المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الرابعالقدوة الصالحة - دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

[عبير الشلهوب]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌أساب اختيار الموضوع:

- ‌أهداف الموضوع:

- ‌مصطلحات الدراسة:

- ‌منهج الدراسة:

- ‌تقسيمات الدراسة:

- ‌الشكر والتقدير:

- ‌الفصل التمهيدي:دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

- ‌المبحث الأولأهمية دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

- ‌1: الفرع الأول من جانب الداعية:

- ‌2: الفرع الثاني من جانب المدعو:

- ‌3: الفرع الثالث من جانب الدعوة:

- ‌المبحث الثانيحقوق العاملات المنزليات وواجباتهن في الإسلام

- ‌المطلب الأولحقوق العاملات المنزليات في الإسلام

- ‌المطلب الثانيواجبات العاملات المنزليات في الإسلام

- ‌الفصل الأول:موضوعات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

- ‌المبحث الأولموضوعات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالىفي مجال العقيدة

- ‌المطلب الأولإيضاح أصول العقيدة الصحيحة للعاملات المنزليات

- ‌المطلب الثانيتحذير العاملات المنزليات من الشرك

- ‌المبحث الثانيموضوعات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالىفي مجال العبادات

- ‌المطلب الأولالعبادة وحاجة العباد إليها

- ‌المطلب الثانيبيان أركان الإسلام للعاملات المنزليات

- ‌المبحث الثالثموضوعات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالىفي مجال الأخلاق والآداب

- ‌المطلب الأولموضوعات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالىفي مجال الأخلاق

- ‌المطلب الثانيموضوعات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالىفي مجال الآداب

- ‌الفصل الثاني:وسائل دعوة العاملات المنزلياتإلى الله تعالى وأساليبها

- ‌تمهيد

- ‌أولاً تعريف وسائل وأساليب الدعوة إلى الله:

- ‌المبحث الأولوسائل دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

- ‌المطلب الأولالمشافهة المباشرة

- ‌المطلب الثانيالمشافهة غير المباشرة

- ‌المطلب الثالثالكتابة

- ‌المطلب الرابعالمسابقات والهدايا

- ‌المبحث الثانيأساليب دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

- ‌المطلب الأولالحكمة

- ‌المطلب الثانيالموعظة الحسنة

- ‌المطلب الثالثالمجادلة بالتي هي أحسن

- ‌المطلب الرابعالقدوة الصالحة

- ‌الفصل الثالثمعوقات دعوة العاملات المنزلياتإلى الله تعالى وسبل التغلب عليها

- ‌المبحث الأولمعوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

- ‌أولاً: معنى معوقات الدعوة إلى الله تعالى:

- ‌ثانياً الحكمة من وجود المعوقات في الدعوة إلى الله تعالى:

- ‌ثالثاً: معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى المتعلقة بالداعية:

- ‌رابعاً: معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى المتعلقة بالعاملات أنفسهن:

- ‌المبحث الثانيسبل التغلب على معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

- ‌أولاً: سبل التغلب على معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى المتعلقة بالداعية:

- ‌ثانياً: سبل التغلب على معوقات دعوة العاملات المنزليات المتعلقة بالعاملات أنفسهن:

- ‌الفصل الرابعمناقشة نتائج الدراسة الميدانية

- ‌المبحث الأولمناقشة نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بالعاملات المنزليات المسلمات

- ‌أولاً: البيانات الأولية للعاملات المنزليات المسلمات

- ‌ثانياً: آراء العينة في المشكلات التي تواجهن في مدينة الرياض

- ‌ثالثاً: القائم بدعوة العاملات المنزليات المسلمات من وجهة نظر العينة:

- ‌رابعاً: تأثير سلوك ربة البيت على دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى:

- ‌خامساً: موضوعات الدعوة إلى الله تعالى التي تم طرحها على العاملات المنزليات المسلمات:

- ‌سادساً: آراء العينة في أفضل الوسائل والأساليب الدعوية:

- ‌المبحث الثانيمناقشة نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بربات البيوت:

- ‌أولاً: البيانات الأولية لربات البيوت

- ‌ثانياً آراء عينة الدراسة في آثار وجود العاملات المنزليات المسلمات:

- ‌ثالثاً مدى معرفة عينة الدراسة بالخدمات التي يقدمها مكتب توعية الجاليات:

- ‌رابعاً تأثير سلوك ربة البيت على العاملة المنزلية المسلمة:

- ‌خامساً: آراء العينة في التزام العاملات المنزليات المسلمات بأحكام الإسلام:

- ‌سادساً: آراء العينة في أهم موضوعات دعوة العاملات المنزليات المسلمات:

- ‌سابعاً: آراء العينة في أفضل وسائل وأساليب دعوة العاملات المنزليات المسلمات إلى الله تعالى:

