الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني في حذف المُسند اليه
الحذف خلاف الأصل، ويكون لمجرَّد الاختصار والاحتراز عن العبث بناء على وجود قرينة تدُلّ على المحذوف - وهو قسمان
«أ» قسمٌ يظهر فيه المحذوف عند الإعراب: كقولهم - أهلا وسهلا فإن نصبهما يدل على ناصب محذوف يُقدر بنحو: جئت أهلا ونزلت مكاناً سهلاً - وليس هذا القسم من البلاغة في شيء.
«ب» وقسم لا يظهر فيه المحذوف عند الاعراب - وإنما تعلم مكانه إذا أنت تصفحت المعنى، ووجدتَه لا يتم إلا بمراعاته، نحو يعطي - ويمنع أي - يُعطى من يشاء، ويمنع من يشاء - ولكن لا سبيل إلى إظهار ذلك المحذوف، ولو أنت أظهرته زالت البهجة، وضاع ذلك الرَّونق (1)
ومن دواعي الحذف: إذا دلت عليه قرينة، وتعلق بتركه غرض من الأغراض الآتية:
(1)
ظهوره بدلالة القرائن عليه - نحو: فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم «أي أنا عجوز» .
(2)
إخفاءُ الأمر عن غير المخاطب - نحو أقبل «تُريد عليا مثلا» .
(3)
تيسر الانكار إن مسَّت إليه الحاجة - نحو (لئيم خسيس) بعد ذكر شخص لا تذكر اسمه ليتأتَّى لك عند الحاجة أن تقول ما أردته ولا قصدته.
(4)
الحذر من فوات فرصة سانحة - كقول منبه الصياد:
غزالٌ «أي هذا غزال»
(1) وفي هذا القسم تظهر دقائق البلاغة ومكنون سرها ورائع أساليبها، ولهذا يقول الامام (عبد القاهر الجرجاني) : في باب الحذف: ىنه باب دقيق المسلك، لطيف الماخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فانك ترى فيه ترك الذكر أفصح من الذكر والصمت عن الافادة أزيد للافادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن، وهذه جملة قد تنكرها حتى تخبر، وتدفعها حتى تنظر والأصل في جميع المحذوفات على اختلاف ضروبها أن يكون في الكلام ما يدل عليها، وإلا كان الحذف تعمية وألغازاً لا يصار إليه بحال - ومن شرط حسن الحذف أنه متى ظهر المحذوف زال ما كان في الكلام من البهجة والطلاوة، وصار إلى شيء غث لا تناسب بينه وبين ما كان عليه أولا (والقرينة شرط في صحة الحذف) إذا اقترن بها غرض من الأغراض المذكورة.
(5)
اختبار تنبه السامع له عند القرينة - أو مقدار تنبهه - نحو نوره مستفادٌ من نور الشمس - أو هو واسطة عقد الكواكب «أي القمر» في كلّ من المثالين
(6)
ضيق المقام عن إطالة الكلام بسبب تضجر وتوجع - كقوله:
قال لي كيف أنت قلت عليلٌ سهرٌ دائمٌ وحُزنٌ طويل (1)
(7)
المحافظة على السجع - نحو
من طابت سريرته، حمدت سيرتُهُ (2)
(8)
المحافظة على قافية كقوله:
وما المالُ والأهلون إلا ودائع ولابُدَّ يوماً أن تردَّ الودائعُ (3)
(9)
المُحافظة على وزن - كقوله:
على أنني راضٍ بان أحملَ الهوى وأخلص منه لا عليَّ ولَا ليا (4)
(10)
كون المسند إليه معيناً معلوماً «حقيقة» نحو: (عالم الغيب والشهادة)«أي - الله» - أو معلوماً «ادعاء» نحو وهَّابُ الألوف «أي فلان» .
(11)
إتباع الاستعمال الوارد على تركه (5) - نحو: رميةٌ من غير رام «أي هذه رمية» ونحو: نعم الزعيم سعدٌ: أي هو سعدٌ.
(12)
إشعار أنّ في تركه تطهيراً له عن لسانك، أو تطهيراً للسانك عنه، مثال الأول (مُقررٌ للشرائع، موضحٌ للدّلائل) تريد صاحب الشريعة ومثال الثاني (صمٌ بُكمٌ عُميٌ)
(13)
تكثيرُ الفائدة - نحو: فصبرٌ جميل «أي فأمري صبر جميل» .
(14)
تعيُّنه بالعهدّية - نحو: (واستوت على الجودي (6)) أي السفينة ونحو «حتى توارت بالحجاب» أي الشمس
ومرجع ذلك إلى الذوق الأدبي فهو الذي يُوحى إليك بما في القول من بلاغة وحسن بيان
(1) أي لم يقل أنا عليل لضيق المقام بسبب الضجر الحاصل له من الضنى.
(2)
أي لم يقل حمد الناس سيرته للمحافظة على السجع المستلزم رفع الثانية.
