الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين يدي المواقيت
لقد شرع الله عز وجل الحج والعمرة إلى بيته الحرام، وعيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمكنةً محيطةً بالبيت إشعاراً ببدء النسك، لا يجوز للقاصد تجاوزها إلا محرماً متلبساً بالنسك.
وسُمّيت هذه الأماكن بالمواقيت، من: وقّت الشيء. أي: بيّن حدّه من زمانٍ أو مكانٍ.
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المواقيت على طرق الناس المسلوكة إلى مكة والمعروفة يومئذ، فجعل على طريق أهل المدينة ((ذا الحليفة)) وهي تقع قريبة من المدينة، وتبعد عن مكة عشر مراحل (1)، وهو ما يساوي (430) كيلاً تقريباً.
وجعل على طريق الساحل الشمالي: ((الجحفة))، وتبعد عن مكة من أربع إلى خمس مراحل (186) كيلاً.
(1) المرحلة: هي مسير الراكب خلال يوم وتقدر بـ (40 - 50) كم، وتختلف حسب وعورة الأرض، ونوع المركوب.
وعيّن على طريق أهل الجنوب واليمن ((يلملم))، وهو وادٍ ممتد من الشرق إلى الساحل الغربي، وطرفه الغربي يقع على البحر، مقابل ميقات «الجحفة» وطوله 150 كيلاً، ويبعد وسطه عن مكة مرحلتين (90) كيلاً (1) ويحرم القاصد من أي بقعة من بقعه.
وحدّ على طريق أهل نجد ((قرن المنازل)) وتبعد عن مكة مرحلتين أيضاً (80) كيلاً.
ووقّت ((ذات عرق)) على طريق أهل العراق، ثم وقّتها عمر رضي الله عنه، وهو لا يعلم بتوقيت النبي صلى الله عليه وسلم لها، وتبعد عن مكة مرحلتين (80) كيلاً (2).
ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: ((وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة: ذا الحليفة، ولأهل الشام: الجحفة، ولأهل نجد:
(1) وهذا هو الصواب في شأن هذا الميقات، وذلك حسب تقرير اللجنة المكلفة بدراسته. راجع الأصل.
(2)
لمعرفة المواقع والمسافات يراجع معجم البلدان لياقوت الحموي، وكتب الفقه كل في مظانه، فهي تكاد تكون من المتفق عليها في أماكنها ومسافاتها، وانظر الخريطة التالية لمعرفة المواقع، وقد تم تحديدها بالاستعانة بخرائط رسمية.
قرن المنازل، ولأهل اليمن: يلملم، قال: فهن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمُهلُّه من أهله، وكذلك حتى أهل مكة يُهلّون منها)) (1).
انظر الشكل التالي:
الشكل (الخريطة) وهي تبيّن مواقع المواقيت على الواقع:
(1) أخرجه البخاري (3 - 387) فتح، ومسلم رقم (1181) وغيرهما.