المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

1- بناء القرد المسلم في مختلف جوانب شخصيته. 2- تكوين المجتمع - حركة التجديد والإصلاح في نجد

[عبد الله العجلان]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد

- ‌الفصل الأول:أوضاع العالم الإسلام في القرن الثاني عشر الهجري في ظل الخلافة العثمانية

- ‌ الأوضاع السياسية:

- ‌ الأوضاع الدينية في العالم الإسلامي:

- ‌ الأوضاع الاجتماعية:

- ‌الفصل الثاني:الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌نسبه:

- ‌ولادته ونشأته:

- ‌رحلاته:

- ‌روافد فكره

- ‌الفصل الثالث: الاعتقاد والدعوة ومنشأ الاختلاف

- ‌أولا – حقيقة اعتقاده:

- ‌ثانيا- "أصول دعوته

- ‌ثالثا: أسلوبه في الدعوة:

- ‌الفصل الرابع:منهاجه التربوي في دعوته

- ‌أولا- الهدف:

- ‌ثانيا- المنهج:

- ‌ثالثا: الوسائل

- ‌رابعا: الخصائص

- ‌الفصل الخامس: المعارضون وشبهاتهم

- ‌المعارضة على الدعوة

- ‌المعارضة الداخلية:

- ‌ المعارضة الخارجية:

- ‌مسائل الخلاف

- ‌ الممارسات التي لم يوافقه بعض معاصريه عليها:

- ‌ الشبهات التي أثيرت حول الدعوة:

- ‌الفصل السادس: آثار حركة التجديد ونتائجها

- ‌أثرها في شبه الجزيرة العربية

- ‌تأثير هذه الدعوة في أفريقيا:

- ‌تأثير هذه الدعوة في شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا:

- ‌ النتائج السياسية:

- ‌النتائج الدينية:

- ‌النتائج الاجتماعية والاقتصادية

- ‌الخاتمة

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: 1- بناء القرد المسلم في مختلف جوانب شخصيته. 2- تكوين المجتمع

1-

بناء القرد المسلم في مختلف جوانب شخصيته.

2-

تكوين المجتمع المسلم.

3-

إحياء روح الجهاد في سبيل الله.

4-

إقامة قيادة سياسية موحدة تؤمن بالإصلاح وتعمل على تحقيقه والحكم بما أنزل الله.

1-

العناية بتأكيد الرابطة بين شئون الدين وأمور الدنيا معا.

2-

تنمية مبدأ الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.

3-

إحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

4-

العمل على تحقيق التوحيد وبيان فضله ودعوة الناس إلى تطهير الاعتقاد.

5-

محاربة البدع والانحرافات في الدين.

6-

تجلية المفاهيم الإسلامية مما أحاط بها من غموض أو نقص أو تحريف.

7-

التأكيد على المحافظة على فرائض الدين وتعلم المسلم مالا تتم هذه الفرائض إلا به.

8-

تعظيم الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة والاعتماد عليها في أخذ الأحكام الشرعية.

9-

نشر العلوم الإسلامية والعربية وتوسيع آثارها في الحياة.

10-

نشر الدعوة للإسلام في صورته النقية البسيطة.

ص: 90

المبدأ الأول- العلم:

وقد حدد المراد بالعلم في ثلاثة مجالات للخروج من عموم العلم وهي:

1-

معرفة الله تعالى.

2-

معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم.

3-

معرفة دين الإسلام بالأدلة الشرعية.

وقد استدل على صحة هذا المنهج وصواب الخطة بسورة من كتاب الله وهي سورة العصر قال الله تعال: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .

ثم إنه بهذا المنهج التربوي النظري العملي التطبيقي المتساند قد حدد طريقة البدء فيه وهو أن يكون العلم النظري سابقا للعمل التطبيقي ليكون العلم هاديا إلى حسن العمل ومسددا للخطى في طريقه ولهذا نقل رحمه الله عنوان باب عند الإمام البخاري في صحيحه مؤيدا له ومختارا له في طريقة العمل والبدء بالعلم قبل القول والعمل فقال رحمه الله:"قال البخاري رحمه الله باب العلم فبل القول والعمل واستدل على هذا الترتيب بقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}

قال رحمه الله فبدأ بالعلم قبل القول والعمل وبهذا حدد منهجه بالبدء بالعلم والتزود به في مجالاته الثلاثة الآنفة الذكر.

