الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
براءة الشيخ من تكفير المسلمين وقتالهم
ورحم الله سليمان بن سحمان حيث قال في رَدّه على سلف هذا الضال:
فما قتل الشيخ الإمام محمد
…
لملتزم الإسلام ممن على العهد
ولكنما تكفيره وقتاله
…
لِعبّاد أوثان طغاة ذوي جحد
فقاتل من قدْ دان بالكفر واعتدى
…
وكفّ أكفّ المسلمين ذوي الرشد
عن المسلمين الطائعين لربهم
…
ولم يشركوا بالواحد الصمد الفرد
وهَبْ أن هذا قول كل منافق
…
يصدّ عن التوحيد بالجدّ والجهد
فما كل قولٍ بالقبول مُقابَلٌ
…
فحقق إذا رُمْتَ النجاة لما تبدي
فلا تُلْق للفسّاق سمعك واتّئدْ
…
ففيه وعيدٌ ليس يخفى لذي النقد
وقد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته إلى أحمد التويجري بعد كلام سبق:
بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نُكَفِّر من أشرك بالله في إلهيته بعدما تبين له الحجة على بطلان الشرك، وكذلك نُكفّر من حَسَّنه للناس أو أقام الشّبَه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه دون هذه المشاهد التي يُشرَك بالله
عندها وقاتل من أنكرها وسعى في إزالتها.
وقال رحمه الله في رسالته إلى السّويدي البغدادي:
وما ذكرتَ أني أُكَفِّر جميع الناس إلا من اتبعني وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة فيا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل، وهل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون؟ إلى أن قال:
وأما التكفير فأنا أكفّر من عرف دين الرسل ثم بعد ما عرفه سَبّه ونهى الناس عنه وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفّره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك، إنتهى. (1)
وقد افترى هذا الضال على الشيخ محمد في تكفير المسلمين كما زعم وقتالهم ولأنه لا يعرف التوحيد فلذلك لم يعرف الشرك الموجب للقتال، والشيخ لم يأت بجديد.
قال ابن تيمية رحمه الله: كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها باتفاق أئمة المسلمين وإن تكلمت بالشهادتين. انتهى. (2)
فهذا اتفاق الأئمة. والتوحيد الذي يقاتل على تركه الشيخ محمد أعظم شرائع الإسلام الظاهرة.
وذكر ابن تيمية التتار وقتالهم والخوراج وقتال علي رضي الله عنه لهم وذكر مانعي الزكاة وقتال الصحابة لهم، وأبلغ من هذا
(1) تنبيه ذوي الألباب السليمة ص121.
(2)
الفتاوى 28/ 510.
أهل الطائف ذكر رحمه الله أن قوله تعالى نزلت فيهم: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} قال: وهذه الآية نزلت في أهل الطائف لما دخلوا في الإسلام والتزموا الصلاة والصيام لكن امتنعوا من ترك الربا فبيّن الله أنهم محاربون له ولرسوله إذا لم ينتهوا من الربا، ثم قال: فإذا كان هؤلاء محاربين لله ورسوله يجب جهادهم فكيف بمن يترك كثيراً من شرائع الإسلام، انتهى. (1)
وإذا كان هذا في الربا فكيف بالشرك الذي يقاتل عليه الشيخ محمد؟ لا شك أنه أعظم.
(1) الفتاوى 28/ 541.