المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد السادس والتسعون بعد الأربعمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٦

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(بَاب الْحِكَايَة بِمن ومَا وأَي)

- ‌(الْأَصْوَات)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْمركب)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْكِنَايَات)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الظروف)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

الفصل: ‌(الشاهد السادس والتسعون بعد الأربعمائة)

الثَّالِث: أَن أَصْلهَا آيية كضاربة حذفت الْعين استثقالاً لتوالي ياءين أولاهما)

مَكْسُورَة وَلذَلِك كَانَت أولى بالحذف من الثَّانِيَة. قَالَ الْكسَائي: ورد بِأَنَّهُ كَانَ يلْزم قلب الْيَاء همزَة لوقوعها بعد ألف زَائِدَة فِي قَوْلهم: آي. الرَّابِع: أَن أَصْلهَا أيية بِضَم الْيَاء الأولى كسمرة فقلبت الْعين ألفا. ورد بِأَنَّهُ كَانَ يجب قلب الضمة كسرة. الْخَامِس: أَن أَصْلهَا أيية بِكَسْر الْيَاء الأولى كنبقة فقلبت الْيَاء الأولى ألفا. ورد بِأَن مَا كَانَ كَذَلِك يجوز فِيهِ الفك والإدغام كحيي وَحي. السَّادِس: أَن أَصْلهَا أيية كقصبة كَالْأولِ إِلَّا أَنه أعلت الثَّانِيَة على الْقيَاس فَصَارَ أياة كحياة ونواة ثمَّ قدمت اللَّام إِلَى مَوضِع الْعين فوزنها فلعة. وَأنْشد بعده

3 -

(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

وَهُوَ من شَوَاهِد س الوافر:

(أَلا من مبلغٌ عني تميماً

بِآيَة مَا يحبونَ الطعاما)

على أَن آيَة تُضَاف فِي الْأَغْلَب إِلَى الفعلية مصدرة بِحرف الْمصدر كَمَا فِي الْبَيْت فَإِن مَا مصدريةٌ تؤول مَعَ الْفِعْل بعْدهَا بمصدر مجرور بِإِضَافَة آيَة إِلَيْهِ. وَهَذَا خلاف مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ: فَإِن مَا زَائِدَة وَآيَة مُضَافَة إِلَى الْفِعْل وَلَا تَأْوِيل بمصدر صناعَة. قَالَ النّحاس: مَا عِنْد سِيبَوَيْهٍ لَغْو. وَقَالَ الْمبرد: مَا وَالْفِعْل مصدر. وَأنكر مَا قَالَه سِيبَوَيْهٍ.

ص: 518

وَقَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي فِي حذف مَا المصدرية من الْبَاب الْخَامِس: الصَّوَاب أَن مَا مَصْدَرِيَّة. وَهَذَا يشْعر أَن مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ خطأ. وَلَيْسَ هَذَا بصواب فَكَانَ اللَّائِق أَن يَقُول: وَالصَّحِيح أَو يَقُول: وَعِنْدِي أَو وَعند غَيره. قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ إِضَافَة آيَة إِلَى يحبونَ وَمَا زَائِدَة للتوكيد. وَيجوز أَن تكون مَا مَعَ الْفِعْل بِتَأْوِيل الْمصدر كإضافتها إِلَى سَائِر الْأَسْمَاء. انْتهى. ومفعول مبلغ مَحْذُوف أَي: رِسَالَة كَأَنَّهُ لما قَالَ: من مبلغٌ تميماً عني رِسَالَة قيل لَهُ: بِأَيّ علامةٍ يعْرفُونَ فَقَالَ: بعلامة حبهم الطَّعَام وحرصهم عَلَيْهِ. يُرِيد: إِذا رَأَيْت قوما يحبونَ الطَّعَام فَاعْلَم أَنهم تَمِيم فَبَلغهُمْ رسالتي.

وَقل الزَّمَخْشَرِيّ فِي شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ: مَا زَائِدَة أَي: بعلامة محبتكم الطَّعَام يشْعر أَن تحبون بِالْخِطَابِ. وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِنَّمَا هُوَ بالغيبة.

