الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع في الدال على كذب الخبر
ش: هذا الفصل هو على ضد [ما عليه](1) الفصل الذي قبله.
قوله: (وهو خمسة، منافاته (2) لما علم بالضرورة، أو النظر، أو الدليل القاطع، أو ما شأنه (3) أن يتواتر (4)[ولم يتواتر](5) كسقوط المؤذن يوم الجمعة (6) ولم يخبر به إِلا واحد، وكقواعد (7) الشرع، أولهما جميعًا، كالمعجزات، أو طلب في صدور الرواة أو كتبهم بعد استقرار (8) الأحاديث فلم يوجد).
ش: قوله: (منافاته لما علم بالضرورة (9)).
(1) ساقط من ز.
(2)
"منافاة" في أ.
(3)
"أو فيما شانه" في نسخ المتن.
(4)
"أن يكون متواترًا" في نسخ المتن.
(5)
ساقط من ز.
(6)
"عن المنابر" زيادة في ز.
(7)
"أو لقواعد" في خ.
(8)
"استقراء" في نسخ المتن.
(9)
انظر: المعتمد 2/ 547، والبرهان فقرة 523، والمستصفى 1/ 142، والمحصول 2/ 1/ 413، والمعالم ص 238، والإحكام للآمدي 2/ 12، والإبهاج 2/ 326، ونهاية السول 3/ 88، وشرح القرافي ص 355، والمسطاسي ص 102.
مثال مخالفة الخبر لما علم بالضرورة كقولك: الواحد ليس نصف الاثنين (1).
قوله: (أو النظر)(2)، مثال مخالفة الخبر لما علم بالنظر والاستدلال: قولك: الواحد ليس سُدُس عشر الستين أو الواحد ليس [ربع](3) عشر الأربعين.
[قوله: (والدليل القاطع)](4)(5).
مثال مخالفة الخبر لما علم بالدليل القاطع: قولك (6): والشمس ليست بطالعة (7)، ونحن نشاهدها طالعة، لأن الحس دليل قاطع.
قوله: (أو ما شأنه أن يتواتر (8) ولم يتواتر) (9)، هذا رابع، وما
(1) انظر: شرح القرافي ص 355، والمسطاسي ص 102.
(2)
انظر: البرهان فقرة 523، والمستصفى 1/ 142، والإحكام للآمدي 2/ 12، والإبهاج 2/ 326، ونهاية السول 3/ 88، وشرح القرافي ص 355، والمسطاسي ص 102.
(3)
ساقط من الأصل.
(4)
ساقط من ز.
(5)
انظر: المستصفى 1/ 142، والمحصول 2/ 1/ 413، والإحكام للآمدي 2/ 12، وشرح القرافي ص 355، والمسطاسي ص 102.
(6)
"قوله" في ز.
(7)
"ليس مطالع" في ز.
(8)
"أن يكون متواترًا" في ز.
(9)
انظر: المعتمد 2/ 547، والبرهان فقرة 523، والمنخول ص 247، والمستصفى 1/ 142، والمحصول 2/ 1/ 414، والمعالم ص 238، والإبهاج 2/ 326، ونهاية السول 3/ 88، والمسطاسي ص 102.
موصولة، أو نكرة [موصوفة](1)، تقديره على أنها موصولة: أو [كونه](2) الخبر الذي شأنه أن يتواتر ولم يتواتر (3)، وتقديره على أنها نكرة موصوفة: أو كونه خبرًا شأنه أن يتواتر [ولم يتواتر](4).
وهذا (5) الذي شأنه أن يتواتر على ثلاثة أقسام:
إما لغرابته (6)، وإما لشرفه، وإما لهما معًا، أي لغرابته وشرفه (7) جميعًا (8).
ومثال ما شأنه أن يكون متواترًا [لغرابته: سقوط المؤذن عن المنار يوم الجمعة (9).
ومثال ما شأنه أن يكون متواترًا] (10) لشرفه: قواعد الشرع، كوجوب الصلاة والزكاة، وتحريم الزنا والخمر، وغير (11) ذلك من قواعد الدين (12).
