الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(82) مسند ثَوبان مولى رسول اللَّه
(1)
(789)
الحديث الأول: حدّثنا مسلم قال: حدّثني الحسن بن علي الحُلواني قال: حدّثنا أبو تَوبةَ الربيع بن نافع قال: حدّثنا معاوية بن سَلام عن زيد -يعني أخاه- أنّه سمع أبا سلّام قال: حدّثني أبو أسماء الرَّحَبي (2) أن ثوْبان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدّثه قال:
كنتُ قائمًا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجاء حَبْرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمّد، فدفعْتُه دَفعةً كاد يُصْرَعُ منها، فقال: لِمَ تدفعُني؟ فقلت: ألا تقول يا رسول اللَّه! فقال اليهوديّ: إنّما ندعوه باسمه الذي سمّاه به أهلُه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنّ اسمي محمّد الذي سمّاني به أهلي، فقال اليهوديّ: جئتُ أسألُك. فقال رسول اللَّه: "أينفعُك إنّ حدَّثْتُك؟ " قال: أسمعُ بأُذُنيّ. فنَكَتَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بعُود معه، فقال:"سَلْ". فقال اليهوديّ: أين يكون النّاسُ يوم تُبَدّلُ الأرضُ غيرَ الأرض والسمواتُ؟ فقال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هم في الظُّلمة دون الجسر" قال: فمن أوّل النّاس إجازةً؟ فقال: "فقراء المهاجرين" قال اليهودي: فما تُحْفَتُهمّ (3) حين يدخلون الجنّة؟ قال: "زيادة كبد النون (4) " قال: فما غِذاؤهم في إثْرِها؟ قال: "يُنْحَرُ لهم ثور الجنّة الذي كان يأكلُ من أطرافها". قال: فما شرابُهم عليه؟ قال: "من عين فيها تُسَمّى سلسبيلًا" قال: صَدَقْتَ. قال: وجئت أسألُك عن شيء لا يعلمه أحدٌ من أهل الأرض إلا نبيٌّ أو رجل أو رجلان. قال: "ينفعك إنّ حدَّثْتكَ؟ " قال: أسمعُ بأُذُنيّ. قال: جئتُ أسألُك عن الولد. قال: "ماءُ الرّجل أبيضُ، وماءُ المرأة أصفرُ، فإذا اجتمعا فعلا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأة أذكَرا بإذن اللَّه تعالى، وإذا علا مَنِيُّ المرأةِ مَنِيَّ
(1) الطبقات 7/ 281، والآحاد 1/ 331، ومعرفة الصحابة 1/ 501، والاستيعاب 1/ 210، والتهذيب 1/ 418، والسير 3/ 15، والإصابة 1/ 205.
وثوبان ممّن انفرد بالرواية عنهم مسلم، فأخرج له عشرة أحاديث. الجمع (182). أما ما أخرج له من الأحاديث فثمانية وعشرون ومائة كما ذكر في التلقيح 365.
(2)
أبو سلّام، هو ممطور الحبشيّ، جدّ معاوية وزيد، وأبو أسماء الرّحبي هو عمرو بن مَرْثَد.
(3)
التحفة: ما يهدي للضيف ويقدّم له.
(4)
النون: الحوت.
الرّجل آنثا (1) بإذن اللَّه تعالى. قال اليهوديُّ: لقد صدقْتَ، وإنّك لنبيٌّ، ثم انصرف. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لقد سألَني هذا عن الذي سألَني عنه ومالي علمٌ بشيء منه، حتى أتاني اللَّه عز وجل به".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(790)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا أبو قبيل قال: سمعْتُ أبا عبد الرحمن المُرّي (3) يقول: سمعْتُ ثوبانَ مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أُحِبُّ أنّ لي الدُّنيا وما فيها بهذه الآية: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ. . .} إلى آخر الآية [الزمر: 53]. فقال رجلٌ: يا رسول اللَّه، فمن أَشركَ؟ فسكت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم قال: "إلّا مَن أشرك" ثلاث مرّات.
(791)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصّمد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن جُحادة قال: حدّثني حُميد الشامي عن سُليمان المُنبِهي عن ثوبان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
كان رسول اللَّه إذا سافر، آخرَ عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأوّل من يدخُلُ عليها إذا قدم فاطمة. قال: فقَدِمَ من غزاة له، فأتاها فإذا هو بمِسْحٍ على بابها، ورأى على الحسن
(1) أذكرا وآنثا: رُزقا ذكرًا، أو أنثى.
(2)
مسلم 1/ 252 (315). وينظر شرح مشكل الآثار 7/ 89.
(3)
المسند 5/ 275، وفيه: حدّثنا حسن وحجّاج قالا: حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو قبيل قال: سمعت أبا عبد الرحمن المرّى يقول (قال حجّاج: عن أبي قبيل حدّثني أبو عبد الرحمن الجبلاني) أنّه سمع ثوبان. . . . وصوّبها محقّق الإتحاف 3/ 58، والأطراف 1/ 669 إلى: . . . أبو عبد الرحمن المقرئ، وأبو عبد الرحمن الحبلي. وجاء في تفسير ابن كثير 4/ 62: أبو عبد الرحمن المزني. والحديث في الأوسط 1/ 144 (176) عن ابن لَهيعة عن أبي قبيل عن أبي عبد الرحمن الحُبلي. وقد ذُكر في التعجيل 499: أبو عبد الرحمن الجبلاني، عن ثوبان وعنه أبو قبيل. وجعل المزّي في التهذيب 1/ 418 من الرواة عن ثوبان: أبا عبد الرحمن الجُبلاني.