وبعد أن قرر البدء بالعلم قبل أي قول أو عمل حدد مجالات هذا العلم في ثلاث مسائل وثلاثة أصول هي:

1-

المسائل الثلاث الواجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها هي:

أ - أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.

ب - أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.

ص: 91

ج- أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب.

واستدل على صحة كل مسألة بآية من القرآن الكريم.

أما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها فهي:

الأصل الأول – معرفة العبد ربه.

الأصل الثاني – معرفة العبد دين الإسلام.

الأصل الثالث- معرفة العبد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم عرف الأصل الأول وهو معرفة العبد ربه بقوله فإذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه. وقال إن كل من سوى الله عالم.

ولفت الأنظار إلى ما يعرف به الرب وأنه يعرف بآياته ومخلوقاته فقال رحمه الله فإذا قيل لك بم عرفت ربك فقل بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهما. ثم ذكر الأدلة على كل هذه الآيات والمخلوقات من الكتاب العزيز.

ثم عرف العبادة وبين المستحق لها وأنواعها، وأنها تشمل الإسلام والإيمان والإحسان جميعا ، وأن منها الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والاستعانة والاستعادة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادات التي أمر الله بها ، وأنها كلها يجب أن تكون لله وحده دون سواه وذكر الدليل من النصوص الشرعية على نوع منها.

كما شرح " الأصل الثاني وهو معرفة دين الإسلام – فعرف الإسلام بأنه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.

ص: 92

ثم ذكر مراتب الدين وهي:

1-

الإسلام بأركانه الخمسة.

2-

الإيمان بأركانه الستة.

3-

الإحسان وأن له ركنا واحدا فقط.

وعرف كلا منها. واستدل على كل ركن من هذه الأركان في مراتب الدين بأدلة من نصوص الشرع.

أما "الأصل الثالث" وهو معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد ذكر نسبه الشريف وسنوات عمره وما كان منها قبل النبوة أو بعد الرسالة وبيان قصة نزول الوحي إليه وفرض الصلاة ثم هجرته.

وعرف الهجرة بأنها الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وأنها فريضة على هذه الأمة باقية إلى قيام الساعة، واستدل على ذلك كله من الكتاب والسنة، وأنه لما استقر في المدينة أمره الله ببقية شرائع الإسلام مثل الزكاة والصوم والحج والجهاد والآذان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الإسلام ، وأن الله أرسله إلى الناس كافة وجميع الثقلين الجن والإنس ، وأن الله أكمل به الدين وأتم به النعمة، ثم ذكر التحاقه بالرفيع الأعلى وموته والدليل على ذلك كله، وأكد أن من العلم الواجب أن الناس سيبعثون ويحاسبون ويجزون على أعمالهم، وأقام الدليل على ذلك من القرآن الكريم.

ومما افترضه الله على العبادة كافة الإيمان بالله وكفر بالطاغوت ثم عرف الطاغوت وبين رؤوس الطواغيت دون محاولة عدهم وحصرهم.

هذا هو المبدأ الأول الذي حدده رحمه الله في منهج دعوته الإصلاحية النظرية، وتتفرع عنه كل المعارف المتعلقة بالله وبدين الإسلام ونبيه وتصوير البينة، وهذا يشمل علم الشريعة كلها أصولا وفروعا قدر المستطاع.

وقد أخذ رحمه الله نفسه بهذا المبدأ فطلب العلم على والده وشيوخ بلده ثم

ص: 93

رحل في طلب العلم على علماء المسلمين في الحرمين الشريفين وفي العراق والاحساء وغيرها من بلاد الله. فأخذ وناقش وعرف أحوال المسلمين في مختلف ديارهم ثم عاد حاملا من زاد العلم ما كان له أثر في فهم ما يدعوا إليه ورد ما يثار حولها من أباطيل وشبه.

