الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الإرادة الكونية والشرعية]
(الإرادة الكونية والشرعية) * ويقولون: إن الله لم يأمر بالشر بل نهى عنه وأمر بالخير ولم يرض بالشر وإن كان مريدا له.
اللغة: (يأمر) هو طلب الفعل على وجه الإلزام، (نهى) : النهي عن الشيء هو طلب الكف عنه.
الشرح: الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية أن الكونية يلزم فيها وقوع المراد ولا يلزم أن يكون محبوبا لله مثل قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} فهي بمعنى المشيئة.
وأما الشرعية فيلزم أن يكون المراد فيها محبوبا لله ولا يلزم وقوعه كقول الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} وقال التيمي في الحجة [1 / 23] : (والإرادة غير المحبة والرضا، فقد يريد ما لا يحبه الله ولا يرضاه بل
يكرهه ويسخطه ويبغضه، قال بعض السلف: إن الله يقدِّر ما لا يرضاه بدليل قوله: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} ) .
والشر لا يضاف إلى الله مفردا قط، بل إما أن يدخل في عموم المخلوقات كقوله تعالى:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} وإما أن يضاف إلى السبب كقوله: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} وإما أن يحذف فاعله كقول الجن: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}