(1) ساقط من الأصل وفي ز: "موصفة". والصواب المثبت ويشهد له الكلام الآتي في التقدير.
(2)
ساقط من ز.
(3)
"أو لم تواتر" في ز.
(4)
ساقط من ز.
(5)
"وهو" في ز.
(6)
"الا قرابته" في ز.
(7)
"ولشرفه" في ز.
(8)
انظر: المعتمد 2/ 547، 548، والمحصول 2/ 1/ 414، وشرح القرافي ص 355.
(9)
انظر: شرح القرافي ص 355، والمسطاسي ص 102.
(10)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(11)
"ونحو" في ز.
(12)
انظر: شرح القرافي ص 355، والمسطاسي ص 102.
ومثال ما شأنه أن يكون متواترًا لغرابته وشرفه: معجزات الرسول عليه السلام، ففيها الغرابة، لأنها من خوارق العادات (1) وفيها الشرف لأنها أصل النبوة (2)، فإذا لم يتواتر شيء من ذلك ولم ينقله إلا واحد فإنه يدل على كذب المخبر (3)، ولكن بشرطين:
أحدهما: أن يحضره جمع كبير.
والثاني: ألا يقوم غيره مقامه في حصول المقصود منه.
فقولنا: أن يحضره جمع (4) كبير، احترازًا من انشقاق القمر (5)
(1)"العادة" في ز.
(2)
انظر: شرح القرافي ص 355، والمسطاسي ص 102.
(3)
"الخبر" في ز.
(4)
"جميع" في ز.
(5)
انشقاق القمر معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ظهرت على يديه لإقامة الحجة على الكافرين، وقد كثرت فيها الأحاديث حتى قال بعض العلماء: إنه مما تواتر، فقد روي في ذلك أحاديث عن ابن مسعود وعلي وحذيفة وجبير بن مطعم وأنس وابن عمر وابن عباس روى بعضًا منها البخاري ومسلم، والأمة متفقة على أن الانشقاف حدث في زمان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم شقتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اشهدوا". أخرجه البخاري في المناقب رقم 3636، وانظر صحيح مسلم في كتاب صفة القيامة الحديث رقم 2800، والترمذي في التفسير رقم 3285.
وقد ورد حديث أنس أن ذلك كان بمكة وفيه: "أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر" أخرجه البخاري برقم 3637 في المناقب، وانظر مسلم رقم 2802، في كتاب صفات المنافقين، والترمذي رقم 3286 في التفسير. وانظر روايات أخرى للحديث في البخاري برقم 3638 عن ابن عباس في المناقب، وفي مسلم عنه أيضًا برقم 2803 في صفات المنافقين، وانظر مسلم أيضًا رقم 2801 عن ابن عمر، وعنه أيضًا في الترمذي برقم 3288.
وانظر: تفسير ابن كثير 4/ 261 وما بعدها، وتفسير أبي حيان 8/ 173 وما بعدها، وفتح الباري 6/ 632.
فإنه (1) لم يحضره عدد التواتر لأنه وقع في الليل.
وقولنا: ألا يقوم غيره مقامه، احترازًا من بقية معجزات الرسول عليه السلام، كتكثير القليل (2)، ونطق العجماء (3)، ونبع الماء من بين أصابعه (4)
(1)"بأنه" في ز.
(2)
ورد في هذا أحاديث كثيرة أذكر نماذج منها:
أ - حديث جابر وقصة دعوته النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى طعام صنعه له في أثناء غزوة الخندق، وكان عناقًا وبعض شعير فأكل منها أهل الخندق وبقي بعدهم بقية، وذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أخرجه البخاري في المغازي برقم 4101، وأخرجه مسلم في الأشربة برقم 2039، والدارمي في المقدمة 1/ 20، وأحمد في المسند 3/ 377.
ب - حديث أنس في طعام أبي طلحة وأم سليم في غزوة الخندق أيضًا، وقد أخرجه البخاري في المناقب رقم 3578، والترمذي في المناقب رقم 3630، والدارمي 1/ 22.
