المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد التاسع والثمانون بعد الأربعمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٦

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(بَاب الْحِكَايَة بِمن ومَا وأَي)

- ‌(الْأَصْوَات)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْمركب)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْكِنَايَات)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الظروف)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

الفصل: ‌(الشاهد التاسع والثمانون بعد الأربعمائة)

(لَهُ نارٌ تشب على يفاع

إِذا النيرَان ألبست القناعا)

(وَلم يَك أَكثر الفتيان مَالا

وَلَكِن كَانَ أرحبهم ذِرَاعا)

وَأنْشد بعده: هَذَا صدر وعجزه:)

قد تمنى لي موتا لم يطع وَتقدم شَرحه فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الأربعمائة. وَأنْشد بعده:

(على أنني بعد مَا قد مضى

ثَلَاثُونَ للهجر حولا كميلا)

وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الْمِائَتَيْنِ. وَأنْشد بعده

3 -

(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

وَهُوَ من شَوَاهِد س:

ص: 467

(كم يجود مقرفٍ نَالَ الْعلَا

وكريمٍ بخله قد وَضعه)

على أَن يُونُس يُجِيز فِي الِاخْتِيَار الْفَصْل بَين كم الخبرية وَبَين مميزها المتضايفين بالظرف كَمَا فِي الْبَيْت. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد يجوز أَن تجر يَعْنِي: كم وَبَينهَا وَبَين الِاسْم حاجز فَتَقول: كم فِيهَا رجلٍ. فَإِن قَالَ قَائِل: أضمر من بعد فِيهَا قيل لَهُ: لَيْسَ فِي كل مَوضِع يضمر الْجَار. وَقد يجوز على قَول الشَّاعِر:

(كم بجودٍ مقرفٍ نَالَ الْعلَا

وكريمٍ بخله قد وَضعه)

الْجَرّ وَالرَّفْع وَالنّصب على مَا فسرنا. انْتهى. قَالَ الأعلم: فالرفع على أَن تجْعَل كم ظرفا وَيكون لتكثير المرار وترفع مقرف بِالِابْتِدَاءِ وَمَا بعده خبر وَالتَّقْدِير: كم مرةٍ مقرفٌ نَالَ الْعلَا. وَالنّصب على التَّمْيِيز لقبح الْفَصْل بَينه وَبَين كم فِي الْجَرّ.

وَأما الْجَرّ فعلى أَنه أجَاز الْفَصْل بَين كم وَمَا عملت فِيهِ بالظرف ضَرُورَة. وَمَوْضِع كم فِي الْمَوْضِعَيْنِ مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالتَّقْدِير: كثيرٌ من المقرفين نَالَ الْعلَا بجودٍ. والمقرف: النذل اللَّئِيم الْأَب. يَقُول: قد يرْتَفع اللَّئِيم بجوده ويتضع الرفيع الْكَرِيم الْأَب ببخله. انْتهى. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي مسَائِل الْخلاف: ذهب الْكُوفِيُّونَ إِلَى أَنه إِذا

ص: 468

فصل بَين كم الخبرية وَبَين الِاسْم بظرف كَانَ مخفوضاً بِالنَّقْلِ وَالْقِيَاس. أما بِالنَّقْلِ فَقَوله: كم بجود مقرفٍ نَالَ الْعلَا وَقَالَ الآخر: كم من بني بكر بن سعدٍ سيدٍ وَأما الْقيَاس فَلِأَن خفض الِاسْم بِتَقْدِير من نَحْو: كم رجل أكرمت بِدَلِيل أَن الْمَعْنى يَقْتَضِيهِ فتقدر من فِي الْفَصْل كَمَا تقدر فِي الِاتِّصَال. وَلَا يجوز أَن تكون بِمَنْزِلَة عددٍ ينصب كثلاثين وَلَو كَانَت بِمَنْزِلَتِهِ لَكَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يجوز الْفَصْل بَينهمَا. وَذهب البصريون إِلَى أَنه لَا يجوز فِيهِ الْجَرّ)

وَيجب نَصبه لِأَن كم هِيَ العاملة للجر لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَة عدد مُضَاف فَإِذا فصل بظرفٍ بطلت

كم نالني مِنْهُم فضلا على عدمٍ وَالتَّقْدِير: كم فضل فَلَمَّا فصل نصب. وَإِنَّمَا عدل إِلَى النصب لِأَن كم بِمَنْزِلَة عدد ينصب مَا بعده. وَلم يمْتَنع النصب بِالْفَصْلِ لِأَن لَهُ نظيراً. وَأما قَوْله: بجود مقرف فَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة مقرفٌ بِالرَّفْع أَو أَن الْجَرّ شاذٌّ وَهَذَا هُوَ الْجَواب عَن الْبَيْت الثَّانِي. وَقَوْلهمْ: إِن من مقدرَة قُلْنَا: إِن كم عِنْد الْمُحَقِّقين من أصحابكم بِمَنْزِلَة رب يخْفض الِاسْم بهَا كرب وَلِأَن حذف حرف الْجَرّ لَهُ مَوَاضِع مَخْصُوصَة وَلَيْسَ هَذَا مِنْهَا.