المبدأ الثاني – العمل:

أما تطبيقه للمبتدأ الثاني في منهج دعوته وهو العمل بما علم فقد كان رحمه الله اتقى الناس في حياته وأكثرهم إيمانا بربه وأخلصهم لدينهم وأحبهم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. يقول ابن بشر رحمه الله: "كان الشيخ – يعني محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى – كثير الذكر لله قل ما يفتر لسانه من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وكان إذا جلس الناس ينتظرونه يعلمون إقباله إليهم قبل أن يروه من كثرة لهجته بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير. وكان عطاؤه عطاء من وثق بالله لا يخشى الفقر بحيث إنه يهب الزكاة والغنيمة في موضع واحد لا يقوم ومعه منها شيء ويتحمل الدين الكثير لأضيافه وسائر الوافدين إليه وعليه الهيبة والعظمة التي ما سمعنا بها اتفقت لغيره من العلماء والرؤساء وغيرهم وهذا شيء وضعه الله في القلوب وإلا فما علمنا أحدا ألين ولا أخفض جنابا منه لطالب علم أو سائل أو ذي حاجة أو مقتبس فائدة، وكان له مجالس عديدة في التدريس كل يوم وكل وقت في التوحيد والتفسير والفقه وغيرها " 1 ثم قال: "وبالجملة فمحاسنه وفضائله أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر ولو بسط القول فيها لا تسع الأسفار ولكن هذه قطرة من بحر فضائله على وجه الاختصار وكفى بفضله شرفا ما حصل بسببه من إزالة البدع واجتماع المسلمين وتقويم الجماعات والجمع وتجديد الدين بعد دروسه وقطع أصول الشرك بعد غروسه"2

1 عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر ص 89.

2 المرجع السابق ص 91.

ص: 94

وبهذا وغيره من الأعمال الجليلة وظف الإمام محمد بن عبد الوهاب علمه في خدمة دعوته وإصلاح مجتمعه وحول العلم النظري إلى سلوك عملي واقعي يأخذ به ويعطي ويتناول ويدع وفق ما تقتضيه حقيقة هذا العلم فكان عاملا به في خاصة نفسه، وفي تربية أهل بيته وأولاده وفي مجتمعه الذي يعيش فيه حتى أعطى من نفسه قدوة صالحة ومثالا حسنا في صفاء العقيدة ومظهر السلوك وممارسة اليومية وعلاقاته بالأفراد والجماعات بالأمراء والعلماء والعامة على السواء فأدى فرائض الدين وعمل بما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في أصول العقيدة وأداء الفرائض وإقامة شرائع الإسلام ومحاربة البدع وتعليم الناس الخير وبادر بإنكار المنكر بيده فهدم قبة زيد بن الخطاب في الجبيلة ورمى من اعترفت بالزنى في العيينة وإقامته لحد من حدود الله وصبر على ما أصابه في هذا السبيل من المحنة والأذى حتى أظهره الله دينه وأعز جنده وخذل أعدائه رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

المبدأ الثالث – الدعوة إليه:

أما المبدأ الثالث من مبادئ منهج دعوته الإصلاحية في نجد وهو الدعوة إلى الله بالعلم الذي حدد مجالاته في معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة فقد طبق هذا المبدأ تطبيقا جيدا في محيط مجتمعه بوجوه تربوية متعددة منها:

1-

التربية بالقدوة الطيبة.

1-

التربية بالموعظة الحسنة.

2-

التربية بالتاريخ والأخبار والعبر.

3-

التربية بالقصة.

4-

التربية بتكوين العادة الخيرية.

5-

التربية بالدليل العقلي.

6-

التربية بالتدرج في التعليم.

