الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك نقلت لهم كلام العلماء من كل مذهب وذكرت ما قالوا بعد ما حدثت الدعوة عند القبور والنذر لها فعرفوا ذلك وحققه ولم يزدهم إلا نفورا"1
والشيخ محمد بن عبد الوهاب مع أنه مقلد في الفقه لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله إلا أنه مع ذلك يدعوا إلى اجتهاد بقدر استطاعته، مع الأخذ في الاعتبار برأي من سبقه من علماء المسلمين. فما أجمعوا عليه فلا يجوز له الخروج عليه، وما اختلفوا فيه نظر إلى الدليل الشرعي فما وافق الدليل أخذ به وهو يعلن أنه يخرج على مذهب الحنابلة إذا رأي الدليل في المسألة مع غيره فيأخذ بالدليل متى وجده ولا يعدل عنه إلى قول أحد. فإذا لم يعرف الدليل أولم يظهر له وجه الحق أخذ برأي الحنابلة الذين هم أئمته في الفقه وشيوخه في المذهب.
ولم يكن اختلاف معاصري الشيخ معه منحصرا فيما ذكرنا من المواد السابقة بل اختلفوا معه في مسائل أخرى كثيرة مثل اختلافهم في مدح أو ذم علم الكلام، وفي وسائل أخرى من الشرك، وفيما يكفر به الإنسان إذا أصر عليه بعد علمه بالحكم الشرعي، وفي الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة وفي تكفير بعض الطوائف الإسلامية مثل القدرية وفي الشرك الذي ينقل من الملة وفي أنواع من العبادة وفي العدل في الميراث وغير ذلك من الذرائع الموصلة إلى الشرك التي ذكرت في مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتعالج أمورا كثيرة مخالفة للتوحيد أو ذريعة إلى الشرك أو البدع والمعاصي مما كان سائدا في الوسط الاجتماعي الذي عاشه رحمه الله.
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية ص 38، ص 157.
ثالثا-
الممارسات التي لم يوافقه بعض معاصريه عليها:
وهي أفعال وممارسات وأعمال تعد من لوازم الدعوة ومقتضياتها في تصحيح الحياة العامة وتقويم الناس وإلزامهم بالحق وترجمة مبادئ الدعوة في صورة عملية مشاهدة تقوم المعوج وتصحيح الخطأ وتثبيت الحق وتزيل المنكر في البيت والطريق ومحل
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية ص 38، ص 157.
العبادة وفي الحياة الاجتماعية في كل صورها ومظاهرها العامة والخاصة وهي ممارسات كثيرة تذكر منها على المثال لا الحصر:
1-
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وممارسة هذا المبدأ يعتبر ترجمة حسنة لمبادئ الدعوة في صورة عملية. وهذا المبدأ يهدف إلى تصحيح الممارسات الخاطئة في الحياة ودعم الخير والتقليل من الشر وإعلام للجاهل وتنبيه للغافل وقمع للمعاند وهو عام في أصول الدين وفروعه وما علم من الدين بالضرورة في العبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك والنظام وفي مختلف مظاهر الحياة.
وقد أنكر عليه معاصروه ممارسة هذا المبدأ لأنه يتعارض مع عادات نشأوا عليها ومواضعات ألفوها ودعوة إلى مبادئ الدعوة التي لم يوافقوا عليها وإلزام بأمور لا يرون أنها لازمة لهم وإظهار لأمر هذه الدعوة على خصومها وفرض لسلطانها على المعارضين. ويرون أن المعروف ما كان حياتهم قائمة عليه، والمنكر ما جاءت به هذه الدعوة من تضليل الأمة ونسبتهم إلى الشرك والبدع وعبادة الصالحين مع أن الأمر في نظرهم ليس كذلك.
