الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[صفة الوجه]
(صفة الوجه) * وأن له وجها كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
اللغة: (الجلال) : العظمة والكبرياء.
الشرح: صرح المؤلف هنا بإثبات صفة الوجه واستدل له كما صرح به واستدل له في كتابه الإبانة [ص (121) ] ثم قال: (فأخبر أن له سبحانه وجها لا يفنى ولا يلحقه الهلاك) .
قال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى: (فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر، مذهبنا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه، ونقر بذلك بقلوبنا من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجوه أحد من المخلوقين، وعز ربنا أن نشبهه بالمخلوقين، وجل ربنا عما قالت المعطلة) ، [التوحيد، ص10: 11] .
وهذا هو ما قرره أبو بكر الإسماعيلي [في كتابه اعتقاد أئمة أهل الحديث ص (55) ] حيث قال: (ويثبتون أن له وجها. . .) .
وكذا الصابوني [في عقيدة السلف أصحاب الحديث، ص (5- 6) ] حيث قال: (وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل
بذكرها القرآن ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع. . والوجه) ، فقد أثبت الله لذاته المقدسة صفة الوجه في أربع عشرة آية من آي الذكر الحكيم، واستدل المؤلف بآية واحدة من تلك الآيات، وهي قوله تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} وقوله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}
وأثبت له الرسول صلى الله عليه وسلم صفة الوجه في أحاديث معروفة مشهورة منها حديث أبي موسى الأشعري مرفوعا وفيه: «إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور» ، وفي رواية:«لو كشفه لأحرقت سَبَحَات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» (1) .
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ بوجه الله، فقد روى البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد باب (كل شيء هالك إلا وجهه) عن جابر رضي الله عنه قال: «لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}
(1) مسلم (1 / 261: 162) ح179 في الإيمان، باب في قوله عليه السلام:" إن الله لا ينام " من حديث أبي عبيدة عن أبي موسى مرفوعا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أعوذ بوجهك " فقال: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أعوذ بوجهك "، قال:{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هذا أيسر» (1) .
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك» (2) .
ومن المعلوم أنه لا يستعاذ إلا بالله وصفاته، والاستعاذة لا تكون بالمخلوق أبدا.
وقد خالفت الأشعرية إمامهم في تعطيلهم لهذه الصفة وتحريف نصوصها بأنواع من التأويلات.
الخلاصة:
صفة الوجه صفة ثابتة لله تعالى على الكيفية اللائقة به،
(1) البخاري (13 / 400) ح 7406 في التوحيد، باب قول الله عز وجل:(كل شيء هالك إلا وجهه) من حديث عمر وعن جابر مرفوعا.
(2)
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1 / 185) والنسائي في سننه (3 / 4: 55) في الصلاة، باب الدعاء بعد الذكر.
والحاكم (1 / 524) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافق الذهبي من حديث عطاء عن أبيه عن عمار مرفوعا، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (1 / 279) ح1301.
ويرى أهل السنة أنها صفة حقيقية فلا يخرجونها عن ظاهرها بتأويل.
المناقشة:
س1: بيِّن قول أهل السنة والجماعة في صفة الوجه.
س2: اذكر دليلا يبين أن صفات الله تعالى غير مخلوقة.
س3: ما موقف الأشاعرة من النصوص الدالة على إثبات صفة الوجه؟