المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الثاني والثمانون بعد الأربعمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٦

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(بَاب الْحِكَايَة بِمن ومَا وأَي)

- ‌(الْأَصْوَات)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْمركب)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْكِنَايَات)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الظروف)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

الفصل: ‌(الشاهد الثاني والثمانون بعد الأربعمائة)

(الْمركب)

أنْشد فِيهِ

3 -

(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

(كلف من عنائه وشقوته

بنت ثَمَانِي عشرةٍ من حجَّته)

على أَن بعض الْكُوفِيّين أجَاز إِضَافَة النيف إِلَى الْعشْرَة. قَالَ أَبُو عَليّ فِي التَّذْكِرَة القصرية: البغداديون يجيزون خَمْسَة عشر فيضيفون وَأَنت تُرِيدُ بِهِ الْعدَد ويستشهدون بقول الشَّاعِر:

(كلف من شقائه وشقوته

بنت ثَمَانِي عشرةٍ من حجَّته)

وأصحابنا يمْنَعُونَ من ذَلِك إِذا أردْت بِهِ الْعدَد. فَإِن سميته بِخَمْسَة عشر جَازَت الْإِضَافَة على قَول من قَالَ: معديكرب وَجَاز أَن لَا تضيف على حد من قَالَ: معديكرب لِأَنَّهُ قد خرج عَن الْعدَد بِالتَّسْمِيَةِ. وَأَجَازَ ذَاك أَبُو عمر فِي الفرخ. انْتهى. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي مسَائِل الْخلاف: ذهب الْكُوفِيُّونَ إِلَى أَنه

ص: 430

يجوز إِضَافَة النيف إِلَى الْعشْرَة وَاسْتَدَلُّوا بِالْبَيْتِ وَلِأَن النيف اسْم مظهرٌ كَغَيْرِهِ من الْأَسْمَاء المظهرة الَّتِي تجوز إضافتها وَمنعه البصريون لِأَن الاسمين قد جعلا اسْما وَاحِدًا فَكَمَا لَا يجوز أَن يُضَاف الِاسْم الْوَاحِد بعضه إِلَى بعض فَكَذَلِك هَا هُنَا.

وَبَيَان ذَلِك: أَن الاسمين لما ركبا دلا على معنى وَاحِد وَالْإِضَافَة تبطل ذَلِك الْمَعْنى. أَلا ترى أَنَّك لَو قلت: قبضت خَمْسَة عشر من غير إِضَافَة دلّ على أَنَّك قد قبضت خَمْسَة وَعشرَة. وَإِذا أضفت دلّ على أَنَّك قبضت الْخَمْسَة دون الْعشْرَة فَلَمَّا كَانَت الْإِضَافَة تبطل الْمَعْنى الْمَقْصُود وَجب أَن لَا تجوز. وَأما الْبَيْت فَلَا يعرف قَائِله وَلَا يُؤْخَذ بِهِ. على أَنا نقُول: إِنَّمَا صرفه لضَرُورَة ورده إِلَى الْجَرّ لِأَن ثَمَانِي عشرَة لما كَانَا بِمَنْزِلَة اسْم وَاحِد وَقد أضيف إِلَيْهِمَا بنت رد الْإِعْرَاب إِلَى الأَصْل بِإِضَافَة بنت إِلَيْهِمَا لَا بِإِضَافَة ثَمَانِي إِلَى عشرَة. وهم إِذا صرفُوا الْمَبْنِيّ للضَّرُورَة ردُّوهُ إِلَى الأَصْل. وَأما قَوْلهم إِن النيف اسمٌ مظهر كَغَيْرِهِ من الْأَسْمَاء فِي جَوَاز الْإِضَافَة قُلْنَا: إِلَّا أَنه مركب والتركيب يُنَافِي الْإِضَافَة لِأَن التَّرْكِيب جعل الاسمين اسْما وَاحِدًا بِخِلَاف الْإِضَافَة فَإِن الْمُضَاف يدل على مُسَمّى والمضاف إِلَيْهِ يدل على مُسَمّى آخر. وَحِينَئِذٍ لَا يجوز الْإِضَافَة لِاسْتِحَالَة الْمَعْنى. اه.