وروى صَدره الْمبرد فِي الْكَامِل:

(أَلا أبلغ لديك بني تميمٍ

بِآيَة مَا يحبونَ الطعاما)

قَالَ ابْن السَّيِّد فِيمَا كتبه على الْكَامِل هَذَا من الْغَلَط إِنَّمَا الرِّوَايَة: بِآيَة مَا بهم حب الطَّعَام وَبعده الوافر:)

(أجارتها أسيد ثمَّ أودت

بِذَات الضَّرع مِنْهَا والسنام)

ص: 519

وَلَيْسَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد بِأول من غلط فِيهِ من النَّحْوِيين. انْتهى. وَعَلِيهِ لَا شَاهد فِيهِ. وَهَذَا يُؤَيّد قَول سِيبَوَيْهٍ فَإِن مَا مَوْصُولَة وَحب الطَّعَام مُبْتَدأ والظرف قبله خَبره وَالْجُمْلَة صلَة الْمَوْصُول. وَفِي شرح شَوَاهِد الْمُغنِي للسيوطي: قَالَ أَبُو مُحَمَّد السيرافي: وَفِي شعره يَعْنِي يزِيد بن عَمْرو بن الصَّعق:

(أجارتها أسيد ثمَّ غارت

بِذَات الضَّرع مِنْهُ والسنام)

وَسَببه أَن بني عَوْف بن عَمْرو بن كلاب جاوروا بني أسيد بن عَمْرو بن تَمِيم فأجلوهم عَن مواضعهم فَقَالَ يزِيد هَذَا الشّعْر. وَفِي أَيَّام الْعَرَب لأبي عُبَيْدَة: نزل يزِيد بن الصَّعق قَرِيبا من بني أسيد بن عَمْرو بن تَمِيم واستجارهم لإبله فأجاروه ثمَّ أغار عَلَيْهِ ناسٌ مِنْهُم فَذَهَبُوا بهَا فَقَالَ يزِيد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ. انْتهى. وعَلى هَذِه الرِّوَايَة أَيْضا لَا شَاهد فِيهِ وَحب مَنْصُوب بِنَزْع الحافض أَي: بِآيَة مَا يذكرُونَ بحب الطَّعَام.

وَقَول السيرافي وَفِي شعره يُوهم أَن هَذَا الشّعْر غير الْبَيْت الشَّاهِد وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِن الشّعْر وَاحِد والقافية مجرورة. وَقد رد عَلَيْهِ أَوْس بن غلفاء الهُجَيْمِي من قصيدة الوافر:

(فَإنَّك من هجاء بني تميمٍ

كمزداد الغرام إِلَى الغرام)

ص: 520

(هم تركوك أسلح من حبارى

رَأَتْ صقراً وأشرد من نعام)

(وهم ضربوك أم الرَّأْس حَتَّى

بَدَت أم الشؤون من الْعِظَام)

(إِذا يأسونها جشأت إِلَيْهِم

شرنبثة القوائم أم هام)

قَالَ ابْن السَّيِّد فِيمَا كتبه على الْكَامِل: الَّذِي ضرب يزِيد على رَأسه الْحَارِث بن حصبة أَو طَارق بن حصبة الشَّك من أبي عُبَيْدَة ضربه يَوْم ذِي نجب وأسره فَقَالَ تَمِيم لِابْنِ أبي جوَيْرِية التَّمِيمِي وَكَانَ نطاسياً أَي: طَبِيبا: انْظُر إِلَيْهِ فَإِن كنت ترجوه فَلَنْ نطلقه حَتَّى يُعْطِينَا الرِّضَا فِي فدائه. فَإِن خفت عَلَيْهِ قنعنا مِنْهُ بِأَدْنَى شَيْء. فَأعْطَاهُ يزِيد شَيْئا على أَن يُخبرهُ بِأَنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ فَأخذُوا مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا وأطلقوه. انْتهى. وَقَوله: أجارتها أسيد ثمَّ أوردت إِلَخ أجاره: الْتزم لَهُ ذمَّة الْمُجَاورَة. وَالضَّمِير لِلْإِبِلِ. وأودت بِذَات الضَّرع أَي: أهلكتها. وروى بدله: غارت أَي: أَتَت الْغَوْر بهَا.

