المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌(الظروف) أنْشد فِيهِ: (إِلَّا علالة أَو بدا … هة سابحٍ نهد الجزاره) على - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٦

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(بَاب الْحِكَايَة بِمن ومَا وأَي)

- ‌(الْأَصْوَات)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْمركب)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الْكِنَايَات)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الظروف)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة)

الفصل: ‌ ‌(الظروف) أنْشد فِيهِ: (إِلَّا علالة أَو بدا … هة سابحٍ نهد الجزاره) على

(الظروف)

أنْشد فِيهِ:

(إِلَّا علالة أَو بدا

هة سابحٍ نهد الجزاره)

على أَنه حذف الْمُضَاف إِلَيْهِ من الأول بِدلَالَة الْمُضَاف إِلَيْهِ من الثَّانِي التَّابِع فَإِن الأَصْل: إِلَّا علالة سابح أَو بداهة سابح فَحذف سابح من الأول لدلَالَة الثَّانِي عَلَيْهِ. وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهِ مشروحاً فِي الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعِشْرين من أَوَائِل الْكتاب وَمر فِي بَاب الْإِضَافَة أَيْضا. قَالَ الْفراء فِي تَفْسِيره: وَلَا تنكرن أَن تضيف قبل وَبعد وأشباههما وَإِن لم يظْهر فقد قَالَ الشَّاعِر:

(إِلَّا بداهة أَو علا

لَة سابحٍ نهد الجزاره)

وَسمعت أَبَا ثروان العكلي يَقُول: قطع الله الْغَدَاة يَد وَرجل من قَالَه. وَإِنَّمَا يجوز هَذَا فِي الشَّيْئَيْنِ يصطحبان مثل الْيَد وَالرجل. وَمثله: عِنْدِي نصف أَو ربع دِرْهَم وجئتك قبل أَو بعد الْعَصْر. وَلَا يجوز فِي الشَّيْئَيْنِ يتباعدان مثل الدَّار والغلام فَلَا يجيزون: اشْتريت دَار أَو غُلَام زيد وَلَكِن عبد أَو أمة زيد وَعين أَو أذن زيد وَمَا أشبهه. اه.

ص: 500

والعلالة بِالضَّمِّ: بَقِيَّة جري الْفرس وَهُوَ منصوبٌ لِأَنَّهُ اسْتثِْنَاء مُنْقَطع. والبداهة بِالضَّمِّ أَيْضا: أول جري الْفرس. والسابح: الْفرس الَّذِي يدحو الأَرْض بيدَيْهِ فِي الْعَدو. والنهد: الْمُرْتَفع العالي. والجزاره: بِضَم الْجِيم: الرَّأْس وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ. يُرِيد أَن فِي عُنُقه وقوائمه طولا وارتفاعاً. وَأنْشد بعده لاهد الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد الأربعمائة

(وَنحن قتلنَا الأزد أَزْد

فَمَا شربوا بعدا على لذةٍ خمرًا)

على أَنه يجوز بقلة فِي هَذِه الظروف أَن يعوض التَّنْوِين من الْمُضَاف إِلَيْهِ فيعرب كَمَا أعرب بعدا فِي الْبَيْت على الظَّرْفِيَّة وَالْكثير الْبناء على الضَّم إِذْ الْمُخْتَار عِنْد الشَّارِح الْمُحَقق أَن الْمَبْنِيّ على الضَّم والمنون لَا فرق بَينهمَا فِي الْمَعْنى وإنهما مقطوعان عَن الْإِضَافَة. فَإِن لم يُبدل التَّنْوِين من الْمُضَاف إِلَيْهِ بني على الضَّم لما ذكره وَإِن أبدل عَنهُ كَانَ معرباً بِالنّصب على الظَّرْفِيَّة. وَقد ينون الْمَبْنِيّ على الضَّم فِي الضَّرُورَة. وَقد روى: فَمَا شربوا بعدٌ أَيْضا بِضَمَّتَيْنِ. فَالْأول مُعرب وَهَذَا مَبْنِيّ وَكِلَاهُمَا معرفَة إِذْ المضموم بنية الْإِضَافَة إِلَى معرفَة. قَالَ أَبُو حَيَّان فِي الارتشاف: وَإِذا قطعا يَعْنِي قبل وَبعد عَن الْإِضَافَة لفظا وَنوى مَا أضيف إِلَيْهِ وَكَانَ معرفَة بنيا على الضَّم.