ص: 469

وَقَوْلهمْ: إِنَّهَا لَو كَانَت بِمَنْزِلَة عدد ينصب مَا بعده كثلاثين لَكَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يجوز الْفَصْل. قُلْنَا: إِنَّمَا جَازَ فِيهَا جَوَازًا حسنا دون نَحْو ثَلَاثِينَ لِأَن كم منعت من بعض مَا لثلاثين من التَّصَرُّف فَجعل هَذَا عوضا مِمَّا منعته. أَلا ترى أَن ثَلَاثِينَ تكون فاعلة لفظا وَمعنى ومفعولة فَلَمَّا منعت كم من هَذَا جعل لَهَا ضربٌ من التَّصَرُّف ليَقَع التعادل. على أَنه جَاءَ الْفَصْل بَين ثَلَاثِينَ ومميزها فِي الشّعْر كَقَوْلِه:

(على أنني بعد مَا قد مضى

ثَلَاثُونَ للهجر حولا كميلا)

انْتهى. وَقَوله: بجود مُتَعَلق بنال وَالْبَاء سَبَبِيَّة وَكم على هَذَا الْوَجْه مُبْتَدأ وَهِي خبرية ونال الْعلَا الْخَبَر. وَمن روى بِنصب مقرف فَهِيَ أَيْضا خبرية.

قَالَ أَبُو عَليّ: وَقد تجْعَل كم فِي الْخَبَر بِمَنْزِلَة عشْرين فينصب مَا بعْدهَا ويختار ذَلِك إِذا وَقع الْفَصْل بَين الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ.

فَتكون كم أَيْضا مُبْتَدأ ونال الْعلَا الْخَبَر وَنصب مقرف على التَّمْيِيز. وَمن روى بِرَفْع مقرف فَهِيَ أَيْضا خبرية وموضعها نصب بِأَنَّهَا ظرف وَالْعَامِل فِيهَا نَالَ ومقرف: مُبْتَدأ ونال الْعلَا خَبره. وَإِنَّمَا لم تكن كم فِي الْخَبَر لِأَنَّهَا هُنَا ظرف زمَان.

ص: 470

وَقَوله: وكريم بِالْجَرِّ عطف على مقرف على رِوَايَة الْجَرّ وَجُمْلَة بخله قد وَضعه من الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر خبر لكم الْمقدرَة. وَالْبَيْت من أَبْيَات نَسَبهَا صَاحب الأغاني لأنس بن زنيم قَالَهَا لِعبيد الله بن زِيَاد بن سميَّة. كَذَا قَالَ صَاحب الأغاني وشراح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ وشراح الْجمل وَهِي:

(سل أَمِيري مَا الَّذِي غَيره

عَن وصالي الْيَوْم حَتَّى ودعه)

(لَا تهني بعد إكرامك لي

فشديدٌ عَادَة منتزعه)

(لَا يكن وَعدك برقاً خلباً

إِن خير الْبَرْق مَا الْغَيْث مَعَه)

(كم بجودٍ مقرفٍ نَالَ الْعلَا

وشريفٍ بخله قد وَضعه))

وَقَوله: سل أَمِيري إِلَخ أنْشدهُ الشَّارِح الْمُحَقق فِي شرح الشافية على أَن يدع سمع ماضيه ودع كَمَا فِي الْبَيْت.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: استغنوا عَن وذر وودع بقَوْلهمْ: ترك. وَقد جَاءَ ودع على جِهَة الشذوذ قرئَ فِي الشواذ: مَا وَدعك وَكَقَوْلِه: حَتَّى ودعه. قَالَ سُوَيْد بن أبي كَاهِل:

ص: 471

(فسعى مسعاته فِي قومه

ثمَّ لم يدْرك وَلَا عَجزا ودع)

(فَكَانَ مَا قدمُوا لأَنْفُسِهِمْ

أَكثر نفعا من الَّذِي ودعوا)

وَقد جَاءَ وادع أَيْضا فِي الشّعْر انشده أَبُو عَليّ فِي البصريات وَهُوَ:

(فَأَيّهمَا مَا اتبعن فإنني

حزينٌ على ترك الَّذِي أَنا وادع)

وَقد جَاءَ الْمصدر أَيْضا فِي الحَدِيث وَهُوَ قَوْله صلى الله عليه وسلم َ: لينتهين أقوامٌ عَن ودعهم الْجُمُعَات أَو ليختمن الله على قُلُوبهم. وَقد جَاءَ اسْم الْمَفْعُول أَيْضا. قَالَ خفاف بن ندبة:

(إِذا مَا استحمت أرضه من سمائه

جرى وَهُوَ مودوعٌ وواعد مُصدق)

قَالَ الصغاني: أَي: مَتْرُوك لَا يضْرب وَلَا يزْجر. وَقَول ابْن بري إِن مودوعاً هُنَا من الدعة الَّتِي هِيَ السّكُون لَا من التّرْك يرد عَلَيْهِ أَن ودع بِمَعْنى سكن غير متعدٍّ يُقَال: ودع فِي بَيته.