وَإِنَّمَا جعل حب الطَّعَام آيَة لبني تَمِيم يعْرفُونَ بِهِ لما كَانَ من أَمرهم فِي تحريق عَمْرو بن هِنْد إيَّاهُم ووفود البرجمي عَلَيْهِ لما شم رَائِحَة المحرقين فظنهم طَعَاما يصنع)

فقذف بِهِ إِلَى النَّار. قَالَ الْمبرد فِي الْكَامِل: وَكَانَ سَبَب ذَلِك أَن أسعد بن الْمُنْذر أَخا عَمْرو ابْن هِنْد كَانَ مسترضعاً فِي بني دارم فِي حجر حَاجِب بن زُرَارَة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم وَانْصَرف ذَات يومٍ من صيدٍ وَبِه نَبِيذ

ص: 521

فعبث كَمَا تعبث الْمُلُوك فَرَمَاهُ رجلٌ من بني دارم بِسَهْم فَقتله فَفِي ذَلِك يَقُول عَمْرو بن ملقط الطَّائِي لعَمْرو ابْن هِنْد مجزوء الْكَامِل:

(فَاقْتُلْ زُرَارَة لَا أرى

فِي الْقَوْم أوفى من زُرَارَة)

فغزاهم عَمْرو بن هندٍ فَقَتلهُمْ يَوْم القصيبة وَيَوْم أوارة. وَفِي ذَلِك يَقُول الْأَعْشَى مجزوء الْكَامِل:

(وَتَكون فِي الشّرف الموا

زِيّ منقراً وَبني زُرَارَة)

(أَبنَاء قومٍ قتلوا

يَوْم القصيبة والأواره)

ثمَّ أقسم عَمْرو بن هندٍ ليحرقن مِنْهُم مائَة فبذلك سمي محرقاً فَأخذ تِسْعَة وَتِسْعين رجلا فقذفهم فِي النَّار ثمَّ أَرَادَ أَن يبر قسمه بعجوزٍ مِنْهُم لتكمل الْعدة فَلَمَّا أَمر بهَا قَالَت الْعَجُوز: أَلا فَتى يفْدي هَذِه الْعَجُوز بِنَفسِهِ ثمَّ قَالَت: هَيْهَات صَارَت الفتيان حمما. وَمر وافدٌ للبراجم فاشتم رَائِحَة اللَّحْم فَظن أَن الْملك يتَّخذ طَعَاما فعرج عَلَيْهِ فَأتي بِهِ فَقَالَ لَهُ من أَنْت فَقَالَ: أَبيت اللَّعْن أَنا وَافد

البراجم. فَقَالَ عَمْرو: إِن الشقي وَافد البراجم ثمَّ أَمر بِهِ فقذف فِي النَّار. فَفِي ذَلِك يَقُول جريرٌ يعير الفرزدق الْكَامِل:

(أَيْن الَّذين بِنَار عمرٍ وحرقوا

أم أَيْن أسعد فِيكُم المسترضع)

وَقَالَ الطرماح الْبَسِيط:

(ودارمٌ قد قذقنا مِنْهُم مائَة

فِي جاحم النَّار إِذْ ينزون بالجدد)

(ينزون بالمشتوى مِنْهَا ويوقدها

عمرٌ ووَلَوْلَا شحوم الْقَوْم لم تقد)

ص: 522

وَلذَلِك عيرت بَنو تَمِيم بحب الطَّعَام يعْنى كطمع البرجمي فِي الْأكل. قَالَ يزِيد بن عَمْرو بن الصَّعق أحد بني عَمْرو بن كلاب:

(أَلا أبلغ لديك بني تميمٍ

بِآيَة مَا يحبونَ الطعاما)

وَقَالَ آخر الوافر:

(بخبزٍ أَو بلحمٍ أَو بتمرٍ

أَو الشَّيْء الملفف فِي البجاد)

(ترَاهُ ينقب الْبَطْحَاء حولا

ليَأْكُل رَأس لُقْمَان بن عَاد)

انْتهى مَا أوردهُ الْمبرد. قَالَ ابْن رَشِيق فِي الْعُمْدَة: زعم أَبُو عُبَيْدَة أَن من زعم أَنه أحرقهم فقد)

