‌ثانيا آراء عينة الدراسة في آثار وجود العاملات المنزليات المسلمات: - دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

عينة الدراسة يعطين عاملاتهن وقتاً كافياً للراحة والنوم مما يساهم في قبولهن للنصح والتوجيه؛ لكن ينبغي عدم إغفال الشرائح الأخرى فالبعض من ربات البيوت عينة الدراسة تعمل عاملاتهن 12 ساعة فأكثر يومياً وفي ذلك أثر سلبي على استجابتهن للدعوة، فليس لديهن الوقت الكافي لقراءة الكتب والاستماع إلى الأشرطة، ولعل في تخفيف ساعات عملهن حث لهن على استجابة الدعوة وتقبلها.

8: اتضح من الدراسة أن 60.6% من العاملات المنزليات المسلمات عند عينة الدراسة من الجنسية الإندونيسية، ويؤيد ذلك أن أكثر من 60% من العاملات المنزليات في السعودية هن تلك الجنسية (1)، وبناء على ذلك ينبغي التركيز على هذه الجنسية ومعرفة خصائصها النفسية والاجتماعية ومحاولة فهم طباعها لما لذلك من أثر كبير في استجابتهن للدعوة إلى الله تعالى.

9: بينت الدراسة أن 68.5% من العاملات المنزليات المسلمات عند عينة الدراسة متزوجات، وهذا يدل أن في نصحهن وإصلاحهن إصلاح لأسرة كاملة بإذن الله وذلك لما للمرأة غالباً من أثر كبير على جميع أفراد أسرتها.

‌

‌ثانياً آراء عينة الدراسة في آثار وجود العاملات المنزليات المسلمات:

الفرع الأول: إيجابيات وجود العاملات المنزليات المسلمات:

بينت الدراسة أن عينة ربات البيوت موافقات على أن هناك إيجابيات لوجود العاملة المنزلية المسلمة بمتوسط (من 4.2% إلى 5.00%) وقد تراوحت موافقتهن ما بين موافق جداً وموافق على عبارات إيجابية وجود العاملة المنزلية المسلمة وقد تم توضيح

ذلك كاملاً في نتائج الدراسة لذا حاولت الباحثة جمع نسب الموافقات جداً والموافقات ثم التعليق بما يناسب كل عبارة كما يلي:

1: وافقت 96.6% من عينة الدراسة أن أول إيجابيات وجود العاملة المنزلية المسلمة مساعدة ربة البيت بأعباء المنزل، خاصة أن 50.4% منهن يقضين وقتاً في العمل خارج المنزل، ومع ذلك إذا توسع في هذه الإيجابية قد يتولد منها جانب سلبي وهو تعويد ربات البيوت وأفراد أرهن على الاتكالية وهذا حاصل حيث أصبح معظم أفراد الأسرة غالباً يعتمدون على العاملات المنزليات بشكل تام للحصول على متطلباتهم التي كانت في الماضي قصراً على ربة البيت، لم يعد في إمكان أفراد الأسرة تصور البقاء لفترة دون عاملتهم المنزلية (1)، وهذه المسألة في غاية الخطورة؛ لأنها تفقد ربة البيت لن تفكر يوماً في القيام ببعض الواجبات المنزلية لأنها ترى والدتها لا تقوم بذلك مما يجعلها تكبر وهي دون أي خبرة في أوليات وحاجيات الأسرة لاعتقادها التام بأن زوجها سيحضر لها عاملة منزلية مما يؤدي لكثرة الخلافات الزوجية، لاحقاً، لذا لا مانع من مساعدة العاملة لربة البيت في بعض أعباء المنزل العامة؛ لكن أن يصل الأمر لأن تكون العاملة هي المتصرفة في كل صغيرة وكبيرة في المنزل فهذا خطأ لذا

ينبغي على ربة البين أن تنمي الوعي لدى أطفالها بقيمة العمل والاعتماد على النفس (1)، وأول لبنة تساعد على بناء ذلك المفهوم القيام أو المساعدة بالواجبات المنزلية.

2: وافقت 84.8% من عينة الدراسة أن المساهمة في إيصال الدعوة الإسلامية الصحيحة إلى بلد العاملة المنزلية من إيجابيات وجودها وهذه نسبة ممتازة تدل على استشعار كثير من نساء هذا المجتمع لمسئوليتهم الدعوية خاصة أنه كان بإمكانهن استقدام عاملة غير مسلمة لكنهن آثرن استقدام المسلمة.

