الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع والخمسون: في ذكر المادة التي خلق منها الحور العين وما ذكر فيها من الآثار وذكر صفاتهم ومعرفتهن اليوم بأزواجهن
فأما المادة التي خلق منها الحور العين فقد روى البيهقي من حديث الحارث بن خليفة حدثنا شعبة حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الحور العين خلقن من الزعفران" قال البيهقي وهذا منكر بهذا الإسناد لا يصح عن ابن علية
قلت: ولكنه حديث فيه شعبة وقال الطبراني حدثنا احمد بن رشدين حدثنا عن ابن الحسن بن هارون الأنصاري حدثني الليث بن ابنة الليث عن أبي سليم قال حدثتني عائشة بنت يونس امرأة الليث بن أبي سليم عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الحور العين من الزعفران" قال الطبراني لا يروى إلا بهذا الإسناد تفرد به علي بن الحسن بن هارون
قلت وقد رواه اسحق بن راهويه عن عائشة بنت يونس قالت سمعت زوجي ليث بن سليم يحدث عن مجاهد فذكره مرفوعا إليه وهو أشبه بالصواب ورواه عقبة بن مكرم عن عبد الله بن زياد عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قوله ولا يصح رفع الحديث وحسبه أن يصل إلى ابن عباس وقال أبو سلمى عن ابن عبد الرحمن إن لولي الله في الجنة عروسا لم يلدها ادم ولا حواء ولكن خلقت من زعفران وهذا مروي عن صاحبين وهما ابن عباس وانس وعن تابعيين وهما أبو سلمى ومجاهد وبكل حال فهي من المنشات في الجنة ليست مولودات بين الآباء والأمهات والله اعلم
وقد رواه الطبراني من حديث عبد الله بن زخر عن علي بن زيد عن الهيثم عن
أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الإسناد لا يحتج به ورواه أبو نعيم حدثنا علي بن محمد الطوسي حدثنا علي بن سعيد حدثنا محمد بن إسماعيل الحساني حدثنا منصور بن المهاجر حدثنا أبو منصور الأبار عن أنس يرفعه لو أن حوراء بصقت في سبعة أبحر لعذبت البحار من عذوبة فمها وخلق الحور العين من الزعفران وإذا كانت هذه الخلقة الآدمية التي هي من أحسن الصور وأجملها مادتها من تراب وجاءت الصور من أحسن الصور فما الظن بصورة مخلوقة من مادة الزعفران الذي هناك فالله المستعان
وقد روى أبو نعيم من حديث عيسى بن يوسف بن الطباع حدثنا حلس بن محمد الكلابي حدثنا سفيان الثوري حدثنا مغيرة حدثنا إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يسطع نور في الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها" روى نعمة بن الوليد حدثنا مجبر بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة قال: "إن من المزيد من تمر السحابة بأهل الجنة فتقول ماذا تريدون أن أمطركم فلا يتمنون شيئا إلا أمطروا" قال: يقول كثير: لئن أشهدني الله ذلك لأقولن أمطرينا جواري مزينات وقد روى في مادة خلقهن صفة أخرى قال ابن أبي الدنيا حدثنا خالد بن سعيد عن خداش حدثنا عبد الله بن وهب حدثنا سعيد بن أيوب عن عقيل بن خالد عن الزهري أن ابن عباس قال: إن في الجنة نهرا يقال له البيدخ عليه قباب من ياقوت تحته حور ناشئات يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلى البيدخ فيجيئون فيتصفحون تلك الحواري فإذا أعجب رجل منهم جارية مس معصمها فتتبعه وقال الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل يا جبريل: "قف بي على الحور العين" فأوقفه عليهن فقال: "من أنتن" فقلنا: نحن حواري قوم كرام حلوا فلم يظعنوا شبوا فلم يهرموا ونقوا فلم يدرنوا"
وقال ابن المبارك أنبأنا يحيى عن أيوب عن عبد الله بن زخر عن خالد بن عمران عن ابن عباس قال كنا جلوسا مع كعب يوما فقال: "لو أن يدا من
الحور دليت من السماء لأضاءت لنا الأرض كما تضيء الشمس لأهل الدنيا" ثم قال: إنما قلت: يدها فكيف بالوجه وبياضه وحسنه وجماله.
