُه ورسولُه، وأن أُقيمَ الصلاة، وأن أؤدّيَ الزّكاة، وأن أحجَّ حَجَّةَ الإسلام، وأن أصومَ شهر رمضان، وأن أُجاهدَ في سبيل اللَّه. فقلتُ: يا رسول اللَّه، أما اثنتان فواللَّه ما أُطيقهما: الجهاد، فإنّهم زعموا أن من ولّى الدُّبُر فقد باء بغضبٍ من اللَّه، فأخاف إنّ حضرتُ ذلك جَشِعَتْ نفسي وكَرِهْتُ الموت. والصدقة، فواللَّه مالي إلا غُنَيمة وعشر ذَود، هنّ رِسْل (2) أهلي وحَمولتهم. فقبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يده، ثم حرَّك يده، ثم قال:"فلا جهادَ ولا صدقة، فَبِمَ تدخلُ الجَنّة إذن؟ " قلت: يا رسول اللَّه، أنا أُبايعك، فبايعْتُه عليهنّ كلِّهنّ (3).
(761)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أسود بن شيبان عن خالد بن سُمير عن بَشير بن نَهيك عن بشير بن الخصاصِية قال:
كنتُ أماشي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذًا بيده، فقال لي:"يا ابنَ الخصاصِية، ما أصبحت تَنْقِمُ على اللَّه تبارك وتعالى، أصبحت تماشي رسوله". قال: قلت: ما أصبحْتُ أنقِمُ على اللَّه شيئًا، قد أعطاني اللَّه تبارك وتعالى كلَّ خير. قال: فأتَينا على قبور المشركين، فقال:"لقد سبق هؤلاء خيرًا كثيرًا" ثلاث مرّات. ثم أتينا على قبور المسلمين، فقال: "لقد أدرك
(1) المسند 5/ 224، والكبير 2/ 31 (1231)، قال الهيثمي - المجمع 3/ 161: رواه أحمد والطبراني في الكبير، وليلى لم أجد من ذكرها، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
ويُنبّه إلى أن الهيثمي قال في الحديث السابق: وقد قيل: إنها صحابيّة!
(2)
الذّود: من ثلاثة إلى عشرة من الإبل. والرِّسل: اللبن.
(3)
المسند 5/ 224، ومن طريق عُبيد اللَّه بن عمرو في المعجم الكبير 2/ 31 (1233) والأوسط 2/ 76 (1148). ونسبه لهما الهيثمي في المجمع 1/ 47 وقال: رجال أحمد موثّقون. ورجال الحديث رجال الشيخين عدا أبي المثنى العبديّ، مؤثر بن عَفازة، روى له ابن ماجة، ووثّقه ابن حبّان. التهذيب 7/ 248. وقال في التقريب 2/ 607: مقبول.
هؤلاء خيرًا كثيرًا" ثلاث مرّات يقولها. قال: فبصُر برجلٍ يمشي بين المقابر في نعليه، فقال: "وَيحَكَ يا صاحبَ السِّبْتَين، ألْقِ سِبْتَيك" مرّتين أو ثلاثًا. فنظر الرّجلُ، فلما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خلعَ نعلَيه (1).
* * * *
(1) المسند 5/ 83، والحديث من طريق الأسود في النسائي 4/ 96، وأبي داود 3/ 217 (3230)، وابن ماجة 1/ 499 (1568)، والأدب المفرد 2/ 415 (775)، وصحّحه ابن حبّان 7/ 41 (3170)، والحاكم والذهبي 1/ 373، والألبانيّ.
والسّبت: الجلد المدبوغ.