الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إتهام المالكي للشيخ أنه يُكَفِّر
بالغلو في الصالحين
وإليك أيها القارئ كلام المالكي. قال:
أولاً: أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه كشف الشبهات:
1 -
يقول في ص5: (فأولهم نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً
…
).
أقول: هذا الكلام فيه نظر فإن الله أرسل نوحاً إلى قومه ليدعوهم لعبادة الله وترك الشرك فقد كانوا يعبدون الأصنام وليس فعلهم مجرد (غلو في الصالحين) فٍإن هذه اللفظة تحتمل الخطأ والبدعة عند إطلاقها فتقبيل اليد قد يعتبر من الغلو والتبرك بالصالحين قد يعتبر غلواً
…
وهذا أخف من الشرك الأكبر المخرج من الملة. ص2 (نقض المالكي).
والجواب: قد ظهر فيما تقدم معنى قوله: (أولاً) ولم يأت لها (ثانياً) في نسخته المشئومة فعُلم أن تطاوله على كتاب (كشف الشبهات) ابتداء وأن عنده من مفترياته أُخيّات، ولا يُنتظر من مثل هذا الأرعن إلا عقارب وحيّات لكنه يجني على نفسه باسْتزادته من السيئات.
وكلام الشيخ رحمه الله واضح وليس فيه مطعن لأحد إلا مطعناً واحداً هو من باب:
حسدوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصومُ
كضرائر الحسناء قُلْن لِوَجهها حسداً وبغياً: إنه لَدَميم
فيقال لهذا الضال: الشيخ رحمه الله بدأ كتابه بقوله: (إعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه بالعبادة. وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله به إلى عباده) ثم ذكر رحمه الله العبارة التي اقْتطع المالكي.
فالشيخ في بَدْء كلامه ذكر التوحيد وفَسَّره بأنه إفراد الله سبحانه بالعبادة ثم ذكر أن هذا الإفراد لله بالعبادة هو دين الرسل، ثم بدأ بنوح عليه السلام لأنه أول الرسل بعد طُروء الشرك في بني آدم.
ثم قال: (لما غَلَوْا في الصالحين) وذكرهم، أراد رحمه الله أن الذي أوْصلهم إلى الشرك الأكبر هو الغلو في الصالحين ولم يُرد الشيخ أن دينهم فقط هو الغلو.
ولذلك قال رحمه الله بعد الكلام السابق:
(وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسّر صور هؤلاء الصالحين) والنبي صلى الله عليه وسلم كسرها لأنها تُعبد من دون الله فانتظم الكلام أوله وآخره وأنه في الشرك الذي سببه الغلو في الصالحين كما حصل لقوم نوح الذين يعرف كل أحد أنهم مشركون وأن شركهم
ليس بمجرد الغلو وإنما الغلو أوْصلهم إلى الشرك.
يوضح مراد الشيخ وأنه الشرك قوله في كتابه (التوحيد): (باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين) فانظر كيف أن الشيخ أراد شرك قوم نوح الذي كان طريقه الغلو في الصالحين. ولذلك جعله سبب الكفر ولم يجعله لوحده كفراً. وهذا واضح.
ولذلك ذكر الشيخ في هذا الباب قصة قوم نوح التي في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا}
قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم ففصلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلم عُبدت. إنتهى.
فهذه القصة لقوم نوح ساقها رحمه الله مبيّناً أن سبب كفرهم هو الغلو في الصالحين.
ويزيد الأمر وضوحاً قول الشيخ في مسائل هذا الباب: (الثانية: معرفة أول شرك حدث على وجه الأرض أنه بشبهة الصالحين) فانظر تصريحه بشركهم وأن شبهة الصالحين هي أوصلتهم إليه.
ويوضحه قوله في مسائل الباب نفسه:
(العاشرة: معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول إليه) فانظر قوله: النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول إليه. فهو يفرق بين الغلو وبين ما يؤول إليه وهو الشرك.
ويوضحه الباب الذي بعد الذي بعده قال رحمه الله: (باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تعبد من دون الله) فانظر قوله: الغلو ثم قوله: يصيّرها وأن المراد أن الغلو طريق الشرك.
فالغلو الذي أراده الشيخ في (كشف الشبهات) هو الشرك لأنه قرنه بقوم نوح ومعبوديهم.