المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد السابع والسبعون بعد الأربعمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٦

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(بَاب الْحِكَايَة بِمن ومَا وأَي)

- ‌(الْأَصْوَات)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْمركب)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْكِنَايَات)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الظروف)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

الفصل: ‌(الشاهد السابع والسبعون بعد الأربعمائة)

وَأنْشد بعده

3 -

(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

(رمى الله فِي عَيْني بثينة بالقذى

وَفِي الغر من أنيابها بالقوادح)

على أَن الشَّيْء إِذا بلغ غَايَته يدعى عَلَيْهِ صونا عَن عين الْكَمَال كَمَا هُنَا. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي الزَّاهِر: معنى قَوْله: رمى الله فِي عَيْني بثينة إِلَخ سُبْحَانَ الله مَا أحسن عينيها. من ذَلِك قَوْلهم: قَاتل الله فلَانا مَا أشجعه وأنياب الْقَوْم: ساداتهم أَي: رمى الله الْفساد والهلاك فِي سَادَات قَومهَا لأَنهم حالوا بَينهَا وَبَين زيارتي. انْتهى.

وَقَالَ المرزوقي فِي شرح الفصيح: قيل أَنه لم يدع عَلَيْهَا بذلك وَإِنَّمَا هُوَ كَمَا يُقَال: قَاتله الله مَا أفرسه على وَجه التَّعَجُّب. وَحكى بعض أهل اللُّغَة أَن مِمَّا يشْهد لطريق التَّعَجُّب فِي مثل هَذَا أَن بَعضهم عدل عَن لفظ قَاتل إِلَى قاتع فَقَالَ: قاتعه الله مَا أشجعه ليزول الْمَكْرُوه من اللَّفْظ كَمَا لم يكن فِي الْمَعْنى. وَأحسن مِمَّا ذَكرْنَاهُ أَن يُقَال: أَرَادَ بالعينين رقيبيها وبالغر من أنيابها كرام ذويها وعشيرتها. وَالْمعْنَى: أفناهم الله وأراهم الْمُنْكَرَات. فَهُوَ فِي الظَّاهِر يشتمها وَفِي النِّيَّة يشْتم من يتَأَذَّى بِهِ فِيهَا. وَيُقَال: هم أَنْيَاب الْخلَافَة للمدافعين عَنْهَا. وَقيل أَرَادَ: بلغَهَا الله أقْصَى غايات الْعُمر حَتَّى تبطل عواملها وحواسها.

فالدعاء على هَذَا لَهَا لَا عَلَيْهَا. انْتهى. وَقَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِي شرح أمالي القالي: قد تَأَوَّلَه قوم على أَنه

ص: 398

أَرَادَ بالعينين الرقيبين وبالأنياب سادة قَومهَا الَّذين يحجبونها عَنهُ ويمنعونه مِنْهَا.

انْتهى. وبثينة بِالتَّصْغِيرِ: محبوبة جميل العذري. وَالْبَاء فِي بالقذى زَائِدَة. قَالَه أَبُو حَيَّان فِي تَذكرته. والقذى: كل مَا وَقع فِي الْعَينَيْنِ من شَيْء يؤذيها كالتراب وَالْعود وَنَحْوهمَا. قَالَ ثَعْلَب فِي الفصيح: تَقول: قذت عينه تقذي قذياً إِذا أَلْقَت القذى وقذيت تقذى قذًى إِذا صَار فِيهَا القذى. وأقذيتها إقذاء إِذا ألقيت فِيهَا القذى. وقذيتها تقذيةً إِذا أخرجت مِنْهَا القذى.

انْتهى. وَقَوله: وَفِي الغر إِلَخ مَعْطُوف على قَوْله: فِي عَيْني وَهُوَ جمع أغر وغراء أَرَادَ: وَرمى الله فِي أنيابها الحسان النقية الْبيَاض القوادح. فالباء زَائِدَة أَيْضا. وأنياب: جمع نَاب وَهُوَ السن.

وللإنسان أربعٌ وَثَلَاثُونَ سنا: أَربع ثنايا وَهِي مقدم الْأَسْنَان اثْنَتَانِ من فَوق وَاثْنَتَانِ من تَحت.)

وَأَرْبع رباعيات. وَأَرْبَعَة نواجذ

تكون بَينهَا الأنياب. وَأَرْبع ضواحك تكون بَينهَا النواجذ. واثنتا عشرَة رحى تكون بَينهَا الضواحك. والقوادح: جمع قَادِح قَالَ صَاحب الصِّحَاح: القادح: السوَاد الَّذِي يظْهر فِي الْأَسْنَان. وَقَالَ أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي فِي كتاب النَّبَات: يُقَال: قدح فِي سنه أَي: بِالْبِنَاءِ لمفعول إِذا وَقع فِيهَا الْأكل وَوَقع فِي أَسْنَانه القادح وَإِذا عرض

ص: 399

شَيْء من جَمِيع مَا ذكرنَا من آفَات الْعود قيل: قدح الْعود يقْدَح قدحاً فَهُوَ مقدوح وَهِي القوادح. وَبَعْضهمْ يَقُول: قدح فِي الْعود إِذا عرض لَهُ القادح فأتكل يأتكل ائتكالاً. وَقَالَ الْبَاهِلِيّ: يُقَال: عود قد قدح فِيهِ وَلَا يُقَال: مقدوح. وَكَذَلِكَ قدح فِي سنه إِذا وَقع الْأكل وَوَقع فِي أَسْنَانه القادح. وَأنْشد الْبَيْت.

