الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
موضوعات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى
في مجال العبادات
وفيه مطلبان:
المطلب الأول
العبادة وحاجة العباد إليها
يجب أن تعلم العاملة المنزلية بعض الأمور المتعلقة بالعبادة، أثناء الشروع في تعليمها إياها، ومن ذلك معنى العبادة، وشروطها، وأسسها، وأنواعها، وحاجة العباد إليه؛ حتى تكون على بينة في ما تفعله (1).
وينبغي تنبيه العاملة المنزلية لفضائل الذكر والدعاء وقراءة القرآن، وحثها على الذكر خاصة أنه من أسهل العبادات وأكثرها أجراً، فيمنها قوله وقت أدائها لعملها بكل يسر وسهولة، والمجال هنا مفتوح لربة البيت بدعوة الحال قبل المقال، فيجب عليها أن تكثر من ذكر الله عند دخولها على العاملة المنزلية وتستشعر أن في ذلك أجراً لها أولاً، وتذكيراً وإعانة للعاملة المنزلية على ذكر الله، وبعد ذلك يشرح للعاملة المنزلية بعض الأحاديث الواردة في فضل الذكر وعظم أجره، مثل حديث أبي ذر رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال:«أوليس قد جعل لله لكم ما تصدقون به؟ إن بكل تسبيحه صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميده صدقة، وكل تهليله صدقة، وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة .. » (2)، والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً.
(1) للاستزادة ينظر أصل رسالة الماجستير.
(2)
صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على نوع من المعروف، 406 - 407، رقم 2329.
3: عبادات فعلية: مثل الصلاة، وسيرد إن شاء الله، الحديث عنها عند شرح أركان الإسلام.
4: عبادات مالية: مثل الزكاة، وسيرد أيضاً الحديث عنها عند شرح الأركان.
ومن العلماء من قسم العبادات على اعتبار أن العبادة إما قوليه وإما غير قوليه، وإما تركية مثل الصوم، أو فعلية وهذه إما بدنية مثل الصلاة، أو مالية مثل الزكاة، أو مركبة منهما مثل الحج (1)
وكل نوع من أنواع العبادات منه الواجب، ومنه المستحب.
حاجة العباد إلى العبادة:
حاجة العباد إلى ربهم ي تأليههم له وعبادتهم إياه، كحاجتهم إليه في خلقه، ورزقه إياهم، ومعفاة أجسادهم، بل حاجتهم إلى تأليهه، وعبادته أعظم؛ لأن ذلك هو الغاية التي خلقوا من أجلها، قال تعالى:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (2)، فلا صلاح لهم ولا استقرار ولا سعادة بدون العبادة (3).
فيجب على الداعية أن يوضح للعاملة المنزلية أن العبادة ليس الهدف منها المشقة والكلفة كهدف أول، وإن وقع ذلك ضمناً وتبعاً، في بعضها، لأسباب اقتضته لابد منها، قال تعلى:{ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج} (4)، وإنما الهدف قرة العيون ولذة القلوب، ونعيم الأرواح وسرورها، فلا فرح ولا نعيم إلا
(1) انظر عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، العيني، 1/ 120 - 121.
(2)
سورة الذاريات الآية: 56.
(3)
انظر مجموع فتاوى ابن تيمية، 1/ 4 - 6، انظر إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، الإمام بن القيم، تحقيق وتصحيح: محمد الفقي، ط، د، دار المعرفة، بيروت بدون سنة طبع، 1/ 30 - 33.
(4)
سورة المائدة من الآية 6.