المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عمر بن عبد العزيز أثناء خلافته - حسن السلوك الحافظ دولة الملوك

[ابن الموصلي]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدّمَة الْمُؤلف

- ‌الْفَصْل الأول الْعدْل

- ‌تَعْرِيفه

- ‌دَلِيله فِي الْكتاب وَالسّنة

- ‌نَبِي الله دَاوُد عليه السلام وَالْعدْل

- ‌آثَار الْعدْل

- ‌عُقُوبَة الإِمَام الجائر

- ‌نصب السُّلْطَان لدفع الظُّلم

- ‌فضل الْقَضَاء بِالْحَقِّ

- ‌تصلح الْبِلَاد والعباد بالسلطان الْعَادِل

- ‌فَسَاد الْبِلَاد والعباد بالسلطان الجائر

- ‌صَلَاح الْحَاكِم صَلَاح الْأمة

- ‌النَّاس تبع لملوكهم

- ‌الْعدْل قوام الْملك ودوام الدول

- ‌الْإِحْسَان

- ‌الْعدْل أساس لسَائِر الأساسات

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌الطّرق إِلَى الْعدْل

- ‌حَملَة الْعلم

- ‌ينزل نَفسه مَعَ الله تَعَالَى منزلَة ولاته مَعَه

- ‌خِصَال ورد الشَّرْع بهَا فِيهَا نظام الْملك والدول

- ‌ اللين وَترك الفظاظة

- ‌الشورى

- ‌عمر بن الْخطاب رضي الله عنه وبطانة الْخَيْر

- ‌طَالب الْولَايَة لَا يُولى

- ‌مَتى يجوز طلب الْولَايَة

- ‌طلب ولَايَة الْقَضَاء

- ‌الْفَصْل الثَّالِث الولايات

- ‌مشروعيتها

- ‌الْولَايَة الْعَامَّة

- ‌تَوْلِيَة الْأَصْلَح

- ‌حكم التَّوْلِيَة لقرابة أَو صداقة

- ‌التَّصَرُّف بالأصلح للمشمول بِالْولَايَةِ

- ‌الْأَمِير أجِير للْمُسلمين

- ‌الْوُلَاة نواب الله على عباده

- ‌تَقْدِيم الْأَصْلَح للْإِمَامَة

- ‌تَقْدِيم الصَّالح على الْأَصْلَح

- ‌اجْتِمَاع اثْنَيْنِ يصلحان لولاية الْأَحْكَام

- ‌الْقيام بِأَمْر الْأَيْتَام

- ‌الْقيام بِأَمْر الْأَذَان

- ‌الْقيام بِأَمْر الحروب

- ‌الضَّابِط فِي الولايات

- ‌الإِمَام فِي الصَّلَاة

- ‌الْقيام بِأَمْر الْمَوْتَى

- ‌الْقيام بِأَمْر الصغار الْحَضَانَة الْأَمْوَال

- ‌الْولَايَة فِي أَمر النِّكَاح

- ‌الْفَصْل الرَّابِع أَرْكَان الْولَايَة

- ‌الْقُوَّة فِي إِمَارَة الْحَرْب

- ‌الْقُوَّة فِي الحكم بَين النَّاس

- ‌شُرُوط الْأَمَانَة

- ‌مدى اجْتِمَاع الْقُوَّة وَالْأَمَانَة

- ‌ولَايَة الحروب للقوي الشجاع

- ‌التطبيق فِي عهد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم

- ‌التطبيق فِي عهد الْخَلِيفَة الراشد أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌الْجمع بَين اللين والشدة

- ‌ألحاجة إِلَى الْأَمَانَة أَشد

- ‌الْجمع بَين من تحصل بهم الْكِفَايَة

- ‌الْفَصْل الْخَامِس عزل الإِمَام للقضاة

- ‌عزل لريبة

- ‌أَحْوَال الْعَزْل دون رِيبَة

- ‌الْفَصْل السَّادِس الْبَحْث وَالتَّحْقِيق قبل عزل الْوَالِي أَو القَاضِي

- ‌التطبيق فِي عهد عمر بن الْخطاب رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل السَّابِع اتِّخَاذ الْحجاب من الْوَالِي يُؤَدِّي إِلَى الْفساد

- ‌الدَّلِيل من السّنة الشَّرِيفَة

- ‌اشْتِرَاط عمر بن الْخطاب على عماله عدم الْحجاب

- ‌ملكان من الْهِنْد والصين ينصفان المظلومين

- ‌القَاضِي واتخاذ البواب والحاجب

- ‌التطبيق فِي عهد عمر بن الْخطاب رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل الثَّامِن الشرطة