أَخطَأ فَذكر لَهُ شعر الطرماح فَقَالَ: لَا علم لَهُ بِهَذَا. وَاسْتشْهدَ بقول جرير:

(أَيْن الَّذين بِسيف عمرٍ وقتلوا

أم أَيْن أسعد فِيكُم المستوضع)

انْتهى. وَهَذِه الرِّوَايَة للبيت غير رِوَايَة الْمبرد. وروى صَاحب الأغاني خبر هَذَا الْيَوْم بِسَنَدِهِ إِلَى هِشَام بن الْكَلْبِيّ عَن أَبِيه وَغَيره من أَشْيَاخ طيئٍ بأبسط من رِوَايَة الْمبرد مَعَ مُخَالفَة قَالَ:

ص: 523

كَانَ من حَدِيث يَوْم أوارة أَن عَمْرو بن الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء وَهُوَ عَمْرو بن هِنْد كَانَ يعرف بِأُمِّهِ هندٍ بنت الْحَارِث الْملك الْمَقْصُور بن حجر آكل المرار الْكِنْدِيّ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: مضرط الْحِجَارَة أَنه كَانَ عَاقد هَذَا الْحَيّ من طَيئ على أَن لَا ينازعوا وَلَا يفاخروا وَلَا يُغيرُوا. وَأَن عَمْرو بن هندٍ غزا الْيَمَامَة فَرجع منفضاً فَمر بطيئ فَقَالَ لَهُ زُرَارَة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم الْحَنْظَلِي: أَبيت اللَّعْن أصب من هَذَا الْحَيّ شَيْئا. قَالَ لَهُ: وَيلك إِن لَهُم عقدا.

قَالَ: وَإِن كَانَ. فَلم يزل بِهِ حَتَّى أصَاب مَالا ونسوة وأذواداً فذمه قيس بن جروة الطَّائِي بقصيدة على نقض عَهده فبلغت عَمْرو بن هِنْد فغزا طيئاً. فَأسر أسرى من طَيئ من بني عدي بن أخزم وهم رَهْط حَاتِم بن عبد الله وَفِيهِمْ قيس بن جحدر وَهُوَ جد الطرماح بن حَكِيم وَهُوَ ابْن خَالَة حَاتِم فوفد حاتمٌ فيهم إِلَى عَمْرو بن هِنْد فوهبهم لَهُ. ثمَّ إِن الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء وضع ابْنا لَهُ صَغِيرا وَيُقَال: بل كَانَ أَخَاهُ صَغِيرا يُقَال لَهُ: مَالك عِنْد زُرَارَة وَإنَّهُ خرج ذَات يَوْم يتصيد فأخفق وَلم يصب شَيْئا فَمر بإبلٍ لرجل من بني عبد الله بن دارم يُقَال لَهُ: سويدٌ.

وَكَانَت عِنْد سُوَيْد ابْنة زُرَارَة بن عدس فَولدت لَهُ سَبْعَة غلمة فَأمر مَالك بن الْمُنْذر بِنَاقَة سَمِينَة مِنْهَا فنحرها ثمَّ اشتوى وسويدٌ نَائِم فَلَمَّا انتبه شدّ على مَالك بعصاً فَضَربهُ فأمه. وَمَات الْغُلَام. وَخرج سويدٌ هَارِبا حَتَّى لحق بِمَكَّة وَعلم أَنه لَا يَأْمَن فحالف بني نَوْفَل بن عبد منَاف فاختط بِمَكَّة وَكَانَت طَيئ تطلب عثرات زُرَارَة وَبني أَبِيه حَتَّى بَلغهُمْ مَا صَنَعُوا بأخي الْملك فَأَنْشَأَ عَمْرو بن ثَعْلَبَة بن ملقط الطَّائِي يَقُول

ص: 524

مجزوء الْكَامِل:

(من مبلغٌ عمرا بأ

ن الْمَرْء لم يخلق صباره)

(وحوادث الْأَيَّام لَا

يبْقى لَهَا إِلَّا الحجاره)

(أَن ابْن عجزة أمه

بالسفح أَسْفَل من أواره)

(تسفي الرِّيَاح خلال كش

حيه وَقد سلبوا إزَاره)

(فَاقْتُلْ زُرَارَة لَا أرى

فِي الْقَوْم أوفى من زراره))