جـ - حديث عكة أم مالك التي كانت تهدي فيها للنبي صلى الله عليه وسلم سمنًا، وكانت كلما التمست سمنًا وجدت فيها، فلما عصرتها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم:"لو تركتيها مازال فائمًا". وقد أخرجه مسلم في الفضائل عن جابر برقم 2280.
(3)
أحاديث نطق العجماء كثيرة، أشهرها حديث حنين الجذع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عليه، فلما اتخذ المنبر صاح حتى كاد أن ينشق فضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سكن، أخرجه البخاري في كتاب المناقب عن ابن عمر برقم 3583، وعن جابر برقم 3584، وأخرجه الترمذي في المناقب عن أنس برقم 3627، وأخرجه ابن ماجه في إقامة الصلاة عن جابر برقم 1417، وعن أنس برقم 1415، وعن أبي بن كعب برقم 1414، وأخرجه الدارمي عن ابن عمر 1/ 15، وعن جابر 1/ 17، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 137. ومنها حديث تسبيح الطعام وهو يؤكل الذي أخرجه البخاري عن ابن مسعود في المناقب برقم 3579، وأخرجه الدارمي 1/ 15.
ومنها الحجر الذي كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، أخرجه الترمذي عن جابر بن سمرة في كتاب المناقب برقم 3624.
(4)
نبع الماء بسبب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت به أحاديث كثيرة انظرها في البخاري في كتاب المناقب برقم 3571 عن عمران بن حصين، ورقم 3572، و3575 عن =
وغير ذلك من معجزاته عليه السلام، فإنه حضر الجمع العظيم، إلا أن الأمة اكتفت بنقل القرآن وإعجازه عن (1) غيره من معجزاته عليه السلام، فلذلك لم تنقل بالتواتر فنقلت آحادًا مع أن شأنها أن تكون متواترة (2).
قوله: (أو لهما جميعًا)، هذا الضمير يعود على الغرابة والشرف، يدل على ذلك سياق الكلام (3) وإن لم يتقدم لهما ذكر، كقوله تعالى:{كُلّ مَن عَلَيْهَا فَانٍ} (4)[أي على الأرض](5) وقوله تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (6) يعني الشمس، تقدير كلام المؤلف: أو ما شأنه أن يتواتر لغرابته كسقوط المؤذن (7) عن المنار (8) يوم الجمعة، أو لشرفه كقواعد الشرع، أو لهما جميعًا كالمعجزات.
قوله: (أو طلب في صدور الرواة أو كتبهم بعد استقرار الأحاديث فلم يوجد)، هذا خامس.
= أنس، ورقم 3576 عن جابر، وفي مسلم برقم 2279 عن أنس في كتاب الفضائل، وفي الترمذي برقم 3637 عن أنس في كتاب المناقب، وفي النسائي 1/ 161، عن أنس في كتاب الطهارة، وفي الموطأ 1/ 32 عن أنس في كتاب الطهارة، وفي الدارمي 1/ 14 عن جابر في المقدمة.
(1)
"من" في ز.
(2)
انظر الشرطين ومحترزاتهما في: شرح القرافي ص 356، والمسطاسي ص 102.
(3)
"الكلم" في ز.
(4)
الرحمن: 26.
(5)
ساقط من الأصل.
(6)
سورة (ص): 32.
(7)
"المذن" في الأصل.
(8)
"المنابر" في ز.
تقديره: أو كونه طلب فلم (1) يوجد، يعني (2): أن الأحاديث بعد (3) استقرارها وتحصيلها في الصدور أو الكتب (4)، إذا طلب حديث ولم يوجد عند الرواة ولا في شيء من كتب الحديث فإنه يدل على كذبه، ولكن بشرط استيعاب الاستقراء (5) بحيث لا يبقى ديوان ولا راوٍ إلا وقد كشف أمره في جميع أقطار الأرض، وذلك متعذر أو متعسر (6).
وأما الكشف في البعض دون البعض فلا يقطع [بكذبه و](7) عدمه (8)، لاحتمال أن يكون ذلك الحديث في البعض الباقي.