وابن لهيعة ضعيف الحديث. قال ابن كثير: تفرّد به الإمام أحمد. وقد حسّن الهيثمي الحديث 10/ 217، مع حكمه مرّات على ابن لَهيعة بأن فيه ضعفًا، وحديثه حسن.
والحسين قَلْبَين (1) من فضّة، فرجع ولم يدخل عليها، فلمّا رأت ذلك فاطمةُ ظنّت أنّه لم يدخل عليها من أجل ما رأى، فهَتَكت السِّترَ، ونَزَعتِ القُلبين من الصبيّين فقَطَعَتْهما، فبكى الصبيّان، فقسَمته بينهما، فانطلقا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان، فأخذه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منهما، فقال:"يا ثوبانُ، اذهب بهذا إلى بني فلان -أهل بيت بالمدينة- واشتر لفاطمة قلادة من عَصَب وسوارين من عاج، فإن هؤلاء أهلُ بيتي، ولا أُحِبّ أن يأكلوا طيّباتِهم في حياتهم الدنيا"(2).
قال الليث: سُمّي العَصَب عصبًا لأن غزله يُعصب: أي يُفتل ثم يُصبغ ثم يُحاك (3). وأما العاج فحكى ابن قتيبة في "الغريب" عن الأصمعي أن المراد بالعاج خشب الذَّبل.
(792)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا إسماعيل عن عيّاش عن راشد بن داود الأُملوكي عن أبي أسماء الرَّحَبي عن ثوبان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (4): "إنّا مُدْلِجون (5)، فلا يُدْلِجَن مُصْعِب ولا مُضْعِف" فأدلج رجل على ناقةٍ له صَعبة، فسقط فاندقّت فخذُه فمات، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه، ثم أمرَ مناديًا ينادي في النّاس:"إنّ الجنّة لا تَحِلّ لعاصٍ، إنّ الجنّة لا تَحِلّ لعاصٍ" ثلاث مرّات (6).
(1) المِسْح: الكساء. والقُلْب: السَّوار.
(2)
المسند 5/ 275. ومن طريق عبد الوارث -أبي عبد الصمد- في سنن أبي داود 4/ 87 (4213)، والمعجم الكبير 2/ 101 (1453). قال ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 315 بعد أن رواه بهذا الإسناد: هذا الحديث لا يصحّ، قال أحمد: حُميد لا أعرفه. قال يحيى: ولا المنبهيّ سُليمان أيضًا. ونقل البيهقي 1/ 26 عن أبي أحمد بن عديّ: حُميد الشامي هذا إنما أُنكر عليه هذا الحديث، ونقل عن أحمد: لا أعرفه، وكذا ابن معين. وذكر الذهبي في الميزان 1/ 617 إنكار الحديث عليه. وقال الألباني: ضعيف الإسناد، منكر.
(3)
هذه عن الأزهري في التهذيب 2/ 47. وينظر النصّ في العين 1/ 309.
(4)
في المسند: "في مسير له".
(5)
أدلج: سار من أوّل الليل. وادّلج: سار وسطه، أو الليل كلّه.
(6)
المسند 5/ 275، والمعجم الكبير 2/ 98 (1436) عن راشد. وصحّح الحاكم إسناده 2/ 145 على شرط الشيخين، وسكت الذهبي! وقال في المجمع 3/ 41: إسناده حسن. وراشد روى له النسائي، وقال عنه ابن معين: ليس به بأس، ثقة. وقال البخاريّ: فيه نظر. ينظر التهذيب 2/ 445.
(793)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني أبو عمّار شدّاد عن أبي أسماء الرَّحَبيّ عن ثوبان مولى رسول اللَّه قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرّات. ثم قال: "اللهمَّ أنت السّلامُ ومنكَ السّلام، تبارَكْتَ يا ذا الجلال والإكرام".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(794)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمّد قال: حدّثنا ابن عيّاش عن محمّد بن المهاجر عن العبّاس بن سالم اللّخميّ قال:
بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلّام الحبشي، فحُمِل إليه على البريد ليسألَه عن الحوض، فقُدِمَ به عليه، فسأله فقال: سمعْتُ ثوبان يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ حوضي من عدن إلى عمّان البلقاء، ماؤه أشدُّ بياضًا من اللّبن، وأحلى من العسل، وأكاويبُه عددُ النجوم. من شَرِبَ مِنه شَربةً لم يظمأ بعدها أبدًا. أوّل الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين". فقال عمر بن الخطّاب: من هم يا رسول اللَّه؟ قال: "هم الشُّعْث رؤوسًا، الدُّنْسُ ثيابًا، الذين لا ينكحون المُتَنَعِّمات، ولا تُفْتَحُ لهم أبوابُ السُّدَد".
فقال عمر بن عبد العزيز: لقد نكحت المُتَنَعّمات، وفُتِحَت لي أبوابُ السُّدَد، إلا أن يرحمني اللَّه. واللَّه -لا جرم- لا أدهن رأسي حتى يَشْعَثَ، ولا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتّى يَتّسِخَ (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن سالم عن معدان عن ثوبان:
(1) المسند 5/ 275، ومن طريق عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي أخرجه مسلم 1/ 414 (591) وأبو المغيرة، عبد القدوس بن الحجّاج ثقة، روى له الجماعة.
(2)
المسند 5/ 275. وهو من طريق محمّد بن المهاجر في الترمذي 4/ 543 (2444) وقال: غريب من هذا الوجه. وابن ماجة 2/ 438 (4303)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين 4/ 184، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني - الصحيحة 3/ 70 (1082).
أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أنا بعُقْر حوضي يوم القيامة، أذود عنه النّاس لأهل اليمن وأضربهم بعصاي حتى يَرْفَض (1) عنهم". قيل للنبيّ صلى الله عليه وسلم: ما سعته؟ قال: "من مقامي إلى عمّان، يَغُثُّ فيه ميزابان يَمُدّانه"(2).
انفرد بإخراجه مسلم، وزاد فيه:"أحدهما من ذهب والآخر من وَرِق"(3).
عُقر الحوض: مؤخره (4).
ومعنى يَغٌثٌ فيه ميزابان: أي يدفُقان الماء دفقًا متتابعًا.
(795)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا شيح عن ثوبان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من قتلَ صغيرًا أو كبيرًا، أو أحرق نخلًا، أو قطع شجرة مثمرة، أو ذبح شاة لإهابها، لم يرجع كَفافًا"(5).
قلتُ: كأنّ الإشارة إلى الغَزاة، والمعنى أنّه يرجع آثمًا.
(796)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام وأبان قالا: حدّثنا قتادة عن سالم عن مَعدان عن ثوبان:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن فارقَ الرُّوح الجسدَ وهو بريء من ثلاث دخل الجنّة: الكِبر، والدَّين، والغُلول"(6).
هكذا روي لنا "الكِبر" وقال الدارقطني: إنما هو الكنز، بالنون (7).
(1) أذود: أمنع. ويرفض: يسيل.
(2)
في مسلم: "يمدّانه من الجنّة".
(3)
المسند 5/ 280، ومن طريق قتادة في مسلم 4/ 799 (2301). وعفّان وهمّام من رجال الشيخين.
(4)
وقيل: موضع الشّارب.
(5)
المسند 5/ 276. قال الهيثمي: فيه راو لم يُسَمّ، وابن لهيعة فيه ضعف - المجمع 5/ 320. والإهاب الجلد.
(6)
المسند 5/ 276 وإسناده صحيح. ومن طرق عن سعيد عن قتادة في ابن ماجة 6/ 802 (2413) والحاكم والذهبي 2/ 26، وابن حبّان 1/ 427 (198)، وفيها "الكبر". وفي الترمذي 4/ 117 (1572) من طريق أبي عوانة في قتادة عن سالم عن ثوبان (دون ذكر معدان) وفيه "الكبر" وفي 4/ 118 (1573) عن سعيد عن قتادة عن سالم عن معدان، وفيه "الكنز". قال: ورواية سعيد أصحّ.
(7)
ذكر العراقي في المغني عن الأسفار 3/ 338 كلام ابن الجوزيّ هذا. وينظر تصحيفات المحدّثين 140، والتطريف في التصحيف 23.
(797)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن أبي الجُوديّ عن بَلْج عن أبي شيبة المَهْريٌ - وكان قاصّ النّاس بقسطنطينية قال:
قيل لثوبان: حدِّثْنا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن مَعدان عن أبي الدّرداء:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر. قال: فلقيتُ ثوبانَ في مسجد دمشق، فسألْتُه عن ذلك، فقال: أنا صبَبْتُ الماءَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وَضوءه (2).
(798)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو قَطَن قال: حدّثنا هشام عن قتادة عن سالم بن أبي الجَعد عن مَعدان بن أبي طلحة عن ثوبان:
أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من تَبعَ جنازة فله قِيراط، ومن شَهِدَ دفنَها فله قيراطان. قيل: وما القيراطان؟ قال: "أصغرهما مثل أحُد".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(799)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: سمعْتُ الأوزاعي يقول: حدّثني الوليد بن هشام المُعَيطي قال: حدّثني معدان ابن طلحة (4) اليعمريّ قال: لقيت ثوبان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلتُ:
أخبرني بعمل أعملُه يدخلُني اللَّه به الجنّة. أو قال: قلتُ: بأحبّ الأعمال إلى اللَّه.
(1) المسند 5/ 276، وشرح مشكل الآثار 4/ 378 (1677) من طريق شُعبة. وضعّف المحقّق إسناده، ولكنه قوّى متنه، للرواية التالية.
(2)
المسند 5/ 277. وسنن أبي داود 2/ 310 (2381) عن يحيى عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يعيش. وصحّح الحاكم والذهبي الحديث 1/ 426. وينظر رواياته وأسانيده والتعليق عليه في: شرح المشكل 4/ 375 - 377 (1674 - 1676)، وابن خزيمة 3/ 224 - 225 (1956 - 1959)، وابن حبّان 3/ 377 (1097).
(3)
المسند 5/ 276. ومسلم 2/ 654 (946) من طريق هشام وغيره عن قتادة، وأبو قطن عمرو بن الهيثم ثقة. روى له البخاري في الأدب، والباقون.
(4)
يقال: ابن طلحة. وابن أبي طلحة.
فسكت، ثم سألْتُه فسكت، ثم سألْتُه الثالثة فقال: سألْتُ عن ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "عليك بكثرة السُّجود، فإنه لا تسجد للَّه سجدةً إلّا رفعك اللَّه بها درجةً، وحطّ عنك بها خطيئة".
قال معدان: ثم لقيتُ أبا الدّرداء فقال لي مثلَ ما قال ثوبان.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني الوليد بن هشام عن معدان قال:
قلتُ لثوبان: حدّثنا حديثًا ينفعُنا اللَّه به. فقال: سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبدٍ يسجد للَّه سجدةً إلّا رفعه اللَّه بها درجةً، وحطّ عنه بها خطيئة"(2).
