الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7. إصابة الاجسام كفارة للخطايا والآثام
.
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا يُصِيبُ المُسلِمَ، مِن نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ وَلا حُزنٍ ولا أَذًى ولا غَمٍّ، حتَّى الشَّوكَةِ يُشَاكُها، إِلَّا كَفَّر اللهُ بها مِن خطاياهُ). (1)
من فقه الحديث:
إعلم أن البلاء قد يكون ثوابا وقد يكون عقابا.
8. أن يرضى العبد بما اختاره الله فهو خير له
.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لما نزلت: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)} [النساء: 123] بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قاربوا وَسَدِّدُوا ففي كُلِ ما يُصابُ به المسلم كَفَّارةٌ، حتى النَّكبةِ يُنكَبُها أو الشَّوكةِ يُشاكُها). (2)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله، وما عليه خطيئة). (3)
من فقه الحديثين:
أ. إعلم أن لك في كل مصيبة درجات ومحو خطيئات.
ب. إصبر وارضَ بقضاء الله تكن أسعد الناس.
9. أهل البلاء يوم القيامة أعظم ثوابا:
عن جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَودُّ أَهلُ العافيَةِ يَومَ القيَامةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البلاءِ الثَّوابَ لَو أَنَّ جُلودَهُم كَانت قُرِضَت في الدُّنيا بِالمقاريضِ). (4)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يُؤتَى بالشهيد يوم القيامة فَيُنصب لِلحِساب، ويُؤتَى بالمُتَصَدِّق فَيُنصَبُ للحساب، ثم يُؤتَى بأهل البلاء ولا يُنصَبُ لهم ميزان، ولا يُنشر لهم ديوان، فَيُصَبُّ عليهم الأجر صَباً حتى أن أهل العافية لَيَتَمنَّوْنَ في الموقف أن أجسادهم قُرِضَتُ بالمقاريض من حُسنِ ثواب الله.). (5)
(1) - البخاري، صحيح البخاري، كِتَابُ المَرْضَى، بَابُ مَا جَاءَ فِي كَفَّارَةِ المَرَضِ، ج 7، ص 114، حديث رقم 5641.
(2)
- مسلم، صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، بَابُ ثَوَابِ الْمُؤْمِنِ فِيمَا يُصِيبُهُ مِنْ مَرَضٍ، أَوْ حُزْنٍ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، ج 4، ص 1993، حديث رقم 2574.
(3)
- الترمذي، سنن الترمذي، ابواب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، ج 4، ص 602، حديث رقم 2399، حكم الالباني حسن صحيح.
(4)
- الترمذي، سنن الترمذي، ابواب الزهد، باب، ج 4، ص 603، حديث رقم 2402، حكم الألباني حسن.
(5)
- الطبراني، المعجم الكبير، باب العين، ج 12، ص 182.لألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، ج 5، ص 241، حديث رقم 2206، حكم الألباني حسن.
من فقه الحديثين:
أ. الصبر على البلاء أهون من الصبر على العذاب يوم القيامة.
ب. البلاء يرفع درجتك في الجنة.
10.
رسول صلى الله عليه وسلم يبشر الضعفاء بالجنة.
عن حَارِثَةَ بن وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أَلا أُخبرُكُم بأَهلِ الجنَّةِ؟ كلُّ ضعيفٍ مُتضعِّفٍ، لَو أَقسمَ على اللهِ لأَبرهُ، أَلا أُخبِرُكُم بِأَهلِ النَّارِ: كلُّ عُتُلٍّ، جَوَّاظ مُستَكبِرٍ). (1)
جاء في كتاب منار القاري شرح صحيح البخاري: "دل هذا الحديث على مشروعية الاستعانة بدعاء الضعفاء على النصر على الأعداء، إذا كانوا صالحين، وهو ما ترجم له البخاري، لأن النصر إنما هو من عند الله، فلا ينبغي الاعتماد فيه على مجرد القوة العسكرية، أو البطولة والشجاعة، وإنما ينبغي الاعتماد على الله، والإكثار من التضرع والاجتهاد في الدعاء، والتماس دعاء الضعفاء والصالحين، لما له من عظيم الأثر في مثل هذه المواقف". (2)
من فقه الحديث:
أ. كل أسرة عندهم فرد ضعيف فليحمدوا الله ففي بيتهم واحد من أهل الجنة.
ب. دعاء الضعفاء أكثر إجابة وقسمهم أكثر برا.
في نهاية هذا المطلب يتبين لنا أن ما أصاب ذوي الاحتياجات الخاصة فبقدر الله عز وجل، والتسليم بذلك والصبر عليه توجيه نبوي، لأنه جزء لا يتجزأ من الإيمان وان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعد الصابرين بالأجر العظيم ان هم صبروا على ما أصابهم من مصائب ومصاعب واحتسبوا الأجر والثواب عند الله.
(1) البخاري، صحيح البخاري، كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ، بَابُ {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13]، ج 6، ص 159، حديث رقم:4918.
(2)
- قاسم، حمزة محمد قاسم، منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري، راجعه: الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، الجمهورية العربية السورية- دمشق، مكتبة دار البيان، المملكة العربية السعودية - الطائف، مكتبة المؤيد، 1410 هـ-1990 م، ج 4، ص 105.