ثمَّ قَالَ أَبُو حَيَّان: وَقد يتَوَقَّف فِي تعريفهما بِالْإِضَافَة إِلَى معرفَة لِأَنَّهُمَا متوغلان فِي الْإِبْهَام.

ص: 501

هَذَا)

مُحَصل كَلَام الشَّارِح الْمُحَقق: وَكَون التَّنْوِين الْمَنْصُوب للتعويض من الْمُضَاف إِلَيْهِ كتنوين بعض وكل هُوَ مَذْهَب الْجَمَاعَة. قَالَ ابْن مَالك فِي شرح الكافية: وَذهب بعض الْعلمَاء إِلَى أَن قبلا فِي قَوْله: وَكنت قبلا معرفةٌ بنية الْإِضَافَة إِلَّا أَنه أعرب لِأَنَّهُ جعل مَا لحقه من التَّنْوِين عوضا من اللَّفْظ بالمضاف إِلَيْهِ فعومل قبل مَعَ التَّنْوِين لكنه عوضا من الْمُضَاف إِلَيْهِ بِمَا يُعَامل بِهِ مَعَ الْمُضَاف إِلَيْهِ كَمَا فعل بِكُل حِين قطع عَن الْإِضَافَة لحقه التَّنْوِين عوضا. وَهَذَا القَوْل عِنْدِي حسن. اه. وَهَذَا خلاف الطَّرِيقَة الْمَشْهُورَة وَهُوَ مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُور قَالُوا: إِن الْمنون نكرَة كَسَائِر النكرات وَإِن التَّنْوِين فِيهَا للتمكين. قَالَ ابْن مَالك فِي الألفية:

(وأعربوا نصبا إِذا مَا نكر

قبلا وَمَا من بعده قد ذكرا)

قَالَ الشاطبي فِي شَرحه: تَخْصِيصه النصب فِي هَذِه الْأَشْيَاء إِذا قصد تنكيرها دون الْجَرّ وَالرَّفْع ظَاهر التحكم من غير دَلِيل وأمرٌ لَا يساعده عَلَيْهِ سَماع فَإِن أَكثر مَا ذكر يدْخل فِيهِ الْجَرّ وَغَيره.

تَقول أَتَيْته من فَوق وَمن

ص: 502

تحتٍ وَفِي بعض الْقرَاءَات: لله الْأَمر من قبل وَمن بعدٍ وَمن دونٍ وَمن دبرٍ وَمَا أشبه ذَلِك. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَسَأَلته يَعْنِي الْخَلِيل عَن قَوْله: وَمن دونٍ وَمن فَوق وَمن تَحت وَمن قبل وَمن بعد وَمن دبرٍ وَمن خلف فَقَالَ: أجروا هَذَا مجْرى الْأَسْمَاء المتمكنة لِأَنَّهَا تُضَاف وتستعمل غير ظرف. ثمَّ قَالَ: وَكَذَلِكَ من أَمَام وَمن قدامٍ وَمن وَرَاء وَمن قبل وَمن دبرٍ قَالَ: وَزعم الْخَلِيل أَنَّهُنَّ نكرات كَقَوْل أبي النَّجْم: يَأْتِي لَهَا من أيمنٍ وأشمل وَزعم أَنَّهُنَّ نكرات إِذا لم يضفن إِلَى معرفَة كَمَا يكون أيمنٌ وأشملٌ نكرَة. وَسَأَلنَا الْعَرَب فوجدناهم يوافقونة. اه. وَقد رفعوا قبل وَنَحْوه كَمَا فِي قَوْله الوافر:

(هتكت بِهِ بيُوت بني طريفٍ

على مَا كَانَ قبلٌ من عتاب)

انْتهى وَأوردهُ الشاطبي. وقسموا هَذِه الظروف على أَرْبَعَة أَقسَام:

ص: 503

مَا ذكر فِيهِ الْمُضَاف إِلَيْهِ نَحْو: قبل زيد وَبعده. فَهَذَا ينصب على الظَّرْفِيَّة ويجر بِمن خَاصَّة. الثَّانِي: مَا حذف مِنْهُ الْمُضَاف إِلَيْهِ ونوي ثُبُوت لَفظه فَهَذَا أَيْضا يعرب كَالْأولِ إِلَّا أَنه لَا ينون لنِيَّة الْإِضَافَة. الثَّالِث: مَا حذف مِنْهُ الْمُضَاف إِلَيْهِ ونوي مَعْنَاهُ لَا لَفظه فَهَذَا يبْنى على الضَّم. الرَّابِع: مَا حذف مِنْهُ الْمُضَاف إِلَيْهِ وَلم ينْو لَا لَفظه وَلَا مَعْنَاهُ. فَهَذَا ينون وتنوينه للتمكين وَهُوَ نكرَة. وَقد تكلم الْفراء على قبل وَبعد فِي تَفْسِيره فَلَا بَأْس بِنَقْل كَلَامه تبركاً. قَالَ: قَوْله تَعَالَى: لله الْأَمر من قبل)

