الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس في تعريف المسند إليه بالإشارة
يؤتى بالمسند إليه اسم إشارة: إذا تعين طريقاً لأحضار المشار إليه في ذهن السَّامع، بأن يكون حاضراً محسوساً، ولا يَعرفُ المتكلم والسَّامع اسمه الخاص، ولا مُعيِّناً آخر، كقولك أتبيع لي هذا - مُشيراً إلى شيء لا تعرف له اسما - ولا وصفاً.
أمّا إذا لم يتعين طريقاً لذلك، فيكون لأغراض أخرى
«أ» بيان حاله في القُرب - نحو: هذه بضاعتنا
«ب» بيان حاله في التَّوسط - نحو: ذاك ولدي
«جـ» بيان حاله في البُعد - نحو: ذلك يوم الوعيد.
(1)
تعظيم درجته بالقُرب، نحو:(إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) . أو تعظيم درجته بالبعبد، كقوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه) .
(2)
أو التحقير بالقُرب - نحو: (هل هذا إلا بشرِ مثلُكم) ؟
أو التَّحقير بالبُعد - كقوله تعالى «فذلك الذي يدُعُّ اليتيم»
(3)
وإظهار الاستغراب - كقول الشاعر:
كم عاقلٍ أعيت مذاهبهُ وجاهلٍ تلقاهُ مرزوقا
هذا الذي ترك الأوهام حائرة وصيَّر العالم النحرير زنديقا
(4)
وكمال العناية وتمييزه أكمل تمييز - كقول الفرزدق:
هذا الذي تعرفُ البطحاء وَطأته والبيتُ يعرفهُ والحلَ والحَرم
ونحو قوله: هذا أبو الصقر فَرداً في محاسنه.
(5)
والتَّعريض بغباوة المخاطب، حتى كأنه لا يفهم غير المحسوس، نحو:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جريرُ المجامع
(6)
والتنبيه على أن المشار إليه المعقب بأوصاف، جديرٌ لأجل تلك الأوصاف بما يُذكر بعد اسم الإشارة - كقوله تعالى «أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون» (1)
وكثيراً: ما يُشار إلى القريب غير المُشاهد باشارة البعيد، تنزيلاً للبُعد عن العيان، منزلة البعد عن المكان نحو:(ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبراً)
(1) أي فالمشار إليه بأولئك، هم المتقون، وقد ذكر عقبه أوصاف هي الايمان بالغيب، وإقامة الصلاة وما بعدهما - ثم أتى بالمسند إليه اسم إشارة وهو أولئك تنبيها على أن المشار إليهم جديرون وأحقاء من أجل تلك الخصال، بأن يفوزوا بالهداية عاجلا. والفوز بالفلاح آجلا.