الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعا-
الشبهات التي أثيرت حول الدعوة:
من تتبعي للرسائل الشخصية التي كتبها إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وبعثها إلى علماء نجد وأئمة المساجد المعروفين بالمطاوعة، وللرسالة التي رد عليها الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ بكتابه المعروف بمصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام ولبحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي عقدته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1403هـ /
1983م، لطلب معرفة الشبهات التي أثارتها المعارضة حول هذه الدعوة الإصلاحية التجديدية وما يأخذون عليها، وأسباب الخلافات الحادة التي بلغت حد النقد وكتابة الفتاوي ضدها وحمل السلاح على أتباعها، وجدت أن أهم الشبهات التي أثيرت حولها كما يلي:
أولا- ما ذكره الإمام محمد بن عبد الوهاب في رسالته التي بعث بها إلى أهل القصيم لما سألوه عن عقيدته حيث قال رحمه الله:"ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم، والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي فمنها:
*أني مبطل كتب المذاهب الأربعة.
*وأني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء.
*وأني خارج عن التقليد.
*وأني أدعي الاجتهاد.
*وأني أكفر من توسل بالصالحين.
*وأني أقول إن اختلاف العلماء نقمة.
*وأني أقول لو أقدر على هدم قبة الرسول صلى الله عليه وسلم لهدمتها.
*وأني أكفر البوصيري لقوله: يا أكرم الخلق.
*وأني أقول لو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزابا من خشب.
*وأني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
*وأني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما.
*وأني أكفر من حلف بغير الله.
*وأني أكفر ابن الفارض وابن العربي.
*وأني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين أسميه روض الشياطين.1
ومثل هذه الرسالة ما جاء في الرسالة التي بعث بها رحمه الله إلى عبد الله بن سحيم
مطوع أهل المجمعة حين سأله عن الكتاب الذي أرسله سليمان بن محمد بن سحيم مطوع أهل الرياض، وكانت رسالة أرسلها إلى أهل البصرة والاحساء يشنع فيها على الشيخ ويستنصر بهم على إبطال ما أظهره الشيخ من بيان التوحيد.
وقد ذكر الإمام في صدر هذه الرسالة أنها تضمنت 24 مسألة بعضها حق وبعضها بهتان وكذب ثم ذكر في هذه الرسالة الشبهات التي ذكرها في الرسالة السابقة وزاد عليها شبهات أخرى هي قوله: "وأما المسائل الأخرى، وهي:
*أني أقول لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله.
*وأني أعرف من يأتيني بمعناها.
* وأني أقول الإله هو الذي فيه السر.
* وتكفير الناذر إذا أراد به التقرب لغير الله وأخذ النذر كذلك.
* وأن الذبح للجن كفر والذبيحة حرام ولو سمى الله عليها إذا ذبحها للجن.
فهذه خمس مسائل كلها حق وأنا قائلها" 2 ثم ذكر في موضع آخر من هذه الرسالة مسألة سادسة هي إفتاؤه بكفر شمسان وأولاده ومن شابههم وتسميتهم طواغيت فقال رحمه الله: "وأضيف إليها مسألة سادسة وهي إفتائي بكفر شمسان وأولاده ومن شابههم وسميتهم طواغيت وذلك أنهم يدعون الناس إلى عيادتهم من
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم 1 ص12.
2 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم 10ص 64.
دون الله عبادة أعظم من عبادة اللات والعزى بأضعاف، وليس في كلامي مجازفة بل هو الحق"1
وأضاف مسألة سابعة وهي أنه يقول بالإله الذي فيه السر، قال رحمه الله: وما قولي إن الإله الذي فيه السر"2ثم أجاب عنها.