ص: 95

* أما التربية بالقدوة الطيبة: فإنه واضح جلي في تعريف الناس بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفة تاريخه وأخباره وما حصل له من قومه من أذى وإعراض وما كان منه من صمود وإصرار على الحق. وما ضربه للناس من مثال حي في الإيمان بربه والصدق في إيمانه والطاعة لربه وإقامته لشرائع الدين وحراسة الشراع ورفع راية الجهاد وتعليم الناس الخير وصبره على ما أصابه في سبيل دعوته إلى الله. وجعل هذه الشخصية العظيمة هي القدوة الحسنة والمثال الشاخص لمن أتى أو يأتي من المسلمين إلى يوم القيامة ثم الاقتداء بالخلفاء الراشدين والأئمة المهديين في العصور المفضلة وما تلاها في كل العصور الإسلامية، وجعل الإمام محمد بن عبد الوهاب من شخصيته وتصرفاته وممارساته أقرب ما تكون إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في العقيدة والعبادة والشريعة والتصرفات عامة في الصدق والأمانة والوفاء بالعهد وملازمته المساجد ومحبه الخير لأولياء الله ومعاداته لأعدائه وبذل ما يستطيع لتوظيف عمله في خدمة مجتمعه وإعطاء المثل الأعلى لمعاصريه. فكان بهذه القدوة الحسنة والسيرة الحميدة من أكبر المربين في القرن الثاني عشر الهجري اقتداء بقوله تعالى عن شعيب عليه السلام:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} .

فكان لهذا النوع من التربوية أثره في حياة طلابه وتلاميذه وأهل بلده ومحبيه بل في المنطقة كلها. فما عرف عنه إلا الصدق والإخلاص والمداومة على الطاعة وإرادة الخير للناس ودعوتهم إلى الحق قولا وعملا واعتقادا وجهادا فنجح بهذه الوسيلة نجاحا عظيما تمثل في تبني طلابه وتلاميذه ومحبيه لهذا السلوك العلمي الواقعي في حياتهم أينما كانوا وحيثما حلوا. فكان من أبرز صفاتهم الالتزام السلوكي بما يدعون إليه ويؤمنون به حتى صارت مدرسة متميزة عن غيرها بهذه الخاصية المؤثرة وظلت سمة بارزة في رواد مدرسته في حياته وبعد موته. وكانت دعوتهم الإصلاحية هي شغلهم الشاغل وهمهم الدائم حتى أظهرها الله وأعلى قدرها وخذل أعدائها رحمهم الله رحمة واسعة.

* أما تربيته رحمه الله بالموعظة الحسنة:

فإن النفوس في حاجة إلى الموعظة الحسنة بين وقت وآخر كحاجة الأرض

ص: 96

المجدبة إلى ماء المزن. وإذا كان تأثير الموعظة مؤقتا فإنها أيضا من أسرع المداخل إلى النفس البشرية. والتأثير المؤقت يعالج بالتكرار والإعادة في الأوقات المناسبة وبالقدر المناسب وفي الموضوعات الملحة القائمة. وكان الإمام رحمه الله يعظ الناس ويذكرهم بالله ويبين لهم الفرق بين مراد الله من خلقه في كتابه العزيز وبين ما عليه الناس من حق وباطل. وكان بين الحين والآخر يذكر الناس بالله وأيامه ويبين لهم موجبات رضوانه ومغفرته وأسباب غضبه وسخطه ويحثهم على توحيد الله وطاعته ويبين فضل ذلك وجزاءه عند الله ويحذرهم من الشرك والمعاصي والبدع وسوء عاقبة أهلها ويذكرهم بالجنة وما أعد الله لأهلها من النعيم المقيم ويخوفهم من النار وما أعد الله لأهلها من العذاب الدائم الذي لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. ويقرر هذه المعا ني وغيرها بوسائل مختلفة غاية في البراعة والنفوذ إلى القلوب وقد أعطاه الله من القدرة والبيان والتأثير بمواعظه وأحاديثه ما تشهد له به آثاره الباقية في خطبه المنبرية ورسائله الشخصية ومؤلفاته الوعظية، وهو بذلك يقتفي أثر القدوة الحسنة في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم إذ كان يتخول أصحابه بالموعظة وكما قال العرباض بن سارية وعظنا رسول الله صلى عليه وسلم موعظة وجلت لها القلوب وذرفت منها الدموع.

ومواعظ الإمام محمد بن عبد الوهاب تفيض بالإخلاص ومحض النصيحة وتلمس أدواء المجتمع النجدي ومعالجة مشكلاته، وتأثيره في الناس بها تأثير عظيم حتى وصف من بعض خصومه بأنه ساحر لشدة تأثيره على السامعين له. وقد منحه الله صدقا في الدعوة وبلاغة في البيان وبعد نظر في التناول وحسن تقديره للأمور واختيار الموضوعات، وقد حقق بهذه الوسيلة التربوية نجاحا عظيما في المجتمع النجدي رحمه الله رحمة واسعة.

