الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الخير والشر بقضاء الله وقدره]
(الخير والشر بقضاء الله وقدره) * وقالوا: إنه لا يكون في الأرض من خير ولا شر إلا ما شاء الله.
الشرح: قلت: مذهب أهل السنة والجماعة أن الخير والشر كلاهما مخلوقان مقدوران لله، وهذا ما قرره الإسماعيلي في اعتقاد أهل الحديث [ص (61: 62) ] حيث قال: (ويقولون إن الخير والشر والحلو والمر بقضاء من الله عز وجل أمضاه وقدَّره، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله، وإنهم فقراء إلى الله عز وجل لا غنى لهم عنه في كل وقت) .
وفصَّل هذه المسألة الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث [ص (78- 81) ] فقد قال: (ويشهد أهل السنة ويعتقدون أن الخير والشر والنفع والضر والحلو والمر بقضاء الله تعالى وقدره، لا مرد لهما ولا حيص ولا محيد عنهما، ولا يصيب المرء إلا ما كتبه له ربه، ولو جهد الخلق أن ينفعوا المرء بما لم يكتبه الله لم يقدروا عليه، ولو جهدوا أن يصدوه بما لم يقض الله عليه لم يقدروا على ما ورد به الخبر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقال الله عز وجل:
ومن مذهب أهل السنة وطريقتهم مع قولهم إن الخير والشر من الله وبقضائه، لا يضاف إلى الله ما يتوهم منه نقص على الانفراد، فلا يقال: يا خالق القردة والخنازير والخنافس والجعلان، وإن كان لا مخلوق إلا والرب خالقه، وفي ذلك ورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح:«تباركت وتعاليت، والخير في يديك، والشر ليس إليك» [أخرجه مسلم]، ومعناه - والله أعلم - والشر ليس مما يضاف إليك إفرادا وقصدا حتى يقال لك في المناداة: يا خالق الشر أو يا مقدر الشر، وإن كان هو الخالق والمقدر لهما جميعا، ولذلك أضاف الخضر عليه السلام إرادة العيب إلى نفسه فقال فيما أخبر الله تعالى عنه في قوله:{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} ولما ذكر الخير والبر والرحمة أضاف إرادتها إلى الله عز وجل فقال: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} ولذلك قال مخبرا عن إبراهيم عليه السلام أنه قال: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} فأضاف المرض إلى نفسه والشفاء إلى ربه، وإن كان الجميع منه جل جلاله .
الخلاصة:
الخير والشر كلاهما مخلوقان مقدَّران لله تعالى، لا يكون شيء منهما إلا بإذنه، فهو خالقهما جميعا، وهذا قول أهل السنة، غير أن الشر لا يضاف إليه على انفراد لما فيه من توهُّم النقص والعيب.
المناقشة:
س1: هل الشر مخلوق لله تعالى أم لا؟ وضِّح مذهب أهل السنة في ذلك.
س2: ما المراد بقوله عليه الصلاة والسلام: «والشر ليس إليك» ؟