وَهَذِه التأويلات يدْفع فِي صدرها مَا رَوَاهُ الْأَصْفَهَانِي فِي الأغاني: قَالَ: حَدثنِي عَليّ بن صَالح قَالَ: حَدثنِي عمر بن شبة عَن إِسْحَاق قَالَ: لَقِي جميلٌ بثينة بعد تهاجرٍ بَينهمَا طَالَتْ مدَّته فتعاتبا طَويلا فَقَالَت لَهُ: وَيحك يَا جميل أتزعم أَنَّك تهواني وَأَنت الَّذِي تَقول: فَأَطْرَقَ جميلٌ طَويلا يبكي ثمَّ قَالَ: بل أَنا الْقَائِل:

(أَلا لَيْتَني أعمى أَصمّ تقودني

بثينة لَا يخفى عَليّ كَلَامهَا)

فَقَالَت لَهُ: وَيحك وَمَا حملك على هَذَا المنى أَو لَيْسَ فِي سَعَة الْعَافِيَة مَا كفانا جَمِيعًا وروى بِسَنَدِهِ أَيْضا أَن جميلاً لما ودع بثينة وَذهب إِلَى الشَّام لِكَثْرَة اللَّغط فيهمَا

واصلت بعده حجبة الْهِلَالِي. وَلما رَجَعَ من الشَّام بعد حِين

ص: 400

قَالَ حجبة لبثينة وَكَانَ ابْن سَرِيَّة: لَا أرْضى إِلَّا أَن تعلمي جميلاً أَنَّك استبدلت بِهِ فَقَالَت لجميل:

(ألم ترى أَن المَاء غير بعدكم

وَأَن شعاب الْقلب بعْدك حلت)

فَقَالَ جميل:

(فَإِن تَكُ حلت فالشعاب كثيرةٌ

وَقد نهلت مِنْهَا قلوصي وعلت)

فَقَالَت لحجبة: عرضتني لجميل يَجْعَلنِي حَدِيثا. وَقَالَت لجميل: إِنَّه استزلني وَقد ناشدتك الله أَن تسترني فَإِنَّهَا كَانَت هفوة. فَقَالَ جميلٌ من أَبْيَات:

(فيا بثن إِن واصلت حجبة فاصرمي

حبالي وَإِن صارمته فصليني)

(وَلَا تجعليني أُسْوَة العَبْد واجعلي

مَعَ العَبْد عبدا مثله وذريني)

وَانْصَرف عَنْهَا. وهجرها وَقَالَ: وَقَالَ فِي ذَلِك أَيْضا:)

ص: 401

(وَإِنِّي لأَسْتَحي من النَّاس أَن أرى

رديفاً لوصلٍ أَو عَليّ رَدِيف)

(وَإِنِّي للْمَاء المخالط للقذى

إِذا كثرت وراده لعيوف)

وَقَالَ أَيْضا:

(بَينا حبالي ذَات عقدٍ لبثنةٍ

أتيح لَهَا بعض الغواة فَحلهَا)

(فعدنا كأنا لم يكن بَيْننَا هوى

وَصَارَ الَّذِي حل الحبال هوى لَهَا)

وروى أَيْضا بِسَنَدِهِ عَن كثير وَنَقله القالي فِي أَمَالِيهِ والمرزباني فِي الموشح أَيْضا: أَن كثيرا حدث وَقَالَ: وقفت على جماعةٍ يفيضون فِي وَفِي جميلٍ: أَيّنَا أصدق عشقاً وَلم يَكُونُوا يعرفونني ففضلوا جميلاً فَقُلْنَ لَهُم: ظلمتم كثيرا كَيفَ يكون جميلٌ أصدق مِنْهُ وَحين أَتَاهُ من بثينة مَا يكره قَالَ: رمى الله فِي عَيْني بثينة بالقذى الْبَيْت

ص: 402

وَكثير حِين أَتَاهُ من عزة مَا يكره قَالَ:

(هَنِيئًا مريئاً غير داءٍ مخامرٍ

لعزة من أعراضنا مَا استحلت)

فَمَا انصرفوا إِلَّا على تفضيلي. اه. وَهَذَا كُله يدل على أَن جميلاً دَعَا عَلَيْهَا حَقِيقَة وَيدل أَيْضا على أَن الْبَيْت لجميل لَا لغيره. وَمن الغرائب أَن الصَّاغَانِي قَالَ فِي مَادَّة ترب من الْعباب: إِن هَذَا الْبَيْت لأخي شمجى يُخَاطب أذينة بنت عَم صَعب بن كُلْثُوم وَالرِّوَايَة كَذَا: رمى الله فِي عَيْني أذينة بالقذى الْبَيْت

وَلَيْسَ الْبَيْت لجميل وَلَا الرِّوَايَة فِي عَيْني بثينة كَمَا وَقع فِي بعض كتب اللُّغَة مَنْسُوبا إِلَيْهِ. اه.

أَقُول: جَمِيع من تكلم على هَذَا الْبَيْت وروى فِيهِ خَبرا أثْبته لجميل فِي بثينة. وَمَعَ كَثْرَة وُرُود هَذِه الْأَخْبَار فِي أَكثر كتب الْأَدَب كَيفَ يُقَال أَنه وَقع فِي بعض كتب اللُّغَة. وَالله أعلم. وجميلٌ شَاعِر إسلامي تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتِّينَ. وشمجى بالشين وَالْمِيم وَالْجِيم وَألف مَقْصُورَة قَالَ فِي الْقَامُوس: وَبَنُو شمجى بن جرم من قضاعة وَهُوَ بِفَتَحَات ثَلَاثَة.

ص: 403