المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الخامس في النداء - جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع

[أحمد الهاشمي]

فهرس الكتاب

- ‌علم المعاني

- ‌الباب الأول في تقسيم الكلام إلى خبر وإنشاء

- ‌المبحث الأول في حقيقة الخبر

- ‌المبحث الثاني في كيفية إلقاء المتكلم الخبر للمخاطب

- ‌المبحث الثالث في تقسيم الخبر إلى جملة فعلية وجملة اسمية

- ‌الباب الثاني في حقيقة الانشاء وتقسيمه

- ‌المبحث الأول في الأمر

- ‌المبحث الثاني في النهي

- ‌المبحث الثالث في الاستفهام

- ‌المبحث الرابع في التمني

- ‌المبحث الخامس في النداء

- ‌الباب الثالث في أحوال المسند إليه

- ‌المبحث الأول في ذكر المُسند اليه

- ‌المبحث الثاني في حذف المُسند اليه

- ‌المبحث الثالث في تعريف المسند إليه

- ‌المبحث الرابع في تعريف المسند إليه بالإضمار

- ‌المبحث الخامس في تعريف المسند إليه بالعلميَّة

- ‌المبحث السادس في تعريف المسند إليه بالإشارة

- ‌المبحث السابع في تعريف المسند إليه بالموصولية

- ‌المبحث الثامن في تعريف المسند إليه بأل

- ‌المبحث التاسع في تعريف المسند إليه بالإضافة

- ‌المبحث العاشر في تعريف المسند إليه بالنّداء

- ‌المبحث الحادي عشر في تنكير المسند إليه

- ‌في تقديم المسند إليه

- ‌المبحث الثالث عشر في تأخير المسند إليه

- ‌الباب الرابع في المسند وأحواله

- ‌المبحث الأول في ذكر المسند أو حذفه

- ‌المبحث الثاني في تعريف المسند: أو تنكيره

- ‌المبحث الثالث في تقديم المسند: أو تأخيره

- ‌الباب الخامس في الإطلاق

- ‌المبحث الأول في التقييد بالنَّعت

- ‌المبحث الثاني في التَّقييد بالتوكيد

- ‌المبحث الثالث في التقييد بعطف البيان

- ‌المبحث الرابع في التَّقييد بعطف النَّسَق

- ‌المبحث الخامس في التَّقييد بالبدل

- ‌المبحث السادس في التقييد بضمير الفصل

- ‌المبحث السابع في التقييد بالنّواسخ

- ‌في التّقييد بالشرط التقييد به:

- ‌المبحث التاسع في التقييد بالنفي

- ‌المبحث العاشر في التقييد بالمفاعيل الخمسة ونحوها

- ‌الباب السادس في أحوال متعلقات الفعل

- ‌الباب السابع في تعريف القصر

- ‌المبحث الأول في طرق القصر

- ‌المبحث الثاني في تقسيم القصر باعتبار الحقيقة والواقع إلى قسمين

- ‌المبحث الثالث في تقسيم القصر باعتبار طرفيه

- ‌المبحث الرابع في تقسيم القصر الإضافي

- ‌الباب الثامن في الوصل والفصل

- ‌المبحث الأول في إجمال مواضع الوصل

- ‌المبحث الثاني في مجمل مواضع الفصل

- ‌المبحث الأول في الإيجاز وأقسامه

- ‌المبحث الثاني في الإطناب وأقسامه

- ‌المبحث الثالث في المُساواة

- ‌علم البيان

- ‌الباب الأول في التشبيه

- ‌المبحث الأول في تقسيم طرفي التشبيه إلى حسِّي، وعقلي

- ‌المبحث الثاني في تقسيم طرفي التشبيه: باعتبار الإفراد، والتركيب

- ‌المبحث الثالث في تقسيم طرفي التّشبيه: باعتبار تعدّدهما

- ‌المبحث الرابع في تقسيم التشبيه باعتبار وجه الشبه

- ‌المبحث الخامس في تشبيه التمثيل

- ‌المبحث السادس في أدوات التشبيه

- ‌المبحث السابع في تقسيم التشبيه باعتبار أداته

- ‌المبحث الثامن في فوائد التشبيه

- ‌المبحث الثامن في تقسيم التشبيه باعتبار الغرض إلى مقبول وإلى مردود

- ‌الباب الثاني في المجاز

- ‌المبحث الأول في تعريف المجاز وأنواعه

- ‌المبحث الثاني في المجاز اللّغوي المفرد المرسل، وعلاقاته

- ‌المبحث الثالث في تعريف المجاز العقلي وعلاقاته

- ‌المبحث الرابع في المجاز المفرد بالاستعارة

- ‌المبحث الخامس في تقسيم الاستعارة باعتبار ما يُذكر من الطرفين

- ‌المبحث السادس في الاستعارة باعتبار الطرفين

- ‌المبحث السابع في الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار

- ‌المبحث الثامن في تقسيم الاستعارة المصرّحة باعتبار الطرفين إلى عنادية ووفاقية

- ‌المبحث التاسع في تقسيم الاستعارة باعتبار الجامع

- ‌المبحث العاشر في تقسيم الاستعارة باعتبار ما يتصل بها من الملائمات، وعدم اتصالها

- ‌المبحث الحادي عشر في المجاز المرسل المركب

- ‌الباب الثالث في الكناية وتعريفها وأنواعها

- ‌علم البديع

- ‌الباب الأول في المحسنات المعنوية

- ‌الباب الثاني في المحسنات اللفظية

- ‌أنواع الجناس اللفظي

الفصل: ‌المبحث الخامس في النداء

‌المبحث الخامس في النداء

النِّداء - هو طلبُ المتكَلم إقبال المخاطب عليه بحرف نائب مناب «أنادي» المنقول من الخبر إلى الانشاء - وأدواته ثمان الهمزة، وايّ، ويا، وآي، وأيَا وَهيا، ووا (1)

وهي في كيفية الاستعمال نوعان

(1)

الهمزة وأيّ: لنداء القريب

(2)

وباقي الأدوات لنداء البعيد.

وقد يُنزلُ البعيد منزلة القريب - فينادي بالهمزة وايّ، إشارةً إلى أنه لشدة استحضاره في ذهن المتكلّم صار كالحاضر معه، لا يغيب عن القلب، وكأنه ماثلٌ أمامَ العين - كقول الشاعر:

أسُكانَ نعمانِ الأراكِ تيقَّنوا بأنكُم في ربع قلبي سُكانُ

وقد يُنزل القريب منزلة البعيد - فينادَى بغير «الهمزة، واي»

«أ» إشارة إلى عُلُوّ مرتبته، فيجعلُ بعدُ المنزلة كأنه بُعد في المكان كقوله «أيا مولاي» وانت معه للدلالةِ على ان المُنادي عظيمُ القدر، رفيعُ الشأن.

«ب» أو إشارة إلى انحطاط منزلته ودرجته - كقولك «اياهذا» لمن هو معك.

«جـ» أو إشارة إلى انّ السامعَ لغفلته وشُرود ذهنه كأنّه غير حاضر كقولك للساهي - أيا فلانُ - وكقول البارودي:

يأيُّها السادر المزور من صلفٍ مَهلاً، فإِنك بالأيّام مُنخَدع (2)

(1) اعلم أن لفظ الجلالة يختص نداؤه - (بيا)

(2)

السادر الذاهب عن الشيء ترفعا عنه، والذي لا يبلالي ولا يهتم بما صنع. المزور: المنحرف، والصلف الكبر.

ص: 89

وقد تخرج ألفاظ النّداء عن معناه الأصلي إلى معان أخرى، تفهم من السِّياق بمعونة القرائن ومن أهمّ ذلك

(1)

الإغراء - نحو قولك لمن أقبل يتظَّلم: يا مظلومُ.

(2)

والاستغاثة - نحو، يالله للمؤمنين.

(3)

والندبة - نحو قول الشاعر

فواعجباً كم يدَّعي الفضلَ ناقصٌ وَوَا أسفاً كم يظهر النقص فاضل

(4)

والتّعجب - كقول الشاعر

يا لك من قُبُّرة بمعمرِ خلَا لكِ الجوُّ فبيضى واصفرى

(5)

والزجر - كقول الشاعر:

أفؤادي متى المتابُ ألَّما تصحُ والشَيبُ فوق راسي المَّا

(6)

والتحسُّر والتَّوجُّع - كقوله تعالى «يا ليتني كنتُ تراباً»

وكقول الشاعر:

أيا قبرَ مَعن كيف واريت جودَهُ وقد كانَ منه البرُّ وَالبحر مُترعاً

(7)

والتَّذكر كقوله:

أيا منزلي سلمى سلامٌ عليكما هل الأزمٌن اللاتي مضينَ رواجع

(8)

والتحيرُّ والتضجُّر - نحو قول الشاعر:

ايا مَنازلَ سلمى أين سلماك من أجل هذا بكيناهاَ بكيناك

ويكثر هذا في نداء الأطلال والمطايا: ونحوها

(9)

والاختصاص (1) - هو ذكر اسم ظاهر بعد ضمير لأجل بيانه.