* التربية بالأخبار والعبر التاريخية:

ومن الوجوه التربوية في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية في نجد نقل الأخبار التاريخية الصحيحة المثبتة في الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة وتاريخ السيرة النبوية المطهرة وسير الأنبياء والمصلحين والأئمة المهديين وما فيها من

ص: 97

العظات والعبر والنهايات السارة للمتقين والعاقبة السيئة للمكذبين والضالين وجعل الأمثل شاخصة في ذلك كله أمام السامعين ليختاروا لأنفسهم وضع أنفسهم مع هذا الفريق أو ذاك. ولذلك فقد أورد رحمه الله في صدر كتابه"ثلاثة الأصول" قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} والمخاطب بهذه الآية أهل مكة والرسول الأول هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. والرسول الثاني هو موسى عليه السلام أرسل إلى فرعون فكذبه فكانت النتيجة بعد صراع مرير أن أخذه الله أخذا وبيلا. وهذا فيه إشعار لكفار قريش بأنهم إن فعلوا مع نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ما فعل فرعون مع موسى أخذهم الله كما أخذ فرعون وكانت نهايتهم نهاية مؤلمة، وعليهم أن يختاروا لأنفسهم، وهكذا صار رحمه الله عليه يورد في دروسه ومواعظه ومؤلفاته قصص الأنبياء مع أممهم من آمن منهم أو كذب ونهاية كل من آمن أو كفر لما فيها من العبر والعظات للسامع وإدخال العبر من أو سع أبوابها. ثم إنه رحمه الله كتب مؤلفا قيما في السيرة النبوية يعد من أنفس الكتب في بابه ضمنه من اللفتات والعظات والعبر ما ينسجم مع دعوته الإصلاحية ويحقق تربية إسلامية رفيعة لطلابه وقراء كتبه إلى جانب نقله لسير الأئمة الأعلام في التاريخ الإسلامي والمحن التي تعرضوا لها والنهايات السعيدة التي انتهوا إليها مثل محنة الإمام أحمد بن حنبل والإمام ابن تيمية وغيرهم من أعلام الإسلام فحقق بهذه الطريقة قدرا كبيرا من النجاح لدعوته الإصلاحية في نجد.

* التربية بالقصة:

ومن أنماط التربية في المنهج التربوي في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب الإسلامية في نجد التربية بذكر القصص في القرآن والسنة وأخذ العبرة النافعة لدعوته والتأثير بها على الناس في اختيار طريق الحق الذي سلكه للإصلاح ومن قرأ كتب ومؤلفات الإمام يعرف اهتمامه بإيراد القصة الحقيقية الثابتة في القرآن والسنة النبوية. من ذلك قصة نوح مع قومه وقصة إبراهيم مع قومه وقصة موسى وغيرهم من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. وأورد قصصا ثابتة في السنة النبوية المطهرة مثل قصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى، وهي قصة طويلة ثابتة في

ص: 98

الصحيحين، أردها بكاملها في الباب الثامن والأربعين من كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، ثم ذكر المسائل المتعلقة بهذا الباب فقال المسألة الرابعة: ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيمة1

وفي الباب التاسع من كتاب التوحيد والذي عقده عما جاء في الذبح لغير الله أورد قصة الرجلين اللذين دخل أحدهما الجنة في ذباب ودخل الآخر النار في ذباب.2 وفي الباب 38 للكتاب نفسه ذكر قصة عمر رضى الله عنه مع المنافق في التحاكم3.

وهو بإيراد القصص الثابتة في نصوص الشرع يأخذ بوسيلة ناجحة في شرح مراده ولفت أنظار السامعين والقارئين إلى ما تضمنه من العبر والعظات وهي وسيلة ناجحة للتأثير والتأثر ولها عائد كبير في نفوس الناس وعليها تتم تربية الرواد في مدرسة الإصلاح في نجد رحمهم الله.