ص: 431

وَأنْشد الْفراء الْبَيْت فِي موضِعين من تَفْسِيره عَن أبي ثروان: أَحدهمَا: عِنْد قَوْله تَعَالَى: إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكبا لما ذكر من مَذْهَب الْكُوفِيّين وَفصل الْمَسْأَلَة عِنْدهم. وَثَانِيهمَا عِنْد قَوْله تَعَالَى: رَبنَا غلبت علينا شِقْوَتنَا بِكَسْر الشين وَهِي قِرَاءَة أهل الْمَدِينَة وَعَاصِم وَأنْشد هَذَا الْبَيْت أَيْضا. والعناء: بِالْفَتْح: التَّعَب وَالنّصب. وَالْحجّة بِالْكَسْرِ: السّنة. ونائب فَاعل كلف: ضمير الرجل وَبنت: مفعول ثَان لكلف. قَالَ الجاحظ فِي)

كتاب الْحَيَوَان: أَنْشدني أَبُو الرديني الدلهم بن شهَاب أحد بني عَوْف بن كنَانَة من عكل قَالَ: أَنْشدني نفيع بن طَارق:

(علق من عناءه وشقوته

بنت ثَمَانِي عشرةٍ من حجَّته)

(وَقد رَأَيْت هدجاً فِي مشيته

وَقد جلا الشيب عذار لحيته)

(يَظُنهَا ظنا بِغَيْر رُؤْيَته

تمشي بجهمٍ ضيقه فِي همته)

ص: 432

.

(لم يخزه الله برحبٍ سعته

حجم بعد حلقه ونورته)

(كقنفذ القف اختفى فِي فروته

لَا يقنع الأير بِنَزْع زهرته)

كَأَن فِيهِ وهجاً من مِلَّته والهدج: مشْيَة الشَّيْخ. والجهم: الباسر الكالح من جهم بِالضَّمِّ إِذا صَار باسر الْوَجْه. أَرَادَ حرا جهماً ذَا عكنٍ كالوجه الجهم. وَقَوله: ضيقه فِي همته أَرَادَ أَن حرهَا ضيقٌ كضيق همته.

وحجم بِفَتْح الْجِيم والحاء الْمُهْملَة أَي: برز الْحر الجهم من حجم الرجل إِذا فتح عَيْنَيْهِ كالشاخص. والقف: حِجَارَة غاصٌّ بَعْضهَا بِبَعْض مترادف بَعْضهَا إِلَى بعض. وَالْملَّة: بِالْفَتْح: الرماد الْحَار. وَأنْشد بعده

(وَلَا تبلى بسالتهم وَإِن هم

صلوا بِالْحَرْبِ حينا بعد حِين)

ص: 433

. على أَن أصل حِين حِين بالتركيب حينا بعد حِين كَمَا فِي الْبَيْت.

وَأوردهُ صَاحب الصِّحَاح فِي صلي بِالْأَمر كفرح إِذا قاسى حره وشدته. وَالْبَيْت من أبياتٍ لأبي الغول الطهوي أوردهَا القالي فِي أَمَالِيهِ وَأَبُو تمامٍ فِي أول حماسته وَهِي:

(فدت نَفسِي وَمَا ملكت يَمِيني

فوارس صدقُوا فيهم ظنوني)

(فوارس لَا يملون المنايا

إِذا دارت رحى الْحَرْب الزبون)

(وَلَا يجزون من حسنٍ بسوءى

وَلَا يجزون من غلظٍ بلين)

(وَلَا تبلى بسالتهم وَإِن هم

صلوا بِالْحَرْبِ حينا بعد حِين)

(هم منعُوا حمى الوقبى بضربٍ

يؤلف بَين أشتات الْمنون)

(فنكب عَنْهُم دَرْء الأعادي

وداووا بالجنون من الْجُنُون)

(وَلَا يرعون أكناف الهوينى

إِذا حلوا وَلَا أَرض الهدون)

ص: 434

. قَوْله: فدت نَفسِي إِلَخ جملَة دعائية ومَا مَوْصُولَة. وَتَخْصِيص الْيَمين لفضلها وَقُوَّة التَّصَرُّف)

بهَا وهم يُقِيمُونَ الْبَعْض مقَام الْجُمْلَة وينسبون إِلَيْهِ الْأَحْدَاث وَالْأَخْبَار كثيرا كَقَوْلِه تَعَالَى: فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين. قَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِي شرح أمالي القالي: قَوْله: صدقُوا فيهم ظنوني ف ظنوني مفعولة. وروى غير القالي: صدقت فيهم ظنوني فالظنون على هَذِه الرِّوَايَة فاعلةٌ.