نحو قوله تعالى: «رحمةُ الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميدٌ مجيد» ونحو: نحن العلماءَ ورثة الأنبياء:

«أ» إمَّا للتَّفاخر - نحو: أنا أكرمُ الضيف أيها الرجل.

«ب» وإما للتَّواضُع - نحو: أنا الفقيرُ المسكين ُ أيّها الرجل

(1) بيان ذلك ان النداء تخصيص المنادي بطلب إقباله عليك - فجرد عن طلب الاقبال، واستعمل في تخصيص مدلوله من بين أمثاله بما نسب إليه منها.

ص: 90

ونحو: اللهم اغفر لنا أيَّتها العصابَة (1) .

تمرين

بين المعاني الحقيقيَّة المستفادة من صيغ النداء - والمعاني المجازية المستفادة من القرائن.

صاح شمّر ولا تزَل ذاكرَ المو

ت فنسيانُهُ ضلالٌ مُبين

يا لقومي ويا لأمثال قومي

لأُناسٍ عُتوُّهم في ازدياد

يا للرِّجال ذوي الألباب من نفرٍ

لا يبرحُ السّفهُ المردي لهم دينا

ايها القلبُ قد قضَيتَ مَرَاماً

فإلامَ الوَلُوع بالشهَواتِ

أيا شجر الخابور مَالَك مُورقاً

كأنكَ لم تجزَع على ابنِ طَريفٍ

يا أيها الظالم في فعله

الظلم مَردُودٌ على من ظَلم

أريحانة العينين والأنف والحشا

ألاليت شعري هل تغيرت من بعدي

يا ناقُ سيرى عنقاً فسيحاً

إلى سليمان فنستريحا

حجبوه عن الرّياح لأني

قلتُ يا ريحُ بلِّغيه السلاما

يا ليتني كنتُ صبيَّا مُرضعا

تحملني الذَّلفاء حولَا أكتعا

يا ليلة لستُ أنسى طيبها أبداً

كأنَّ كلّ سرور حاضرٌ فيها

يا ليلة كالمسك مَخبرُها

وكذاك في التشبيه منظرها

أحييتها والبدرُ يخدُمني

والشمس أنهاها وآمُرها

(1) أي: اللهم اغفر لنا مخصوصين من بين العصائب، فصورته صورة النداء وليس به - إذا لم يرد به إلا ما دل عليه ضمير المتكلم السابق، ولذا لا يجوز إظهار حرف النداء فيه.

ص: 91

يا من تذكَرني شمائله

ريح الشِّمال تنفَّست سحرا

وإذا امتطى قلمٌ أناملَه

سحر العقول به وما سحرا

يا قلب ويحك ما سمعت لنا صحِ

لمّا ارتميتَ ولا اتقيت ملاما

يا أعدل الناس إلا في معاملتي

فيك الخصام وانت الخَصم والحكم

يارحمةَ الله حلّى في منازلنا

وجَاورِيناا فدتك النفس من جار

تنبيهات

الأول - يُوضع الخبرُ موضعَ الإنشاء لأغراضٍ كثيرة، أهمها:

(1)

التفاؤل - نحو هداك الله لصالح الأعمال:

كأنَّ الهدايةَ حصلت بالفعل فاخبرَ عنها - ونحو: وفقك الله.

(2)

والاحتراز عن صورة الأمر تأدّباً واحتراماً، نحو: رحم الله فلانا ونحو: ينظر مولايَ في أمري ويقضي حاجتي.

(3)

والتنبيه على تيسير المطلوبِ لقوة الأسباب كقول الأمير لجنده «تأخذون بنواصيهم وتنزلونهم من صيَاصيهم» .

(4)

والمبالغة في الطلب للتنبيه على سرعة الامتثال.

نحو (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم) لم يقل لا تسفكوا، قصداً للمُبالغة في النَّهي، حتى كأنهم نهو فامتثلوا ثم أخبر عنهم بالامتثال..

(5)

إظهار الرَّغبة - نحو قولك في غائب: رَزَقني الله لقاءهُ.

