الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[إثبات المشيئة]
(إثبات المشيئة) * وأن الأشياء تكون بمشيئة الله كما قال عز وجل: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وكما قال المسلمون: ما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون.
الشرح: قلت: وهذا مذهبهم: أن كل ما هو كائن فبقضاء الله وقدره، هذا ما قرره أبو بكر الإسماعيلي في اعتقاد أئمة أهل الحديث [ص (51) ] حيث قال:(ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: ما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون، كما قال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ويقولون: لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله، ولا أن يبدل علم الله؛ فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو والقادر لا يُغلب) .
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية [ (8 / 362) ] : (أي ليست المشيئة موكولة إليكم، فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل، بل ذلك كله تابع لمشيئة الله عز وجل رب العالمين) .
وقال البغوي في تفسيره لهذه الآية [ (8 / 351) ] : (أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك
إلا بمشيئة الله، وفيه إعلام أن أحدا لا يعمل خيرا إلا بتوفيق الله ولا شرا إلا بخذلانه) .
والفرق بين الإرادة الكونية والشرعية هو أن الإرادة الكونية لا بد أن تقع ولكنها ليست بالضرورة محبوبة لله، بل قد يُراد أمر هو مكروه لله كالكفر، وأما الإرادة الشرعية فإنها متعلقة بالمحبوب لله تعالى وإن كان لم يقع، فهي أقرب لمعنى المحبة والأولى أقرب لمعنى المشيئة، فالأولى واقعة لا محالة، والثانية محبوبة من غير شك إلا أنها قد لا تقع.
الخلاصة:
يثبت أهل السنة (إرادة) كونية وهي التقدير الأزلي و (إرادة) شرعية وهي المراد من العباد شرعا، فالأولى تنفذ ولو كانت غير مرضية من الله، والثانية مرضية من الله وإن كانت غير نافذة، والعباد مسؤولون عن مقتضى الإرادة الشرعية.
المناقشة:
س1: عرِّف أقسام الإرادة الإلهية عند السلف.
س2: فرِّق بين الإرادة الشرعية والكونية.
س3: اذكر بعض الأدلة على إثبات المشيئة لله تعالى.