ولم أستطع أن أعثر على رسائل وكتابات خصوم الدعوة الإصلاحية في نجد لندرتها وضياع الكثير منها بالإهمال سوى ما تضمنته كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحفاده وتلامذة مدرسته، ومن هذه الرسائل الرسالة المسماة "جلاء الغمة عن تكفير هذه الأمة" وقد كتبها أحد معاصري الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ الذي رد عليها في كتابه الذي سماه "مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام" والذي صدره رحمه الله بقوله: وقد رأيت لبعض المعاصرين كتابا يعارض به ما قرره شخنا من أصول الملة والدين إلى أن قال "وسمى كتابه جلاء الغمة عن تكفير هذه الأمة".3 قال صاب الرسالة "قد أبتلى الله أهل نجد بل جزيرة العرب بمن خرج عليهم ولم يخرج على العلماء الأمناء كما صح عندنا وثبت عن مشايخنا الأمجاد العتاد وسعى بالتكفير للأمة خاصا وعامها وقاتلها على ذلك جملة إلا من وافقه على قوله لما وجد من يعنيه على ذلك بجهله".4
وفي موضع آخر من هذه الرسالة قال صاحبها:" ولكن هذا الرجل جعل طاعته ركنا سادسا للأركان الخمسة كما قال ذلك أخوه لأمه وأبيه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب حين خطأه."5
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم 11.ص75.
2 المرجع السابق الرسالة رقم 11ص76.
3 مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام ص15 –16.
4 المرجع السابق ص16.
5 المرجع السابق ص 101، 146.
ومن ذلك رمى الشيخ محمد عبد الوهاب بإنكار شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم بالكلية كما جاء في نص الرسالة نفسها قوله:"وعند هذا الكلام محط الرجل فقائلته تنقيص سيد البشر صلى الله عليه وسلم والحط من رتبته وغايته إبطال شفاعته بالكلية"1
وتهمة أخرى ذكرت في هذه الرسالة وهي قوله:"ومن أنكر عليهم من أهل نجد قتلوه ونهبوه والباقي أجلوه"2
ومن التهم التي نسبوها لأئمة هذه الدعوة وجوب الهجرة على من لم يستطع إظهار دينه في موطنه إلى البلاد التي عمتها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية هذه التهمة في أكثر من موضع من الرسالة التي رد عليها الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.3
كما وردت في رسالة من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب 4موجهة إلى عموم المسلمين فقال رحمه الله:"وأذكر لكم عني أني أكفر بالعموم فهذا بهتان الأعداء وكذلك قولهم إني أقول من اتبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده انه ما يكفيه حتى يجيء عندي، فهذا أيضا البهتان "5
ومنها شبة ادعاء النبوة. وقد نقل هذه الشبهة الدكتور عبد الرحمن عميرة في بحثه القيم الذي قدمه في أسبوع الشيخ محمد بن الوهاب الذي عقدته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1403هـ / 1983 م، من الضياء الشارق للشيخ سليما بن سحيم بقوله:"يقول الزهادي العراقي: "وكان محمد هذا بادئ بدأته كما ذكره بعض المؤلفين مولعا بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذبا كمسيلمة الكذاب وسجاح
والأسود العنسي وطليحة الأسدي وأضرابهم فكان يضمر في نفسه دعوى النبوية إلا أنه لم يتمكن من إظهارها"6
1 مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام ص95.
2 المرجع السابق 241.
3 المر جع السابق ص42، 149، 242.
4 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم 9ص 58.
5 المرجع السابق نفسه.
6 بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ج اص 4 5.
ونقل هذا الاتهام نفسه الشيخ أحمد زيني دحلان فقال: "والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنه يدعى النبوة إلا أنه ما قدر على إظهارها والتصريح بذلك"1
ومما قيل عن الدعوة الإسلامية في نجد أن أهلها خوارج وأنهم المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلم "يخرج أناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه سيماهم التحليق" 2
ونسب قول ذلك إلى كل من الشيخ الزهاوي العراقي والشيخ أحمد زيني دحلان في الحجاز والشيخ عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد.
ومنها دعوى أن هذه الدعوة الإصلاحية جاءت بمذهب خامس لمذاهب الأئمة الأربعة وقد أوردها الشيخ محمد في رسالته التي بعثها إلى سليمان بن سحيم ورد عليها3
هذه أهم الشبهات التي أثيرت حول الدعوة الإصلاحية وأهلها في نجد. وقد تولى إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تحديد موقفه من هذه الادعاءات والتهم وإبانة وجه الحق فيما نسب إليه، وأوضح في مجمل إجاباته أن بعضها مجرد ادعاء وافتراء عليه وعلى دعوته، وبعضها حقيقة، ولكن الخصوم نقلوها على غير وجهها، وأوضح موقفه منها ودليله عليها، وبعضها الآخر حق وهو قائل به مقيم الدليل على صحته.