وَقَوله: لَا تهني هُوَ من الإهانة. والخلب من الْبَرْق: الَّذِي لَا مطر مَعَه وَلَا ينْتَفع بسحابه. وتضرب بِهِ الْعَرَب الْمثل لمن أخلف وعده. قَالَ أعشى هَمدَان:

ص: 472

(لَا يكن وَعدك برقاً خلباً

كَاذِبًا يلمع فِي عرض الْغَمَام)

الأبيات. وَنسب صَاحب الحماسة البصرية هَذِه البيات فِي بَاب الْوَصْف لعبد الله بن كريز.

وَزَاد بعد الْبَيْت الثَّانِي:

(وَاذْكُر الْبلوى الَّتِي أبليتني

ومقالاً قلته فِي المجمعه)

وَرويت أَيْضا لأبي الْأسود الدؤَلِي. وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال. وَأنس بن زنيم شَاعِر صَحَابِيّ مُضَاف إِلَى جده. قَالَ الْآمِدِيّ: هُوَ أنس ابْن أبي أنَاس الْكِنَانِي بن زنيم بن محمية بن عبد بن عدي بن الديل بن بكر ابْن كنَانَة بن خُزَيْمَة بن مدركة. وَهُوَ شاعرٌ مَشْهُور حاذق وَهُوَ الْقَائِل:

(وعوراء من قيل امْرِئ قد رَددتهَا

بسالمة الْعَينَيْنِ طالبةٍ عذرا)

(وَلَو أَنه إِذْ قَالَهَا قلت مثلهَا

أَو اكثر مِنْهَا أورثت بَيْننَا غمرا)

(فَأَعْرَضت عَنهُ وانتظرت بِهِ غَدا

لَعَلَّ غَدا يُبْدِي لمؤتمرٍ أمرا)

ص: 473

(لأنزع ضيماً ثاوياً فِي فُؤَاده

وأقلم أظفاراً أَطَالَ بهَا الْحفر))

وَقَالَ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة: ذكر ابْن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي أَن عَمْرو بن سَالم الْخُزَاعِيّ خرج فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا يستنصرون رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ على قُرَيْش فأنشده: لَا هم إِنِّي ناشدٌ مُحَمَّدًا عهد أَبينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا الأبيات. ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله إِن أنس بن زنيم هجاك فَهدر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ دَمه فَبَلغهُ ذَلِك فَقدم عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم َ معتذراً وأنشده أبياتاً مدحه بهَا وَكَلمه فِيهِ نَوْفَل بن مُعَاوِيَة الدؤَلِي فَعَفَا عَنهُ. وَمن تِلْكَ الأبيات:

(فَلَمَّا حملت من ناقةٍ فَوق رَحلهَا

أبر وأوفى ذمَّة من مُحَمَّد)

قَالَ دعبل بن عَليّ فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء: هَذَا أصدق بيتٍ قالته الْعَرَب. ولأنس مَعَ عبد الله بن زِيَاد أَمِير الْعرَاق أخبارٌ أوردهَا الْأَصْفَهَانِي صَاحب الأغاني فِي تَرْجَمَة حَارِثَة بن بدر الغداني فَإِنَّهُ كَانَ بَينهمَا أهاجٍ بعد تصافٍ.

ص: 474

وروى أَن أنسا لما رأى من عبيد الله بن زِيَاد جفوة وأثرى لحارثة بن بدر قَالَ:

(أهان وأقسى ثمَّ تنتصحونني

وَمن ذَا الَّذِي يُعْطي نصيحته قسرا)

(رَأَيْت أكف المصلتين عَلَيْكُم

ملاءاً وكفي من عطائكم صفرا)

(مَتى تَسْأَلُونِي مَا عَليّ وتمنعوا

الَّذِي لي لَا أسطع على ذَلِكُم صبرا)

(وَإِنِّي صرفت النَّاس عَمَّا يريبكم

وَلَو شِئْت قد أغليت فِي حربكم قدرا)

(وَإِنِّي مَعَ السَّاعِي عَلَيْكُم بِسَيْفِهِ

إِذا عظمكم يَوْمًا رَأَيْت بِهِ كسرا)

فَقَالَ عبيد الله لحارثة: أجبه. فاستعفاه لمودةٍ كَانَت بَينهمَا فأكرهه على ذَلِك وَأقسم عَلَيْهِ فَقَالَ:

(تبدلت من أنسٍ إِنَّه

كذوب الْمَوَدَّة خوانها)

(أرَاهُ بَصيرًا بِعَيْب الْخَلِيل

وَشر الأخلاء عورانها)

فَأجَاب أنس:

ص: 475