وقد ذكر أبو حازم (9) حديثًا في مجلس هارون الرشيد (10)
(1)"ولم" في ز.
(2)
"نعنى" في ز.
(3)
"تعد" في ز.
(4)
"أو في الكتب" في ز.
(5)
"الاستقرار" في ز.
(6)
انظر: شرح القرافي ص 356، والمسطاسي ص 103.
(7)
ساقط من ز.
(8)
"بعدمه" في ز.
(9)
هو سلمة بن دينار المدني المعروف بأبي حازم الأعرج، واعظ زاهد من أقران الزهري بل من شيوخه، أخذ عن سهل بن سعد الساعدي وعن كبار التابعين وعنه خلق من مشاهير التابعين منهم الحمادان والسفيانان، توفي سنة 135 هـ.
انظر: تهذيب التهذيب 3/ 143، وتهذيب ابن عساكر 6/ 218، وطبقات خليفة ص 264، والحلية 3/ 229.
(10)
أمير المؤمنين هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور العباسي، أحد عظماء خلفاء المسلمين الذين دانت لهم معظم الأقطار حتى خاطب السحابة بقوله:"أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك"، ولد بالري سنة 149 هـ، ونشأ في دار الخلافة ببغداد، وبويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة 170 هـ، فازدهرت الدولة في =
بحضرة (1) ابن شهاب الزهري، فقال ابن شهاب: لا أعرف هذا الحديث، فقال له أبو حازم: أكل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفتها؟ فقال: لا، فقال (2): أثلثها؟ فقال: لا، فقال [له] (3): أنصفها؟ فسكت فقال له: اجعل هذا في النصف الذي لم تعرفه.
فهذا (4) ابن شهاب مع كثرة حفظه، فما ظنك بغيره؟ (5).
= عهده وسار في الناس سيرة حسنة حتى توفي سنة 193 هـ.
انظر: تاريخ بغداد 14/ 5، والشذرات 1/ 334، والبداية والنهاية 1/ 213.
(1)
"بمحضرة" في الأصل.
(2)
"له" زيادة في ز.
(3)
ساقط من ز.
(4)
وهذا في ز.
(5)
ذكر هذه القصة القرافي في شرحه ص 356، والمسطاسي ص 103.
وسياق هذه القصة غريب، فإن أبا حازم والزهري لم يدركا عهد الرشيد، إذ توفي أبو حازم سنة 135 هـ وابن شهاب توفي سنة 125 هـ، أما الرشيد فلم يولد إلا سنة 149 هـ، وتوفي سنة 193 هـ.
وقد نقل حلولو عن العراقي اعتراضه على القرافي في إيراد هذه القصة.
قال: إنهما ماتا قبل مجيء الدولة العباسية وإنما كان اجتماعهما في مجلس سليمان ابن عبد الملك. اهـ.
قلت: ولم أجد من ذكرها في ترجمة أبي حازم ولا في ترجمة الزهري.
وقد وجدت قريبًا منها بين الزهري وإسماعيل بن محمد وهي ما رواه البيهقي بسنده إلى إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عمه عامر بن سعد عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى كأني أنظر إلى صفحة خده، فقال الزهري: ما سمعنا هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له إسماعيل بن محمد: أكل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمعته؟ قال: لا، قال: فثلثه؟ قال: لا، قال: فنصفه؟ فوقف الزهري عن النصف أو عند الثلث، فقال له إسماعيل: اجعل هذا =
. . . . . . . . . . . . . . . .
= الحديث فيما لم تسمع. اهـ، انظر: سنن البيهقي 2/ 178. وانظر: زاد المعاد 1/ 260 من تحقيق الأرناؤوط، وإسماعيل من قرناء الزهري حيث توفي سنة 134 هـ، ويكنى أبا محمد.
انظر ترجمته في: طبقات ابن سعد الجزء المتمم لطبقات تابعي أهل المدينة ص 239، وتهذيب التهذيب 1/ 329، والتاريخ الكبير للبخاري 1/ 371، وانظر: شرح حلولو ص 305