الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شَيْئا فَأمر عَلَيْهِم أحدا مُحَابَاة فَعَلَيهِ لعنة الله لَا يقبل الله مِنْهُ صرفا وَلَا عدلا حَتَّى يدْخلهُ جَهَنَّم وَمن أعْطى أحدا حمى الله فقد انتهك فِي حمى الله شَيْئا بِغَيْر حَقه فَعَلَيهِ لعنة الله أَو قَالَ تبرأت مِنْهُ ذمَّة الله) أخرجه أَحْمد
تَوْلِيَة الْأَصْلَح
78 -
فَيجب على السُّلْطَان أَن يبْحَث عَمَّن يسْتَحق الْولَايَة من نوابه على الْأَمْصَار من الْأُمَرَاء الَّذين هم نوابه والقضاة وَنَحْوهم وَمن أُمَرَاء الأجناد ومقدمي العساكر وولاة الْأَمْوَال من الوزراء وَالْكتاب والشادين والسعاة على الْخراج وَالصَّدقَات وَغير ذَلِك من أَمْوَال الْمُسلمين وَأَن يسْتَعْمل عَلَيْهِم أصلح من يجده وَيَنْتَهِي ذَلِك إِلَى أَئِمَّة الصَّلَاة والمؤذنين والمعلمين وأمراء الْحَج وَالْبرد والعيون الَّذين هم القصاد وحراس الْحُصُون والحدادين الَّذين هم البوابون على الْحُصُون والمدائن ونقباء العساكر وعرفاء الْقَبَائِل والأسواق
حكم التَّوْلِيَة لقرابة أَو صداقة
79 -
وَلَا يقدم إِلَّا الْأَصْلَح فَإِن عدل عَن الْأَصْلَح إِلَى غَيره لأجل
قرَابَة بَينهمَا أَو عتاقة أَو صداقة أَو مُوَافقَة فِي الْمَذْهَب أَو الدّين أَو الْبَلَد أَو الْجِنْس كالتركية أَو الْعَرَبيَّة والعجمية والرومية أَو لرشوة أَو لضغن فِي قلبه على الأحق فقد خَان الله وَرَسُوله وَالْمُؤمنِينَ وَدخل فِيمَا نهى الله عَنهُ من قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تخونوا الله وَالرَّسُول وتخونوا أماناتكم وَأَنْتُم تعلمُونَ} ثمَّ قَالَ {وَاعْلَمُوا أَنما أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة} فَإِن الرجل لحبه وَلَده أَو قَرِيبه قد يؤثره فِي بعض الولايات أَو يُعْطِيهِ مَالا يسْتَحقّهُ فَيكون قد خَان أَمَانَته ثمَّ إِن مؤدي الْأَمَانَة مَعَ مُخَالفَة هَوَاهُ يثيبه الله فيحفظه فِي أَهله وَمَاله بعده والمطيع لهواه يُعَاقِبهُ الله بنقيض قَصده فيذل أَهله وَيذْهب مَاله
80 -
وَفِي مثل هَذَا الْمَعْنى الْحِكَايَة الْمَشْهُورَة أَن بعض خلفاء بني الْعَبَّاس سَأَلَ بعض الْعلمَاء أَن يحدثه عَمَّا أدْرك فَقَالَ أدْركْت عمر بن عبد الْعَزِيز فَقيل لَهُ أفغرت أَفْوَاه بنيك من هَذَا المَال وتركتهم فُقَرَاء لَا شَيْء لَهُم وَكَانَ فِي مرض مَوته فَقَالَ أدخلوهم عَليّ فأدخلوهم وهم بضعَة عشر ذكرا لَيْسَ فيهم بَالغ فَلَمَّا رَآهُمْ فرقت عَيناهُ ثمَّ قَالَ وَالله يَا بني مَا منعتكم حَقًا هُوَ لكم وَلم أكن بِالَّذِي يَأْخُذ أَمْوَال النَّاس فأدفعها إِلَيْكُم وَإِنَّمَا أَنْتُم أحد رجلَيْنِ إِمَّا صَالح فَالله يتَوَلَّى الصَّالِحين وَإِمَّا غير صَالح فَلَا