الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب الخامس والأربعون مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة]
الكتاب الخامس والأربعون
مسئولية الأب المسلم في تربية الولد
في مرحلة الطفولة المؤلف: عدنان بن حسن باحارث.
الناشر: دار المجتمع، جدة، ط 1، 1410هـ.
المواصفات: 657 صفحة، مقاس 25× 17 سم.
* * *
الكتاب رسالة علمية قدمت للحصول على درجة الماجستير من جامعة أم القرى، قسمها المؤلف إلى مقدمة وخمسة فصول، أما المقدمة: فذكر فيها ملخص بحثه، وأهدافه، وأهميته، ومنهجه، والدراسات السابقة، وبيّن في المقدمة أسباب اختياره هذا الموضوع، وهي: بُعد الأمة الإسلامية عن التربية الصحيحة، حيث أثرت فيها الهجمات الإلحادية، والتيارات الفكرية المتنوعة، بسبب بعدها عن القرآن والسنة منهجا وسلوكا، وفكرا وتطبيقا، فنفذت سهام الأعداء إلى كبد الأمة حتى أصيبت عقائدها، فخرجت أجيال لا تمارس الإسلام، بل ولا تفهمه، فكان لزاما على المتعلمين من أبناء هذه الأمة أن يشمروا عن ساعد الجد، ويعملوا بإخلاص لإرشاد المسلمين وتبصيرهم، والأخذ بأيديهم إلى سبل الإسلام، كل حسب تخصصه، خاصة قواعد التربية في المجتمع والأسرة، فكان هذا الكتاب لبنة يضعها مؤلفه في سبيل بناء الوعي الإسلامي المطلوب لاستعادة الأمة
الإسلامية مكانتها.
وقد استخدم المؤلف المنهج الاستنباطي لاستخراج وإبراز المبادئ التربوية الإسلامية من القرآن والسنة، واستخدم المنهج الوصفي لطرق التربية، وللعقبات التي تحول دون نجاحها.
أما الفصل الأول: فعن نظرة الإسلام إلى الأب المسلم، قدم له بمقدمة، وقسمه أربعة مباحث، الأول: مسئولية الأب في تكوين الأسرة، حيث تحدث عن اختيار الزوجة، ومراعاة الأمور المرغبة فيها حتى تدوم أسباب الألفة والمودة، فذكر منها: الدين، وكونه أهم أمر لا بد من مراعاته، وخطورة التفريط فيه، ثم النسب، وأثره على الأبناء، بل والأجيال من بعده، ثم الجمال، وضرورة الاعتدال في شأنه، والسن، وأفضلية المرأة الصغيرة على الكبيرة، ثم التفرغ لعمل البيت، أو أن يكون عمل البيت هو الأساس لأن انشغال المرأة خارج بيتها سبب لضياع الأبناء وانحرافهم، ثم تحدث عن وليمة العرس، وأدب الدخول على الزوجة، والترغيب في طلب الولد، ومعنى قوامة الرجل، وأسبابها، وفوائدها على الأسرة، ووجوب النفقة على الأب.
والمبحث الثاني: مراعاة الأب لحقوق المولود الجديد، فذكر فيه مراعاة الزوجة أثناء الحمل، وإثبات النسب وما يترتب على إهماله من ضياع الأطفال، وعدم الشعور بالانتماء، ثم تحدث باختصار عن بعض آداب استقبال المولود، وهي: الأذان في أذنه، وتحنيكه، وإرضاعه، وتسميته، والعق عنه، وحلق شعر الغلام، وختانه.
والمبحث الثالث: مقومات شخصية الأب، حيث تكلم عن القدوة، وأهمية اعتناء الوالد بها، خاصة في مرحلة الطفولة، لأن من أخص خصائص الطفل حب التقليد ومحاكاة الكبار، وأطوار هذا التقليد حسب سن الطفل، ثم تكلم عن الرحمة والحب والحنان، وكونها أهم دعائم التربية، وفيما تتمثل، ثم عن العدل بين الأولاد، وخطورة إهماله، لأنه سبب التحاسد والتباغض بين الإخوة، بل بين الأبناء وآبائهم، ثم المخالطة، وأثرها في تكوين شخصية الطفل، ثم الحكمة في التوجيه، وذلك باتباع المنهج الوسط، والبعد عن التعسير، وعن التسيب، وختم الفصل بالكلام عن أهمية الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يصلح الأبناء، وأثر ذلك، مع ذكر بعض الأمثلة من الكتاب والسنة.