والصبارة: بِالضَّمِّ: الْحِجَارَة وَقيل: بِالْفَتْح جمع صبار وَالْهَاء لجمع الْجمع لِأَن الصبار جمع صبرَة بِالْفَتْح وَهِي حِجَارَة شَدِيدَة. كَذَا فِي الصِّحَاح. وأوارة بِالضَّمِّ: اسْم مَاء وَإِلَيْهِ نسب ذَلِك الْيَوْم. والعجزة بِالْكَسْرِ:

آخر ولد الرجل عَنى بِهِ أَخَاهُ. وَيُقَال لأوّل ولد الرجل: زكمةٌ بِالضَّمِّ. فَلَمَّا بلغ الْعشْر عَمْرو بن هِنْد بَكَى حَتَّى فاضت عَيناهُ وَبلغ الْخَبَر زُرَارَة فهرب وَركب عَمْرو بن هندٍ فِي طلبه فَلم يقدر عَلَيْهِ فَأخذ امْرَأَته وَهِي حُبْلَى وَقَالَ: مَا فعل زُرَارَة الغادر الْفَاجِر قَالَت: إِن كَانَ مَا علمت لطيب الْعرق سمين المرق وَيَأْكُل مَا وجد وَلَا يسْأَل عَمَّا فقد وَلَا ينَام لَيْلَة يخَاف وَلَا يشْبع لَيْلَة يُضَاف فبقر بَطنهَا فَقَالَ قوم زُرَارَة لزرارة: وَالله مَا قتلت أَخَاهُ فأت الْملك فاصدقه الْخَبَر. فَأَتَاهُ زُرَارَة فَأخْبرهُ الْخَبَر فَقَالَ: جئني بِسُوَيْدِ. فَقَالَ: قد لحق بِمَكَّة. فَقَالَ: عَليّ ببنيه. فَأَتَاهُ ببنيه السَّبْعَة وبأمهم بنت زُرَارَة وهم غلمةٌ فتناولوا أحدهم فَضربت عُنُقه وَتعلق بزرارة الْآخرُونَ فتناولوهم وَقتلُوا. وآلى عَمْرو بن هِنْد ليحرقن من بني حَنْظَلَة مائَة رجلٍ فَخرج يريدهم وَبعث على مقدمته عَمْرو بن ملقطٍ الطَّائِي فَأخذ مِنْهُم ثَمَانِيَة وَتِسْعين رجلا بِأَسْفَل أوارة من نَاحيَة الْبَحْرين فحبسهم ولحقه عَمْرو بن

ص: 525

هِنْد حَتَّى انْتهى إِلَى أوارة فَأمر لَهُم بأخدودٍ ثمَّ أضرمه نَارا وَقذف بهم فِيهَا فاحترقوا. وَأَقْبل راكبٌ من البراجم وهم بطن من بني حَنْظَلَة عِنْد الْمسَاء لَا يدْرِي بِشَيْء مِمَّا كَانَ فَقَالَ لَهُ عَمْرو بن هِنْد: مَا جَاءَ بك فَقَالَ: حب الطَّعَام قد أقويت ثَلَاثًا لم أذق طَعَاما فَلَمَّا سَطَعَ الدُّخان ظننته دُخان طَعَام. فَقَالَ لَهُ عَمْرو: مِمَّن أَنْت قَالَ: من البراجم. فَقَالَ عَمْرو: إِن الشقي وَافد البراجم فَذَهَبت مثلا. وَرمي بِهِ فِي النَّار. فهجت الْعَرَب تميماً بذلك فَقَالَ ابْن الصَّعق العامري:

(أَلا أبلغ لديك بني تميمٍ

بِآيَة مَا يحبونَ الطعاما)

وَأقَام عَمْرو بن هِنْد لَا يرى أحدا فَقيل لَهُ: أَبيت اللَّعْن لَو تحللت بِامْرَأَة مِنْهُم فَدَعَا بِامْرَأَة مِنْهُم فَقَالَ لَهَا: من أَنْت قَالَت: أَنا الْحَمْرَاء ابْنة ضَمرَة بن جَابر بن قطن بن نهشل. فَقَالَ: إِنِّي لأظنك أَعْجَمِيَّة. فَقَالَت مَا أَنا بأعجمية وَلَا ولدتني الْعَجم الرجز:

