الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الحوض]
(الحوض) * وأن الحوض حق
الشرح: يؤمن أهل السنة بالحوض المورود الذي أعده الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم.
وهذا ما قرره الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في اعتقاد أئمة أهل الحديث [ص (68) ] فقد قال: (والحوض حق)، وكذا شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل الصابوني في كتابه عقيدة السلف أصحاب الحديث [ص (65) ] فقد قال:(ويؤمنون بالحوض والكوثر. .)، وقد قال الله تعالى:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وقد تضافرت الأدلة من السنة على إثبات الحوض، فقد بوَّب البخاري في صحيحه بابا (في الحوض) ، وكذا مسلم عقد بابا (في إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن جملة تلك الأحاديث حديث أنس بن مالك مرفوعا: «إن قدْر حوضي كما بين أيلة وصنعاء اليمن وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء» (1)
(1) البخاري (11 / 472) ح 6580 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم (4 / 1800) ح 2303 في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، كلاهما من حديث ابن شهاب عن أنس مرفوعا.
وحديث جندب مرفوعا: «أنا فَرَطُكم على الحوض» (1) والأحاديث في ذلك كثيرة بلغت حد التواتر، صرح بذلك بعض أهل العلم كالقرطبي في المفهم كما في فتح الباري [ (11 / 467) ] ، وابن كثير في النهاية [ (2 / 3) ] ، والقاضي عياض كما في شرح مسلم [ (15 / 53) ] ، وابن أبي عاصم كما في السنة [ (2 / 360) ] وغيرهم.
فأهل السنة اتفقت كلمتهم قاطبة على إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حوض عظيم ومورد كريم طوله مسيرة شهر كعرضه، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك، وآنيته عدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار عن النبي المختار، وأنكرته طائفة من المبتدعة.
الخلاصة:
يؤمن أهل السنة بحوض النبي صلى الله عليه وسلم على صفته الواردة في الآثار.
(1) البخاري (11 / 473) ح 6589 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم (4 / 1792) ح 2289 في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، كلاهما من حديث عبد الملك بن عمير عن جندب مرفوعا.
المناقشة:
س1: ما موقف أهل السنة من مسألة حوض النبي صلى الله عليه وسلم؟
س 2: اذكر بعضا من صفات هذا الحوض كما وردت بها الآثار.
س 3: من هو فرط المسلمين على الحوض؟
(الصراط) * والصراط حق.
اللغة: (الصراط) : الطريق، والمراد هنا جسر على متن جهنم.
الشرح: أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات الصراط، وهو جسر - بفتح الجيم وكسرها - ممدود على جهنم ليعبر المسلمون عليه إلى الجنة، وهو أحدّ من السيف وأدقّ من الشعر، ولا يعبره إلا المؤمنون، فيمضون عليه على قدر نورهم، منهم من يمر كانقضاض الكواكب، ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يرمل رملا، وهو ثابت بالكتاب والسنة.
وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} فسَّرها عبد الله بن مسعود وقتادة وزيد بن أسلم (بالمرور على الصراط)، قال ابن أبي العز:(والأظهر أنه المرور على الصراط، وفسرها جماعة منهم ابن عباس بالدخول في النار لكن ينجون منها) . [انظر: تفسير البغوي (5 / 246) ] .
وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه باب (الصراط جسر جهنم) ذكر فيه حديث أبي هريرة الطويل وفيه: «ويُضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأكون أول من يُجيز، ودعاء الرسول يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان» (1) الحديث، وأنكره بعض المعتزلة. [ينظر: شرح الأصول الخمسة (737، 378) ، والإرشاد للجويني ص 370، 380) ] .
الخلاصة:
يؤمن أهل السنة بأن الصراط حق، كما ورد في الكتاب والسنة، وعليه الإجماع.
المناقشة:
س1: ما المراد بالصراط؟ وما صفته؟
س 2: ما مذهب أهل السنة في شأن الصراط؟
س 3: اذكر بعض المخالفين في هذا الباب.
(1) البخاري (11 / 453) ح 6573 في الرقاق، باب الصراط جسر جهنم، من حديث عطاء عن أبي هريرة مرفوعا.