الثاني - يُوضع الانشاء موضع الخبر لأغراض كثيرة

«أ» منها: إظهار العناية بالشيء: والاهتمام بشأنه - كقوله تعالى (قل أمر ربي بالقسط واقيموا وجُوهكم عند كل مسجد)

لم يقل: وإقامة وجوهكم، إشعاراً بالعناية بأمر الصلاة، لعظيم خَطرها، وجليل قدرها في الدين.

«ب» ومنها: التحاشي والاحتراز عن مُساواة الَّلاحق بالسّابق. كقوله تعالى (قال إني أشهدُ اللهَ، واشهدوا أنى بريء ممَّا تُشرِكونَ من دونه) لم يقُل وأُشهدكم تَحاشياً وفراراً مِن مُساواة شهادتهم بشهادة الله تعالى.

الثالث - الانشاء كالخبر في كثيرٍ ممّا ذكر فيه، ومما سُيذكر في

ص: 92

الأبواب التالية - من الذكر والحذف وغيرهما، إن شاء الله تعالى.

الثالث - الانشاء كالخبر في كثير ممّا ذُكر فيه، ومما سُيذكر في الأبواب. التالية - من الذكرى والحذف وغيرهما، إن شاء الله تعالى.

الرابع - يُستعمل كل من (الأمر والنهي والاستفهام) في أغراض أخر يرجع في إدراكها إلى الذوق الأدبي، ولا يكون استعمالٌها في غير ما وُضعت له إلا لطريقة أدبية تجعل لهذا الاستعمال مزية يترقى بها الكلام في درجات البلاغة، كما سبق القول.

تطبيق

بين المعاني المستفادة من النِّداء، وسبب استعمال أداةٍ دون غيرها فيما يلي:

(1)

أيا مَنازلَ سامي أين سلماك مِن أجل هذا بكيناها بكيناك (1)

(2)

صادحَ الشرق قد سكتَّ طويلا وعزيزٌ علينا ألاّ تقولا (2)

(3)

أيا قبر معنٍ كيف واريت جوده وقد كان منه البرُ والبحر مُترعا (3)

(4)

يا دُرةً نزعت من تاج والدها فأصبحت حليةً في تارج رضوان

(5)

فيا لائمي دعني أغالي بقيمتي فقيمةُ كلّ الناسِ ماَ يحسنونه

(1) يريد لعدم وجود سلمى بكيناها وبكينا المنازل - فواو العطف محذوفة.

(2)

صدح الرجل رفع صوته بالغناء.

(3)

المترع أي المملوء.

ص: 93

تطبيق آخر

وضح الاعتبار الدّاعي لوضع كل من الخبر والإنشاء موضع الآخر:

الرقم

الأداة

المعنى المستفاد

سبب إيثار الأداة

1

أيا

التضجر والتحير معاً

تنزيل المنازل المخاطبة منزلة البعيد لعظم شأنها لديه كون المنادي بعيد المرتبة حقيقة

2

يا الملحوظة

= = =

تنزيل المخاطب منزلة البعيد إشعاراً برفعة شأنه

3

أيا

التحسر

تنزيل المنادى منزلة البعيد تنويها بعظم الأمر ورفعة القدر

للاشارة إلى أن المخاطب منحط الدرجة.

4

أيا

التحسر

الطلب

الطلب

تطبيق آخر

وصح الاعتبار الدَّاعي لوضع كل من الخبر والانشاء موضع الآخر.

(1)

قال تعالى (وقضى ربُّك ان لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً.

الرقم

نوع الكلام

البيان

الاعتبار

1

الانشاء

إذا التقدير أحسنوا بالوالدين والمقام للأخبار

الاهتمام وإظهار العناية

2

الخبر

إذ المعنى ليأمن من دخله

إظهار الحرص على وقوعه

3

=

المقام للإنشاء إذ الغرض الدعاء له

التفاؤل بالدعاء

4

=

المقام للطلب

لأظهار الحرص على قوعه

(2)

وقال تعال (ومن دخلهُ كانَ آمنا) وقال الشاعر:

(3)

أتاني أبيت اللَّعن أنك لمُتنِي وتِلك التي أهتمُّ منها وأنصَبُ (1)

(4)

إذاً فَعاقبى رَّبي مُعاقبة قرَّت بها عينُ مَن يأتيك بالحسد

تدريب

بيِّن فيما يلي الغرضَ من وضع الإنشاء موضعَ الخبر وبالعكس.