(800)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن سالم عن ثوبان قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "استقيموا ولن تُحصوا. واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة. ولن يُحافظ على الوضوء إلّا مؤمن"(3).
تحصوا بمعنى تطيقوا. كقوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} [المزمل: 20].
(801)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن أبي قِلابة عمّن حدثه عن ثوبان قال:
(1) المسند 5/ 276، ومسلم 1/ 353 (489).
(2)
المسند 5/ 280. وإسناده صحيح كسابقه. وقريب منه في الترمذي 1/ 230 (388) من طريق الأوزاعي.
(3)
المسند 5/ 276. ومن طريق سالم صحّحه الحاكم 1/ 130 على شرطهما، ووافقه الذهبي - وعن سالم في ابن ماجة 1/ 101 (277). وقال في الزوائد: رجال الإسناد ثقات أثبات، إلا أن فيه انقطاعًا بين سالم وثوبان. لكن أخرجه الدّارمي وابن حبّان في صحيحه من طريق ثوبان متصلًا. وقال المنذري في الترغيب 1/ 221 (311): رواه ابن ماجة بإسناد صحيح، والحاكم وقال. . . وذكر البغوي في شرح السنة 1/ 327 (155) الانقطاع في الحديث، والرواية المتصلة له. وأخرجه ابن حبان في صحيحه 3/ 311 (1037) عن أبي كبيشة عن ثوبان، وأوله:"سدّدوا وقاربوا. . . ". والطريقان في الدارمي 1/ 133 (661، 662).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيّما امرأةٍ سألت زوجَها الطّلاقَ من غير ما بأس، فحرامٌ عليها رائحة الجنّة"(1).
(802)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا مسلم والترمذي قالا: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن أبي قِلابة عن أبي أسماء عن ثوبان:
أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أفضلُ الدنانير (2) دينارٌ يُنْفِقُهُ الرّجلُ على عِياله، ودينارٌ يُنْفِقُه الرّجل على دابّته (3)، ودينار يُنفقه الرجلُ على أصحابه في سبيل اللَّه".
قال أبو قِلابة بدأ بالعيال، ثم قال: وأيّ رجل أعظم أجرًا من رجل يُنْفِقُ على عيالٍ له صغارٍ، يُعِفُّهم اللَّه به ويُغنيهم اللَّه به.
انفرد بإخراجه مسلم (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن أبي قِلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أفضلُ دينار دينارٌ يُنفقهُ الرجلُ على عياله، ثم على نفسه (5) في سبيل اللَّه، ثم على أصحابه في سبيل اللَّه"(6).
(803)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قِلابة عن أبي أسماء عن ثوبان:
(1) المسند 5/ 277. وقد ذكر في المصادر الذي بين أبي قِلابة وثوبان، وهو أبو أسماء الرّحبي، ومن طرق عن أيوب عن أبي قِلابة عن أبي أسماء في المسند 5/ 283، وأبي داود 2/ 268 (2226)، والترمذي 3/ 493 (1187) -وروى الرواية الأخرى التي لم يذكر فيها أبو أسماء- وابن ماجة 2/ 663 (2055). وصحّحه ابن حبّان 9/ 490 (4184)، والحاكم والذهبي 2/ 200، إلا أنهما جعلاه على شرط الشيخين، مع أن أبا أسماء من رجال مسلم، وصحّحه الألباني في السنن.
(2)
في المصدرين: "أفضل الدينار".
(3)
فيهما: "في سبيل اللَّه. . . ".
(4)
مسلم 2/ 691 (994)، والترمذي 4/ 304 (1966) وقال حسن صحيح: وعن حجّاج عن حمّاد في المفرد 1/ 397 (748).
(5)
روي الحديث في ابن ماجة 2/ 922 (2760) وفيه هنا "على فرسه".
(6)
المسند 5/ 279. وإسناده صحيح كسابقه. وفيه قول أبي قِلابة: فبدأ بالعيال.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتى على رجلٍ يحتجم في رمضان، فقال:"أفطرَ الحاجمُ والمحجوم"(1).
(804)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن ثور عن راشد بن سعد عن ثوبان قال:
بعث رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم سَرِيّة فأصابَهم البردُ، فلما قَدِموا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم شكَوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرَهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين (2).
التّساخين: الخِفاف. ويقال الجوارب.
(805)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحسن بن سَوّار قال: حدّثنا ليث بن سعد عن معاوية عن عتبة أبي أميّة عن أبي سلام الأسود عن ثوبان أنّه قال:
رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توضّأ ومسح على الخُفّين، وعلى الخِمار، ثم العِمامة (3).
(806)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن محمد بن قيس عن عبد الرحمن بن يزيد عن ثوبان قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من يتقبّل لي بواحدة وأَتَقَبّل له بالجنّة" قال: قلت: أنا قال: "لا
(1) المسند 5/ 277. ورجاله ثقات. وهو في سنن أبي داود 2/ 308 (2367، 2370)، وابن ماجة 1/ 537 (1680)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 226 (1962، 1963)، وابن حبّان 8/ 301 (3532)، والحاكم والذهبي 1/ 427، من طرق عن يحيى، وينظر التلخيص 2/ 785 وفي الترمذي 3/ 144 (774) روى حديث رافع بن خديج. ثم قال: وفي الباب عن. . . وشدّاد بن أوس وثوبان، ثم نقل عن الإمام أحمد أن أصحّ شيء في الباب حديث رافع، وعن عليّ بن عبد اللَّه (ابن المديني): أصحّ شيء في هذا الباب حديث ثوبان وشدّاد، لأن يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة الحديثين جميعًا.