وَمن بعد الْقِرَاءَة بِالرَّفْع من غير تَنْوِين لِأَنَّهُمَا فِي الْمَعْنى يُرَاد بهما الْإِضَافَة إِلَى شَيْء لَا محَالة فَلَمَّا أديا عَن معنى مَا أضيفتا إِلَيْهِ وسموهما بِالرَّفْع وهما مخفوضتان ليَكُون الرّفْع دَلِيلا على مَا سقط مِمَّا أضفتهما إِلَيْهِ. وَكَذَلِكَ مَا أشبههما كَقَوْل الشَّاعِر الوجز: إِن تأت من تَحت أجئها من عل وَمثله قَول الشَّاعِر:

ص: 504

ترفع إِذا جعلته غَايَة وَلم تذكر بعده الَّذِي أضفته إِلَيْهِ فَإِن نَوَيْت أَن تظهره أَو أظهرته قلت: لله الْأَمر من قبل وَمن بعد كَأَنَّك أظهرت المخفوض الَّذِي أسندت إِلَيْهِ قبل وَبعد.

وَسمع الْكسَائي بعض بني أسدٍ يقْرؤهَا: لله الْأَمر من قبل وَمن بعد بخفض قبل وبرفع بعد على مَا نوى. وأنشدني هُوَ الطَّوِيل:

(أكابدها حَتَّى أعرس بعد مَا

يكون سحيراً أَو بعيد فأهجعا)

أَرَادَ: بعيد السحر فأضمره وَلَو لم يرد ضمير الْإِضَافَة لرفع فَقَالَ: بعيد. وَمثله قَول الشَّاعِر الطَّوِيل:

(فو الله مَا أَدْرِي وَإِنِّي لأوجل

على أَيّنَا تعدو الْمنية أول)

رفعت أول لِأَنَّهُ غَايَة. أَلا ترى أَنَّهَا مُسندَة إِلَى شَيْء هِيَ أَوله كَمَا تعرف أَن قبل لَا يكون إِلَّا قبل شَيْء وَأَن بعد كَذَلِك. وَلَو أطلقتهما بِالْعَرَبِيَّةِ فنونت وَفِيهِمَا معنى الْإِضَافَة فخفضت فِي الْخَفْض ونونت فِي النصب وَالرَّفْع لَكَانَ صَوَابا. قد سمع ذَلِك من الْعَرَب وَجَاء فِي أشعارها فَقَالَ بَعضهم:

(فساغ لي الشَّرَاب وَكنت قبلا

أكاد أغص بِالْمَاءِ الْحَمِيم)

فنون. وَكَذَلِكَ تَقول: جئْتُك من قبلٍ فرأيتك. وَكَذَلِكَ قَوْله

ص: 505

الطَّوِيل:

فَهَذَا مخفوضٌ وَإِن شِئْت نونت. وَأما قَول الآخر:

(هتكت بِهِ بيُوت بني طريفٍ

على مَا كَانَ قبلٌ من عتاب)

فنون وَرفع فَإِن ذَلِك لضَرُورَة الشّعْر كَمَا يضْطَر إِلَيْهِ الشَّاعِر فينون فِي النداء الْمُفْرد كَقَوْلِه:

(قدمُوا إِذْ قيل قيسٌ قدمُوا

وَارْفَعُوا الْمجد بأطراف الأسل)

وأنشدني بعض بني عقيل:

(وَنحن قتلنَا الْأسد أَسد شنوءةٍ

فَمَا شربوا بعد على لَذَّة خمرًا))

وَلَو رده إِلَى النصب كَانَ وَجها كَمَا قَالَ الطَّوِيل: فساغ لي الشَّرَاب وَكنت قبلا وَكَذَا النداء لَو رد إِلَى النصب إِذا نون كَانَ وَجها كَمَا قَالَ:

(فطر خَالِدا إِن كنت تَسْتَطِيع طيرةً

وَلَا تقعن إِلَّا وقلبك حاذر)

ص: 506

وَلَا تنكرن أَن تضيف قبل وَبعد وأشباههما وَإِن لم يظْهر. إِلَى آخر مَا نَقَلْنَاهُ قبل هَذَا الْبَيْت.

