‌أولا: سبل التغلب على معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى المتعلقة بالداعية: - دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

‌

‌المبحث الثاني

سبل التغلب على معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى

‌

‌أولاً: سبل التغلب على معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى المتعلقة بالداعية:

ولفظة الداعية في هذه الدراسة كما ذكر سابقاً تندرج ضمنها ربة البيت، والدعاة، المكلفون أو المتطوعون.

أ: سبل التغلب على معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى المتعلقة بربة البيت:

1: الجهل بالحكم الشرعي، والكسل في الدعوة، والاشتغال بما لا يعني، هذه المعوقات يكون علاجها عن طريق تكاتف الجهد بين الدعاة ووسائل الإعلام المختلفة؛ لإيضاح أهمية دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى وحكمها، ويكن وضع شعارات جذابة حول هذا الموضوع للفت نظر ربات البيوت حول مسئوليتهن الدعوية، وتعلق هذه الشعارات في أماكن يكثر ارتياد النساء لها كالأسواق ومكان الانتظار في المستشفيات، ويتم أيضاً توزيع بعض الكتيبات التي توضح حكم دعوة العاملات المنزليات.

ولابد من التركيز على مسئولية المرأة الدعوية في مختلف وسائل الإعلام خاصة الصحف اليومية فمعظم ربات البيوت يطلعن عليها.

ومن السبل أيضاً توعية الرجال في خطب الجمعة وغيرها بمسئولية المرأة الدعوية، رب البيت إذا اقتنع بذلك شجع المرأة على الدعوة، ووفر لها الكثير من الوسائل الدعوية الخاصة بالعاملات المنزليات.

2: اليأس عدو قاتل للدعوة، بل هو من أشد أعدائها فيجب أن تعلم ربة البيت أن الدعوة لا تقتضي التغيير بالضرورة، فلا يقتضي عدم قبول عاملتها للدعوة إيقافها،

فالرسول عليه الصلاة والسلام وهو أفضل الدعاة وسيدهم لم يقبل منه الناس جميعهم، فوضح له الله تعالى أن الهدف هو التبليغ قال تعالى:{ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون} ، (1)، وقد بلغ ما أمر وقام بوظيفته وما سوى ذلك فيس له من الأمر شيء (2)، ومع هذا فإنه يجب على ربة البيت أن لا تقنط من رحمة الله، ولا تيس من روح الله، وتستمر في الدعوة بكافة الوسائل والأساليب المناسبة، وأن لا تكون صاحبة نفس قصير في الدعوة، فالمؤمن يقوم بما عليه من الإيمان والنصح والدعوة، ويقنع باليسير إذا لم يمكن الكثير، ويجب أن لا يكون هدف ربة البيت التغيير الفوري، فمن العاملات من يبدأ فيها التغير عند وصولها لأهلها (3)، لذا لابد من التحلي بالأمل للمضي في الدعوة والسعي في إنجاحها والاستمرار عليها (4)؟

3: اختلاف اللغة يمكن التغلب عليه بعدة طرق منها:

أ: تقديم الكتاب أو الشريط المناسب للغة العاملة المنزلية وحالها دون أن تحتاج ربة البيت لنطق كلمة.

ب: قامت مكاتب توعية الجاليات بإتاحة الدعوة عبر الهاتف فإن أرادت ربة البيت دعوة عاملتها إلى أمر معين أو الاحتساب عليها ولم يوجد ذلك الأمر في الكتب أو الأشرطة فيمكنها الاتصال على أحد مكاتب توعية الجاليات وعرض موضوعها عليهم ثم يقوم المترجم أو الداعية بالحديث مع العاملة وإيصال الرسالة لها.

ج: اختلاف اللغة لم يكن عاقاً للسلف الصالح من الدعوة إلى الله تعالى عندما أخلصوا النية فقد قاموا بدعوة الناس بلسان حالهم قبل مقالهم، مما جذب الناس لهم فدخلوا في دين الله أفواجاً (1)، وهذا ما يجب على ربة البيت وضعه نصب عينيها دائماً.

4: بالنسبة للبعد المكاني فقد حاولت مكاتب توعية الجاليات افتتاح مراكز لها في عدة مراكز مختلفة لكن ذلك لا يعني الاكتفاء بما وجد، فينبغي عليهم التوسع لسد حاجة المسلمين، وينبغي على الدعاة استغلال بعد الأفكار المفيدة للدعوة، ومن ذلك ما يفعله بعض الناس في المناسبات الخاصة مثل شهر رمضان، حيث يقومون بنصب بعض الخيام ووضع طعام الإفطار للجاليات، وذلك الطعام تتعاون في إعداده ربات البيوت، فيمكن بالتالي استغلال فكرة القيام بالدعوة إلى الله بأن تكون خياماً متنقلة للرجال والنساء، ويتم توفير عدد من الدعاة المتخصصين في دعوة الجاليات، فبذلك يتم توفير الجهد والمال وعرض الدعوة على أكبر شريحة ممكنة من المدعوين، وقد قامت بعض مكاتب الجاليات بعمل سيارة متنقلة تحوي العديد من الكتب والأشرطة بمختلف اللغات، ويوجد بها عدد من الدعاة وبعض مكبرات الصوت، فيمكن تطوير الفكرة أكثر لتناسب العاملات المنزليات وتطوي البعد عن كثير من الأسر (2).