(إِنِّي لبِنْت ضَمرَة بن جَابر

سَادًّا معداً كَابِرًا عَن كَابر)

(إِنِّي لأخت ضَمرَة بن ضمره

إِذا الْبِلَاد لفعت بغمره)

فَقَالَ عمرٌ و: وَالله لَوْلَا مَخَافَة أَن تلدي مثلك لصرفتك عَن النَّار قَالَت: أما وَالَّذِي أسأله أَن)

يضع وِسَادك ويخفض عمادك ويسلبك ملكك وَيقرب هلكك وَلَا أُبَالِي مَا صنعت فَقَالَ: اقذفوها فِي النَّار:

ص: 526

فأحرقت. انْتهى مَا أوردهُ صَاحب الأغاني مُخْتَصرا. قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي خطْبَة أدب الْكتاب: مازح مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان الْأَحْنَف ابْن قيس فَمَا رئي مازحان أوقر مِنْهُمَا فَقَالَ لَهُ: يَا أحنق مَا الشَّيْء الملفف فِي البجاد فَقَالَ: السخينة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. أَرَادَ مُعَاوِيَة قَول الشَّاعِر:

(إِذا مَا مت ميتٌ من تميمٍ

فسرك أَن يعِيش فجِئ بزاد)

(بخبزٍ أَو بلحمٍ أَو بتمرٍ

أَو الشَّيْء الملفف فِي البجاد)

(ترَاهُ يطوف الْآفَاق حرصاً

ليَأْكُل رَأس لُقْمَان بن عَاد)

والملفف فِي البجاد: وطب اللَّبن. وَأَرَادَ الْأَحْنَف أَن قُريْشًا كَانَت تعير بِأَكْل السخينة وَهِي حساء من دَقِيق يتَّخذ عِنْد غلاء السّعر وعجف المَال وكلب الزَّمَان. انْتهى.

قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شَرحه: هَذَا الشّعْر ليزِيد بن عَمْرو بن الصَّعق وَذكر الجاحظ أَنه لأبي المهوش الْأَسدي. وَالَّذِي اقْتضى ذكر الشَّيْء الملفف فِي البجاد وَذكر السخينة فِي هَذِه الممازحة أَن مُعَاوِيَة كَانَ قرشياً وَكَانَت قُرَيْش تعير بِأَكْل السخينة. وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لما بعث

ص: 527

فيهم فَكَفرُوا بِهِ دَعَا الله عَلَيْهِم وَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف. فأجدبوا سبع سِنِين فَكَانُوا يَأْكُلُون الْوَبر بِالدَّمِ ويسمونه العلهز. وَكَانَ أَكثر قُرَيْش إِذْ ذَاك يَأْكُلُون السخينة فَكَانَت قُرَيْش تلقب سخينة وَلذَلِك يَقُول كَعْب بن مَالك الْكَامِل: وَذكر أَبُو عُبَيْدَة أَن قُريْشًا كَانَت تلقب سخينة لأكلهم السخن وَأَنه لقب لَزِمَهُم قبل مبعث النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ. وَيدل على صِحَة مَا ذكر قَول خِدَاش بن زُهَيْر وَلم يدْرك الْإِسْلَام الْبَسِيط:

(يَا شدَّة مَا شددنا غير كاذبةٍ

على سخينة لَوْلَا اللَّيْل وَالْحرم)

وَأما الْأَحْنَف بن قيس فَإِنَّهُ كَانَ تميمياً وَكَانَت تَمِيم تعير حب الطَّعَام وَشدَّة الشرة وَكَانَ السَّبَب الَّذِي جر ذَلِك أَن أسعد بن الْمُنْذر أَخا عَمْرو بن هِنْد كَانَ مسترضعاً فِي بني دارم.