- ‌ثامناً: آراء العينة في معوقات دعوة العاملات المنزليات المسلمات إلى الله تعالى:

- ‌تاسعاً: آراء العينة في سبل التغلب على معوقات دعوة العاملات المنزليات المسلمات إلى الله تعالى:

- ‌المبحث الثالثمناقشة نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بالقائمين بدعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

- ‌أولا: القائم بدعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى في مدينة الرياض:

- ‌ثانياً: موضوعات دعوة العاملات المنزليات المسلمات إلى الله تعالى:

- ‌ثالثاً: وسائل دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى:

- ‌رابعاً أساليب دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى:

- ‌خامساً: تأهيل القائمين بدعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى:

- ‌سادساً: البرامج الدعوية المقدمة للعاملات المنزليات المسلمات:

- ‌سابعاً: معوقات دعوة العاملات المنزليات المسلمات إلى الله تعالى وسبل التغلب عليها:

- ‌الخاتمة

- ‌أولاً: نتائج الدراسة النظرية:

- ‌ثانياً: نتائج الدراسة الميدانية:

- ‌التوصيات

- ‌الملاحق

- ‌بيان إحصائي

- ‌ملحقنموذج استمارة ربات البيوت

- ‌الاستمارة الخاصة بربات البيوت

- ‌نموذج استمارة العاملات المنزليات باللغة العربية

- ‌استمارة خاصة بالعاملات المنزليات المسلمات

- ‌ثبت‌‌ المراجع والمصادر

- ‌ ا

- ‌ ب

- ‌ت

- ‌(ج)

- ‌(ح)

- ‌ د

- ‌ر

- ‌ز

- ‌(ش)

- ‌(ص)

- ‌ ط

- ‌ض

- ‌(ظ)

- ‌(ع)

- ‌(غ)

- ‌(ف)

- ‌ق

- ‌ك

- ‌ل

- ‌م

- ‌ و

- ‌الصحف:

- ‌المجلات:

- ‌النشرات:

- ‌الصحف الالكترونية:

الفصل: ‌المطلب الرابعالقدوة الصالحة

دعاة الباطل أو تحاول التأثير على من وجد من عاملات منزليات أخريات فينبغي على ربة البيت الحذر من مجادلتها، فإن للمجادة شروطاً وضوابط لا يتسنى لكل شخص إتقانها، وكذلك فإن بعض المدعوين وإن أظهر العناد وعدم الانقياد لا يجادل (1)، فإن قامت ربة البيت بمجادلة عاملتها المنزلية فقد تفسد أكثر مما تصلح، لذا فالتصرف السليم هو إرسالها لأحد مكاتب توعية الجاليات وإعلامهم بشبهتها أو بما تدعو إليه فهم القادرون بإذن الله على مناظرتها، إن رأوا أنها تستحق المناظرة، وقد وجد من العاملات المنزليات من تدعي الإسلام وتقوم بتزوير دينها في أوراقها الرسمية وهي أساساً قادمة للدعوة إلى دينها، التبشير به على زعمها (2) فإن تصدت لها ربة البيت دون علم وقدرة كانت سبباً في تشجيعها على باطلها.

‌المطلب الرابع

القدوة الصالحة

أولاً: معنى القدوة:

القدوة لغة: مشتقة من اقتدى أي عل مثل فعله تشبهاً به (3).

القدوة اصطلاحاً: السيرة الحميدة، والأفعال الكريمة والصفات العالية، والأخلاق الزكية للداعي التي تجعله محل إعجاب المدعوين، ومثالهم المحتذي (4)

(1) للاستزادة انظر أصول الجدل والمناظرة في الكتاب والسنة د حمد العثمان، ط 1، مكتبة ابن القيم، الكويت، 1422 هـ، 229 ما بعدها.

(2)

انظر الأبعاد الاجتماعية والسلوكية للعمالة الوافدة، أ، د، بكر عوض، 923، في بيتنا خادمة عبد الملك القاسم ط 1، دار القاسم الرياض، 1418 هـ، 57، 63 - 64، كيف تعامل خدمك وتحذر منهم؟ أم عبد الله بنت خالد ط 1، دار الراية، الرياض، 1412 هـ، 31 - 33.

(3)

المعجم الوسيط، 2/ 720.

(4)

مجلة الدراسات، المصطلحات الدعوية تعريفات ومفاهيم، د، عبد الله المجلي، الجمعية السعودية للدراسات الدعوية، العدد الأول، محرم 1429 هـ، 266.

ص: 112

القدرة الصالحة المقصودة هنا: أن يكون الداعية حسن الخلق، وأن يوافق قوله (1).

