الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِنَّه. على أَنه قد احْتج لصَاحب هَذَا القَوْل بِأَن الْمَعْنى: وَيلك اعْلَم أَنه لَا يفلح الْكَافِرُونَ. وَهَذَا أَيْضا خطأ من جِهَات إِحْدَاهَا: حذف اللَّام من وَيلك وَحذف اعْلَم لِأَن مثل هَذَا لَا يحذف لِأَنَّهُ لَا يعرف مَعْنَاهُ. وَأَيْضًا فَإِن الْمَعْنى لَا يَصح لِأَنَّهُ لَا يدرى من خاطبوا بِهَذَا. وَرُوِيَ عَن بعض أهل التَّفْسِير أَن معنى ويك ألم تَرَ وَأما ترى وَالْأَحْسَن فِي هَذَا مَا روى سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل وَهُوَ أَن وي مُنْفَصِلَة وَهِي
كلمة يَقُولهَا المتندم إِذا مَا تنبه على مَا كَانَ مِنْهُ كَأَنَّهُمْ قَالُوا على النَّدَم: وي كَأَنَّهُ لَا يفلح الْكَافِرُونَ. انْتهى. وَرُوِيَ: قيل الفوارس. وَالْقَوْل والقيل بِمَعْنى. وَجمع فَارس الوصفي على فوارس نَادِر. وعنتر: منادى مرخم أَي: يَا عنترة.
وأقدم بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الدَّال بِمَعْنى تقدم أَو هُوَ من الْإِقْدَام الَّذِي بِمَعْنى الِاجْتِهَاد والتصميم.
وروى بدله: قدم أَي: قدم الْفرس أَو بِمَعْنى تقدم. جعل أَمرهم لَهُ بالتقدم شِفَاء لنَفسِهِ لما ينَال فِي تقدمه من الظفر بأعدائه وَلما يكْتَسب من ذَلِك من الرّفْعَة وعلو الْمنزلَة. وَقد تقدّمت تَرْجَمَة عنترة وَشرح الْمُعَلقَة فِي أَبْيَات مِنْهَا فِي الشَّاهِد الثَّانِي عشر وَغَيره. وَأنْشد بعده
3 -
(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)
(روافده أكْرم الرافدات
…
بخٍ لَك بخٍّ لبحرٍ خضم)
على أَن الشَّاعِر جمع فِيهِ لغتي بخٍ الموصولة فِي الدرج وهما: تَخْفيف الْخَاء مَعَ الْكسر والتنوين وتشديدها كَذَلِك. وَهَذَا من الصِّحَاح فَإِنَّهُ قَالَ: بخ كلمة تقال عِنْد الْمَدْح وَالرِّضَا بالشَّيْء وتكرر للْمُبَالَغَة فَيُقَال: بخ بخ. فَإِن وصلت خفضت ونونت فَقلت: بخٍ بخٍ وَرُبمَا شددت كالاسم.
وَقد جَمعهمَا الشَّاعِر فَقَالَ يصف بَيْتا: روافده أكْرم الرافدات
…
...
…
... . . الْبَيْت وَأوردهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي الْغَرِيب المُصَنّف قَالَ: الروافد خشب السّقف قَالَ الشَّاعِر وَذكر بَيْتا: روافده أكْرم الرافدات
…
...
…
... . . الْبَيْت قَالَ شَارِح أبياته يُوسُف بن الْحسن السيرافي: بخ كلمة تقال عِنْد وصف الشَّيْء بالرفعة والتناهي فِي الْأُمُور الجليلة: وَهِي مَبْنِيَّة على السّكُون لِأَنَّهُ من أَسمَاء الْأَفْعَال وَالْفِعْل الَّذِي هِيَ فِي مَوْضِعه فعل تعجبٍ فِي قَوْلك: أفعل بِهِ فِي مَوضِع أعظم بِهِ وَأكْرم بِهِ كَمَا كَانَ صه فِي مَوضِع اسْكُتْ. وَهُوَ فِي نِيَّة تَعْرِيف. وَهَذِه الْأَفْعَال الَّتِي للتعريف إِذا نوي بهَا التَّعْرِيف لم تنون وَإِن نوي بهَا التنكير نونت. فَمن قَالَ: بخٍ وَنون أَرَادَ بِهِ النكرَة فَأدْخل التَّنْوِين وَهُوَ حرف سَاكن على الْخَاء وَهِي سَاكِنة فَاجْتمع ساكنان فَكسرت الأولى مِنْهُمَا وَهِي الْخَاء. فَإِن قَالَ قَائِل: الساكنان إِذا التقيا فِي كلمة وَاحِدَة كسر الثَّانِي مِنْهُمَا نَحْو: دراك ونزال وَإِذا التقيا من كَلِمَتَيْنِ كسر الأول نَحْو: اضْرِب ابْنك وَأكْرم الْقَوْم فَلَمَّا كسرت الْخَاء لدُخُول التَّنْوِين وهما فِي كلمة وَاحِدَة وَلم يكسر التَّنْوِين قيل لَهُ: التَّنْوِين لَيْسَ من الْكَلِمَة وَهُوَ مضمومٍ إِلَيْهَا داخلٌ للعلامة وَلَيْسَ من حروفها فَجرى