(1)

كل خليلِ كنتُ خاللتُه لا ترك اللهُ له واضحَه

(2)

قال الله تعالى (وقالَ اركبوا فيها بسمِ الله مجريها)

(3)

تقول لصديقك، رزقني الله لقاءك - ويقول الشاعر

(4)

ولأئمة لامتك يا فضل في النَّدى فقلت لها هل أثَّر اللَّومُ في البحر

أتنهَينَ فضلَا عن عطاياه للورى ومَن ذا الذي يَنهىَ الغَمام عن القَطر

تمرين

عين الجمل الخرية والإنشائية فيما يأتي: قال الله تعالى:

(1)

«آمنَ الرسولُ بما أنزلَ إليه من ربِّهِ، والمؤمنون كلّ آمنَ بالله وملائكته وكُتبه ورسُلُه» .

(2)

«يَمحقُ اللهُ الرِّبا وَيُربي الصدَّقات، والله لا يحبُّ كل كفَّار أثيم» .

(3)

«يأيها الذين آمنوا، أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم»

(4)

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فانَّ كل ذي نعمة محسودٌ.

(5)

ومن وصية عبد المَلك بن مروان لأولاده:

«يا بني، كُفُّوا أذاكُم، وابذُلوا معروفكم، واعفوا إذا قدرتم ولا تبخلوا إذا سئلتم، ولا تُلحِفوا إذا سألتم، فان من ضيَّق ضيَّق الله عليه، ومن أعطى أخلف الله له» .

(6)

وقال أبو العلاء المعري:

لا تحلفنَّ على صدق ولا كذب فما يفيدكَ إلا المأثم الحلف

(7)

وقال:

لا تفرحن بما بلغتَ من العلا

وإذا سبقت فعن قليل تُسبق

وَليحذر الدَّعوى اللبيبُ فإنها

للفضل مهلكة وخطبٌ مُوبقُ

(8)

وقال أبو العتاهية:

بكيتُ على الشباب بدمع عيني

فلم يُغن البكاءُ ولا النحيبُ

ألا ليتَ الشبابَ يَعُودُ يوماً

فأخبرهُ بما فعلَ المَشيب

(9)

وقال:

يا صاحبَ الدنيا المحبَّ لها أنت الذي لا ينقضى تعبُهُ

(10)

وقال:

ما أحسن الدنيا وإقبالَها

إذا أطاع اللهَ مَن نَالها

من لم يُؤاس الناسَ من فَضلها

عَرَّضَ للإدبار إقبالها

(11)

وقال الشاعر:

أراك تؤمّل حسن الثناء

وَلم يرزقِ الله ذاكَ البخيلا

وكيف يسودُ أخو فطنةٍ

يمُنُ كثيراً ويُعطي قليلا

(12)

وقال سعيدُ بن حميد.

وأراك تكلف بالعتاب وودنا

صافٍ عليه من الوفاء دليل

ولعل أيام الحياة قصيرة

فعلام يكثر عتبنا ويطول

(1) أبيت اللعن كانت تحية الملوك، ومعناها أبيت أن تفعل شيئاً تلعن به، اهتم أي أصير ذا هم، أنصب أي أتعب.

ص: 94

أسئلة يطلب أجوبتها

(1)

عرّف التَّمني، واذكر ألفاظه

(2)

بين الفرق بين التمنِّي والترجي، واذكر ألفاظ ثانيهما

(3)

بيّن النّداء، واذكر أدواته: وقسِّمها من حيث الاستعمال

(4)

متى يُنزًَّل القريب منزلة البعيد، وبالعكس

(5)

بين المعاني المجازية التي تُستفاد من ألفاظ النداء.

(6)

بيّن الأغراض الداعية لإيثار الخبر في مقام الانشاء.

(7)

لِمَ يُوضع الانشاءُ موضع الخبر؟ ؟

تطبيق عام على الباب الثاني

انا الذائد الحامي الذمار وإنما يدافع عن أحسابهم انا أو مثلي

الجملة الأولى - خبرية اسمية من الضرب الابتدائي، والمراد بها الفخر وإظهار الشجاعة- المسند إليه (أنا) ، والمسند (الذائد) ، والجملة الثانية خبرية فعلية من الضرب الثالث لما فيها من التوكيد بإنما، والمراد بها الفخر وإظهار الشجاعة أيضا، المسند (يدافع) والمسند إليه (أنا) .

(وما ربك بظلام للعبيد) - جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث - والمراد بها التوبيخ - المسند إليه (رب) ، والمسند (ظلام) .

أنت خرجت عن حدك - جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث - والمراد بها التوبيخ - المسند إليه (أنت) ، والمسند جملة (خرجت) .