والمبحث الرابع: مسئولية الأب في التعليم والتأديب، وهو مبحث خصصه لبيان مسئوليات الأب في التعليم والتربية، بعد أن عرف مقوماته التي يجب أن يتحلى بها في نفسه، فتكلم عن تعلمه العادات في صغره، وأنه لا مجال للتسويف حتى يكبر، ولا يصح قصر الاعتماد على حلقات الدروس، وفي التأديب تكلم عن دور العقاب في تقويم السلوك، ولكن بضوابطه، ومتى يبدأ به مع الطفل، وأنواعه.
الفصل الثاني: مسئولية الأب في التربية الخلقية: قسمه سبعة مباحث، الأول: الأخلاق مع الله، ويكون ذلك بإيقاظ الفطرة، وتعريف الطفل بنعم الله، وطرق رعايتها، ومراقبة الله في السر
والعلن، والحرص على الصلاة، وتعليم أدائها، وشروطها التي لا بد من التزامها، والتعويد على صلاة الجمعة والجماعة، والإيمان بالقضاء والقدر، ووجوبه، وأثره على المسلم، ورد بعض الشبه التي قد تعلق بذهن الصبي.
المبحث الثاني: الأخلاق مع الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام والملائكة عليهم السلام، بتركيز حبهم في نفس الغلام، والصلاة عليهم، وذلك ببيان منزلتهم، وما حباهم الله من خصائص، ومهامهم التي كلفهم الله بها، وقصصهم، والكتب المعينة على ذلك، والوسائل المعينة على حبهم، وبيان معنى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأدب معه، وطاعته، ثم الأخلاق مع الملائكة عليهم السلام.
المبحث الثالث: الأخلاق مع النفس، أي السلوك الصحيح مع النفس وتربيتها وتهذيبها، حتى تكون سوية صالحة، فتعرض في هذا المبحث لبعض الأخلاق التي ينبغي أن تغرس في الولد، وبعض الأخلاق التي يجب أن يبعد عنها، ومن ذلك: تحمل المسئولية، والبخل، وحب التملك، والحياء، والخوف، والغضب، والكذب، والسرقة، والكبر، حيث ذكر أنواع كل خلق، وأسبابه، وطرق غرسه، أو اقتلاعه، مع رسم صورة الهدي النبوي في ذلك، وذكر كلام المتقدمين والمحدثين فيه، مدعما قوله بالأدلة من الكتاب والسنة.
المبحث الرابع: الأخلاق مع المسلمين، ويقصد بهم جميع فئاتهم، ومنهم: العلماء، والوالدين، والإخوة، والأقارب،
والأصدقاء، والخدم، وآداب الطريق، والمجلس، فبيّن منزلة كل نوع، وذكر نوع الأخلاق التي يعاملون بها، والأمور التي تراعى في جانبهم.
المبحث الخامس: الأخلاق مع غير المسلمين، حيث بيّن كيف نظم الإسلام جميع شئون الحياة، ومن ضمنها العلاقات، حتى مع غير المسلمين، ثم ذكر كيف يربي الأب ابنه على هذه الأخلاق، وما هي المبادئ التي لا بد من غرسها حتى يطبقها الطفل، فتكلم عن الولاء والبراء، والاختلاط بالكفار، والتشبه بهم، ثم عرف بكيدهم، وطرق التعامل مع المرتد، وكيف يعلم الغلام على الدعوة إلى الله تعالى.
المبحث السادس: الأخلاق مع الشيطان، حيث عرف - أولا- بكيد الشيطان، وخطره على الإنسان، وتعريف الغلام بعالم الجن والشياطين، مع الحذر من تضخيم هذه القضية إلى الحد الذي تكون شغل الطفل الشاغل، ثم تكلم عن طرق حفظ الأولاد من مس الشيطان بقراءة الأذكار، وتحفيظهم إياها.
