الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْن عبد الرَّحْمَن يَقُول: سَمِعت عبد الله بن عَمْرو يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يَقُول: " إِن من أكبر الذُّنُوب أَن يسب الرجل وَالِديهِ فِي الْإِسْلَام. قيل: يَا رَسُول الله، وَكَيف يسب وَالِديهِ؟ قَالَ: يسب أَبَا الرجل فيسب أَبَاهُ، ويسب أمه فيسب أمه ".
بَاب مَا يحذر من دُعَاء الْوَالِدين
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا يزِيد بن هَارُون، أَنا جرير بن حَازِم، ثَنَا مُحَمَّد بن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ: " لم يتَكَلَّم فِي المهد إِلَّا ثَلَاثَة: عِيسَى ابْن مَرْيَم، وَصَاحب جريج، وَكَانَ جريج رجلا صَالحا، فَاتخذ صومعة فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أمه وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَت: يَا جريج. فَقَالَ: يَا رب، أُمِّي وصلاتي. فَأقبل على صلَاته، فَانْصَرَفت، فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَت: يَا جريج. فَقَالَ: يَا رب، أُمِّي وصلاتي. فَأقبل على صلَاته؛ فَانْصَرَفت فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَت: يَا جريج. فَقَالَ: أَي رب، أُمِّي وصلاتي. فَأقبل على صلَاته، فَقَالَت: اللَّهُمَّ لَا تمته حَتَّى ينظر إِلَى وُجُوه المومسات. فَتَذَاكَرَ بَنو إِسْرَائِيل جريجاً وعبادته، وَكَانَت امْرَأَة بغي يتَمَثَّل بحسنها، فَقَالَت: إِن شِئْتُم لأفتننه لكم، قَالَ: فتعرضت لَهُ، فَلم يلْتَفت إِلَيْهَا، فَأَتَت رَاعيا كَانَ يأوي إِلَى صومعته، فأمكنته من نَفسهَا، فَوَقع عَلَيْهَا؛ فَحملت، فَلَمَّا ولدت قَالَت: هُوَ من جريج. فَأتوهُ فاستنزلوه وهدموا صومعته وَجعلُوا يضربونه. فَقَالَ: مَا شَأْنكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْت بِهَذِهِ الْبَغي، فَولدت مِنْك. قَالَ: أَيْن الصَّبِي؟ فَجَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: دَعونِي حَتَّى أُصَلِّي. فصلى فَلَمَّا انْصَرف أَتَى الصَّبِي فطعن فِي بَطْنه وَقَالَ: يَا غُلَام، من أَبوك؟ قَالَ: فلَان الرَّاعِي. قَالَ: فَأَقْبَلُوا على جريج يقبلونه ويتمسحون بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَك صومعتك من ذهب. قَالَ: لَا، أعيدوها من طين كَمَا كَانَت. فَفَعَلُوا، وبينما صبي يرضع أمه فَمر رجل رَاكب على دَابَّة فارهة وشارة حَسَنَة، فَقَالَت أمه: اللَّهُمَّ اجْعَل ابْني مثل هَذَا. فَترك الثدي وَأَقْبل إِلَيْهِ، فَنظر إِلَيْهِ فَقَالَ:
اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله. ثمَّ أقبل على ثديه فَجعل يرتضع. قَالَ: وَكَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وَهُوَ يَحْكِي ارتضاعه بإصبعه السبابَة فِي فَمه، فَجعل يمصها، قَالَ: ومروا بِجَارِيَة وهم يضربونها وَيَقُولُونَ: زَنَيْت، سرقت. وَهِي تَقول: حسبي الله وَنعم الْوَكِيل. فَقَالَت أمه: اللَّهُمَّ لَا تجْعَل ابْني مثلهَا، فَترك الرَّضَاع وَنظر إِلَيْهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. فهناك تراجعا الحَدِيث، فَقَالَت: حلقى، مر رجل حسن الْهَيْئَة، فَقلت: اللَّهُمَّ اجْعَل ابنى مثله، فَقلت: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، ومروا بِهَذِهِ الْأمة وهم يضربونها وَيَقُولُونَ: زَنَيْت سرقت، فَقلت: اللَّهُمَّ لَا تجْعَل ابْني مثل هَذِه، فَقلت: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. فَقَالَ: إِن ذَلِك الرجل كَانَ جباراً، فَقلت: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، وَإِن هَذِه يَقُولُونَ لَهَا: زَنَيْت وَلم تزن، وسرقت وَلم تسرق، فَقلت: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا ".
قَالَ مُسلم: وثنا شَيبَان بن فروخ، ثَنَا سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة، ثَنَا حميد بن هِلَال، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: " كَانَ جريج يتعبد فِي صومعته فَجَاءَت أمه - قَالَ حميد: فَوضع أَبُو رَافع صفة أبي هُرَيْرَة لصفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - أمه حِين دعت كَيفَ جعلت كفها فَوق حاجبها، ثمَّ رفعت رَأسهَا إِلَيْهِ تَدعُوهُ - فَقَالَت: يَا جريج، أَنا أمك كلمني. فصادفته يُصَلِّي، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، أُمِّي وصلاتي. قَالَ: فَاخْتَارَ صلَاته، فَرَجَعت ثمَّ عَادَتْ فِي الثَّانِيَة فَقَالَت: يَا جريج، أَنا أمك فكلمني. قَالَ: اللَّهُمَّ، أُمِّي وصلاتي. فَاخْتَارَ صلَاته، فَقَالَت: اللَّهُمَّ إِن هَذَا جريج وَهُوَ ابنى وَإِنِّي كَلمته وَأبي أَن يكلمني، اللَّهُمَّ لَا تمته حَتَّى تريه المومسات. قَالَ: وَلَو دعت عَلَيْهِ أَن يفتن لفتن، قَالَ: وَكَانَ راعي ضَأْن يأوي إِلَى ديره، قَالَ: فَخرجت امْرَأَة من الْقرْيَة، فَوَقع عَلَيْهَا الرَّاعِي، فَحملت فَولدت غُلَاما، فَقيل لَهَا: مَا هَذَا. قَالَت: من صَاحب هَذَا الدَّيْر. قَالَ: فَجَاءُوا بفئوسهم ومساحيهم، فَنَادَوْهُ فصادفوه يُصَلِّي، فَلم يكلمهم، قَالَ: فَأخذُوا يهدمون ديره، فَلَمَّا رأى ذَلِك نزل إِلَيْهِم فَقَالُوا لَهُ: سل هَذِه. قَالَ: فَتَبَسَّمَ ثمَّ مسح رَأس الصَّبِي، قَالَ: من