وإليكم فيما يلي موجز إجابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب على هذه التهم
1 بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ج1ص55 وانظر بحث الشيخ محمد يوسف ج1 ص 282 المصدر نفسه
2 المرجع السابق ج 1ص 61.
3 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم 34ص 228.
قال في الرسالة التي بعث بها إلى أهل القصيم عما بلغه من أن سليمان بن سحيم قد بعث لهم برسالة وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتهم:"والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي" ثم عددها كما سبقت الإشارة إليها فأوصلها إلى أربعة عشر بندا ثم قال: "وجوابي على هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم "1
وقل مثل ذلك في الرسالة التي بعثها إلى عبد الله بن سحيم مطوع المجمعة بعد أن ذكر التهم الموجهة إليه وعددها كما سبق ذكرها وقال:"فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم" ثم قال وأما المسائل الأخرى وهي: "أني أقول لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله ومنها أني أعرف من يأتيني بمعناها ومنها أني أقول الإله هو الذي فيه السر ومنه تكفير الناذر إذا أراد به التقرب لغير الله وأخذ النذر كذلك ومنها أن الذبح للجن كفر والذبيحة حرام ولو سمي الله عليها إذا ذبحها للجن فهذه خمس مسائل كلها حق وأنا قائلها "ثم أخذ في شرح أدلة ما يقول به2
كما أجاب الإمام رحمه الله قول بأنه يكفر الناس ويقاتلهم في عدة مواطن فقال الرسالة التي بعث بها إلى عبد الرحمن السويدي في العراق ما نصه:"وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول صلى الله عليه وسلم ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فذا هو الذي أكفره وأكثر الأمة والحمد لله ليسوا على ذلك. وأما القتال فلم نقاتل أحدا إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا. ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا"
وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه" 3
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم 1ص 12، ومثله في الرسالة رقم 5 ص 37.
2 المرجع السابق الرسالة رقم 11 ص 64.
3 المرجع السابق الرسالة رقم 5 ص 38.
وعن دعوى تحريق رسالة "دلائل الخيرات" فقال الإمام رحمه الله في ذلك:"وأما دلائل الخيرات، فله سبب ذلك أني أشرت على من قبل نصيحتي من إخواني أن لا يصير في قلبه أجل من كتاب الله، ويظن أن القراءة فيه أجل من قراءة القرآن وأما إحراقه والنهي عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ كان فهذا من البهتان"1
وفي رسالة أخرى للإمام محمد بن عبد الوهاب نفى ما نسب إليه من النهي عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومن القول برغبته في هدم قبة النبي صلى الله عليه وسلم أو أنه يبغض الصالحين أو يتكلم فيهم أو ينهى عن محبتهم، وقال "إن هذا كذب وبهتان عظيم"2 ثم قال رحمه الله:"وبالجملة فالذي أنكره الاعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره"3 ثم شرح ذلك حتى قال في آخر هذه الرسالة:"وأنا أنصحكم لا تظنوا أن الاعتقاد في الصالحين مثل الزنا والسرقة بل هو عبادة الأصنام من فعله كفر وتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم"4
وعن تهمة القول بوجوب الهجرة إلى مقر الدعوة الإصلاحية في نجد وأنه يكفر بالعموم قال الإمام رحمه الله تعالى في الرسالة العامة التي بعث بها إلى إخوانه المسلمين:"ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم فهذا من بهتان الأعداء وكذلك قولهم إني أقول من اتبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجيء عندي فهذا أيضا من البهتان إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت. ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه، وكذلك من عبد الأوثان بعد ما عرف أنها دين للمشركين وزينه للناس فهذا الذي نكفره. وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلا رجلا معاندا وجاهلا "5
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم5 ص 52، 37.