وممارسة هذا المبدأ منذ فجر الدعوة الإصلاحية سبب لتعميق الخلاف مع المعارضة للدعوة في منطقة العارض وغيرها وقد ذكر الشيخ أن هذا هو سبب رئيسي من أسباب الخلاف مع الناس. اسمعه يقول في رسالته لأحد علماء المدينة المنورة "وإن سألت عن سبب الاختلاف الذي هو بيننا وبين الناس فما اختلفنا في شيء من شرائع الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج وغير ذلك ولا في شيء من المحرمات، الشيء الذي عندنا زين هو عند الناس زين، والذي عندهم شين هو عندنا شين إلا أنا نعمل بالزين ونغضب الذي يدنا عليه وننهى عن الشين ونؤدب الناس عليه
والذي قلب الناس علينا الذي قلبهم على سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم1 وذكر مثل ذلك في الرسالة التي بعث بها إلى أهل المغرب 2 وذكر مثل ذلك في جوابه على رسالة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي من علماء العراق. وزاد عليه سببا آخر أن دعوته خالفت عادة نشأوا عليها ثم قال: "فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمر به من التوحيد وأنهي عنه من الشرك ولبسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس وكبرت الفتنة جدا"3 وفي الرسالة العامة التي بعث بها إلى عامة المسلمين ذكر فيها الأسباب نفسها وزاد عليها شيئا آخر هو قوله "وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله"4
وهذه النصوص من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب تدل على أن ممارسة الدعوة لهذا المبدأ الشرعي كانت سببا من أسباب الاختلاف مع المعارضة سببا من أسباب الاجلاب عليها بالخيل والرجل وإظهار العداء لها ولأتباعها.
1-
هدم البناء على القبور:
ومن الممارسات العملية التي اختلفت المعارضة فيها مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته هو أنها اتبعت الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك وإنكار ما يفعله العامة عند القبور من دعوة أصحابها وصرف شيء من أنواع العبادة عندها لغير الله، والبناء على القبور وإيقاد السرج عندها، وإغراء العامة بزيارتها لهذه المظاهر التي فيها تزيين الباطل وتوفير الذرائع الموصلة إليه اتبعت هذه الدعوة بإزالة البناء على القبور كما فعلت بقبة زيد بن الخطاب في الجبيلة، ومنع إيقاد السرج عندها أو تجصيصها أو رفعها عما حده رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، فقامت عليهم قيامه الناس زاعمين أن هدم القباب على القبور خروج على ما عليه العمل في مختلف الحواضر الإسلامية في مصر والشام والعراق والحرمين الشريفين وغيرها من غير نكير. ولأن في هذا العمل إهانة للأولياء والصالحين وتقليلا من شأنهم وامتهانا لحرمتهم، وإزالة لمعالم الآثار الكريمة
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسائل رقم ص 44.
2 المرجع السابق الرسالة رقم 17ص 114.
3 المرجع السابق الرسالة رقم 5ص 36.
4 المرجع السابق الرسالة رقم 22ص 150.
ووسيلة لضياعها وعدم الاهتداء إليها في المستقبل مع أنه ليس من لوازم وجودها دعوة أصحابها من دون الله، بل أنه يمكن تحقيق التوحيد مع قيام تلك الآثار يهتدي بها الزائر لها زيارة شرعية، ومن أجل هذه الاعتبارات وغيرها اعترض الناس على الدعوة الإصلاحية في هدمها القباب على القبور ومنعها رفع ترابها أو تجصيصها وحاولوا منع الشيخ وأتباعه من هذا العمل كما ذكر ذلك مؤرخو نجد مثل ابن غنام وابن بشر عند إزالة قبة قبر زيد بن الخطاب في الجبيلة وغيرها وكان ذلك سببا قويا من أسباب اشتداد المعارضة في وجه الدعوة وأشاعوا عنها قالة السوء. يقول الشيخ رحمه الله في الرسالة التي بعث بها إلى العلماء الأعلام في بلد الله الحرام:"جرى علينا من الفتنة ما بلغكم وبلغ غيركم وسببه هدم بنيان في أرضنا في قبور الصالحين فلما كبر هذا على العامة لظنهم أنه تنقيص للصالحين ومع هذا نهيناهم عن دعواهم وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله فلما أظهرنا هذه المسألة مع ما ذكرنا من هدم البنيان على القبور كبر على العامة. وعاضدهم بعض من مدعى العلم لأسباب أخر التي لا تخفى على مثلكم أعظمها اتباع هوى العوام مع أسباب أخر فأشاعوا عنا أنا نسب الصالحين وأنا على غير جادة العلماء ورفعوا الأمر إلى المشرق والمغرب وذكروا عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها1 وذكر في الرسالة التي بعث بها إلى المسلمين ردا على رسالة من سأله عما ينسب إليه قال رحمه الله:"فما ذكر عني أني أنهى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو أتي أقول لو أن لي أمرا هدمت قبة النبي صلى الله عليه وسلم أو أنني أتكلم في الصالحين أو أنهى عن محبتهم فكل هذا كذب وبهتان"2 وفي الرسالة التي بعث بها الشيخ إلى أهل المغرب قال رحمه الله:"وهو صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد اعظم حماية، وسد كل طريق يوصل إلى الشرك، فنهى أن يجصص القبر وأن يبنى عليه كما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر، وثبت فيه أيضا أنه بعث علي بن أبي طالب رضى الله عنه وأمره ألا يدع قبرا مشرفا إلا سواه ولا تمثالا إلا طمسه. ولهذا قال غير واحد من العلماء يجب هدم القبب المبنية على القبور لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم 6ص 40.