(2)
المسند 5/ 277، وعنه أبو داود 1/ 136 (146). وصحّحه الحاكم 1/ 169 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني. وقال ابن حجر في التلخيص 1/ 131 (93) منقطع. وراشد روى له أصحاب السنن، قال عنه في التقريب 1/ 168: كثير الإرسال، وذكر أبو حاتم في الجرح والتعديل 3/ 483، والمزي في التهذيب 2/ 445 أنّه روى عن ثوبان. ولكن نُقل عن أحمد أن راشدًا لم يسمع من ثوبان. ينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 1/ 363، وحاشية التهذيب.
(3)
المسند 5/ 281. ومن طريق معاوية بن صالح عن عتبة في المعجم الكبير 2/ 92 (1409) وفيه. وعلى الخمار، يعني العمامة. وفي المجمع 1/ 260: فيه عتبة، ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: يروي المقاطيع.
تسأل النّاس شيئًا" فكان ثوبان يقع سوطُه وهو راكب، فلا يقولُ لأحدٍ ناوِلْنيه، حتى ينزلَ فيتناولَه (1).
(807)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن عبد اللَّه بن عيسى عن ابن أبي الجعد (2) عن ثوبان قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرّجل لَيُحْرَمُ الرّزقَ بالذّنب يُصيبه، ولا يردُّ القدرَ إلا الدُّعاء، ولا يَزيد في العمر طولًا إلا البِرّ"(3).
(808)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن شريك عن عليّ بن زيد عن أبي قِلابة عن أبي أسماء (4) عن ثوبان قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتُم الرّايات السُّودَ قد جاءت من قبَل خُراسانَ فأتوها، فإن فيها خليفة المهدي"(5).
عليّ ضعيف (6).
(809)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن الأعمش عن سالم عن ثوبان قال:
(1) المسند 5/ 277. وروي 5/ 275، 276 "من يتكفّل لي. . ". ومن طريق وكيع أخرجه ابن ماجة 1/ 588 (1837)، ومن طريق ابن أبي ذئب أخرجه النسائي بمعناه 5/ 96، وصحّحه الألباني. وصحّح الحاكم حديث "من يتكفل لي. . . "، من طريق آخر عن ثوبان، ووافقه الذهبي 1/ 412.
(2)
في المسند "عبد اللَّه بن أبي الجعد". وقد روى له النسائي وابن ماجة، ووثقه ابن حبّان - التهذيب 4/ 101. قال الذهبي في الميزان 2/ 400: وعبد اللَّه هذا وإن كان قد وُثّق، فيه جهالة.
(3)
المسند 5/ 277. ورجاله رجال الصحيح غير ابن أبي الجعد. ومن طرق عن سفيان في ابن ماجة 1/ 35 (90)، 2/ 1334 (4022)، والمعجم الكببر 2/ 100 (1442)، وصحّح الحاكم إسناده 1/ 493، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 3/ 53 (872) وينظر الصحيحة 1/ 287 (154).
(4)
"عن أبي أسماء" ليس في المسند ولا الأطراف.
(5)
المسند 5/ 277، وإسناده ضعيف، فعليّ بن زيد بن جدعان ضعيف، وشريك سيّئ الحفظ، يُنظر العلل المتناهية 2/ 377، 379 (1445)، وذخيرة الحفاظ 1/ 318 (306)، والميزان 3/ 284 (6424). وينظر أيضًا القول المسدد 53. وقد صحّح الحاكم والذهبي حديثًا قريبًا منه، من طريق سفيان عن خالد الحذّاء عن أبي قِلابة عن أبي أسماء عن ثوبان 4/ 463.
(6)
وهو ابن جدعان. وقد أشرنا مرارًا إلى تضعيف الأئمة له.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "استقيموا لقُريشٍ ما استقاموا لكم"(1).
(810)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن عاصم عن خالد عن أبي قِلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ المسلمَ إذا عادَ أخاه المسلمَ لَمْ يَزَلْ في مَخْرَفة الجنّة حتى يرجع"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عاصم الأحول عن عبد اللَّه بن زيد -يعني أبا قِلابة- عن أبي الأشعث الصّنعاني عن أبي أسماء الرَّحَبي عن ثوبان:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من عادَ مريضًا لم يَزل في خُرفة الجنّة". فقيل: يا رسول اللَّه، وما خُرفة الجنّة؟ قال:"جناها".
انفرد بإخراج الطريقين مسلم (3).
(811)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن أبي الزّاهرية عن جُبير بن نفير عن ثوبان قال:
ذبح رسول اللَّه أُضحية ثم قال: "يا ثوبانُ أصلح لحمَ هذه الشاة" قال: فما زِلْتُ أُطعم رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم منها حتى قَدِم المدينة.
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(812)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عمرو بن مُرة عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال:
لمّا نزلَ في الفضّة والذهب ما نزل، قالوا: فأيّ المال نَتَّخِذ؟ قال عمر: أنا أعلمُ لكم
(1) المسند 5/ 277. وفي الفتح 13/ 116: رجاله ثقات، إلا أنّ فيه انقطاعًا. وضعفه الألباني لأن سالمًا لم يسمع من ثوبان. الضعيفة 4/ 147 (1643)، وضعيف الجامع 1/ 270 (925).
(2)
المسند 5/ 279.
(3)
المسند 5/ 281، والحديث من طرق عن عاصم وخالد وغيرهما عن أبي قِلابة في مسلم 4/ 1989 (2568).
(4)
المسند 5/ 277، ومسلم 3/ 1563 (1975) من هذه الطريق وغيرها.