وفي مسند الإمام احمد من حديث كثير بن مرة عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا" وفيه مراسيل عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الحور العين لأكثر عددا منكن يدعون لأزواجهن يقلن اللهم اعنه على دينك واقبل بقلبه على طاعتك وبلغه بعزتك يا ارحم الراحمين) ذكره ابن أبي الدنيا عن حديث أسامة بن زيد عن عطاء عنه وذكر الأوزاعي عن حسان بن عطية عن ابن مسعود قال: "إن في الجنة حوراء يقال لها اللعبة كل حور الجنان يعجبن بها يضربن بأيديهن على كتفها ويقلن طوبى لك يا لعبة لو يعلم الطالبون لك لجدوا بين عينيها مكتوب من كان يبتغي أن يكون له مثلي فليعمل برضاء ربي"
وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار يا أبا يحيى شوقنا قال عطاء: إن في الجنة حوراء يتباهى أهل الجنة بحسنها لولا أن الله تعالى كتب لها على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا من حسنها فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك"
وقال احمد بن أبي الحواري حدثني جعفر بن محمد قال لقي حكيم حكيما فقال: أتشتاق إلى الحور العين؟ فقال: لا فقال: فاشتق إليهن فإن نور وجههن من نور الله عز وجل فغشي عليه فحمل إلى منزله نعوده شهرا.
وقال ربيعة بن كلثوم: نظر إلينا الحسن ونحن حوله شباب فقال: يا معشر الشباب أما تشتاقون إلى الحور العين وقال لي ابن أبي الحوارى حدثني الحضرمي قال: نمت أنا وأبو حمزة على سطح فجعلت انظر إليه يتقلب على فرشه إلى الصباح فقلت يا أبا حمزة ما رقدت الليلة فقال: إني لما اضطجعت تمثلت لي حوراء حتى كأني
أحسست بجلدها وقد مس جلدي فحدثت به أبا سليمان فقال: هذا رجل كان مشتاقا
وقال ابن أبي الحوارى سمعت أبا سليمان يقول: ينشأ خلق الحور العين إنشاء فإذا تكامل خلقهن ضرب عليهن الملائكة الخيام
وذكر ابن أبي الدنيا عن صالح المري عن زيد الرقاشي قال: بلغني أن نورا سطع في الجنة موضع من الجنة إلا دخل من ذلك النور فيه فقيل ما هذا قال حوراء ضحكت في وجه زوجها قال صالح: فشهق رجل من ناحية المجلس فلم يزل يشهق حتى مات.
وقال ابن أبي الدنيا حدثنا بشر بن الوليد حدثنا سعيد بن رزبي عن عبد الملك الجوني عن سعيد بن جبير قال سمعت ابن عباس يقول: "لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها لكانت الشمس عند حسنها مثل الفتيله في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والأرض"
وقال ابن أبي الدنيا حدثني الحسين ابن يحيى وكثير العنبري وحدثنا خزيمة أبو محمد عن سفيان الثوري قال: "سطع نور في الجنة لم يبق موضع من الجنة إلا دخل فيه من ذلك النور فنظروا فوجدوا ذلك من حوراء ضحكت في وجه زوجها" ورواه الخطيب في تاريخه من حديث عبد الله بن محمد الكرخي قال حدثني عيسى بن يوسف الطباع حدثني حلس بن محمد عن سفيان الثوري عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سطع نور في الجنة فرفعوا أبصارهم فإذا هو ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها".
وقال الأوزاعي: عن يحيى بن أبي كثير: إذا سبحت المرأة من الحور العين
لم يبق شجرة في الجنة إلا وردت
وقال ابن المبارك حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أن الحور العين يتلقين أزواجهن عند أبواب الجنة فيقلن طال ما انتظرناكم فنحن الراضيات فلا نسخط والمقيمات فلا نظعن والخالدات فلا نموت بأحسن أصوات سمعت وتقول أنت حبي وأنا حبك ليس دونك تقصير ولا وراءك معدل"