رب إن قومي كذبون - جملة (رب) انشائية ندائية، والمراد بها الدعاء، المسند والمسند إليه محذوفان نابت عنهما ياء النداء المحذوفة - وجملة إن قومي كذبون، خبرية اسمية من الضرب الثالث، والمراد إظهار التحسر، المسند إليه قومي، والمسند جملة كذبون.

زارنا الغيث - جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، والمراد بها إظهار

ص: 95

الفرح - المسند إليه: الغيث، والمسند: زار، واتى بها فعلية لافادة الحدوث في الزمن الماضي مع الاختصار.

ذهب عنا الحزن - جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، والمراد بها إظهار الشماتة بمدبر - المسند (ذهب) والمسند إليه (الحزن) - واتى بها فعلية لافادة الحدوث في الزمن الماضي مع الاختصار.

قابلت الأمير - جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، والمرادبها إظهار السرور، المسند قابل، والمسند إليه التاء.

أنا ممتثل لأمرك - جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي والمراد بها إظهار التواضع - المسند إليه أنا، والمسند ممتثل، واتى بها اسمية مجرد ثبوت المسند للمسند إليه (إن الله لا يظلم الناس شيئاً) - جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث، والمراد بها التوبيخ للناس، والمسند إليه لفظ الجلالة، والمسند جملة (لا يظلم) .

وأتى: بالمسند جملة لتقوية الحكم بتكرار الاسناد، والجملة الاسمية مفيدة للاستمرار الآن بقرينة الاسناد إلى الله تعالى.

ما جاءنا من أحد - جملة خبرية فعلية من الضرب الثالث والمراد بها فائدة الخبر، المسند جاء، والمسند إليه أحد، وأتى بها فعلية لما تقدم.

أنت نجحت - جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث لما فيها من تقوية الحكم بتكرار الإسناد والمراد بها لازم الفائدة، المسند إليه أنت والمسند جملة نجحت.

حضر الأمير: جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، والمراد بها أصل الفائدة، المسند إليه الأمير.

سيحرم المقصر: خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، والمراد بها الذم، المسند سيحرم، والمسند إليه المقصر، وهي تفيد الاستمرار التجددي بقرينة الذم.

ما برح المقصر نادما - جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي - والمراد بها الذم، المسند إليه المقصر، والمسند نادما، وهي مفيدة للاستمرار بقرينة (ما برح) كلما جئتني أكرمتك: جملة أكرمتك خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، وهي الجملة، وما قبلها قيد لها، لأن الشرطية لا تعتبر إلا بجوابها،

ص: 96

المسند أكرم، والمسند إليه التاء، وهي مفيدة للاستمرار التجددي: بقرينة كلما

ما مجتهد صاحباك - جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، ولا يقال اسمية لأن الاسم حل محل الفعل - ولذلك رفع ما بعده على أنه فاعله، والمراد بها الاستمرار بقرينة الذم، والمسند مجتهد، والمسند إليه صاحباك، وقس عليها.

نحو ما مبغوض أنت، وما حسن فعل أعدائك، وأقائم أخواك، وهل منصف أصحابك كلما ذاكر المجتهد استفاد - جملة استفاد: فعلية خبرية من الضرب الابتدائي المسند الشمس طالعة - تقولها للعاثر - جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي المسند إليه الشمس - والمسند طالعة، والمراد بها التوبيخ.

الكريم محبوب - جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي، المسند إليه الكريم والمسند محبوب، والمراد بها الاستمرار بقرينة المدح. من يسافر؟ جملة انشائية استفهامية، المسند إليه من والمسند جملة يسافر التفتوا - جملة انشائية أمرية، المسند التفت، والمسند إليه الواو. لا تتركوا المذاكرة: جملة انشائية نهيية المسند تترك، والمسند إليه الواو. ليت البخيل يجود: جملة إنشائية تمنية إسمية، المسند إليه البخيل والمسند جملة يجود. هل فهمتم؟ جملة إنشائية استفهامية، المسند فهم، والمسند إليه التاء. يا تلاميذ: جملة انشائية ندائية، المسند والمسند إليه محذوفان تقديرهما: ادعو نابت عنها (يا)

(قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء) - الهمزة الداخلة على لفظ (أغير) ليست للاستفهام الحقيقي، بل هي للانكار الذي لم يقع على أنه يبغي رباً، ولكنه وقع على أن يكون المبغى ربا غير الله.

ص: 97