* التربية بتكوين العادة الحسنة:

من العادات ما يكون حسنا ومنها ما هو سيئ. فالكذب وإخلاف الوعد والغدر والخيانة ومظاهر البدع والخرافات والاستماع إلى لهو الحديث والاجتماع بالدجالين والسحرة وحضور الاجتماعات التي تظهر فيها المنكرات مع أنها مخالفة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، تمثل عادات سيئة وأفعالا جاهلية. وتكوين العادة الحسنه من مهامها الأساسية محاولة إزالة هذه العادات السيئة ثم إحلال عادات حسنة محلها يتمثل فيها أدب الإسلام وأخلاقه وحسن الأدب في المعاملة.

وتكوين العادة الحسنة هو مجال عملي تطبيقي يؤخذ بالممارسة والتدرج والالتزام

1 كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبد الباب 84ص131 من مجموع مؤلفات الإمام طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أسبوع الإمام.

2 المرجع السابق الباب 9ص35.

3 المرجع السابق الباب 38ص 5.1.

ص: 99

المستمر حتى يصير مع مرور الزمن سهلا ميسورا أداؤه على الأفراد دون كلفة أو مشقة. فيكون فيه إتباع السنة وترك البدعة وسهولة الأداء والطواعية.

وقد عمل إمام الدعوة رحمه الله على تشخيص أمراض مجتمعه في نجد وأخذ بكل الوسائل الممكنة لرفض كل عادة ضارة وإحلال محلها عادة حسنة وسلوكا إسلاميا صرفا. فأبطل مظاهر الشرك وأحل محلها التوحيد الخالص. وحارب البدع وأقام مقامها السنن. وحث الناس على التزام فرائض الدين وأدائها كما أراد الله من خلقه والاستمرار في ذلك حتى خرج بهم في ذلك من كلفه الواجب والشعور بالمعاناة في أدائها إلى الاعتياد الطواعي الكامل الذي يتلاشى فيه الشعور بالمشقة والحرج والمعاناة. وبهذه الوسيلة التربوية سهل على الأفراد والجماعات في نجد أداء الواجبات وترك المحرمات، وأصبح الناس يؤدون هذه الطاعات في يسر وسهولة صارت مع التكرار ألفا وعادة لا مشقة فيها ولا عنت، وبذلك طبع هذا المجتمع بالطابع الإسلامي الطواعي الكريم.

* التربية بتحرير العقل واستثماره:

قامت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في نجد وأهلها على حالة من الجهل وجمود الفكر واستحكام التقليد وإلف ما كان الناس عليه بغض النظر عن صحته أو فساده وموافقته للشرع أو مخالفته وتعظيم الموروثات.

فكانت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ثورة فكرية واجتماعية ودينية حررت العقل من أسر التقليد وغل العادات وعملت على إطلاق العقل وتنشيط الفكر وتحرير الإنسان من العبودية لغير الله سبحانه وتعالى.

وعملت على غرس روح تعظيم النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في النفوس الناس وجعل ما تضمنته هو الحاكم على تصرفات الناس وأعمالهم وأن يزن الناس الأعمال والأقوال بميزانها، ورفعت من قدر العقل الذي هو مناط التكليف وإليه يتجه دليل السمع.

ص: 100

وقد ركز الإمام في دعوته على استثمار العقل في معرفة النصوص الشرعية ودلالاتها ومراد الله منها في خلقه بوسائل مختلفة في المشافهة والتدريس وفي الدروس والمواعظ وفي مقابلته للوفود فأحدث حركة فكرية عظيمة في نجد ذات أصول شرعية ثابتة.

فأثمرت هذه الوسيلة التربوية في إعداد جيل من الدعاة والعلماء والوعاظ فنهجوا منهجه واقتفوا أثره فكان لهم أثرهم البالغ في استكمال مقومات الثورة الفكرية الدينية الأصيلة في نجد شملت الخاصة والعامة وأثمرت في التمكين للشرع والتحرير للعقل والتوحيد للفكر فأتت أكلها طيبا بأذن ربها.

* التربية بتجلية بعض المفاهيم الإسلامية:

بمرور الزمن والبعد عن عهد النبوية ومضي القرون المفضلة وفشو الجهل في الناس وجمود الفقهاء والعلماء وانحسار كثير من مد الإسلام، أخذت بعض المفاهيم الإسلامية على غير وجهها أو على نقص كبير من دلالتها. ولهذا فإن مفهوم الناس لمعنى الإسلام أنه من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولو لم يعمل بمقتضاهما كان مسلما وأن الإحسان هو المواساة وحسن الأدب وغير ذلك كثير.

