الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زعم المالكي أن أتباع الشيخ أضل من الخوراج
في التكفير لأجل فتاوى الشيخ
بل إن الخوارج أنفسهم في الأزمنة المتأخرة لا أظن أنهم كفروا العوام أو استحلوا دماءهم كما فعل أتباع الشيخ ـ بفتاوى منه ـ في العلماء والعوام. فسامحه الله وغفر له فقد زرع خيرا كثيرا وشرا مستطيرا، فأما الخير فقضاؤه على كثير من البدع والخرافات لكنه بالغ حتى وصل للغلو المذموم فخلط عملاً صالحا وآخر سيئاً ونرجو له المغفرة.
الجواب: الضال يترك شرح الشيخ واستدلاله وبيانه للشرك والتوحيد ويبتر العبارات ويأتي بهذيانه.
والشيخ هنا ذكر الشفاعة وأنها لا تكون إلا بعد إذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له، وهذا المبطل يقول: هذا تكفير ضمني لكل من يرى التوسل بالصالحين وهم جمهرة علماء المسلمين وعامتهم، أنظر كيف يفتري، فالكلام هنا على الشفاعة صرفه الخبيث إلى التوسل بالصالحين، وقد تقدم ذكر التوسل.
ثم إن هذا التهكم لا يصدر إلا من عدو لهذه الدعوة وأهلها، وعباراته تشبه عبارات إخوانه الذين سبقوه لإرضاء إبليس من أعداء الشيخ.
أما ما نقله هذا الدابة الخبيثة عن أخيه الذي قال: سيأتي نبينا صلى الله عليه وسلم وليس معه إلا نفر من أهل العيينه، فلْيعلم المالكي الضال أن أهل هذه الدعوة وشيخهم يزدادون ولله الحمد إيماناً وبصيرة بما هم عليه إذا سمعوا أو علموا سخرية أعداء التوحيد وقد قال تعالى:{إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون. وإذا مروا بهم يتغامزون} ومعلوم أن لكل قوم وارث.
أما زعمه أن الشيخ حرّم الشفاعة على غير أتباعه، الذين سماهم الموحدين.
فأولاً الشيخ ليس له التحريم والتحليل فهذا لصاحب الشرع، وقد حرّم الله ورسوله الشرك ومنه اتخاذ الشفعاء من دون الله، وقد قال تعالى:{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} وقال تعالى: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} وهو سبحانه لا يرضى باتخاذ الوسائط لطلب الشفاعة.
والشيخ وأهل دعوته يدعون إلى دين الإسلام الذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولو ذُكر لهم في مشرق الأرض أو مغربها من هو على دين الإسلام لم يُغيّر ولم يُبدل لأحبوه وَوَالَوْه وعلموا أنه على الحق والصراط المستقيم.
أما حَصْرهم بالعييْنة والدرعية فهذا ممن هان عليه الافتراء.
أما إنك يا باهت لم تنتبه لِلَوازم كلام الشيخ فلو انتبهت
حقيقة لرأيت الحق الأبلج بكلامه وبلوازم كلامه لأن الحق لازمه الحق ولله الحمد وهو قائم به.
ويكفيك شراً خيانتك في بتر كلامه المبيّن لمراده وإنما الذي سوف يُمَحّص إن شاء الله ويظهر انحرافك ولَوَازمه حيث ظهرت موالاتك للمشركين ودفاعك عنهم وتصحيح الشرك وعداوة أهل التوحيد وهذا لا يصدر إلا ممن هو منهم.
قال سليمان بن سحمان رحمه الله في مثل هذا الضال: فصار من هؤلاء المشركين من يُكفّر أهل التوحيد بمحض الإخلاص والتجريد وإنكارهم على أهل الشرك والتنديد، فلهذا قالوا: أنتم خوارج، أنتم مبتدعة. كما أشار العلامة ابن القيم إلى مثل الحال بقوله:
مَن لي بِشِبْهِ خوارج قد كفّروا
…
بالذنب تأويلاً بلا إحسان
ولهم نصوص قصّروا في فهمها
…
فأُتوا من التقصير في العرفان
وخصومنا قد كفّرونا بالذي
…
هو غاية التوحيد والإيمان
ثم قال ابن سحمان رحمه الله: وهذا الرجل قد أخذ طريقة من يُكَفِّر بتجريد التوحيد، فإذا قلنا: لا يُعبد إلا الله ولا يُدعى إلا هو ولا يُرجى سواه ولا يتوكل إلا عليه، ونحو ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله وأن من توجّه بها لغير الله فهو كافر مشرك قال: ابتدعتم وكفّر تم أمة محمد، أنتم خوارج، أنتم مبتدعة.
ثم ذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية فيمن أشرك بالله، قال:
من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم كفر إجماعاً. إنتهى. (1)
إما قوله عن ابن تيمية: (مع إيغاله في التكفير)، فهذا أيضاً انتقاد منه لابن تيمية مع أنه دائماً يذكر إقامة الحجة ويستثني في التكفير الأمور الخفية حتى تقوم الحجة وكأن هذا الضال لا يريد أن يُكَفَّر أحداً ولا من كفَّرهم الله ورسوله، ويقول:(فهذه عقيدة فيها غلو ظاهر).
مع أن المعلوم من الشيخ محمد رحمه الله الدعوة والبيان وإقامة الحجة وهذه مؤلفاته ورسائله شاهدة بذلك، أما أن يُخطئ غيره فيُحمَّل هو الخطأ فمعلوم أن هذا ظلم.
(1) الدرر السنية 3/ 276.