ثانياً: أهمية القدوة الصالحة في الدعوة إلى الله تعالى:

إن التطبيق العملي لمبادئ الإسلام أوقع في النفس، وأدعى للإقناع من الكلام النظري فالمدعو إذا رأى المبادئ النظرية مطبقة على أرض الواقع، كان ذلك أهدى لعقله، وأجذب لقلبه من قراءة تلك المبادئ مسطورة في كتاب، أو سماعها في خطبة؛ لأن ذلك كفيل بإظهار جمال الدين الإسلامي وحسن هديه (2).

وقد كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم مشتملة على الحال والمقال، فقد لُقب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين ودخل الكثير من مشركي العرب واليهود والنصارى في الإسلام تأثراً منهم بحسن تعامله (3)، وكريم خصاله.

وكانت أفعاله عليه الصلاة والسلام مطابقة لأقواله، فما دعا إلى هدى إلا وكان أول من يفعله، وما نهى عن أمر إلا وكان أول ممتثل، ومن الشواهد على ذلك ما يلي:

1: كان لبس الذهب مباحاً للرجال أول الإسلام ثم نسخ، فلما أراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن ينهاهم عن فعله قال في الحديث الذي رواه بن عمر رضي الله عنه: إني اتخذت خاتماً من ذهب فنبذه وقال: إن لن ألبسه أبداً فنبذ الناس خواتيمهم (4)

(1) انظر أصول الدعوة، عبد الكريم زيدان، 486.

(2)

انظر الإعلام في صدر الإسلام، د، عبد اللطيف حمزة، ط 1، دار الفكر بيروت، 1971 م، 69.

(3)

سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحيق المختوم، الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، ط 1، دار الخير، بيروت، 1417 هـ، 61 - 62، كيف انتشر الإسلام، مؤيد الكيلاني، ط، د دار الكتاب العربي، بيروت بدون سنة طبع، 17 - 18.

(4)

متفق عليه صحيح البخاري واللفظ له، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، 1255، رقم، 7298، صحيح مسلم كتاب اللباس والزينة، باب تحريم خاتم الذهب على الرجال ونسخ ما كان من إباحة في أول الإسلام، 935، رقم 5473.

ص: 113

وجه الدلالة:

هذا الحديث دليل على أهمية الدعوة بالقدوة، فعندما نبذ الرسول عليه الصالة والسلام خاتمه وأعلم الناس بأنه لن يلبسه أبداً نبذوا خواتيمهم مباشرة وفي هذا دلالة عظيمة على أن تأثير الفعل أبلغ من القول، قال ابن بطال، : فدل ذلك على أن الفعل أبلغ من القول (1).

2: ما حصل بعد صلح الحديبية حيث لم ينحر الصحابة رضي الله عنه هديهم ولم يحلقوا رؤوسهم إلا بعد أن فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).

وجه الدلالة:

ما حصل أكبر دليل على عظم دلالة الفعل على الناس، وإذا انضم إلى القول كان أبلغ من القول (3) لوحده.

لذلك حث الله عز وجل على اتخاذه عليه الصلاة والسلام قدوة فقال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (4)

وهذا ما حرص الصحابة رضي الله عنه عليه فقاموا باقتفاء أثره عليه الصلاة والسلام في سلوكه ودعوته، فأعطوا بذلك الصورة الصادقة عن الإسلام في سلوكهم وتعاملهم وأمانتهم ووفائهم، ثم دعوا إليه بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة (5).

(1) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر، 13/ 289.

(2)

انظر صحيح البخاري كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، 447 - 450، رقم 2731 - 2732.

(3)

فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر، 5/ 409.

(4)

سورة الأحزاب الآية 21.

(5)

انظر القدوة الحسنة حسني النجار، ط 1، دار الضياء، الأردن، 1405 هـ، 6، للاستزادة أنظر السلوك وأثره في الدعوة إلى الله تعالى، أ، د، فضل إلهي، ط 1، إدارة ترجمان الإسلام، باكستان، 1419 هـ، 108 وما بعدها.

ص: 114

ثالثاً: كيفية استخدام القدوة الصالحة في دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى:

يمكن لربة البيت تعليم العاملة المنزلية الكثير من أركان الإسلام وواجباته ومستحباته، دون أن تنطق بكلمة واحدة، وذلك عن طرق الاقتداء بها، فالمحاكاة شيء فطري في الإنسان فهي من غرائزه، ولهذه الغريزة تأثير فعال في مجال التعليم (1)، فأنس بن مالك رضي الله عنه نقل للناس بعض أحكام العبادات عن طريق مراقبته للرسول صلى الله عليه وسلم دون أن ينطق عليه الصلاة والسلام بأي كلمة، ومن ذلك ما رواه في تطهيره عليه الصلاة والسلام بالماء بعد قضاء الحاجة (2)، وقام كذلك رضي الله عنه بوصف صلاة النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة (3)، ولم يكتف بالرواية فقط بل كان يطبق ما يرى أو يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يفعله أو يقوله ومن ذلك ما يلي:

1: كانت صلاته رضي الله عنه مطابقة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة: ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سلم يعني أنساً (4)

(1) انظر القدوة الحسنة وأثرها في الإعلام بالإسلام، عبد الله سعد الضياف، ط، د، بدون دار نشر، 1405 هـ، 215 - 217، الإعلام في صدر الإسلام، عبد الطيف حمزة، 60

(2)

انظر صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب الاستنجاء بالماء، 31، رقم 150، صحيح مسلم كتاب الطهارة باب الاستنجاء بالماء بعد التبرز، 127، رقم 619.

(3)

انظر صحيح مسلم كتاب الصلة باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام 196، رقم 1053، 197، رقم 1060.

(4)

الإصابة في تمييز الصحابة، الإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دراسة وتحقيق وتعليق: الشيخ عادل عبد الموجود، والشيخ على محمد معوض، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415 هـ، 1/ 277، المعجم الأوسط، الإمام أبو القاسم سليمان الطبراني، تحقيق: طارق عوض الله، عبد المحسن الحسيني، ط، د، دار الحرمين القاهرة، 1415 هـ، 7/ 367، رقم: 7745، قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، مجمع الزائد، 2/ 135.

ص: 115

2: إكثاره رضي الله عنه من الدعاء الذي كان يكثر عليه الصلاة والسلام منه، فقد سئل أنس رضي الله عنه أي دعوة كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها (1).

وفي ذلك دليل على أن المحيطين بالداعية يراقبون جميع أفعاله وأقواله خاصة أهل بيته وخدمه، لذا يجب أن يعلم الداعية أن تهاونه بطاعة الله ليس كتهاون غيره؛ لأنه قدوة للناس، فمتى رأوه متهاوناً صاروا مثله أو أشد تهاوناً منه .. فعلى الداعي أمانة ثقيلة ومسئولية كبيرة (2).

لن تستطيع ربة البيت الوصول إلى مرتبة التأثير بالفعل وحده إلا إذا جاهدت نفسها وربتها على التحلي بمظهر القدوة الصالحة عن طريق التمسك بالمبادئ التي تدعو إليها وتصديق عملها قولها (3)، فإذا رأت العاملة حسن المعاملة ممن تعمل عندهم، ومطابقة أفعالهم لأقوالهم فإنها ستكون انطباعاً حسناً وستنقاد نفسها ويسهل تطبيقها لما تراه، ومثال ذلك لو رأت العاملة حرص من تعمل عندهم على أداء الصلاة في وقتها وترك لك ما يشغل عنها إذا دخل وقتها، فإنها ستحرص لا محالة على أدائها في وقتها وستشعر أهميتها دون أن يتكلم معها أحد، أما إذا دعتها ربة البيت لأداء الصلاة على وقتها ثم رأت تهاوناً بها من أفراد الأسرة فإن لن تثق بهم ولن تتقبل منهم أي توجيه دعوي، وستكون الأسرة التى عملت عندهم من وسائل اصد عن سبيل الله (4)

(1) صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الدعاء بالهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، 1171، رقم 6840.

(2)

رسالة إلى الدعاة ابن عثيمين، 35 - 36.

(3)

انظر جهاد النفس، على محمد الدهامي، ط 3، دار طيبة الرياض، 1426 هـ، 16 - 23.

(4)

انظر رسالة إلى الدعاة ابن عثيمين، 35 - 36؛ كلنا دعاة، عبد الملك القاسم، 1/ 24.

ص: 116

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: ولا أعتقد أن عقلاً صريحاً يقبل من شخص يدعو إلى ترك شيء وهو متلبس به، أو يدعو إلى فعل شيء وهو متخل عنه، وإن كان ما يدعو إليه حقاً، فإن المدعو سوف يكون في نفسه تردد وشك، لماذا لا يفعل هذا الرجل ما كان يدعو إلى فعله؟ ولماذا لا يترك ما كان يدعو إلى تركه؟ (1)، لذا فإنه ربة البيت خاصة الأسرة عامة مسئولين أمام الله عن تلك الأمانة.

(1) الأقليات المسلمة في العالم ظروفها المعاصرة: آلامها وآمالها، أبحاث ووقائع المؤتمر العالمي السادس للندوة العالمية للشباب الإسلامي المنعقد في الرياض عام: 1406 هـ، والكلام في المتن عبارة عن محاضرة مطبوعة بعنوان: الدعوة إلى الله في مجتمع الأقليات المسلمة، ط، د، شركة العبيكان، الرياض، بدون سنة طبع، 3/ 1319.

ص: 117