ولهذا فإن من الأوجه التربوية التي اتخذها الإمام في تربية أتباعه تجلية هذه المفاهيم وبيان دلالتها وما تضمنته على وجه التحديد وما يناقضها.

فعرف الإسلام بأنه الاستسلام لله بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله وأن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا كانت نفسه منقادة لله ظاهرا وباطنا في عقيدته وعبادته وشريعته وآداب تعامله وفي مختلف شئون حياته.

وأن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهذا نوع من الصفاء والخصوصية والشفافية التي لا تأتي إلا بعد ارتفاع المسلم بنفسه عن كثير من أوضار المادة وجواذب الأرض وصغائر الذنوب. ولهذا عني رحمه الله بتجلية معان كثيرة من المفاهيم الإسلامية الأساسية مثل:

ص: 101

معني العبادة وأنواعها وحكم صرف أي شيء منها لغير الله وأقسام الشفاعة ولمن تكون ومعني التوحيد وأنواعه ومعني الشرك وأقسامه وكيف تكون محبة الصالحين ومعني الولاء والبراء، كما عنى بإيضاح أقسام وأنواع هذه المفاهيم وما يدخل فيها وما يخرج عنها وما يناقضها أو يناقض كمالها وبيان أحكامها وأحكام ما كان له ظهور وشيوع في منطقة نجد مثل:

1-

الغلو في الصالحين.

2-

التبرك بالشجر والحجر ونحوه.

3-

الذبح لغير الله.

4-

تعليق التمائم.

5-

لبس الحلقة لرفع البلاء أو دفعه.

6-

الرقي والتمائم

7-

البناء على القبور.

8-

السحر.

9-

النشرة.

10-

التطير.

11-

التنجيم.

1-

إرادة الإنسان بعمله الدنيا.

وغيرها مما كان له وجود في منطقة نجد أو في العالم الإسلامي.

وذلك بقصد تعريف الناس بخطرها وتنفيرهم منها وبيان ضررها تمهيدا لا حلال عقيدة التوحيد الخالصة محلها وقد نجح بهذه الوسيلة في قلع بذور الشر من مجتمعه وإشاعة الخير بواسطة هذه التربية الفردية والجماعية لأتباعه رحمهم الله.

المبدأ الرابع- الإخلاص للدعوة والصبر على الأذى:

تعرضت الدعوة الإصلاحية في نجد لما تتعرض له كل دعوة إصلاحية قامت أو تقوم على وجه الأرض حتى دعوات الرسل ولكن الله يجعل العاقبة في هذا الصراع

ص: 102

للمتقين والخزي والعار للمعارضين.

تعرض الإمام محمد بن عبد الوهاب للسب والشتم والأذى في ترحاله في طلب العلم في الحرمين الشريفين وفي البصرة والاحساء، وتعرض لما هو شد منه لما جهر بدعوته في حريملاء بل تجاوز الأمر ذلك إلي محاولة اغتياله من أوباش الناس ومواليهم في حريملاء، تسلقوا عليه بيته ليقتلوه صبرا، وتعرض للطرد والقتل من أمير العيينة عثمان بن معمر بعد أن تلقى تهديدا من قائد الاحساء بشأنه ودخل الدرعية خائفا على نفسه مجازفا بحياته ثم إنه تعرض لهجمة شرسة من علماء الرياض وبعض مدن وقرى نجد ورمي بعظائم الأمور. وقيل إنه مارق من الدين وخارج عن الجماعة ومفرق للأمة ومكفر لأهل الإسلام ومعاد للأولياء الصالحين ولا يجب النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الاتهامات الباطلة، وقد أصابت أهل الدرعية عند مجيئه شدة في العيش وضيق في الرزق فصبروا على ذلك ومضوا في دعوته.