2 المرجع السابق الرسالة رقم 8ص 52.
فهذا هو الذي أو جب الاختلاف بيننا وبين الناس حتى آل بهم الأمر إلى أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا حتى نصرنا الله عليهم وظفرنا بهم 1
1-
إقامة الحدود:
ومعروف تاريخيا بأن الشيخ بدأ تطبيق الحدود الشرعية في العيينة في فجر الدعوة فرجم الزانية بها كما ذكر ذلك مؤرخو نجد مثل ابن غنام وابن بشر وغيرهم أنه جاء امرأة تطلب منه إقامة الحد عليها وأرب عنده بالزنا أربع مرات في أربعة أيام ولما تأكد الشيخ من توفر شروط إقامة الحد عليها وانتفاء الموانع أمر بها فرجمت حتى ماتت. وهذا يدل على مدى صدق التدين لديها والإقبال على الله، وعلى أثر الدعوة في الناس التي جعلتهم يقبلون بالحق والتطهير ولو كان في ذلك الموت الزؤام. كما أن إقامة هذا الحد في هذه المنطقة لأول مرة في تاريخ هذه الدعوة الإصلاحية أحدثت هزة عنيفة في صفوف المعارضة بلغت آثارها آفاق الأرض حتى جاءت التهديدات الشديدة من حاكم الاحساء لأمير العيينة ما لم يقتل هذا المطوع أو يخرجه من بلاده على الفور مما جعل الأمير عثمان بن معمر يحجم عن تحمل تبعات هذه الدعوة إذ رأى أن المعارضة بما لها من قوة كبيرة فوق قدرته وطاقته، وأنه إذا استمر في إيواء الشيخ يعرض نفسه وإمارته لأشد الأخطار. وعلى الرغم من أن الشيخ رحمه الله حاول ثنيه وتهدئة روعه ووعده مع الثبات بالنصر المؤزر على خصومه، وأن الدعوة ستتقدم وتصل إلى عقر دار المتكبرين في الأرض بغير الحق فإن عثمان بن معمر كان غير واثق من هذا النصر ولا آمن على نفسه وإمارته ففضل السلامة وأخرج الشيخ وهم بقتله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
2-
قطع الأشجار التي يتبرك بها الناس:
وكان من المعروف في تاريخ نجد عند قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن هناك أشجارا في نجد يقصدها الناس للتبرك بها مثل "شجرة الذئب" في العيينة
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم17،ص114.
وشجرة "قريوه" في الدرعية ومثل "شجرة الفحال" في عرقة وشجرة الطرفية وغار بيت الأمير وغيرها، والتبرك هو طلب البركة منها ورجاؤها فيما يؤمل واعتقاد النفع فيها والضر وحصول البركة، وهو بهذا المعنى من الشرك الأكبر. وقد عقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بابا في كتابه المعروف بكتاب "التوحيد" باب من تبرك بالشجر أو حجر أو نحوهما: وساق تحته أدلة تحريم هذا العمل وأنه من الشرك الذي حكم الله بكفر أصحابه فذكر قول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} الآيات فهذه الأوثان الثلاثة من أعظم الأوثان الجاهلية في الحجاز، ولهذا نص الله عليها بأعيانها. واللات صخرة أو قبر، وأما العزى فهي شجرة سمر عليها بناء وأستار بين مكة والطائف، وأما مناة فهو وثن بين مكة والمدينة لأهل المدينة أو غطفان. فلما اعتقد فيها المشركون أنها تنفع وتضر من دون الله وتعلقت بها قلوبهم، صارت أوثانا تعبد من دون الله. فالتبرك بالأشجار والأحجار في عهد الدعوة شبيه بالتبرك باللات والعزى ومناة.
ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة قد بعث خالدا لقطع الشجرة وهدم الصنم والوثن تحقيقا للتوحيد وحماية لجنابه، وكان ما يفعل في العارض شبيها بما كان يفعل في الجاهلية، فقد قام الشيخ رحمه الله بقطع شجرة "الذئب" في العيينة بنفسه وأمر بقطع "شجرة قريوه" في الدرعية.
وهذا العمل من الشيخ في قطع الأشجار، وإزالة معالم كانت محل تعظيم العامة تقصدها في قضاء الحاجات ولها قداسة في نفوس الناس، زاد هذا في الاختلاف بين الدعوة وخصومها لأنه خروج على مألوف الناس وعادتهم، ومخالف لما يجري في معظم الديار الإسلام. ومع هذا مضت الدعوة في طريقها لتحقيق أهدافها لاعتقاد قادتها أن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا، وأن من قام لله حفظه الله ونصره، لاسيما مع اليقين الجازم بأن يقومون به هو مقتضى الشرع وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه وأن ما حصل كان سببه الجهل وغربة الإسلام.
1-
إبطاله للوقف الذي يراد به تغيير أحكام الله:
وجد في بعض الأوساط في نجد عند ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كان ينظر إلى المرأة نظرة دنيوية في الميراث وتفضيل بعض الورثة على بعض حسب الهوى والمحبة ولهذا يلجأون إلى التحايل على هذه الفئات ليقسموا كل أموالهم بين ورثتهم على هواهم فرارا مما فرضه الله لكل وارث من نصيب مقدر، فيوقفون أوقافا حيلة يتوسلون بها إلى هذه الغرض الخبيث الذي تغير به أحكام الميراث، ووجد في عصرهم من يرى أن هذه الأوقاف التي يتوسل بها إلى حرمان ذي حق من حقه، وإعطاء وارث آخر أكثر من نصيبه المقدر، أن هذه الحيلة صدقة بر تقرب إلى الله. وقد تضمنت الرسالة الثانية عشرة من الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 78-79 مناقشة هذه القضية مناقشة علمية مستفيضة وسمى هذه الحيلة بالبدعة الملعونة ثم قال:"من أعظم المنكرات وأكبر الكبائر تغيير شرع الله ودينه والتحيل على ذلك بالتقرب إلى الله وذلك مثل أوقافنا هذه إذا أراد أن يحرم من أعطاه الله من امرأة أو امرأة ابن أو نسل بناة أو غير ذلك أو يعطي من حرمه الله أو يزيد أحدا عما فرض الله أو ينقصه من ذلك ويريد التقرب إلى الله بذلك مع كونه مبعدا عن الله فالأدلة على بطلان هذا الوقف وعوده طائعا وقسمة على قسم الله ورسوله أكثر من أن تحصر".
فإبطال الشيخ مثل هذه العقود الجائرة التي تحل حرام وتحرم حلالا، وتؤكد حق المرأة والقاصر من الأبناء والضعيف من الورثة، ولاسيما بين العامة والبوادي وأهل القرى الذين تغلب عليهم نزعة الجاهلية، جعلت الناس يشتدون في المعارضة ويختلفون مع قادتها ومبادئها التي صارت تغير بعض ما كان سائدا في حياتهم وتألفه نفوسهم، ولهذا أثره في إلهاب حماس العامة وإثارة نخوة الجاهلية ضد الشيخ ودعوته الإصلاحية.
ومن أجل هذا وغيره بدأت المعارضة حملة إعلامية دعائية ضد هذه الدعوة وصاحبها وتشكيك الناس فيها وإعطاء صورة سيئة عن مبادئها وإثارة كثير من الشبهات حولها وحول إمامها نجمل أهمها في الفقرة التالية.