الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طلب الْقَضَاء من ولَايَته يقسم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه لَا يُولى هَذَا الْأَمر أحدا طلبه وَلِأَن من طلبَهَا لم يكن مَعَه من الله تَعَالَى عون وَكَانَ مخذولا فِي ولَايَته كَمَا قدمْنَاهُ وَإِذا لم يكن معانا من الله عَلَيْهَا كَانَ عَاجِزا عَنْهَا غير كفؤ لَهَا لَا محَالة وَلَا يجوز توليه غير الكفؤ وَلِأَن السَّائِل لَهَا الْحَرِيص عَلَيْهَا مُتَّهم
68 -
ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة قَالَ قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (يَا عبد الرَّحْمَن لَا تسْأَل الْإِمَارَة فَإنَّك إِن أعطيتهَا عَن غير مَسْأَلَة أعنت عَلَيْهَا وَإِن أعطيتهَا عَن مَسْأَلَة وكلت إِلَيْهَا
وَقَوله (وكلت إِلَيْهَا) أَي أسلمت إِلَيْهَا فضعفت عَنْهَا
طلب ولَايَة الْقَضَاء
69 -
وَعَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (من سَأَلَ الْقَضَاء وكل إِلَى نَفسه وَمن أكره عَلَيْهِ نزل ملك يسدده) أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ // حَدِيث حسن //
70 -
فَلَا يَنْبَغِي تَوْلِيَة من طلب الْقَضَاء لِأَن الولايات أمانات وَتصرف فِي أَرْوَاح الْخَلَائق وَأَمْوَالهمْ فالتسرع إِلَى الْأَمَانَة دَلِيل على الْخِيَانَة وَإِنَّمَا يخطبها من يُرِيد أكلهَا وَمن ائْتمن خائنا على مَوَاضِع الْأَمَانَات كَانَ كمن استرعى الذِّئْب على الْغنم
وَمن هَذِه الْخصْلَة تفْسد قُلُوب الرعايا على مُلُوكهَا لِأَنَّهُ إِذا اهتضمت حُقُوقهم وأكلت أَمْوَالهم فَسدتْ نياتهم أطْلقُوا ألسنتهم بِالدُّعَاءِ والتشكي
71 -
وَفِي أَخْبَار الْقُضَاة أَن قَاضِيا قدم إِلَى بلد فَجَاءَهُ رجل لَهُ عقل وَدين فَقَالَ أَيهَا القَاضِي أبلغك قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم (من قدم للْقَضَاء فقد ذبح بِغَيْر سكين) فَقَالَ نعم قَالَ فبلغك أَن أُمُور النَّاس ضائعة فِي بلدنا فَجئْت بخبرها قَالَ لَا قَالَ فاشهد أَنِّي لَا أَطَأ لَك مَجْلِسا وَلَا أؤدي عنْدك شَهَادَة