- ‌اتِّخَاذ الشرطي

- ‌الدَّلِيل من السّنة الشَّرِيفَة

- ‌مشي النَّاس بَين يَدي الْوُلَاة والحكام بِدعَة

- ‌الْفَصْل التَّاسِع مصَالح النَّاس

- ‌تَقْسِيم السُّلْطَان لأوقاته

- ‌الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَتَحْقِيق حاجات النَّاس

- ‌حسن السمت وَالْوَقار للسُّلْطَان وَالْحَاكِم

- ‌الْفَصْل الْعَاشِر التَّسْوِيَة بَين الْخَصْمَيْنِ

- ‌رد السَّلَام على الْخُصُوم

- ‌جُلُوس الْخُصُوم

- ‌مدى التَّسْوِيَة مَعَ الذِّمِّيّ

- ‌التَّسْوِيَة بَين الْخَلِيفَة وَأحد من الرّعية

- ‌كَيْفيَّة الْقَضَاء

- ‌إصْلَاح الْحَاكِم بَين الْخَصْمَيْنِ

- ‌الْفَصْل الْحَادِي عشر يجب على الْحَاكِم الحذر من الْهوى

- ‌أثر الْهوى

- ‌معنى الْهوى

- ‌الْفَصْل الثَّانِي عشر الرِّشْوَة والهدية

- ‌الحذر من الرِّشْوَة

- ‌الدَّلِيل من السّنة

- ‌حكم الرِّشْوَة لدفع الظُّلم أَو للتوصل إِلَى الْحق

- ‌هَدَايَا الْعمَّال غلُول

- ‌التطبيق فِي عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مُحَابَاة الْوُلَاة فِي الْمُعَامَلَة من نوع الْهَدِيَّة

- ‌الْوَاجِب كف الظُّلم وَقَضَاء الْحَوَائِج الْمُبَاحَة

- ‌الإهداء بعد قَضَاء الْحَاجة

- ‌شريك وَطَعَام الْمُلُوك

- ‌حكم أَخذ أَمْوَال النَّاس بِغَيْر حق

- ‌مدَار الشَّرِيعَة

- ‌الْوَاجِب تَحْصِيل الْمصَالح وتكميلها

- ‌جَوَاز الْأَخْذ على الحكم إِذا لم يكن لَهُ رزق

- ‌منزلَة السُّلْطَان من بَيت مَال الْمُسلمين

- ‌وَعَن عمر رضي الله عنه قَالَ إِنَّمَا أنزلت نَفسِي من هَذَا المَال منزلَة ولي الْيَتِيم إِن احتجت أخذت فَإِذا أَيسَرت رَددته وَإِن اسْتَغْنَيْت اسْتَعْفَفْت وَإِن افْتَقَرت أكلت بِالْمَعْرُوفِ وَلم يذكر الرَّد أخرجه الْبَيْهَقِيّ

- ‌للوالي أَن يَأْخُذ من بَيت المَال قدر كِفَايَته

- ‌أجر القَاضِي

- ‌يُوسُف عليه السلام وخزائن الأَرْض

- ‌أَبُو بكر الصّديق رضي الله عنه وَبَيت مَال الْمُسلمين

- ‌عمر بن الْخطاب رضي الله عنه وعماله وأموال بَيت المَال

- ‌عمر بن الْخطاب وَأَبُو عُبَيْدَة الْجراح رضي الله عنهما

- ‌عَليّ بن أبي طَالب وزهده

- ‌نَفَقَة عمر بن الْخطاب رضي الله عنه فِي الْحَج

- ‌عمر بن الْخطاب وعامله سعيد بن عَامر

- ‌عمر بن الْخطاب رضي الله عنه وعامله عُمَيْر بن سعد

- ‌عمر بن الْخطاب وعامليه أبي عُبَيْدَة الْجراح ومعاذ بن جبل

- ‌عمر بن عبد الْعَزِيز أثْنَاء خِلَافَته

- ‌الْفَصْل الثَّالِث عشر عدم تَوْلِيَة الْيَهُود وَالنَّصَارَى على الْمُسلمين

- ‌عمر بن الْخطاب وَكَاتب أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ

- ‌تمكن أهل الذِّمَّة فِي دوله الْمهْدي

- ‌عمر بن عبد الْعَزِيز وتولية أهل الْقُرْآن

- ‌الِاسْتِعَانَة بِأَهْل الذِّمَّة فِي الْقِتَال

- ‌موقف الْأَئِمَّة مِنْهُ

- ‌الْفَصْل الرَّابِع عشر خطر الْولَايَة

- ‌من جعل قَاضِيا ذبح بِغَيْر سكين)