ذلك. قال: فأوضعَ على بعير فأدرَكه وأنا في أثَره، فقال: يا رسول اللَّه، أيَّ المال نتخذُ؟ قال:"ليتَّخِذْ أحدُكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وزوجةً تُعينه على أمر الآخرة"(1).
(813)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُليمان بن حرب قال: حدّثنا حمّاد - يعني ابن زيد عن أيوب عن أبي قِلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل زوى (2) لي الأرضَ، فرأيْتُ مشارقَها ومغاربَها، وإن مُلكَ أُمّتي سيبلغُ ما زُوي لي منها. وإنّي أُعطيتُ الكَنزين الأحمر والأبيض (3). وإنّي سألْتُ ربّي لأُمّتي ألا يُهْلَكوا بسَنة بعامّة (4)، ولا يُسَلِّطَ عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم يستبيحُ بيضتهم (5). وإنّ ربّي عز وجل قال: يا محمّد، إنّي إذا قضيتُ قضاءً فإنّه لا يُرَدّ، وإنّي أعطيتُك لأمّتك ألا أُهلِكَهم بسنة بعامّة، ولا أُسَلّط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم يستبيحُ بيضَتهم ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها، حتى يكون بعضُهم يسبي بعضًا، وإنّما أخافُ على أُمَّتي الأئمّة المُضلّين، وإذا وُضع في أُمّتي السيفُ لم يُرفع عنهم إلى يوم القيامة، ولا تقومُ الساعةُ حتى تلحقَ قبائل من أُمّتي بالمشركين، حتى تَعْبُدَ قبائلُ من أمّتي الأوثانَ. وإنّه سيكون في أُمّتي كذابون ثلاثون، كلُّهم يزعمُ أنّه نبيّ، وأنا خاتم النبيّين، لا نبيَّ بعدي. ولا يزال طائفة من أُمّتي على الحقّ ظاهرين، لا يضُّرهم من خالَفَهم حتى يأتيَ أمرُ اللَّه عز وجل".
انفرد بإخراجه مسلم (6).
(1) المسند 5/ 282. وعبد اللَّه بن مرّة وثّقه ابن حبّان، وروى له ابن ماجة هذا الحديث - التهذيب 4/ 225. وسائر رجاله رجال الصحيح، إلّا أنّ سالمًا لم يرو عن ثوبان - كما ذكر الأئمة. وأخرجه ابن ماجة 2/ 596 (1856) بهذا الإسناد، وأخرج الترمذي عن سالم عن ثوبان مثله 5/ 257 (3094) وقال عنه: حسن. وصحّحه الألباني. وينظر الصحيحة 5/ 208 (2176).
(2)
زوى: جمع.
(3)
وهما الذهب والفضة.
(4)
السنة العامة: القحط.
(5)
بيضتهم: جماعتهم.
(6)
المسند 5/ 278. وهو في مسلم من طريق حمّاد إلى قوله ". . . حتى يكون بعضهم يسبي بعضًا" 4/ 2215 (2889) وبتمامه في ابن ماجة 4/ 1302 (3952) عن قتادة عن أبي قِلابة. وصحّحه ابن حبّان بتمامه من طريق حمّاد 16/ 220 (7238).
(814)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضر قال: حدّثنا بقيّةُ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سالم وأبو بكر بن الوليد الزُّبيدي عن محمّد بن الوليد الزُّبيدي عن لقمان بن عامر الوَصّابي عن عبد الأعلي بن عديّ البهرانيّ عن ثوبان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
عن رسول اللَّه قال: "عصابتان من أُمّتي أحْرَزَهم اللَّه عز وجل من النّار. عصابة تَغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى بن مريم عليه السلام"(1).
(815)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا المبارك قال: حدّثنا مرزوق أبو عبد اللَّه الحمصي قال: حدّثنا أبو أسماء الرَّحَبي عن ثوبان قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يوشِك أن تَداعى عليكم الأممُ من كلّ أفق كما تداعى الأكَلَةُ على قَصْعَتها" قلنا: يا رسول الَله، أمِنْ قلّةٍ بنا يومئذ؟ قال (2):"تُنْتَزَعُ المهابةُ من قلوب عدوّكم ويُجعل في قلوبكم الوَهْن". قلنا: وما الوَهْن؟ قال: "حُبُّ الحياة، وكراهيةُ الموت"(3).
(816)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثني زيد بن سلّام أن جدّه حدّثه أن أبا أسماء الرَّحَبي حدّثه أن ثوبان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدّثه:
أن ابنةَ هُبيرة دخلت على رسول اللَّه وفي يدها خواتيمُ من ذهب يقال لها الفَتْخ، فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقْرعُ على يَدها بعُصَيّة ويقول لها:"أيسرُّك أن يجعلَ اللَّه في يدك خواتيم من نار؟ " فأتَتْ فاطمة فشكَتْ إليها ما صنع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: فانطلقتُ أنا مع
(1) المسند 5/ 278. وسنن النسائي من طريق أبي بكر الزبيدي عن أخيه محمّد. وصحّحه الشيخ ناصر في الصحيحة 4/ 570 (1934) قال: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات، غير أبي بكر الزبيدي، فهو مجهول الحال، ولكنه مقرون مع عبد اللَّه بن سالم الأشعري، وهو ثقة، من رجال البخاريّ. وبقية صرّح بالتحديث.
(2)
في المسند: "قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، تنتزع. . . ".