المبحث السابع: الأخلاق مع غير المكلفين، وهم الحيوانات والجمادات، فبين الرحمة بالحيوان، وحرمة إيذائها بأية طريقة من طرق الإيذاء، وحكم اقتناء الحيوانات، والتعامل معها، والاستفادة من ذلك، وكذلك الجمادات.
الفصل الثالث: مسئولية الأب في التربية الفكرية، حيث قدم له بمقدمة بيّن فيها اهتمام الإسلام بتربية الفرد فكريا، ثم قسم الطفل ثلاثة مباحث، الأول: الملكات العقلية عند الولد وطرق تنميتها، والثاني:
معوقات التربية الفكرية، والثالث: وسائلها، ففي الأول: تكلم عن الذكاء عند الولد، فعرفه، وذكر طرق الاستدلال عليه عنده، وتنميته، وفي الثاني: القدرة على الحفظ، وكيف تنمى، وطلب العلم، وضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الأولاد، وطرق ذلك، ثم تحدث عن معوقات التربية الفكرية، ومنها التقليد الأعمى، واتباع الهوى، والانحرافات في المدرسة، وخطر الاعتماد عليها في كل شيء، ثم وسائل التربية الفكرية التي هي: التلقين، وتعليم الكلام، والقراءة، والكتابة، والقصص والروايات، والتفكر في الكون.
الفصل الرابع: مسئولية الأب في التربية الجسمية، حيث قسمه إلى خمسة مباحث، الأول: آداب الأكل والشرب ومحظوراتهما، والثاني: النظافة والصحة العامة، والثالث: آداب النوم، والرابع: اللباس وستر العورة، والخامس: اللعب والرياضة.
الفصل الخامس: أهم العقبات التي تواجه الأب في طريق التربية الإسلامية، وقسمه إلى سبعة مباحث، الأول: الانحرافات الجنسية، أسبابها وعلاجها، والثاني: التلفزيون، والثالث: الغناء والموسيقى، والرابع: المخدرات، والخامس: الطلاق، والسادس: الخادمات الأجنبيات، السابع: الفراغ.
وفي هذين الفصلين كان المؤلف يصف عنوان المبحث، ثم يذكر أنواعه، وطرق تعويد الطفل عليه، وطرق علاجه، وخطورة هذه العقبات، وواقعها في المجتمع، وآثارها، مع ذكر بعض الإحصاءات
الحديثة.
وختم المؤلف كتابه بذكر بعض التوصيات والنتائج.
والكتاب جيد ومفيد، ويسد ثغرة بالغة الأهمية، ووجوده في مكتبة المرأة المسلمة ضرورة ملحة، ولا أعلم - حسب اطلاعي القاصر- كتابا يقوم مقامه، والمرأة المسلمة بحاجة إليه، وإن كان في أصله ألف للرجل، فكلاهما يقومان بنفس المهمة، وهي تربية الطفل المسلم، فحاجتها لهذا السبب لا تقل عن حاجة الرجل له.
والكتاب مادة علمية، وطرق عملية تربوية، لا بد من معرفة ما جاء فيها من قبل الآباء والأمهات، وقراءته لذلك مهمة، ومما يدعو للإعجاب به حقا أن مؤلفه صاغه بأسلوب سهل حتى أصبح صالحا لأن يقرأه كل أب وكل أم، وكل مقدمين على الزواج.
ومباحث الكتاب غطت الجانب الأعظم مما كتب الكتاب من أجله، مع الاختصار، وسرعة الوصول إلى المقصود، دون استطرادات مملة، ودون اقتضابات مخلة، حيث لا تتجاوز صفحات غالب مباحثه عدد أصابع اليد.
ومما زين الكتاب- كذلك - الروح العلمية المتزنة التي اتصف بها المؤلف، مع الأدب الجم عند عرض أقوال العلماء، والاعتماد المستنير على تفسيرهم للنصوص، وعدم إغفال أقوال المعاصرين، والإحصاءات الحديثة التي طعم بها بحثه.