5: الجهل بنوعية الأنشطة والخدمات المقدمة من مكاتب توعية الجاليات للتغلب على هذا العائق لابد من التعاون بين مكاتب توعية الجاليات ووسائل الإعلام وربات البيوت وذلك عن طريق فسح المجال أمام ربات البيوت في المساعدة، في وضع خطة لدعوة العاملات المنزليات عن طريق وضع تصور مقترح للموضوعات التي ينبغي

الحديث عنها ومعالجتها، ومن ثم دراسة ما طرح وانتقاء الأفضل ثم ترتيب ذلك في جدول وعرض ذلك في بعض وسائل الإعلام والصحف اليومية، أو عرض ذلك في الأماكن التي يكثر ارتياد النساء لها وبالتالي تظهر أنشطة المكاتب المتعلقة بالعاملات المنزليات بوضوح أمام الناس.

ب: سبل التغلب على معوقات دعوة العاملات المنزليات المتعلقة بالدعاة المكلفون أو المتطوعون.

1: إلى عهد قريب لم يكن هناك وجود لأقسام نسائية في مكاتب توعية الجاليات لكن بدأ الوضع يتغير شيئاً فشيئاً ففي مدية الرياض وحدها، تم افتتاح عدد من الأقسام النسائية مثل القسم النسائي التابع لمكتب الدعوة في كل من شمال الرياض، والبديعة، والسلي، والروضة، وغيرهم أما مكاتب الدعوة التي لم تستطع توفير أقسام نسائية، فقامت بالتعاون مع بعض دور تحفيظ القرآن النسائية عند عقدها للمحاضرات أو الدروس، وذلك مثل المكتب التعاوني للدعوة في الربوة، حيث يقدم هذا المكتب الكثير من الإنجازات مع عدم توفر قسم نسائي فيه فقام بالتعاون مع دار الريان النسائية عند عقده للدورات لشرعية الخاصة بنساء الجاليات (1).

إذاً يمكن التغلب على عدم توفر قسم نسائي بتوفير مكان بديل معروف كالدور النسائية الخاصة لتحفيظ القرآن الكريم.

2: عدم توفر الداعيات المؤهلات هو مسئولية كل امرأة مسلمة بالإضافة إلى مكاتب الجاليات والمؤسسات المهتمة بدعوة الجاليات وقد وجد من النساء من تجعل همها جعل عاملتها المنزلية من الداعيات إلى الله تعالى عن طريق إرسالها للدروس العلمية وبانتظام

معها في ذلك والتغاضي عن بعض تقصيرها في العمل وتنبيهها إلى أهمية الدعوة إلى الله تعالى، وتعدد رسائلها وأساليبها، وبالتالي يمكن القيام بها أحياناً بكل سهولة ويسر، ومن ذلك إرفاق بعض الكتيبات مع الرسائل الشهرية المرسلة لأهلها والمقابل هو تخريج داعية تساهم في نصرة المسلمين وتعليمهم فيمكن لكل ربة بيت تخريج داعية من بيتها إن أخلصت النية (1).

أما بالنسبة للمكاتب ومؤسسات دعوة الجاليات فيمكنهم تكثيف الجهد في الدروس والمحاضرات المتعلقة بتوعية المسلمات غير العربيات وعقد عدد من الدورات المكثفة التي تساهم في تخريج داعيات مؤهلات ومن ذلك ما تقوم به دار الذكر النسائية، في مدينة الرياض حيث يتم عقد من الدورات الشرعية المكثفة بجميع اللغات ويتم عقد حلقات لتحفيظ القرآن الكريم أيضاً وتأهيل عدد من الداعيات.

3: الإمكانيات المادية للأشرطة والكتيبات يمكن التغلب عليها عن طريق التكاتف بين أهالي المنطقة الواحدة، ومكاتب توعية الجاليات، فيمكن الاتفاق مع المكتب على إعارة الكتب والأشرطة التي تحتاجها الأسرة لدعوة عاملتها المنزلية ثم بعد الاستفادة يتم إرجاعها فهذه الطريقة توفر كثير من المال وفي نفس الوقت تعم الفائدة، وهذه الفكرة قام بتنفيذها المكتب التعاوني لدعوة الجاليات في الزلفى (2)، وكذلك يمكن لأهالي المنطقة الواحدة شراء مجموعة من الكتب والأشرطة المتعلقة بدعوة العاملات المنزليات ووضعها في مكتبة المسجد أو أرفف المسجد فمن يحتاج لكتاب أو شريط يأخذه ثم يتم الإرجاع بعد الاستفادة.