- ‌عبد الله بن عمر والامتناع عَن تولي الْقَضَاء

- ‌كبار التَّابِعين يهربون من تولي الْقَضَاء

- ‌الْفَصْل الْخَامِس عشر الْعدْل بِالْإِحْسَانِ

- ‌قُلُوب الرّعية خَزَائِن مُلُوكهَا

- ‌عبد الْملك بن مَرْوَان وَأهل الشَّام

- ‌الْفَصْل السَّادِس عشر الْمُسَاوَاة فِي الْقصاص

- ‌الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يقص من نَفسه

- ‌مدى جَرَيَان الْقصاص بَين الْبَهَائِم

- ‌الْفَصْل السَّابِع عشر وجوب دفع الضَّرَر عَن الْمُسلمين

- ‌من لَا يرحم النَّاس لَا يرحم

- ‌وجوب الْإِحْسَان فِي كل شَيْء

الفصل: ‌عمر بن عبد العزيز أثناء خلافته

وَرجع الْغُلَام إِلَى عمر فَأخْبرهُ فَوَجَدَهُ قد عد مثلهَا لِمعَاذ بن جبل وَقَالَ مر بهَا إِلَى معَاذ بن جبل وتلكأ فِي الْبَيْت سَاعَة حَتَّى تنظر مَا يصنع فِيهَا فَذهب بهَا إِلَيْهِ وَقَالَ إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ يَقُول اجْعَل هَذِه فِي بعض حَاجَتك فَقَالَ رحمه الله وَوَصله ثمَّ قَالَ يَا جَارِيَة اذهبي إِلَى فلَان بِكَذَا وَإِلَى فلَان بِكَذَا فَقَالَت امْرَأَة معَاذ وَنحن وَالله مَسَاكِين أعطنا وَلم يبْق إِلَّا دِينَارَانِ قد حابهما إِلَيْهَا فَذهب الْغُلَام فَأخْبرهُ فَقَالَ إِنَّهُم إخْوَة بَعضهم من بعض

‌عمر بن عبد الْعَزِيز أثْنَاء خِلَافَته

208 -

وَلما ولي عمر بن عبد الْعَزِيز الْخلَافَة قدمت إِلَيْهِ الْخَيل فَقيل لَهُ هَذِه مراكب الْخلَافَة فَقَالَ مَالِي وَلها نَحْوهَا عني وقربوا إِلَيّ بغلتي فقربت إِلَيْهِ بغلته فجَاء صَاحب الشرطة يسير بَين يَدَيْهِ بالحربة فَقَالَ تَنَح عني مَالِي وَلَك إِنَّمَا أَنا رجل من الْمُسلمين ثمَّ أَمر بالستور فهتكت وَالثيَاب الَّتِي كَانَت تبسط للخلفاء فَحملت وَأمر بِبَيْعِهَا وَإِدْخَال ثمنهَا بَيت المَال ثمَّ ذهب يتبوأ مقيلا فَأَتَاهُ ابْنه فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تقيل وَلَا ترد الْمَظَالِم فَقَالَ أَي بني إِنِّي سهرت البارحة فِي أَمر عمك سُلَيْمَان فَإِذا صليت الظّهْر رددت الْمَظَالِم قَالَ من لَك أَن تعيش إِلَى الظّهْر قَالَ ادن مني يَا بني فَدَنَا مِنْهُ فَالْتَزمهُ وَقبل بَين عَيْنَيْهِ وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي خرج من صلبي من يُعِيننِي على ديني فَخرج وَلم يقل ورد الْمَظَالِم

209 -

ثمَّ سمعُوا من منزله بكاء عَالِيا فَقَالُوا مَا هَذَا قَالُوا إِنَّه

ص: 155

خير جواريه فَقَالَ إِنَّه قد نزل بِي أَمر شغلني عنكن فَمن أحب أَن أعْتقهَا عتقتها وَمن أَرَادَت أَن أمْسكهَا أَمْسَكتهَا وَلم يكن مني إِلَيْهَا شَيْء فبكين أياسا مِنْهُ

210 -

وَقَالَت زَوجته فَاطِمَة مَا أعلم أَنه اغْتسل من جَنَابَة وَلَا من احْتِلَام مُنْذُ اسْتَخْلَفَهُ الله حَتَّى قَبضه وَقَالَ مُزَاحم لما اسْتخْلف عمر بن عبد الْعَزِيز قومُوا ثِيَابه فرادوها اثْنَي عشر درهما كمته وعمامته وقميصه وقباءه وقرطعته وخفيه ورداءه

