الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الثانية: المواقيت محيطة بالحرم:
هذه المواقيت موزّعة حول الحرم ليَتشكّل منها محيط المواقيت، كي يسهل على القاصدين الإحرام من أي مكان يخترقون فيه هذا المحيط. إذا لم يكن على طريقهم ميقات أصلي، ونقطة الاختراق هذه؛ تسمى:((المحاذاة)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
((وأيضا فإن المواقيت محيطة بالبيت كإحاطة جوانب الحرم)) (1).
وكذا قال الحافظ العسقلاني (2)، والفقيه ابن عابدين وغيرهم (3).
المسألة الثالثة: المواقيت نقاط علام، وليست أماكن مقدسة
.
ليس لهذه المواقيت قدسيّة خاصة لذاتها، أي: ليس المقصود المكان نفسه، وليس فيه خاصيّة التعبد، كما لبعض الأماكن من قدسية، كالمسجد الحرام وغيره، ولا يوجد نص بذلك، ولم يقل بهذا أحد من
(1) شرح العمدة 1/ 319.
(2)
الفتح 3/ 390.
(3)
الحاشية على الدر 2/ 476.
أهل العلم، وإنما الغرض منها الإعلام والتنبيه ببدء النسك، ذلك ولو كان هناك طرق أخرى غير الطرق المعروفة يومئذ، لعيّن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقيت لها، وقد كان تعيين رسول الله صلى الله عليه وسلم للمواقيت على طرق الناس التي كانت يومئذ إلى مكة، ولأن عمر رضي الله عنه عيّن لأهل العراق ميقاتاً على طريقهم لما طلبوا منه ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وذلك لأن الإحرام مما يحاذي الميقات بمنزلة الإحرام من نفس الميقات، فإنه إذا كان بُعدُهما عن البيت واحداً لم يكن في نفس الميقات مقصود)) (1).
أي: ليس المقصود المرور من الميقات نفسه لقدسيته، ولكن المقصود: الإحرام من عند الميقات، أو مما يحاذيه، أي: من مسافة تساويه، ولذلك كانت المسألة الرابعة:
(1) لا يتنافى ماتقرر من عدم قدسية المواقيت مع ما صح أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بوادي العقيق وإخباره صلى الله عليه وسلم بأنه مبارك، فإن هذه المباركة كانت لأجل الوادي في الأصل لا لأجل أنه ميقات فليتنبه، ولو كانت مقدسة كما زعم الدكتور صاحب (المسائل المشكلة) لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميقات (الجحفة) .. حتى صارت بدعوته خراباً يباباً. فهل يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم على مكان مقدس، وقد فصلنا ذلك في الرد على صاحب المسائل المشكلة.