انْتهى كَلَام الْفراء. وَقد لخص هَذَا الْكَلَام أَبُو إِسْحَاق الزجاجي فِي شرح خطْبَة أدب الْكتاب

وَهُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ وتاريخ كِتَابَته سنة سبع وَسبعين وثلثمائة وَقَالَ: هَذَا الَّذِي اخْتَارَهُ الْفراء من نصب المنادى الْمُفْرد فِي ضَرُورَة الشّعْر هُوَ مَذْهَب أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وَأَصْحَابه. وَالْمذهب الأول هُوَ رَفعه منوناً هُوَ مَذْهَب الْخَلِيل وسيبويه وَأَصْحَابه. وَذَلِكَ أَن أَبَا عَمْرو قَالَ: المنادى الْمُفْرد إِذا اضْطر الشَّاعِر إِلَى تنوينه فسبيله أَن ينصبه لِأَنَّهُ فِي مَوضِع نصب. وَإِنَّمَا بني على الضَّم لمضارعته الْمُضمر فَإِذا نون فقد زَالَ عَن الْبناء وسبيله أَن يرجع إِلَى أَصله. وَقَالَ الْخَلِيل: سَبيله أَن يتْرك مضموماً وينون. وَشبهه بِالِاسْمِ الَّذِي لَا ينْصَرف إِذا نون فِي ضَرُورَة الشّعْر. وَمذهب أبي عَمْرو أَقيس وَلَوْلَا كَرَاهَة الإطالة لذكرت مَا يعتل بِهِ الْفَرِيقَانِ. وَأنْشد البصريون قَول الْأَحْوَص الوافر:

(سَلام الله يَا مطرٌ عَلَيْهَا

وَلَيْسَ عَلَيْك يَا مطر السَّلَام)

فالخليل وَأَصْحَابه يَرْوُونَهُ: يَا مطرٌ بِالرَّفْع والتنوين وَأَبُو عَمْرو وَأَصْحَابه يَرْوُونَهُ: يَا مَطَرا بِالنّصب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وكل الْعَرَب ينشدون

ص: 507

الْخَفِيف:

يَا عديا لقلبك المهتاج بِالنّصب. انْتهى. وَالْبَيْت الشَّاهِد لم أر من عزاهُ إِلَى قَائِله. وَأوردهُ الزجاجي فِي شرح تِلْكَ الْخطْبَة مَعَ بيتٍ قبله وَهُوَ الطَّوِيل:

(مَا من أناسٍ بَين مصر وعالجٍ

وَأبين إِلَّا قد تركنَا لَهُم وترا)

وعالج بِكَسْر اللَّام: مَوضِع بالبادية بِهِ رمل. وَأبين بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا وَسُكُون الْمُوَحدَة بعْدهَا مثناة مَفْتُوحَة: مَوضِع فِي الْيمن قَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ: هُوَ بِكَسْر الْهمزَة اسْم رجل كَانَ فِي الزَّمن الْقَدِيم وَهُوَ الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ عدن إبين من بِلَاد الْيمن هَكَذَا ذكره سِيبَوَيْهٍ فِي الْأَبْنِيَة بِكَسْر الْهمزَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: سَأَلت أَبَا عبيد: كَيفَ تَقول ابين بِفَتْح الْهمزَة أَو بِكَسْرِهَا قَالَ:)

أقولهما جَمِيعًا. قَالَ الْهَمدَانِي: وَهُوَ ذُو أَبيت بن ذِي يقدم بن الصوأر بن عبد شمس بن وَائِل بن الْغَوْث. قَالَ الرائش الْبَسِيط:

(وَاذْكُر بِهِ سيد الأقوام ذَا بينٍ

من القدام وعمراً والفتى الثَّانِي)

أَرَادَ: ذَا إبين. وحمير تطرح مثل هَذِه الْألف فَتَقول فِي اذْهَبْ: ذهب. اه.

