الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الخامس والخمسون: في ذكر نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم بذلك أكمل لذة ونزاهة ذلك عن المذي والمني والضعف وأنه لا يوجب غسلا
…
الباب الخامس الخمسون: في ذكر نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم بذلك أكمل لذة ونزاهة ذلك عن المذي والمني والضعف وأنه لا يوجب غسلا
قد تقدم حديث أبي هريرة قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنفضي إلى نسائنا في الجنة فقال: "إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء" وأن إسناده صحيح وتقدم حديث أبي موسى المتفق عليه صحته "إن للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا له فيها أهلون يطوف عليهم"
وحديث أنس "يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من النساء" وصححه الترمذي وروى الطبراني وعبد الله بن احمد وغيرهما من حديث لقيط بن عامر أنه قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يطلع من الجنة قال: "على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وفاكهة لعمر إلهك مما تعلمون وخير من مثله وأزواج مطهرة قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لنا فيها أزواج مصلحات قال الصالحات للصالحين تلذذوا بهن لذاتكم في الدنيا وتلذذكم غير أن لا توالد"
وقال ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنطأ في الجنة؟ قال: "نعم والذي نفسي بيده دحما دحما فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا"
وقال الطبراني حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي حدثنا يعلى بن عبد الرحمن الواسطي حدثنا شريك عن عاصم الأحول عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أهل الجنة اذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا قال الطبراني لم يروه عن عاصم إلا شريك تفرد به عن يعلى
قال الطبراني وحدثنا عبدان بن احمد حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا صدقة عن هاشم بن زيد عن سليم بن أبي يحيى أنه سمع أبا أمامة يحدث أنه سمع رسول الله وسئل هل يتناكح أهل الجنة قال بذكر لا يمل وشهوة لا تنقطع دحما دحما
قال الطبراني وحدثنا احمد بن يحيى الحلواني حدثنا سويد بن سعيد حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيجامع أهل الجنة قال: "دحا دحا ولكن لا مني ولا منية" وهاشم وخالد وأن تكلم فيهما فليس الاعتماد عليهما وقوله: لا منى ولا منية أي لا إنزال ولا موت وقال أبو نعيم حدثنا أبو على محمد بن احمد حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء حدثنا عبد الحمن بن زياد حدثنا عمارة بن راشد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله أنه سئل هل يمس أهل الجنة أزواجهم قال: "نعم والذي بعثني بالحق بذكر لا يمل وفرج لا يحفى وشهوة لا تنقطع"
وقال الحسن بن سفيان في مسنده حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: سئل رسول الله هل ينكح أهل الجنة قال: "أي والذي بعثني بالحق دحما دحما وأشار بيده ولكن لا مني ولا منية" وقال سعيد بن منصور حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة في قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} قال: في إفتضاض الأبكار وقال عبد الله بن احمد: حدثنا أبو الربيع الزهراني ومحمد بن حميد قالا: حدثنا يعقوب ابن عبد الله حدثنا حفص بن حميد عن بشر بن عطية عن شفيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود في قوله: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} قال شغلهم إفتضاض العذاري وقال الحاكم أنبانا الأصم أنبانا العباس بن الوليد أخبرني شعيب عن الأوزاعي في قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} قال شغلهم إفتضاض الأبكار قال مقاتل شغلوا بإفتضاض العذارى عن أهل النار فلا يذكرونهم ولا يهتمون لهم وقال أبو الأحوص شغلوا بإفتضاض الأبكار عن السرر في الحجال وقال سليمان
التيمي عن أبي مجلز قلت لابن عباس عن قول الله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} ما شغلهم قال: إفتضاض الأبكار وقال ابن أبي الدنيا حدثنا فضيل بن عبد الواحد حدثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس في شغل فاكهون قال في إفتضاض العذارى حدثنا إسحاق ابن إبراهيم حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير أن شهوته لتجري في جسده سبعين عاما يجد اللذة ولا يلحقهم بذلك جنابة فيحتاجون إلى التطهير ولا ضعف ولا انحلال قوة بل وطئهم وطء التذاذ ونعيم لا افة فيه بوجه من الوجوه"
وأكمل الناس فيه أصونهم لنفسه في هذه الدار عن الحرام فكما أن من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن أكل في صحاف الذهب والفضة في الدنيا لم ياكل فيها في الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة".
فمن استوفى طيباته ولذاته وأذهبها في هذه الدار حرمها هناك كما نعى سبحانه وتعالى على من أذهب طيباته في الدنيا واستمتع بها ولهذا كان الصحابة ومن تبعهم يخافون من ذلك اشد الخوف وذكر الإمام احمد عن جابر بن عبد الله أنه رآه عمر ومعه لحم قد اشتراه لأهله بدرهم فقال: "ما هذا" قال: لحم اشتريته لأهلي بدرهم فقال أو كلما اشتهى أحدكم شيئا اشتراه أما سمعت الله تعالى يقول: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا}
وقال الإمام احمد حدثنا عفان حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا الحسن قال قدم وفد أهل البصرة مع أبي موسى على عمر فكنا ندخل عليه كل يوم وله خبز ثلاثة وربما وافقناها مأدومة بالسمن وربما وافقناها مأدومة بالسمن وربما وافقناها مأدومة بالزيت وربما وافقناها مأدومة باللبن وربما وافقناها القلائد اليابسة قد دقت ثم أغلى بها وربما وافقناها اللحم العريض وهو قليل فقال: ذات يوم أني والله قد أرى تقذيركم
وكراهيتكم لطعامي اني والله لو شئت لكنت من أطيبكم طعاما وأرقكم عيشا ولكني سمعت رسول الله يقول عير قوما بأمر فعلوه فقال: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} فمن ترك اللذة المحرمة لله استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون ومن استوفاها هنا حرمها هناك أو نقص كمالها فلا يجعل الله لذة من اوضع في معاصيه ومحارمه كلذة من ترك شهوته لله أبدا والله أعلم