3: وافقت 74% من عينة الدراسة أن المساعدة في اهتمام بالنساء اللاتي في سن الشيخوخة من إيجابيات وجود العاملة المنزلية المسلمة، وينبغي التنبيه على أن العاملة إذا أوكل لها التصرف الكامل في المرأة التي في سن الشيخوخة فإنها لن تحسن التصرف غالباً فهناك أمور قد لا تخطر ببالها كالاهتمام بأمور طهارة تلك المرأة، واختيار نوعية خاصة من الطعام والشراب، وغير ذلك من الأمور التي يجب أن تتولاها ربة البيت، أو أحد أفراد الأسرة، وإن كان الأمر صعباً فيمكن التناوب بين أفراد الأسرة واحتساب الأجر في ذلك ومن يتق الله يجعل له مخرجا.

4: وافقت 66.9% من عينة الدراسة أن المساعدة في الاعتناء بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من إيجابيات وجود العاملة المنزلية المسلمة؛ لكن يجب على ربة البيت أن تعرف أن تعليم تلك العاملة غالباً ضعيف، وثقافتها قاصرة، فإذا تركت لها حرية التصرف في الطفل ذو الاحتياجات الخاصة فإنها لن تحسن التصرف وستفسد أكثر مما تصلح، وعليه فلا مانع من المساعدة دون اتكال كما ذكر سابقاً.

5: وافقت 66.9% من عينة الدراسة أن التواجد مع الأطفال في حال خروج الأم للدراسة أو للعمل من إيجابيات وجود العاملة المنزلية المسلمة، وتعتقد الباحثة أن هذا من أكبر السلبيات فكيف يمكن لربة بيت عاقلة أن تسلم طفلها لامرأة لا تعرف عنها شيئاً؟ ومهما كانت ثقة ربة البيت في عاملتها كبيرة ينبغي عدم ترك الأطفال أبداً لوحدهم مع العاملات فالقصص والمآسي التي حصلت بسبب تلك الثقة كثيرة جداً لا مجال لذكرها هنا (1) لذا يجب افتتاح حضانات تابعة لجهات عمل النساء أو دراستهن بأسعار معقولة، وتحت إشراف موظفات مؤهلات، وهذا ما تسعى المملكة العربية السعودية حالياً للقيام به حيث أصدرت وزارة الشئون الاجتماعية قرارً جديداً يسمح بالتوسع في افتتاح مراكز ضيافة وحضانة الأطفال والترخيص لها وفق شروط محددة، حيث يتم قبول الأطفال من الولادة إلى سن 6 سنوات، تحت إشراف معلمات متخصصات في رياض الأطفال وغيرهن (2)، وهذا القرار سيساهم بإذن الله في التقليل من بقاء الأطفال مع العاملات المنزليات في حال خروج الأم للدراسة أو العمل.

الفرع الثاني: سلبيات وجود العاملات المنزليات المسلمات:

اتضح من الدراسة أن عينة ربات البيوت لا يعرفن سلبيات وجود العاملات المنزليات بمتوسط 3.20% من 5، ولعل ذلك يعود لاعتقاد ربات البيوت بعدم وجود سلبيات للعاملة المسلمة، وفي هذه النتيجة خطورة كبيرة فربة البيت التي لا تعرف سلبيات وجود العاملة المنزلية في منزلها لا تأخذ حذرها من تلك العاملة ولا تتوقع أن

يصدر منها ما يضر أسرتها ككل، ولذا ينبغي توعية ربات البيوت بسلبيات وجود العاملات المنزليات سواء كن مسلمات أو غير مسلمات (1)، والتي منها ما يلي:

1: وافقت 61.4% من العينة أن تعويد أفراد الأسرة على الاتكالية من سلبيات وجود العاملة المنزلية وتستوي في ذلك جميع العاملات المنزليات سواء كن مسلمات أو غير مسلمات، وقد سبق الحديث عن الاتكالية سابقاً ويمكن تلافي هذه السلبية عن طريق تعويد معظم أفراد الأسرة خاصة الصغار منهم على خدمة أنفسهم والقيام بشئونهم، فلو تمت تربية البنت منذ الصغر على تنظيف غرفتها مثلاً، وترتيب ملابسها وبعض الأمور الأخرى اليسيرة، فإنها لن تحتاج لتلك العاملة إذا كبرت وحتى لو احتاجتها فإنها ستتعامل معها في أضيق الحدود.