ص: 508

وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ: أبين بِفَتْح أَوله وَيكسر وَيُقَال: يبين. وَذكره سِيبَوَيْهٍ فِي الْأَمْثِلَة بِكَسْر الْهمزَة وَلَا يعرف أهل الْيمن غير الْفَتْح وَهُوَ مخلاف بِالْيمن مِنْهُ عدن يُقَال: إِنَّه سمي بأبين بن زُهَيْر بن أَيمن بن الهميسع بن حمير ابْن سبأ. وَقَالَ الطَّبَرِيّ: عدن وَأبين: ابْنا عدنان بن أدد.

وَأنْشد الْفراء:

(مَا من أناسٍ بَين مصر وعالج

الْبَيْتَيْنِ)

وَقَالَ عمَارَة بن الْحسن اليمني: أبين: مَوضِع فِي جبل عدن. اه. وَالْوتر بِفَتْح الْوَاو وَكسرهَا: الْجِنَايَة الَّتِي يجنيها الرجل على غَيره من قتلٍ أَو نهب أَو سبي. والأزد وَيُقَال: الْأسد بإبدال الزَّاي سيناً: أَبُو حيٍّ من الْيمن وَهُوَ أَزْد بن الْغَوْث بن نبت بن مَالك بن كهلان بن سبأ. وَهُوَ فرق: فرقة يُقَال لَهَا: أَزْد شنُوءَة وَأُخْرَى أَزْد عمان وَأُخْرَى أَزْد السراة. فَلَمَّا كَانَ الأزد يجمع قبائل شَتَّى بَين المُرَاد مِنْهُ بقوله أَزْد شنُوءَة. والشنوءة بِالْهَمْزَةِ على وزن فعولة وَمَعْنَاهُ التقزز وَهُوَ التباعد من الأدناس. تَقول: رجل فِيهِ شنُوءَة أَي: تقزز. قَالَ فِي الصِّحَاح: وَمِنْه أَزْد شنُوءَة وهم حيٌّ بِالْيمن ينْسب إِلَيْهِم شنائي. قَالَ ابْن السّكيت رُبمَا قَالُوا أَزْد شنوة بِالتَّشْدِيدِ غير مَهْمُوز وينسب إِلَيْهَا شنوي. قَالَ الرجز:

(نَحن قريشٌ وهم شنوه

بِنَا قُريْشًا ختم النبوه)

وَرَوَاهُ ابْن سَيّده فِي الْمُحكم وَتَبعهُ الْعَيْنِيّ: وَنحن قتلنَا الْأسد أَسد خُفْيَة

ص: 509

وَهَذَا تَحْرِيف قطعا وَلَا يلائمه مَا بعده. وخفية بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الْفَاء: اسْم مَوضِع كثير الْأسود. قَالَ الْعَيْنِيّ: وَأسد خُفْيَة بدل من الْأسد وَلم يبين هَل هُوَ بدل كل أَو بدل بعض بِتَقْدِير الْعَائِد أَي: مِنْهُم وَالظَّاهِر أَنه بَيَان لَهُ. وبعداً: ظرف لشربوا.

وَالْأَصْل عِنْد الشَّارِح الْمُحَقق بعد قتلنَا إيَّاهُم فَحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ وَعوض عَنهُ بِالتَّنْوِينِ. وَأنْشد بعده الوافر:

(فساغ لي الشَّرَاب وَكنت قبلا

أكاد أغص بِالْمَاءِ الْحَمِيم)

على أَن الأَصْل: قبل هَذَا فَحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ وَعوض عَنهُ بِالتَّنْوِينِ. وَعند الْجُمْهُور: التَّنْوِين)

للتمكين وَهُوَ نكرَة فَمَعْنَى كنت قبلا: كنت مُتَقَدما. وَمعنى فَمَا شربوا بعدا: مَا شربوا مُتَأَخِّرًا وَلَا يَنْوِي تقدمٌ وَلَا تَأَخّر على شَيْء معِين وَإِنَّمَا المُرَاد فِي هَذِه الْحَالة مُطلق التَّقَدُّم والتأخر من حَيْثُ هُوَ. وَأما فِي حَال الْإِضَافَة فالنية بهما التَّقَدُّم والتأخر على شَيْء بِعَيْنِه. قَالَ الدماميني.

وَالْبَيْت قد تقدم شَرحه مُسْتَوفى فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتِّينَ. وَأنْشد بعده الرجز:

خالط من سلمى خياشيم وفا على أَن الأَصْل: وفاها فَحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ. وَتقدم عَلَيْهِ الْكَلَام فِي الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ بعد الْمِائَتَيْنِ من بَاب

ص: 510