ويروى: صدقت بِضَم الصَّاد فَتكون الظنون مفعولةً. يُرِيد: أَنَّهَا نَائِب فَاعل. وأنشده صَاحب الْكَشَّاف فِي صُورَة سبأ بِرِوَايَة: صدقت فيهم ظنوني وَقَالَ: لَو قرئَ: وَلَقَد صدق عَلَيْهِم إِبْلِيس ظَنّه بتَشْديد الدَّال وَرفع إِبْلِيس وَالظَّن كَمَا فِي الْبَيْت لَكَانَ مُبَالغَة فِي الصدْق عَلَيْهِم. وفوارس شَاذ فِي الجموع لِأَن فواعل جمع فاعلة لما يعقل دون فَاعل. وَالْمعْنَى: تفدي نَفسِي وَمَالِي أجمع فوارس يكونُونَ عِنْد ظنوني بهم فِي الْحَرْب. وَقَوله: فوارس لَا يملون إِلَخ بِالنّصب بدل من فوارس وبالرفع خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: هم فوارس. والمنايا: جمع منية وَهِي الْمَوْت أَرَادَ أَسبَابهَا. والزبون: النَّاقة الَّتِي تزبن حالبها أَي: تَدْفَعهُ برجلها وَمِنْه الزَّبَانِيَة لأَنهم يدْفَعُونَ إِلَى النَّار. وَإِنَّمَا لم يؤنث لِاسْتِوَاء فعول فِي الْمُؤَنَّث والمذكر. شبه الْحَرْب الَّتِي لَا تقبل الصُّلْح بالناقة الزبون. وَيُقَال: ثَبت فلانٌ فِي رَحا الْحَرْب أَي: حَيْثُ دارت كالرحا.

ص: 435

قَوْله: وَلَا يجزون من حسن إِلَخ يشْرَح إِن شَاءَ الله فِي أفعل التَّفْضِيل. قَوْله: وَلَا تبلى بسالتهم إِلَخ قَالَ الطبرسي: تبلى من بلي الثَّوْب. ويروى: تبلى بِالضَّمِّ من بلوت إِذا اختبرت. والبسالة يُوصف بهَا الْأسد وَالرجل وصلوا من صليت بِكَذَا أَي: منيت بِهِ. وَجَوَاب إِن هم صلوا يدل عَلَيْهِ مَا قبله تَقْدِيره: إِن منوا بِالْحَرْبِ لم تخلق شجاعتهم أَو لم تختبر شجاعتهم ليعرف غورها ومنتهاها على مر الزَّمَان وَاخْتِلَاف الْأَحْوَال. انْتهى. وَقَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ: هَكَذَا الرِّوَايَة تبلى بِالْفَتْح من البلى.

وروى غير القالي: وَلَا تبلى بِضَم التَّاء من الِابْتِلَاء وَهُوَ الاختبار أَي: لَا يختبر مَا عِنْدهم من النجدة والبأس وَإِن طَال أمد الْحَرْب لِكَثْرَة مَا عِنْدهم من ذَلِك. وَيجوز على هَذِه الرِّوَايَة صلوا بِالْحَرْبِ إِلَّا بعد حِين. وَقَوله: هم منعُوا حمى إِلَخ الْحمى: مَوضِع المَاء والكلأ.

والوقبى: بِفَتْح الْوَاو وَالْقَاف: مَوضِع بِقرب الْبَصْرَة. وَكَانَ حَدِيثه أَن عبد الله ابْن عَامر كَانَ عَاملا لعُثْمَان بِالْبَصْرَةِ وأعمالها. وَاسْتعْمل بشر بن حَارِث بن كَهْف الْمَازِني على الأحماء الَّتِي مِنْهَا الوقبى فحفر بهَا ركيتين: ذَات الْقصر والجوفاء فانتزعهما مِنْهُ عبد الله بن عَامر وَوَقعت الْحَرْب بَينهم بِسَبَب ذَلِك وَعَاد المَاء فِي آخر حروب ومغاورات إِلَى بني مَازِن. كَذَا قَالَ شرَّاح الحماسة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: كَانَت الوقبى لبكرٍ على إيادٍ الدَّهْر فَغَلَبَهُمْ عَلَيْهَا بَنو

ص: 436

مَازِن بعون عبد)

الله بن عَامر صَاحب الْبَصْرَة لَهُم فَهِيَ بأيدي بني مَازِن الْيَوْم. وَكَانَ بَين بني شَيبَان وَبَين مَازِن حَرْب فِيهَا وتعرف بِيَوْم الوقبى قتل فِيهَا جمَاعَة من بني شَيبَان. انْتهى. يَقُول: إِن هَؤُلَاءِ الْقَوْم الَّذين يمْنَعُونَ حمى هَذَا الْمَكَان بضربٍ يجمع بَين المنايا المتفرقة. وَهَذَا يحْتَمل وُجُوهًا: يجوز أَن يكون أَن هَؤُلَاءِ لَو بقوا فِي أماكنهم وَلم يجتمعوا فِي هَذِه المعركة لوقعت مناياهم مُتَفَرِّقَة فِي أمكنةٍ مُتَغَايِرَة وأزمنة مُتَفَاوِتَة فَلَمَّا اجْتَمعُوا تَحت الضَّرْب الَّذِي وَصفه صَار الضَّرْب جَامعا لَهُم.

وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى أَن أَسبَاب الْمَوْت مُخْتَلفَة وَهَذَا الضَّرْب جمع بَين الْأَسْبَاب كلهَا. وَحكي عَن أبي سعيد الضَّرِير أَن الْمَعْنى أَن الضَّرْب إِذا وَقع ألف بَين أقدارهم الَّتِي قدرت عَلَيْهِم.

وَيجوز أَن يكون المُرَاد: بضربٍ لَا ينفس الْمَضْرُوب وَلَا يمهله لِأَنَّهُ جمع فرق الْمَوْت لَهُ. وَقَوله: فنكب عَنْهُم إِلَخ الدرء أَصله الدّفع ثمَّ اسْتعْمل فِي الْخلاف لِأَن الْمُخْتَلِفين يتدافعان. يَقُول: هَذَا الضَّرْب نكب عَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم اعوجاج الأعادي وخلافهم وداووا الشَّرّ بِالشَّرِّ.

وَهَذَا كَقَوْلِهِم: الْحَدِيد بالحديد يفلح. وأصل النكب الْميل. وَقَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ: هَذَا مثل قَول عَمْرو بن كُلْثُوم:

(أَلا لَا يجهلن أحدٌ علينا

فنجهل فَوق جهل الجاهلينا)

وَقَالَ الفرزدق:

ص: 437

(أَحْلَامنَا تزن الْجبَال رزانةً

وَيزِيد جاهلنا على الْجُهَّال)

قَوْله: وَلَا يرعون أكناف إِلَخ الهوينى: الدعة والخفض وَهُوَ مصغر الهونى تَأْنِيث الأهون. وَيجوز أَن يكون الهونى اسْما مَبْنِيا من الهينة وَهِي السّكُون وَلَا تَجْعَلهُ تَأْنِيث الأهون. والهدون: السّكُون وَالصُّلْح. يصفهم بالحرص على الْقِتَال وإيثار جَانب الْخُصُومَة على الصُّلْح. فَيَقُول: لَا يرْعَى هَؤُلَاءِ الْقَوْم من عزهم ومنعتهم الْأَمَاكِن الَّتِي أباحتها المسالمة ووطأتها المهادنة وَلَكِن يرعون النواحي المحمية والأراضي المنعية. وَأَبُو الغول الطهوي هُوَ كَمَا قَالَ الْآمِدِيّ فِي المؤتلف والمختلف من قوم

من بني طهية يُقَال لَهُم: بَنو عبد شمس بن أبي سود. وَكَانَ يكنى أَبَا الْبِلَاد وَقيل لَهُ: أَبُو الغول لِأَنَّهُ فِيمَا زعم رأى غولاً فَقَتلهَا وَقَالَ:

(رَأَيْت الغول تهوي جنح ليلٍ

بسهبٍ كالعباية صحصحان)

(فَقلت لَهَا: كِلَانَا نضو أرضٍ

أَخُو سفرٍ فصدي عَن مَكَاني)

ص: 438

(إِذا عينان فِي وجهٍ قبيحٍ

كوجه الهر مشقوق اللِّسَان))

(بعيني بومةٍ وشواة كلبٍ

وجلدٍ فِي قراً أَو فِي شنان)

وَله فِي هَذَا حَدِيث وَخبر فِي كتاب بني طهية. انْتهى. وَنسب ابْن قُتَيْبَة تِلْكَ الأبيات لأبي الغول النَّهْشَلِي. قَالَ: علْبَاء بن جوشن من بني قطن بن نهشل وَكَانَ شَاعِرًا مجيداً وَهُوَ الْقَائِل:

(وسوءةٍ يكثر الشَّيْطَان إِن ذكرت

مِنْهَا التَّعَجُّب جَاءَت من سليمانا)

(لَا تعجبن لخيرٍ جَاءَ من يَده

فالكوكب النحس يسْقِي الأَرْض أَحْيَانًا)

انْتهى. وَأَبُو الغول النَّهْشَلِي غير أبي الغول الطهوي نقلهما الْآمِدِيّ عَن أبي الْيَقظَان وَقَالَ فِي النَّهْشَلِي: هُوَ علْبَاء بن جوشن وَإنَّهُ شَاعِر ذكره أَبُو الْيَقظَان وَلم ينشد لَهُ شعرًا وَلم أرى لَهُ ذكرا فِي كتاب بني نهشل. انْتهى.

وَأَبُو سود بِضَم السِّين هُوَ ابْن مَالك بن حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم. وَأم أبي سود: طهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مَنَاة بن تَمِيم.

ص: 439