ثم إنه تألب عليهم أهل نجد فغزوهم وحاربوهم بالسلاح، فصبروا على ذلك وقاموا برد العدوان وقدموا خيرة رجال الدرعية من آل سعود وآل الشيخ وبقية أسر الدرعية وغيرهم من أهل التو حيد. ولم يثن ذلك لهم عزما حتى أظهر الله دينه في نجد وكبح جماح أعدائه. ثم كان في حملة الأتراك بقيادة إبراهيم باشا من البلاء والاختبار لهذه الدعوة ما لا مزيد عليه، فصبروا وصابروا وقدموا في ذلك أثمن ما يملكون نفوسهم وأموالهم وبلادهم ولم يترددوا في شيء من ذلك مع ما كان في هذه الحملة من بطش ونكاية وظلم وغدر يعجز القلم عن وصفه.

وهذا الابتلاء والامتحان لم يكن أمرا غير متوقع بل إن برنامج الإمام التربوي يقضي بالاستعداد لمواجهة الأذى وتوطين النفس على الصبر عليه ومواجهة الأذى بالشجاعة والصبر والاحتساب.

وفي كتاب الإمام إلى أحد علماء المدينة المنورة قال رحمه الله:"فإن سألت عن سبب الاختلاف الذي هو بيننا وبين الناس فما اختلفنا في شيء من شرائع الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج وغير ذلك ولا في شيء من المحرمات"..إلى أن قال

ص: 103

رحمه الله " والذي قلب الناس علينا الذي قلبهم على سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وقلبهم على الرسل من قبله كلما جاء أمة رسولها كذبوه ومثل ما قال ورقة للنبي صلى الله عليه وسلم والله ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي فرأس الأمر عندنا وأساسه إخلاص الدين لله."1

وعن القائد السياسي للدعوة الإمام محمد بن سعود يقول المؤرخ ابن بشر رحمه الله: "فأواه-أي الشيخ- من جعل عز الإسلام على يديه وجاد بنفسه وما لديه ولم يخش لوم اللائمين ولا كيد الأعداء المحاربين "محمد بن سعود" وبنوه ومن ساعدهم على ذلك وذووه خلد الله ملكهم مدي الزمان وأبقاه في صالح عقبهم ما بقي الثقلان فشمر في نصرة الإسلام بالجهاد وبذل الجد والاجتهاد فقام في عداوته الأصاغر والأكابر وجروا عليه المدافع والقنابر فلم يثن عزمه ما فعل المبطلون وجاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون 2

ويقول المؤرخ ابن بشر عن حال الدرعية في أول أمر الدعوة وحال من هاجر إليها من المسلمين:"ولما هاجر من هاجر إلى الدرعية واستوطنوها كانوا في أضيق عيش وأشد حاجة وابتلوا ابتلاء شديدا فكانوا في الليل يأخذون الأجرة ويحترفون في النهار ويجلسون عند الشيخ في درس الحديث والمذاكرة وأهل الدرعية يومئذ في غاية الضعف وضيق المؤنة ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس" واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا 3

وعن ردود الفعل لدى المدعوين في نجد قال ابن بشر رحمه الله: "ثم إن الشيخ كاتب أهلا البلدان بذلك ورؤساءهم وقضاتهم ومدعي العلم منهم من قبل واتبع الحق ومنهم من اتخذه سخريا واستهزأوا به ونسبوه إلى الجهل وعدم المعرفة ومنهم من نسبه إلى السحر ومنهم من رماه بأشياء وهو بريء منها حاشاه عما يقوله الكاذبون.4

1 مؤلفات محمد بن عبد الوهاب القسم الخامس الرسائل الشخصية "الرسالة رقم7" طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ص 44.

2 عنوان المجد في تاريخ نجد للعلامة عثمان بن بشر ج1 ص 3.

3 عنوان المجد في تاريخ نجد للعلامة عثمان بن بشر ج 1 ص13.

4 المرجع السابق ج1 ص 14.

ص: 104

‌ثانيا- المنهج:

أما المنهج الذي اتخذه لتحقيق هدفه فهو المنهج التربوي النظري والعملي والتطبيقي المتساند الذي حدده برنامجا لدعوته الإصلاحية في نجد والتزم به في مراحل عمله واستقامت عليه مدرسته من بعده والذي يتضمن أربعة مبادئ:

1-

العلم.

2-

والعمل به.

3-

والدعوة إليه.

4-

الصبر على الأذى فيه.

ص: 90