إِلَى آخر مَا رَوَاهُ الْمبرد فِي الْكَامِل. وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف: قَول كَعْب:

(جَاءَت سخينة كي تغالب رَبهَا

الْبَيْت))

كَانَ هَذَا الِاسْم مِمَّا سميت بِهِ قُرَيْش قَدِيما ذكرُوا أَن قصياً كَانَ إِذا ذبحت ذَبِيحَة أَو نحرت نحيرة بِمَكَّة أُتِي بعجزها فيصنع مِنْهُ خزيرة وَهُوَ

ص: 528

لحم يطْبخ ببر فيطعمه النَّاس فسميت قُرَيْش سخينة. وَقيل: أَن الْعَرَب كَانُوا إِذا أسنتوا أكلُوا العلهز وَهُوَ الْوَبر وَالدَّم وتأكل قُرَيْش الخزيرة واللفيتة فنفست عَلَيْهِم الْعَرَب ذَلِك فلقبوهم سخينة. وَلم تكن قريشٌ تكره هَذَا اللقب وَلَو كرهته مَا استجاز كَعْب أَن يذكرهُ وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مِنْهُم ولتركه أدباً مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ إِذْ كَانَ قرشياً. وَلَقَد استنشد عبد الْملك بن مَرْوَان مَا قَالَه الهوازني فِي

(يَا شدَّة مَا شددنا غير كاذبةٍ

الْبَيْت)

فَقَالَ: مَا زَاد هَذَا على أَن اسْتثْنى. وَلم يكره سَماع التلقيب بسخينة. فَدلَّ على أَن هَذَا اللقب لم يكن مَكْرُوها عِنْدهم وَلَا كَانَ فِيهِ تعيير لَهُم. انْتهى. وَالْعِلْهِز بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وَكسر الْهَاء بعْدهَا زَاي مُعْجمَة. والخزيرة بِفَتْح الْخَاء وَكسر الزَّاي المعجمتين ثمَّ رَاء مُهْملَة. قَالَ فِي

الصِّحَاح: الخزيرة: أَن تنصب الْقدر بِلَحْم يقطع صغَارًا على مَاء كثير فَإِذا نضج ذَر عَلَيْهِ الدَّقِيق. فَإِن لم يكن فِيهَا لحمٌ فَهِيَ العصيدة. وَقَالَ ابْن السَّيِّد: قَوْله: إِذا مَا مَاتَ ميت إِلَخ فِيهِ ردٌّ على أبي حَاتِم السجسْتانِي فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول: قَول الْعَامَّة مَاتَ الْمَيِّت خطأ وَالصَّوَاب

ص: 529

مَاتَ الْحَيّ. وَهَذَا الَّذِي أنكرهُ غير مُنكر لِأَن الْحَيّ قد يجوز أَن يُسمى مَيتا لِأَن أمره يؤول إِلَى الْمَوْت. قَالَ تَعَالَى: إِنَّك ميتٌ وَإِنَّهُم ميتون. وَمثله كثير. وَقد فرق قومٌ بَينهمَا فَقَالُوا: الْمَيِّت بِالتَّشْدِيدِ: مَا سيموت وَالْمَيِّت بِالتَّخْفِيفِ: مَا قد مَاتَ. وَهَذَا خطأ فَإِن المشدد أصل المخفف وَالتَّخْفِيف لم يحدث فِيهِ شَيْئا يُغير مَعْنَاهُ. وَقد استعملتهما الْعَرَب من غير فرق. قَالَ الشَّاعِر الْخَفِيف:

(لَيْسَ من مَاتَ فاستراح بميتٍ

إِنَّمَا الْمَيِّت ميت الْأَحْيَاء)

وَقَالَ ابْن قعاسٍ الْأَسدي الوافر: فَفِي الْبَيْت الأول سوى بَينهمَا وَفِي الثَّانِي جعل المخفف الْحَيّ الَّذِي لم يمت. أَلا ترى أَن مَعْنَاهُ والمرء سيموت فَجرى مجْرى قَوْله تَعَالَى: إِنَّك ميتٌ وَإِنَّهُم ميتون. وَقَوله: بِخبْز أَو بِتَمْر أَو بِسمن: بدل من قَوْله: بزاد. والملفف فِي البجاد: وطب اللَّبن يلف فِيهِ وَيتْرك حَتَّى يروب.

والوطب: زق اللَّبن خَاصَّة. والبجاد: الكساء فِيهِ خطوط.

