الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3. الرسول يحذر من ظلم الضعفاء
.
"عن جابر قال: لما رجعت مهاجرة الحبشة إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أَلا تحدثوني بأَعجب ما رأَيتُم بأَرض الحبشة؟ " قال فِتية منهُم: بلى يا رسول الله، بينما نحن جلوس مرت علينا عجوز مِنْ عجائزِهم، تحملُ على رأسها قُلَّةٌ مِنْ ماء، فمرت بفتى منهم، فجعل إِحدى يديه بَين كتِفَيها، ثمّ دفعها على ركبتيها، فانكسرت قلّتها، فلَما ارتفعت التفتت إِليه، ثمّ قالت: ستعلم يا غُدَرْ إِذا وضع الله الكرسي، وجمع الأَولين والآخرِين، وتكلمت الأَيدي والأَرجلُ بما كانوا يَكسبون، فسوف تَعلمُ أَمري وأَمركَ عِندهُ غدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدَقَت، ثُم صدقَت، كَيف يُقدس اللهُ قَوما لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم) ". (1)
"وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه) ". (2)
جاء في كتاب التنوير شرح الجامع الصغير "إن الله تعالى لا يقدس" لا يطهرها عن أدناس الذنوب ولا يعظمها ولا يرفع لها شأناً "أمة" هي الجيل من كل حي "لا يعطون الضعيف" الذي لا ظهر له ولا قوة ولا معين ولا ناصر "منهم حقه" ما هو له عند القوي. (3)
من فقه الحديثين:
أ. عندما يُعطَى ذوو الاحتياجات الخاصة حقهم، يقدس الله تعالى الأمَّة ويعلي شأنها.
ب. نصرة الضعفاء سبب لمغفرة الذنوب.
ج. من أسباب الهوان ظلم الضعفاء.
4. من الرحمة بذوي الاحتياجات الخاصة عدم غيبتهم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رجلا قام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأوا في قيامه عجزا، فقالوا: ما أعجز فلانا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكَلْتُم أخاكُمْ واغَتَبْتُمُوه)، (4) جاء في شرح صحيح البخاري لابن بطال: وإنما يكون ذلك غيبة من قائله إذا قاله على وجه الذم والعيب للمقول فيه، وهو له كاره، وعن مثل هذا ورد النهى، وأما إذا قاله على وجه التعريف والتميز له من سائر الناس، فإن ذلك بعيد من
(1) - ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ التميمي أبو حاتم الدارمي البُستي، (توفي: 354 هـ)، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1408 هـ-1988 م، كتاب القضاء، ذكر الإخبار عما يجب على المرء من معونة الضعفاء وأَخذ مالهم من الأقوياء، ج 11، ص 443، حديث رقم 5058. حكم الالباني صحيح لغيره.
(2)
- الألباني، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الأشقودري الألباني، (توفي: 1420 هـ)، صحيح الجامع الصغير وزياداته، باب الهمزة، المكتب الإسلامي للنشر، ج 1، ص 379، حديث رقم 1858، حكم الألباني صحيح.
(3)
- انظر، الأمير، التنوير شرح الجامع الصغير، ج 3، ص 361.
(4)
- الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني، (توفي: 360 هـ)، المعجم الأوسط، تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، القاهرة، دار الحرمين للنشر، باب الألف، باب مَنِ اسمه أحمد، ج 1، ص 145، حديث رقم 458.