الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أركان الإسلام]
(أركان الإسلام) * والإسلام هو أن يُشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله على ما جاء في الحديث.
اللغة: (الإسلام) : في اللغة هو الاستسلام والإذعان والانقياد.
الشرح: تضمنت هذه الكلمة العظيمة نفيا وإثباتا؛ فنفت الإلهية عن كل ما سوى الله بقولك (لا إله) ، وأثبتت الإلهية لله وحده بقولك (إلا الله) ، ولا ريب أن الشهادة لا تكون شهادة إلا إذا كانت عن علم ويقين وصدق، وأما مع الجهل بمعناها والشك فلا تعتبر ولا تنفع، فيكون الشاهد والحالة هذه كاذبا لجهله بمعنى الذي شهد به، فكم ضل بسبب ذلك من ضل وهم الأكثرون، فقلبوا حقيقة المعنى فأثبتوا الإلهية المنفية لمن نُفيت عنه من المخلوقين أرباب القبور والمشاهد والطواغيت والأشجار والأحجار والجن وغير ذلك، واتخذوا ذلك دينا، وشبهوا وزخرفوا واتخذوا التوحيد بدعة وأنكروه على من دعاهم إليه، فلجهلهم معنى الإله قلبوا حقيقة المعنى إلى معنى توحيد الربوبية وهو القدرة على الاختراع، فأثبتوا ما نفته
(لا إله إلا الله) من الشرك، وأنكروا ما أثبتته من إخلاص العبادة لله جهلا منهم، والله المستعان. [انظر: قرة عيون الموحدين ص (14- 15) ] .
وأما معنى: أشهد أن محمدا عبده ورسوله، أي أشهد بصدق ويقين، وذلك يقتضي اتباعه وتعظيم أمره ونهيه ولزوم سَمْته صلى الله عليه وسلم، وأن لا تعارض قوله بقول أحد لأن غيره يجوز عليه الخطأ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد عصمه الله تعالى وأمرنا بطاعته والتأسي به وتوعدنا على ترك طاعته بقوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وللأسف فقد وقع في التفريط في المتابعة وتركها أقوام، وقدموا أقوال من يجوز عليهم الخطأ على قوله صلى الله عليه وسلم، والله المستعان. [انظر: قرة عيون الموحدين، ص (15- 16) ] .
ومن مقتضى شهادتنا بأنه رسول الله أن لا نقدم على قوله قول أحد كائنا من كان، وهو أحد نوعي التوحيد فإن التوحيد نوعان: توحيد المُرْسِل وهو الله وتوحيد متابعة الرسول.
قال ابن أبي العز: (فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما، توحيد المرسِل، وتوحيد متابعة الرسول،
فلا يحاكم إلى غيره، ولا يرضى بحكم غيره، ولا يوقف تنفيذ أمره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته. . .) [شرح العقيدة الطحاوية ص (160) ] .
وقوله: (على ما جاء في الحديث) : يشير إلى حديث جبريل، فقد سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» (1) .
الخلاصة:
يعرِّف أهل السنة الإسلام على ما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله» . . . الحديث.
المناقشة:
س1: عرِّف الإسلام عند أهل السنة.
س 2: اذكر نوعي التوحيد اللذين لا يتم إلا بهما.
س 3: كيف تحقق توحيد المرسل؟
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان والإسلام (1 / 36، 37) من طريق يحيى بن معمر عن عمر بن الخطاب.