الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول في ذكر المسند أو حذفه
يُذكر المُسند للأغراض التي سبقت في ذكر المسند اليه- وذلك
(1)
ككون ذكره هو الأصل ولا مُقتضى للعُدول عنه
نحو العلم خيرٌ من المال
(2)
وكضعف التّعويل على دلالة القرينة - نحو حالي مستقيم ورزقي ميسور «إذ لو حُذف ميسور - لا يدلُّ عليه المذكور»
(3)
وكضعف تنبه السّامع، نحو (أصلُها ثابتٌ وفرعُها ثابتٌ)(إذ لو حُذف (ثابت) رُبما لا يتنبَّه السامع لضعف فهمه)
(4)
وكالرَّد على المخاطب - نحو (قل يُحييها الذي أنشأها أوّل مرَّة) جواباً لقوله تعالى (من يُحيي العظام وهي رميمٌ) ؟ ؟
وكافادة أنه «فعلٌ» فيفيد التجدد والحدوث، ومقيَّداً بأحد الأزمنة الثلاثة بطريق الاختصار أو كإفادة أنه «اسم» فيفيد الثبوتَ مطلقاً، نحو (يُخادعون الله وهو خادعهم) ، فإن (يخادعون) تفيد التجدد مرَّة بعد أخرى، مقيداً بالزمان من غير افتقار إلى قرينة تدل عليه - كذكر (الآن - أو الغد) .
وقوله (وهو خادعهم) - تفيد الثّبوت مطلقاً من غير نظر إلى زمان ويُحذف المسند: لأغراض كثيرة.
(1)
منها - إذا دلت عليه «قرينة» وتعلّق بتركه غرض ممّا مرَ في حذف المسند اليه.
والقرينة «أ» إمّا مذكورة - كقوله تعالى (ولئن سألتهم من خَلَق السَّموات وَالأرض ليقُولُنَّ الله) أي: خلقهنَّ الله.
«ب» وإمَّا مقدّرة - كقوله تعالى (يُسِّبحُ لهُ فيها بالغدوّ والآصالِ رجالٌ) أي: يسبحهُ رجالٌ - كأنَّه قيل: من يُسبِّحُه؟
(2)
ومنها الاحتراز عن العبث - نحو (إن الله برىءٌ من المشركين ورسولُه - أي: ورسوله برىءٌ منهم أيضاً.
فلو ذكر هذا المحذوف لكان ذكره عبثاً لعدم الحاجة اليه
(3)
ومنها ضيق المقام عن إطالة الكلام: كقول الشاعر:
نحنُ بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأيُ مختلف
«أي: نحن بما عندنا راضُون - فحذف لضيق المقام»
(4)
ومنها اتّباع ومجاراة ما جاء في استعمالاتهم (الواردة عن العرب) نحو: لولا أنتم لكنا مؤمنين)
«أي: لولا أنتم موجودون» وقولهم في المثل «رمية من غير رامٍ» (أي هذه رمية)
تمرين
عيّن أسباب الحذف ونوع المحذوف في الأمثلة الآتية:
(1)
نحو: «ذلكم أزكى لكم واطهر والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون»
(2)
وقال صلى الله عليه وسلم: علامة المؤمِن ثلاثٌ: إذا حدَّث صدق، وإذا وعدَ وفى، وإذا اؤتمن لم يخن
(3)
وقال: يقول ابن آدم: مالي مالي، وإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، او تصدّقت فأبقيت.
(4)
وقال: إن أحبّكم إليَّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويُؤلفونَ.
(5)
وقال أبو العتاهية:
جزى اللهُ عني صالحاً بوفائه وأضعف أضعافاً لُه في جزائه
صديقٌ إذا ما جئتُ أبغيه حاجة رجعتُ بما أبغي، ووَجهي بمائه
(6)
وقال ابو نواس:
إذا لم تزر أرض الخصيب ركابُنا فأيَّ فتىً بعد الخصيبِ تزُورُ
فتى يشتري حسن الثناء بماله ويعلمُ أنّ الدائراتِ تُدورُ
فإن تولني منك الجميل فأهله وإلا فإني عاذرٌ وشكورُ
(7)
وقال البُحتري يمدح الفتح بن خاقان:
رزينٌ إذا ما القوم خفت حُلومُهُم وقورٌ إذا ما حادث الدهر أجلباَ
فتى لم يضيع وجه حزمٍ ولم يبت يلا حظ أعجاز الأمور تعقبا
(8)
وقال الشاعر:
من قاس جدواك يوماً بالسُّحب أخطأ مدحك
السُّحبُ تُعطى وتبكي وأنت تعطي وتضحك
(9)
وقال المتنبي:
وَلمّا صارودُّ الناس خبَّا جزيتُ على ابتسام يابتسام
وصرتُ أشكُ فيمن أصطفيه لعلمي أنَّه بعضُ الانام
(10)
وقال:
لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلّهُمُ الجودُ يفقرُ والإقدامُ قتَّالُ
(11)
وقال أبو فراس:
لا تطلُبنّ دُنوَ دا رٍ من خليلٍ أو معاشر
أبقى لأسباب المودّ ة أن تزُورَ ولا تُعاشر
تدريب
عيّن أسباب الذكر في الأمثلة الآتية:
(1)
قال الله تعالى: «فويلٌ للذين يكتبونَ الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً، فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم، وويلٌ لهم مما يكسبون»
(2)
وقال مروان بن أبي حفصة يمدح معن بن زائدة:
بنو مطر يوم اللقاء كأنهم أُسودٌ لها في بطن خفَّان أشبلُ
هم يمنعون الجار حتى كأنما لجارهم بين السِّماكين منزلُ
(3)
وقال السَّموءلُ بن عاديا:
إذا المرءُ لم يدنس من اللؤم عرضُهُ فكل رداءٍ يرتديه جميلُ
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حُسن الثناء سبيل
(4)
وقال أبو العتاهية:
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأيُّ الناس تصفو مشاربهُ
(5)
وقال الشاعر:
الجدّ يُدني كلَ أمر شاسعٍ والجدّ يفتحُ كل باب مُغلقِ
تمرين
(1)
قال الله تعالى: «وأنّا لا ندري أشرٌ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربُّهمُ رشداً» .
(2)
وقال: «ألم يجدك يتيماً فآوى، ووَجدكَ ضالاً فهدى، ووجدك عائلا فأغنى» .
(3)
وقال: «فأما من أعطى واتَّقى وصدَّق بالحُسنى فسنيسرِّهُ لليُسرى»
(9)
وقال تعالى: «إن الله يأمرُ بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكمَّ تذكَّرون»