2: وافقت 59،8% من العينة أن من سلبيات وجود العاملة المنزلية إضافة عبئ مادي على الأسرة وفي هذا جانب من الصواب فالعاملات المنزليات يستنزفن مبالغاً لا يستهان بها خاصة مع ارتفاع أسعار استقدمهن (2)، وكذلك ارتفاع رواتبهن، هذا وقد أشارت إلى هذه السلبية بعض الدراسات (3) قبل عدة سنوات عندما كانت رواتب العاملات المنزليات أقل مما هي عليه حالياً مما يؤكد أن العاملات المنزليات يمثلن عبئاً اقتصادياً على الأسرة يستلزم كثيراً من النفقات حالياً؛ لكن يمكن إضافة جانب إيجابي على

هذه السلبية إذا احتسبت ربة البيت أنها تقوم بإعانة أسرة مسلمة على تكاليف المعيشة، وأنها تقوم بحماية تلك الأسرة من عروض التنصير المغرية التي تستغل الظروف الاقتصادية السيئة لشعوب العالم (1).

3: وافقت: 55.9% من العينة على أن الاطلاع على أسرار وخصوصياتها من سلبيات وجود العاملة المنزلية، وهذه السلبية قد تؤدي إلى معرفة تلك العاملة لتصور دقيق عن أفراد الأسرة ومواعيد تواجدهم وخروجهم مما يؤدي أحياناً إلى قيامها ببعض الجرائم أو الاستعانة بغيرها لتنفيذ تلك الجرائم بعد أن تقدم من قبلها جميع التسهيلات، ويمكن تلافي هذه السلبية بسهولة إذا تمت مراقبة العاملة المنزلية بين الفينة والأخرى وعدم الثقة المفرطة فيها، بالإضافة إلى تقليص دورها وعملها فيما هو عام فقط دون الاطلاع الكامل على جميع تصرفات الأسرة (2).

4: وافقت 50.4% من العينة على أن الهروب من المنزل من سلبيات وجود العاملة المنزلية يؤد ذلك ما تطلعنا به الصحف اليومية من كثرة حالات هروب العاملات المنزليات ووجود عصابات منظمة تقوم بمساعدتهن على الهروب بحجة توفير دخل أعلى لهن ثم يكتشفن أنهن متورطات في أعمال منافية للأخلاق (3)، وليس لهن بعد الهروب مر من القبول بما يطلب منهن، والبعض الآخر منهن فعلاً تتحقق لها فرصة عمل بأجر مرتفع

حيث تعمل شهرياً بمرتب يصل إلى 2000 ريال (1) كعاملة منزلية مؤقتة عند بعض الأسر إذا كانت ربة البيت موظفة خاصة في شهر رمضان، والمجتمع كله متعاون في هذا الخطأ فلو لم تجد تلك العاملة من يجعلها تعمل ورفضت جميع ربات البيوت دخولها منزلهن لما هربت تلك العاملة، وكذلك فإن ربة البيت لو وجدت بديلاً مؤقتاً نظامياً لما لجأت لتلك العاملة لذا يجب التعاون بين أفراد المجتمع للتصدي لهذه الظاهرة عن طريق افتتاح مؤسسات تقوم بتأجير العاملات المنزليات بنظام الساعة، أو اليوم أو الشهر حسب حاجة ربة البيت، وهذا وقد بدأت جوازات مطارات المملكة الدولية الثلاثة بإعادة العمالة المنزلية من سائقين وخادمات الذين قدموا إلى المملكة بتأشيرات عمل جديدة بعد أن تم ترحيلهم من المملكة خارجاً بسبب هروبهم من كفلائهم، أو من قبض عليه كهارب مجهول الهوية وأعاد مطار الملك خالد الدولي خلال شهر تقريباً أكثر من 200 سائق وخادمة بعد إدخال بصمتهم والتعرف عليها من قبل الجهاز الخص بالبصمة .. (2) ولعل هذا الإجراء يساهم في التقليص من هذه الظاهرة.

5: وافقت 46.4% من عينة الدراسة أن السرقة هي من سلبيات وجود العاملات المنزليات يؤيد ذلك ما يذكر في الصحف أحياناً من قيام بعض العاملات المنزليات بسرقة كفلائهن (3) خاصة إذا كان يسمح لتلك العاملة بأن تدخل جميع غرف المنزل دون مراقبة.