(3)
المسند 5/ 278. وأبو داود 1/ 114 (4297) عن أبي عبد السلام عن ثوبان. قال الشيخ ناصر في الصحيحة 2/ 647 (958) عن حديث الإمام أحمد بعد أن ذكر حديث أبي داود: وهذا سند جيّد رجاله ثقات، والمبارك -ابن فضالة- إنما يُخشى منه التدليس، أما وقد صرّح بالتحديث فلا ضير عليه. فالحديث بمجموع الطريقين صحيح عندي، واللَّه أعلم.
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقام خلف الباب، وكان إذا استأذنَ قام خلفَ الباب، قال: فقالت لها فاطمة: انظري إلى هذه السلسلة التي أهداها إليّ أبو حسن. قال: وفي يدها سلسلة من ذهب، فدخل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"يا فاطمة، بالعدل أن يقول النّاس: فاطمة بنت محمّد في يدك سلسلة من نار! " ثم عَذَمها عَذْمًا شديدًا، ثم خرج ولم يقعد. فأمرت بالسلسلة فبِيعت، فاشترَت بثمنها عبدًا فأعتقته. فلمّا سمع بذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم كبّر وقال:"الحمدُ للَّه الذي نجّى فاطمة من النّار"(1).
معنى عَذَمها: أخذها بلسانه.
والحديث محمول على أنّه كان قبل إباحة الحلي للنساء (2).
والفَتْح: خواتيم لا فصوص لها، كنّ النساء يلبسنها في أصابع الرجل.
(817)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: قال أبو بكر عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان قال:
لعن رسول اللَّه الراشيَ والمرتَشي والرائش. يعني الذي يمشي بينهما (3).
(818)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن بكر قال: حدّثنا ميمون أبو محمّد المَرَئيّ قال: حدّثنا محمّد بن عبّاد المخزوميّ عن ثوبان:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من سرَّه النَّساءُ في الأَجَل، والزيادة في الرّزق، فليَصِلْ رَحِمَه"(4).
(1) المسند 5/ 278. والنسائي 8/ 158 من طريق يحيى. قال الألباني: مسند موصول صحيح - الصحيحة 1/ 771 (411). وينظر شرح مشكل الآثار 12/ 301 (4812) وتخريج المحقّق.
(2)
ينظر شرح المشكل 12/ 299، 302.
(3)
المسند 5/ 279. وفي بعض المصادر زيادة أبي إدريس بين أبي زرعة وثوبان. وهو في شرح مشكل الآثار 14/ 331 (5655) من طريق ليث، وفي المعجم الكبير 2/ 94 (1415) مثله، وساقه الحاكم 4/ 103 شاهدًا على أحاديث صحّحها. قال الهيثمي 4/ 201: وفيه أبو الخطاب وهو مجهول. وقال ابن حجر في التلخيص 4/ 1565. في إسناده ليث من أبي سليم. وضعّف محقّق المشكل إسناده، وبعده فيه أحاديث تقوّيه، وكذا في إتحاف المهرة 7/ 185، 186 (6714 - 6719).
(4)
المسند 5/ 279. وفي إسناده ميمون المَرئي، وثّقه ابن حبّان. وقيل: صدوق مدلّس. الميزان 4/ 236، والتهذيب 7/ 296، والتقريب 2/ 616. وللحديث شواهد في الصحيحين: عن أنس للشيخين، وعن أبيّ للبخاري - ينظر الجمع 2/ 482 (1847)، 3/ 245 (2527).
(819)
الحديث الحادي والثلاثون: وبالإسناد عن ثوبان:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ العبدَ ليلتمسُ مرضاة اللَّه عز وجل، فلا يزالُ بذلك، فيقول اللَّه عز وجل لجبريل عليه السلام: إنّ فلانًا عبدي يلتمسُ أن يُرضيَني، ألا وإن رحمتي عليه، فيقول جبريلُ: رحمةُ اللَّه على فلان، ويقولها حَمَلَةُ العرش، ويقولها مَنْ حولَهم، حتى يقولَها أهلُ السّموات السبع، ثم تَهْبِطُ إلى الأرض"(1).
(820)
الحديث الثاني والثلاثون: وبالإسناد عن ثوبان:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُؤْذوا عبادَ اللَّه، ولا تُعَيِّروهم، ولا تطلبوا عوراتِهم، فإنّه مَن طلب عورَة أخيه المسلمِ طلبَ اللَّهُ عورتَه حتى يفضحَه في بيته"(2).
(821)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا ابن عيّاش عن يحيى الحارث الذِّماريّ عن أبي أسماء الرَّحَبي عن ثوبان:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان فشهرٌ بعشرة أشهر، وصيام ستّة أيام بعد الفطر، فذلك تمامُ صِيام السّنة"(3).
(822)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش عن عُبيد اللَّه بن عُبيد الكَلاعي عن زهير عن عبد الرحمن بن جُبير عن أبيه جُبير بن نُفير عن ثوبان:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لكلِّ سَهْوٍ سجدتان بعدَما يُسَلِّم"(4).
(1) المسند 5/ 279. وهو في الأوسط 2/ 139 (1262) من طريق ميمون بن عجلان الثقفي، وقال: لا يروى هذا الحديث عن ثوبان إلا بهذا الإسناد، تفرّد به ميمون. أمّا ميمون بن عجلان فذكره في التعجيل 417، وكأنه غير المرئيّ. على أن الهيثمي ذكر في المجمع 10/ 205: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير ميمون ابن عجلان، وهو ثقة. وذكر 10/ 275. رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات. وحكم ابن كثير على الحديث بأنّه ممّا تفرّد به أحمد. الجامع 2/ 459 (1110).
(2)
المسند 5/ 279. قال الهيثمي 8/ 90: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير ميمون بن عجلان، وهو ثقة.