(3)
فلو قيل: أن يرد الناس الودائع: لاختلفت القافية لصيرورتها مرفوعة في الأول منصوبة في الثاني.
(4)
أي لا ع لى شيء، ولا لي شيء.
(5)
وكذا أيضا الوارد على ترك نظائره مثل الرفع على المدح نحو مررت بزيد الهمام - وعلى الذم نحو رأيت بكراً اللئيم - وعلى الترحم مثل: ترفق بخالد المسكين.
(6)
قيل الجودي هو الجبل الذي وقعت عليه سفينة نوح - وهي معهودة في الكلام السابق في قوله وأصنع الفلك بأعيننا الخ.
تدريب
بين أسباب ذكر وحذف المسند إليه في الأمثلة الآتية:
وإنَّا لا ندري أشرٌ أريدَ بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً الرئيس كلمني في أمرك - والرئيس أمرني بمُقابلتك (1) - الأمير نشر المعارف، وأمن المخاوف (2) ، مُحتالٌ مُراوغٌ (3) ، منضجةٌ للزَّرع، مُصلحة للهواء (4) .
فعباس يصُدُّ الخطب عنّا وعباس يجير من استجارا
خلقَ فسوَّى، مقرّر للشرائع، موضح للدلائل ن ولو شاء لهداكُم أجمعين (5) .
وإني من القوم الذين همُ همُ
…
إذا مات منهم سيّدٌ قام صاحبه
أنا مصدرُ الكلمِ البوادي
…
بين المحاضر والنوادي
أنا فارسٌ أنا شاعرٌ
…
في كل ملحمة ونادي
إن حلَّ في رومٍ ففيها قيصرٌ
…
أو حل في عرب ففيها تُبعُ
تُسائلني ما الحبُّ قلت عواطفٌ
…
منوّعة الأجناس موطنها القلبُ
تطبيق
وضح دواعي الحذف في التراكيب الآتية:
ملوكٌ وإخوانٌ إذا ما مدحتهم
…
أحكَّم في أموالهم وأقربُ
أما والذي أبكى واضحَكَ والذي
…
أماتَ وأحيا والذي أمرهُ أمرُ
(1) تخاطب غبيا.
(2)
جوابا لمن سال ما فعل الأمير؟ ؟
(3)
بعد ذكر إنسان.
(4)
تعني الشمس.
(5)
أي لو شاء هدايتكم.
(1)
لسنٌ إذا صعدَ المنابر أو نضا
…
قلما شأى الخطباء والكتاباَ (1)
(2)
عليلُ الجسم ممتنعُ القيام
…
شديدُ السكر من غير المُدامَ
(3)
أحجاجُ لا يفلل سلاحُك إنما الـ
…
منايا بكف الله حيثُ تراها (2)
(4)
حريصٌ على الدنيا مضيعُ لدينه
…
وليس لما في بيته بُمضيعِ
(5)
وإني رايت البُخل يُزري بأهله
…
فأكرمَتُ نفسي أن يُقال بخيل
الرقم
…
المحذوف
…
السبب
1
…
المسند إليه
…
ادعاء العلم به في مقام المدح
2
…
المسند إليه
…
ضيق المقام من التوجع
3
…
=
…
العلم به
4
…
المسند إليه
…
ادعاء العلم به في مقام الذم
5
…
=
…
العلم به
(6)
لو شئت لم تفسد سماحة حاتمٍ
…
كَرَماً ولم تهدم مآثر خالد
(7)
برد حشاي (3) إن استطعت بلفظة
…
فلقد تضرُّ إذا تشاءُ وتنفعُ
(8)
نجومُ (4) سماءِ كلما غارَ كوكبٌ
…
بدا كوكبٌ تأوى اُليه الكواكب
وقد علم القبائل من معدّ
…
إذا قببٌ بأبطحها بنينا
بأنّا المطعمونَ إذا قدرنا
…
وأنا المُهلكون إذا ابتُلينا
وأنَّا المانعونَ لما اردنا
…
وانَّا النازلون بحيثُ شينا
وانَّا التاركون إذا سخطنا
…
وأنّا الآخذون إذا رضينا
(1) نضا بمعنى جر - شأى، سبق.
(2)
فلول السيف كسور في حده.
(3)
الحشا، ما انطوت عليه الضلوع.
(4)
أي هؤلاء نجوم.
أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر - خلَاّق لما يشاء - الحمد لله الحميدُ - لا تخاطب السَّفيه اللئيمُ، وأحسن إلى الفقير المسكينُ.
…
المحذوف
…
السبب
حيوا العروبة في عليا مراتبها وخيرِ فرسانها شيباً وشبّانَا
6
…
المفعول
…
البيان بعد الابهام
7
…
المفعول
…
عدم تعلق الغرض به
تنزيل المعتدى منزلة اللازم
8
…
المسند إليه
…
ادعاء تعيينه في مقام المدح