الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 2، 3](1)، فالله تعالى يخبر عن سنته وعادته وهي ابتلاء عباده بحسب ما عندهم من الإيمان، فمن صور الابتلاء ظهور الشبهات المعارضة للعقيدة؛ والشهوات المعارضة للإرادة، فمن ثبت عند ورود الشبهات، وجاهد نفسه عند ظهور الشهوات ودفعهما بما عنده من الحق، وعمل بمقتضى أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به دل ذلك على صدق وقوة إيمانه (2).
3: ظهور قوة الداعية إلى الله تعالى عن طريق مدافعته للمعوقات التي تقف في وجهه، مما يساهم في صقل شخصيته وتعويدها على الوقوف في وجه الصعاب.
ثالثاً: معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى المتعلقة بالداعية:
الداعية المقصود في هذه الدراسة يتفرغ منه فئتين:
أ: ربة البيت التي تعمل عندها عاملة منزلية.
ب: الدعاة _ذكور وإناث_ الكلفون أو المتطوعون للقيام بدعوة الجاليات إلى الله تعالى.
ولكل فئة معوقات خاصة بها، ستذكر الدراسة ما يعتقد أنه من معوقات الدعوة إلى الله تعالى بناء على تحليل الباحثة وبعض الدراسات السابقة.
أ: معوقات دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعلى المتعلقة بربة البيت:
1: الجهل بحكم دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى، فبعض ربات البيوت لا يعتقدن أن دعوة العاملات المنزليات الموجودات عندهن واجبة، مما يجعلهن لا يعرن الأمر اهتماماً.
(1) العنكبوت: 3]
(2)
انظر تفسير القرآن العظيم ابن كثير، 20/ 532، تيسير الكريم الرحمن السعدي، 626.
2: الكسل في الدعوة إلى الله تعالى (1)، والتعلق بالتسويف والتأجيل، فبعض ربات البيوت يعلمن وجوب دعوة العاملات لكنهن لا يقمن بذلك وحجتهن كثرة المشاغل أو عدم وجود الوقت الكافي، ويقمن بالتسويف والتأجيل وحجتهن طول فترة بقاء العاملة المنزلية لدى الأسرى التي تعمل عندهم.
3: الاشتغال بما لا يعني والانصراف عما يعني (2) فبعض ربات البيوت دائمة الخروج من المنزل دون حاجة وإن تواجدت في البيت فيكون شغلها متابعة القنوات الفضائية، أو التحدث عبر الهاتف، فتضيع وقتها فيما لا ينفع بل ربما يضر، ولا تلتفت لمسئوليتها الدعوة لأبنائها وهم فلذات كبدها فكيف ينتظر منها دعوة العاملة المنزلية؟
4: اليأس من التغيير والإصلاح (3) فبعض ربات البيوت حاولت مراراً دعوة عاملتها المنزلية لكنها لم تلحظ أي تغيير طرأ عليها فتركت دعوتها.
5: اختلاف اللغة، فعدم القدرة على التواصل مع العاملة المنزلية يمنع بعض ربات البيوت من دعوتهن إلى الله تعالى.
6: البعد المكاني لمكاتب توعية الجاليات وبعض الدور المتهمة بتوعية الجاليات من مقر سكن الأسرة، وعدم توفير المواصلات لإرسال العاملة المنزلية لهم.
7: الجهل بنوعية الخدمات والأنشطة التي تقدمها مكاتب توعية الجاليات، فبعض ربات البيوت لا تعرف شيئاً عن نوع الخدمات المقدمة من مكاتب توعية الجاليات.
(1) انظر الهمة العالية معوقاتها ومقوماتها محمد الحمد ط 4: دار بن خزيمة، الرياض، 1419 هـ، 30 - 32.
(2)
المرجع السابق، 38.
(3)
انظر المرأة الداعية بين الواقع والمأمول، خالد الصقعي، ط 1، مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع، الرياض، 1428 هـ، 66 - 75.