(3)
المسند 5/ 280، وإسناده صحيح. ومن طرق عن يحيى بن الحارث في سنن ابن ماجة 1/ 547 (1715) وشرح المشكل 6/ 125 (2348)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 298 (2115)، وابن حبّان 8/ 398 (3635)، والألباني.
(4)
المسند 5/ 280. ومن طريق إسماعيل عن الكلاعي عن زهير بن سالم العَنسي في أبي داود 1/ 272 (1038)، وابن ماجة 1/ 385 (1219)، والكبير 2/ 92 (1412)، وحسّن الألباني إسناده.
(823)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن ضَمْضَم بن زُرعة قال: قال شُريح بن عُبيد:
مرض ثوبانُ بحِمص وعليها عبدُ اللَّه بن قرط الأزديّ، فلم يَعُدْهُ، فدخل على ثوبانَ رجلٌ من الكَلاعيين عائدًا، فقال له ثوبان: أَتَكْتُبُ؟ قال: نعم. فقال: اكتبْ. فكتب للأمير عبد اللَّه بن قرط: من ثوبان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أما بعد، فإنّه لو كان لموسى وعيسى عليهما السلام مولى بحضرتك لعُدْتَه، ثم طوى الكتاب، وقال له: أبلِغْهُ إيّاه. قال: نعم. فانطلق الرجل بكتابه فدفعَه إلى ابن قرط، فلما قرأه قام فَزِعًا، فقال الناس: ما شأنُه؟ أحدَثَ أمرٌ؟ فأتى ثوبانَ حتى دخلَ عليه فعادَه وجلسَ عنده ساعة، ثم قام، فأخذ ثوبانُ بردائه وقال: اجلسْ حتى أُحَدَثَك حديثًا سَمِعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، سمعْتُه يقول:"ليدخُلَنّ الجنّةَ من أمّتي سبعون ألف، لا حسابَ عليهم ولا عذاب، مع كل ألفٍ سبعون ألفا"(1).
(824)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه بن جعفر قال: حدّثنا عبد الملك بن عبد اللَّه بن عثمان قال: حدّثنا يزيد بن زُرَيع عن سعيد بن أبي عَروبَة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من سألَ مسألةٌ وهو عنها غَنِيّ، كانت شيئًا في وجهه يومَ القيامة"(2).
(825)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا مرزوق أبو عبد اللَّه الشاميّ قال: حدّثنا سعيد الشاميّ قال: حدّثنا ثوبان:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أصاب أحدَكُم الحُمّى فإنّ الحُمّى قطعة من النّار، فلْيُطْفِئها
(1) المسند 5/ 280، إسناده حسن. وقد أخرج المسند منه الطبراني في الكبير 2/ 92 (1413). وذكر الهيثمي الحديث في المجمع 10/ 410 عنهما، وسكت عنه. ويشهد للحديث ما رواه الترمذي 4/ 540 (2437)، وابن ماجة 2/ 1433 (4286) عن أبي أمامة، وصحّحه الألباني. وما صححه ابن حبّان عن عتبة بن عبد السلمي 16/ 230 (7247).
(2)
المسند 5/ 281. ومن طريق يزيد في الكبير 3/ 91 (1407). قال الهيثمي في المجمع 3/ 99: رجال أحمد رجال الصحيح. وقال المنذري في الترغيب 1/ 623 (1183) رواة أحمد محتجّ بهم في الصحيحين. وينظر الصحيحة 5/ 211 (2179).
عنه بالماء البارد، وليستقبل نهرًا جاريًا، يستقبل جِرية الماء فيقول: بسم اللَّه، اللهمّ اشفِ عبدَك، وصدَّق رسولَك. بعدَ صلاة الفجر قبلَ طلوع الشمس، فيغتمس فيه ثلاث غَمسات، ثلاثة أيّام، فإن لم يَبْرَأ في ثلاث فخَمس، فإن لم يبرأ في خمس فسبع، فإن لم يبرأ في سبع فتسع، فإنّه لا يكاد يجاوز التسع بإذن اللَّه عز وجل" (1).
سعيد مجهول (2).
(826)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا أبو كُريب قال: حدّثنا مُزاحم بن ذوّاد بن عُليّة عن أبيه عن ليث عن أبي الخطّاب عن أبي زُرعة عن أبي إدريس عن ثوبان:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم "قال: "المُخْتَلِعات هنّ المنافقات".
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقويّ (3).
* * * *
آخر المسند وآخر الثاء
(1) المسند 5/ 281، ومن طرق رَوح أخرجه الترمذي 4/ 357 (2084) وقال: غريب. وضعّفه الألباني، والكبير 2/ 102 (1450). وينظر اللآلىء المرفوعة 2/ 218، وتذكرة موضوعات 206.
(2)
وهو سعيد بن زرعة. قال أبو حاتم: مجهول. ووثّقه ابن حبّان، وقال عنه ابن حجر: مستور. روى له الترمذي هذا الحديث. ينظر الجرح 4/ 24، والتهذيب 3/ 158، والتقريب 1/ 205.
(3)
الترمذي 3/ 492 (1186)، وصحّحه الألباني في الصحيحة 2/ 210 (632) وقال عن حديث ثوبان: علّته ليث بن أبي سليم، ضعيف، وشيخه أبو الخطاب مجهول. وله علّة أخرى: فقد ذكر أبو حاتم من طريق أبي بكر بن عياش عن ليث، إلّا أنّه لم يذكر في إسناده أبا ادريس. وقال: وهذا الصحيح قد وصلوه، زادوا فيه رجلًا، ثم قال: ولكن الحديث صحيح، يشهد له ما قبله من الطرق.