وَقَوله: حرصاً: مصدر وَقع موقع الْحَال أَو مفعول لأَجله. وَإِنَّمَا ذكر لُقْمَان بن عادٍ لجلالته ولعظمه يُرِيد أَنه لشدَّة نهمه وشرهه إِذا)

ظفر

ص: 530

بأكلةٍ فَكَأَنَّهُ قد ظفر بِرَأْس لُقْمَان لسروره بِمَا نَالَ وإعجابه بِمَا وصل إِلَيْهِ. وَهَذَا كَمَا يُقَال لمن يزهى بِمَا فعل ويفخر بِمَا أدْرك: كَأَنَّهُ قد بِرَأْس خاقَان وَهَذَا الْكَلَام الَّذِي جرى بَين مُعَاوِيَة والأحنف يُسمى التَّعْرِيض لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا عرض بِصَاحِبِهِ بِمَا تسب بِهِ قبيلته من غير تَصْرِيح. وَيُشبه ذَلِك مَا يرْوى من أَن شريك بن عبد الله النميري ساير عمر بن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ يَوْمًا فبدرت بغلة شريك فَقَالَ لَهُ ابْن هُبَيْرَة: غض من لجام بغلتك. فَقَالَ لَهُ شريك: إِنَّهَا مَكْتُوبَة. فَضَحِك ابْن هُبَيْرَة وَقَالَ: لم أرد مَا ذهبت إِلَيْهِ. عرض ابْن هُبَيْرَة بقول الشَّاعِر الوافر:

(فغض الطّرف إِنَّك من نميرٍ

فَلَا كَعْبًا بلغت وَلَا كلابا)

وَعرض شريط بقول سَالم بن دارة الْبَسِيط:

(لَا تأمنن فزارياً خلوت بِهِ

على قلوصك واكتبها بأسيار)

وَكَانَ بَنو فَزَارَة ينسبون إِلَى غشيان الْإِبِل. وَقَوله: تعير بِأَكْل السخينة بِالْبَاء. وَقد مَنعه ابْن قُتَيْبَة قَالَ: تَقول: عيرته كَذَا وَلَا تَقول عيرته بِكَذَا. وَالصَّحِيح أَنَّهُمَا لُغَتَانِ وَإِسْقَاط الْبَاء أفْصح. والحساء والحسو: لُغَتَانِ. والعجف: الضعْف والهزال.

ص: 531

وَأَرَادَ بِالْمَالِ هُنَا الْحَيَوَان وَكَذَلِكَ تستعمله الْعَرَب فِي الْأَكْثَر وَقد يَجْعَل اسْما لكل مَا يملكهُ الْإِنْسَان من نَاطِق وصامت قَالَ تَعَالَى: وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء

أَمْوَالكُم وَقَالَ تَعَالَى: وَالَّذين فِي أَمْوَالهم حقٌّ معلومٌ للسَّائِل والمحروم. فَالْمَال فيهمَا عامٌّ لكل مَا يملك. وكلب الزَّمَان: شدته وأصل الْكَلْب سعار يُصِيب الْكلاب فَضرب بذلك مثلا للزمان الَّذِي يذهب بالأموال ويتعرق الْأَجْسَام كَمَا سموا السّنة الشَّدِيدَة ضبعاً تَشْبِيها لَهَا بالضبع. وَقَالُوا: أكله الدَّهْر وتعرقه الزَّمَان كَمَا قَالَ الْبَسِيط:

(أَبَا خراشة أما أَنْت ذَا نفرٍ

فَإِن قومِي لم تأكلهم الضبع)

وترجمة يزِيد بن الصَّعق تقدّمت فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتِّينَ. وَأنْشد بعده البيسط:

(لم يمْنَع الشّرْب مِنْهَا غير أَن نطقت

حمامةٌ فِي غصونٍ ذَات أوقال)

وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَتَيْنِ. وَضمير مِنْهَا رَاجع للوجناء وَهِي النَّاقة الشَّدِيدَة. وَالشرب: مفعول يمْنَع وَغير فَاعله لكنه بني على الْفَتْح جَوَازًا لِإِضَافَتِهِ إِلَى مَبْنِيّ. وروى الرّفْع أَيْضا فَلَا شَاهد فِيهِ. وَأَرَادَ بنطقت صوتت مجَازًا. وَفِي بِمَعْنى على.

ص: 532