211 -

وَقَالَ عمر بن رَاشد أُتِي بالطيب الَّذِي كَانَ يصنع للخلفاء من بَيت المَال فَأمْسك على أَنفه وَقَالَ إِنَّمَا ينْتَفع بريحه

212 -

وَقَالَ رَجَاء بن حَيْوَة قدمت امْرَأَة من أهل الْعرَاق على عمر رضي الله عنه فَلَمَّا صَارَت إِلَى بَابه قَالَت هَل على أَمِير الْمُؤمنِينَ من صَاحب فَقَالُوا لَا إِن أَحْبَبْت فلجي فَدخلت الْمَرْأَة على فَاطِمَة زَوْجَة عمر وَهِي جالسة فَبَكَتْ وَقَالَت إِنَّمَا جِئْت لأعمر بَيْتِي من هَذَا الْبَيْت الخراب فَقَالَت لَهَا فَاطِمَة وَالله مَا خربه إِلَّا عمَارَة بيُوت أمثالك

ص: 157

وَأَقْبل عمر حَتَّى دخل الدَّار فَمَال إِلَى بِئْر هُنَاكَ فَنزع الدَّلْو فَصَبَّهُ على طين كَانَ هُنَاكَ وَهُوَ يكثر النّظر إِلَى زَوجته فَقَالَت الْمَرْأَة استتري من هَذَا الطيان فَإِنِّي رَأَيْته يديم النّظر إِلَيْك فَقَالَت لَيْسَ هُوَ بالطيان هُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَبَكَتْ حَتَّى كَادَت أَن تهْلك ثمَّ غسل عمر رجلَيْهِ فَمَال إِلَى مصلى لَهُ فصلى مَا شَاءَ الله ثمَّ قدم زنبيلا فِيهِ عِنَب وَجعل يتَخَيَّر للْمَرْأَة ثمَّ قَالَ من أَيْن الْمَرْأَة قَالَت من أهل الْعرَاق فَقَالَ مَا حَاجَتك فَقَالَت لي خمس بَنَات كاسدات فَجعل يبكي وَيَقُول كاسدات ثمَّ قَالَ سمي الأولى فسمتها لَهُ فَفرض لَهَا وللثانية وللثالثة وللرابعة وَهِي تَقول الْحَمد لله فَلَمَّا بلغت إِلَى الْخَامِسَة شكرته فَرمى الْقَلَم من يَده ثمَّ قَالَ كنت أفرض لَهُنَّ لما كنت تولين الْحَمد لوَلِيِّه فَالْآن لما أوليتيني الْحَمد لَا أكتب للخامسة مري الْأَرْبَع أَن يواسين أختهن فدعَتْ لَهُ وانصرفت

فَلَمَّا قدمت الْعرَاق جَاءَت بِالْكتاب إِلَى واليه فَلَمَّا نظره بَكَى وَاشْتَدَّ بكاؤه وَقَالَ رحم الله صَاحب هَذَا الْكتاب فَقَالَت أمات قَالَ نعم فصاحت وولولت فَقَالَ لَا بَأْس عَلَيْك أَنا أفرض لَك وَالله مَا أرد كِتَابه فِي شَيْء مَا كنت لأطيعه فِي حَيَاته وأعصيه بعد مماته فَفرض لَهَا

213 -

وَدخل عمر بن عبد الْعَزِيز يَوْمًا فَرَأى تفاحة فِي يَد ولد لَهُ

ص: 158

صَغِير فأخرجها بِأُصْبُعِهِ فَبَكَتْ فَاطِمَة فَقَالَ يَا فَاطِمَة إِن هَذَا من فَيْء الْمُسلمين وَلَا يحل لنا فَبعثت فاشترت لَهُ تفاحا عوض ذَلِك

وَمِمَّا نظمته فِي الحض على التخلق بأخلاقهم

(فهذي صِفَات الْقَوْم زهدا وعفة

وَنصحا فَأَيْنَ المقتدى بفعالهم)

(رجال أماتوا الْيَوْم عَاجل حظهم

ليحيوا بعز دَائِم فِي مآلهم)

(يعطر أرجاء المحافل ذكرهم

وتفرق أساد الشرى من ظلالهم)

(فطوبى لراع يَقْتَدِي حسن هديهم

وويل لوال قد خلا من خلالهم)

ص: 159