2 المرجع السابق الرسالة رقم 8 ص 53.،
3 المرجع السابق الرسالة رقم 8 55.
4 المرجع السابق، الرسالة رقم 9، ص 58.
5 المرجع السابق الرسالة رقم 5 ص 37.
وعما أثير من إنكار الدعوة الإصلاحية في نجد لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم قال إمام الدعوة في الرسالة التي وجهها لأحد علماء المدينة المنورة:"ثم بعد هذا يذكر لنا أن عدوان الإسلام الذين ينفرون الناس عنه يزعمون أننا ننكر شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فنقول سبحانك هذا بهتان عظيم بل نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع صاحب المقام المحمود، نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفعه فينا وأن يحشرنا تحت لوائه. هذا اعتقادنا وهو الذي مشى عليه السلف الصالح من المهاجرين والأنصار والتابعين وتابعي التابعين والأئمة الأربعة رضي الله عنهم وهم أحب الناس بنبيهم وأعظمهم في اتباعه وشرعه. فإن كانوا يأتون عند قبره يطلبون الشفاعة فإن اجتماعهم حجة والقائل إنه يطلب الشفاعة بعد موته يورد علينا الدليل من كتاب الله أو من سنة رسول الله أو من إجماع الأمة والحق أحق أن يتبع"1
وأما ما أثير من أن الدعوة الإصلاحية في نجد وأئمتها يكفرون الناس بالعموم وأنهم يعدون من الخوارج الذين ورد في ذمهم الحديث النبوي الشريف فقد أجاب عنه الإمام محمد بن عبد الوهاب بنفسه فقال: "فإن قائلهم إنهم يكفرون بالعموم. فنقول سبحانك هذا بهتان عظيم الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين الرسول وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد ذلك يكفر أهل التوحيد ويسميهم خوارج ويتبين مع أهل الغيب على أهل التوحيد"2
وأما ما قيل من ادعاء الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله للنبوة فإن رسائله وكتبه لم تتعرض لهذه الشبهة مما يدل على أنها إطلاق متأخر بعد عهده رحمه الله. ثم كما اتضح من النصوص التي وردت عن الزهادي ودحلان وغيرهما تدل على أنه لم ينقل عنه لا سماعا ولا كتابة أنه قال ذلك أو ادعاه أو عرف عنه وإنما جاءت عبارتهم:"أنه كان يضمر في نفسه دعوى النبوة إلا أنه لم يتمكن من إظهارها" هذه عبارة
1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم 7 ص 48، 49.
2 المرجع السابق رسالة رقم 7ص 48.
الزهادي أما عبارة دحلان:"والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنه يدعي النبوة إلا أنه ما قدر على إظهار التصريح بذلك "1 وهذه العبارات تدل على أنه لم يظهر من الإمام ما يدل على ذلك. أما الضمائر ومكنوناتها فليس كشفها ومعرفة ما فيها من وظيفة البشر ولا من ممكناتهم. والقول بهذا الإضمار إن هو إلا رجما بالغيب ودعوى بلا برهان بل البرهان قائم من كتابات ومواقف وتاريخ إمام الدعوة على عكس ذلك فهو يعلن في كل مناسبة اعتماده على الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وأتباعهم بإحسان وأئمة الهدى في مختلف العصور الإسلامية وأنه يأخذ بالدليل الشرعي أنى وجده ولو خالف مذهبه. فهل يتفق هذا مع ما قيل من إضماره لدعوى النبوة ولكنه الهوى الذي يضل ويعمى ويسهل رمي المسلم بما ليس فيه ولا يليق به.
وقد تعمدت أن آخذ الإجابة على كل التهم الموجهة لهذه الدعوة الإصلاحية من رسائل إمامها الشخصية التي بعث بها لمعاصريه وأجاب بها بنفسه صراحة كما قررها وأكدها في كتبه المطولة في علم التوحيد وتقرير مبادئ الدعوة وبيان حقيقتها وأسباب محاربة كثير من الناس لها حتى أظهرها الله لتتحقق بذلك الأمانة العلمية المطلوبة وتظهر الحقيقة حول هذه الدعوة وما جاءت به.
1 بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ج 2ص 54 – 55.