الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب الثامن والثلاثون قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب]
الكتاب الثامن والثلاثون
قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب المؤلف: مصطفى صبري.
الناشر: دار ابن حزم، بيروت، والجفان والجابي، قبرص، ط 3، عام 1410هـ.
المواصفات: 72 صفحة، مقاس 24 × 17 سم.
* * *
قدم المؤلف لكتابه بمقدمة، ذكر فيها سبب التأليف، وهو ضعف المسلمين، وتخليهم عن دينهم الذي انتهى بإخراج المرأة المسلمة من بيتها لتجاري المرأة الغربية، وزيف السراب الذي ركض وراءه كثير من أبناء المسلمين، ثم بيّن أن حديثه سينصب على أمرين، الأول: تعدد الزوجات، والثاني: السفور والاحتجاب.
تعدد الزوجات: بيّن فيه أنه من أكبر ما يطعن به الغربيون في الإسلام، حتى إن كثيرا من المنخدعين بهم يعتذر عنه بطريقة جعلته مستحيل الوقوع، ناسيا أو متناسيا أنه بفعله هذا يعطل أمرا شرعه الله تعالى، وفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته، ومن جاء بعدهم من المسلمين إلى هذا الزمن.
ثم ردّ على المنادين بتعطيل تعدد الزوجات ردا مجملا
ومفصلا، والمجمل هو أن التعدد ضرورة ملحة لمن لا يكتفي بالواحدة، وأن قفل هذا الباب أمامه سيؤدي حتما إلى الجنوح إلى الحرام لأن رغبته هذه لا بد أن تفرغ، فإن أقفل باب الحلال أمامه فتح باب الحرام، ثم ردّ ردا مفصلا، وذكر شبهات المانعين ورد عليها.
ثم تكلم عن مسألة السفور، وما يبرر دعاتها دعوتهم به، ورد عليهم ردا منطقيا، وذكر لهم كثيرا من كلام عقلاء الغرب الذين أدركوا خطر السفور والاختلاط، مع أنهم ممن اتخذهم دعاة السفور قدوة لهم، وبيّن أن الدعوة إلى السفور ليست قاصرة على كشف الوجه، بل هو بداية لما سيأتي بعده من عري كامل، كما هو حادث على بعض الشواطئ في زمنه (ت 1373 هـ) ، وتكلم كذلك عن مسألة التعارف قبل الزواج، وما فيها من مخاطر، وأن المسئول الأول عن النساء اللاتي اختلطن بالرجال هم أزواجهم الذين أذنوا لهن بذلك حتى وقع لهن ما وقع، وكذلك ردّ على مسألة التعود على العري، وما يسببه من تبلد في الحس وتعود عليه حتى ما يؤثر في النفس، وبيّن زيف هذا الكلام، ودليله ازدياد حالات الاعتداء على النساء كلما زاد العري، وبيّن علاقة الاستعمار بهذه الدعوات الزائفة في بلاد المسلمين، ثم تكلم عن علاقة التعليم بضمان عفة النساء، وأن الإسلام يرفض رفضا شديدا السفور الحاصل في بلاد المسلمين.
ثم تكلم عن الفرق بين السافرة وبين دعاة السفور، فالسافرة آثمة، وهي تحت مشيئة الله، إن شاء غفر لها وإن شاء عذبها، بخلاف دعاة
السفور، فهؤلاء مارقون عن الإسلام.
ثم تكلم عن العلاقة بين الحجاب وبين التقدم والرقي، وأنه لا تعارض بينهما، وأن الحجاب لم يكن في يوم من الأيام عائقا عن التعليم، وذكر بما يكون النهوض والتقدم، وذكر مسألة الطربوش والقبعة في تركيا ومصر، ونوع التعليم الذي تحتاجه البنات، وقضية مساواة الرجل بالمرأة.
والكتاب جيد ومفيد، جمع بين جودة الأسلوب، وقوة الحجة، والإيجاز غير المخل، والثبات على المبدأ، والصدع بكلمة الحق، والاطلاع على مخططات الأعداء، وشبهات الملحدين والمنحرفين، والردّ العلمي الرصين.
وهو صالح للقراءة من قبل الفتيات المثقفات ليعرفن الهجوم الشرس وتاريخه على الحجاب في بلاد المسلمين، وليدركن خطورة مسألة الحجاب، وأنه الباب الذي إن استطاع أعداء الدين كسره ولجوا إلى قلب الأمة الإسلامية وعبثوا فيه دون حسيب أو رقيب، ولم أقل: إنه صالح لكل الفئات خشية أن يساء فهم بعض عباراته، أو تفهم الشبهة ولا يفهم الردّ، فتعلق الشبهة، ولا تجد من يجلي أمرها، خاصة وأن ردّ المؤلف مختصر في بعض الأحيان، وهذا يجعله لا يفهم من كل الناس.