الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إحالة المالكي لعقائد المسلمين
إلى أمور سياسية
أقول: وهذا أيضاً غير صحيح فالحرب بين الأيوبيين والفاطميين حرب سياسية بحتة لا دخل للدين بها.
وكانت البدع يومها في كل مكان في دولة بني العباس في العراق وفي مصر والشام و .. الخ كان الوضع كالوضع في عهد الشيخ محمد تماماً.
وجاء صلاح الدين مددا للفاطميين من الأيوبيين ثم استولى.
الجواب: المالكي يحيل اختلافات الأمة المتقدمة إلى أمور سياسية، وقصة بني عبيد القداح مشهورة في كتب أهل السنة وكفْرهم أشهر من أن يُذكر وفتاوى علماء المسلمين في تكفيرهم مثبتة في دواوين أهل السنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بني عبيد القداح: وهؤلاء القوم يشهد عليهم علماء الأمة وأئمتها وجماهيرها أنهم كانوا منافقين زنادقة يُظهرون الإسلام ويبطنون الكفر. (1)
وليس المراد في هذا الكتاب تتبّع كل ما يهذي به هذا الأرعن وإنما المراد كلامه على الشيخ محمد ودعوته.
(1) الفتاوى 35/ 128.
وانظر بتره كلام الشيخ هنا ليحصل له اللبس فقد قال الشيخ بعد لفظة (بني العباس): (كلهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويَدَّعون الإسلام ويصلون الجمعة والجماعة)، وقد تقدم تشكيكه بدعوة الشيخ محمد أنها سياسية، فالمالكي وأضرابه يحيلون ما يُميّز عقيدة أهل السنة عن غيرهم من الفِرق إلى خلافات وصِراعات سياسية.
كما زعم النقيدان صاحب المالكي أن فرق الخوارج والمعتزلة والمرجئة والأشاعرة والجهمية يقول: كانت تمثّل لي لغزاً مُحَيّراً فإذا هي نتاج صراع سياسي، فكل فريق سياسي يحتاج إلى سند فكري يحشد الأنصار ويُبرّر المواقف وينتصر فريق ويُهزم آخر فتتطور الآراء لتبرير ذلك وتنشأ آراء أخرى لتعزيز مواقف أخرى. وهكذا.
وهنا سوف أنقل ما كتبته في (إلجام الأقلام عن التعرض للأئمة الأعلام) ردّاً على النقيدان وهو من طائفة المالكي والأرواح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) والكلام هو:
تأمل كيف أتى النقيدان بما لم تستطعه الأوائل، فعقائد الخوارج والمعتزلة والمرجئة والأشاعرة كلها نتاج صراع سياسي، وكذلك الجهمية كما سيأتي.
إذاً على من يُقلّد النقيدان أن يُعرض عن كتب السلف التي فيها بيان عقائد هذه الفِرق وموقف أهل السنة منها ويتلقى ذلك من
مشكاة النقيدان الذي اعترض على السلف وازدراهم وعَزَى هذه العقائد إلى الصراع السياسي لا إلى الدين.
وقد كان في عافية لولا أن الله لا يُخلي الكاذب من إظهار كذبه والصادق من إظهار صدقه.
ترى من هو مبخوس الحظ سيء الإختيار الذي يُهْدر اعتقاد الأئمة وعلماء الأمة الذين كتبهم مملوءة من بيان شأن هذه الفِرق الضالة وعقائدها الفاسدة ويأخذ بجهالات وضلالات هذا المتمعلم؟.
قال سليمان بن سحمان رحمه الله:
فمن كان في حزب الضلال ونصْرهِ
…
ستنجاب بالتحقيق عنا قساطله
ومن نصر الإسلام كان مؤيَّدًا
…
ومَن خذل الإسلام فالله خاذله (1)
(1) القسطل: الغبار.