الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الخامس والعشرون: باب ما جاء في الألوية من كتاب الجهاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
4/195-196 سنن الترمذي بتحقيق وتعليق إبراهيم عطوة عوض
حدثنا أبو كريب، ومحمد بن عمر بن الوليد الكندي، ومحمد بن رافع قالوا: حدثنا يحيى بن آدم، عن شريك1، عن عمار –هو الدهني-، عن أبي الزبير، عن جابر2"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة ولواؤه3 أبيض".
1 شريك هو ابن عبد الله النخعي الكوفي القاضي أبو عبد الله تقدمت ترجمته في أكثر من موضع، وهو كما قال عنه ابن حجر في "تقريب التهذيب" 1/351:"صدوق يخطئ كثيراً".
2 جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام: (بمهملة وراء) الأنصاري، ثم السلمي: بفتحتين، صحابي ابن صحابي، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة، بعد السبعين، وهو ابن أربع وتسعين، روى له الجماعة. "المصدر السابق" 1/122 وانظر:"الإصابة" 1/213.
3 الراية واللواء: قيل أنهما مترادفان لا فرق بينهما، وقيل بينهما فرق بأن الراية: العلم الصغير، واللواء: العلم الكبير. قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر" 4/279: "اللواء: الراية ولا يمسكها إلا صاحب الجيش" ا?.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" 6/126: "اللواء: (بكسر اللام والمد) هي الراية ويسمى أيضاً العلم، وكان الأصل أن يمسكها رئيس الجيش، ثم صارت تحمل على رأسه. وقال أبو بكر بن العربي: "عارضة الأحوذي" 7/ 177 اللواء غير الراية، فاللواء ما يعقد في طرف الرمح، ويلوى عليه، والراية ما يعقد فيه، ويترك حتى تصفقه الرياح. وقيل: اللواء دون الراية. وقيل اللواء العلم الضخم، والعلم علامة لحمل الأمير يدور معه حيث دار، والراية يتولاها صاحب الحرب. وجنح الترمذي إلى التفرقة فترجم بالألوية، وأورد حديث جابر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة ولواءه أبيض" ثم ترجم للرايات، وأورد حديث البراء: "إن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء مربعة من نمرة" وحديث ابن عباس "كانت رايته سوداء ولواؤه أبيض" ا?.
كلام الترمذي على هذا الحديث
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يحيى ابن آدم، عن شريك.
وسألت محمداً عن هذا الحديث؟. فلم يعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم، عن شريك. وقال: حدثنا غير واحد، عن شريك، عن عمار، عن أبي الزبير، عن جابر:"أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة، وعليه عمامة سوداء"1.
1 أخرجه مسلم في "صحيحه"(المناسك 9/132 بشرح النووي) عن علي بن حكيم الأودي عن شريك به، والنسائي في "سننه"(الزينة 8/211) عن الفضل بن دكين عن شريك به. وأخرجه المصنف في اللباس من "سننه"(5/410 مع تحفة الأحوذي) وفي "الشمائل المحمدية"/55-56 ولكن من طريق حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر، وكذا أخرجه أبو داود في "سننه"(11/128 مع عون المعبود) والنسائي في "سننه"(الزينة 8/211) وابن ماجة في "سننه"(2/1186 رقم الحديث 3585) وابن عبد البر في "التمهيد" 6/172.
وأخرجه مسلم في "صحيحه"(المناسك 9/132 بشرح النووي) ، عن يحيى ابن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد، عن معاوية بن عمار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام" وأخرجه النسائي في "سننه" (الزينة 8/211) من طريق قتيبة به.
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال " 4/137 في ترجمة معاوية ابن عمار: "قلت فمن أفراده –إن كان قد رواه مسلم- عن أبي الزبير، عن جابر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء" ا?.
وقال ابن حجر في ترجمته من "تهذيب التهذيب" 10/214: "له في صحيح
...........................................................................................................
صحيح مسلم والنسائي حديث واحد متابعة في دخوله صلى الله عليه وسلم مكة بغير إحرام".
قال الذهبي في ترجمة أبي الزبير من "ميزان الاعتدال" 4/37: "معاوية بن عمار –وليس بذلك- عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام" أخرجه مسلم. وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضع فيها أبو الزبير السماع عن جابر، وهي من غير طريق الليث عنه ففي القلب منها شيء" ا?.
قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 2/207: "محمد بن مسلم ابن تدرس (بفتح المثناة وسكون الدال المهملة وضم الراء) الأسدي مولاهم "أبو الزبير" المكي، صدوق إلا أنه يدلس، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين أي ومئة، روى له الجماعة" ا?.
وذكره في المرتبة الثالثة من "طبقات المدلسين"/11 فقال: "محمد بن مسلم ابن تدرس المكي أبو الزبير من التابعين، مشهور بالتدليس، ووهم الحاكم في كتاب "علوم الحديث" فقال في "مسنده" "وفيه رجال غير معروفين بالتدليس"، وقد وصفه النسائي وغيره بالتدليس" ا?.
وقال العلائي في "جامع التحصيل" 2/197 مشهور بالتدليس قال سعيد بن أبي مريم (الجمحي بالولاء أبو محمد المصري ثقة، ثبت، فقيه، من كبار العاشرة، مات سنة أربع وعشرين أي ومئتين، روى له الجماعة "تقريب التهذيب" 1/293) ثنا ليث بن سعد (ابن عبد الرحمن الفهمي أبو الحارث المصري، ثقة ثبت، فقيه إمام مشهور، من السابعة، مات في شعبان سنة خمس وسبعين أي ومئة، روى له الجماعة. "تقريب التهذيب" 2/138) قال: "جئت أبا الزبير فدفع إلي كتابين، فانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو أني عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر؟ قال: فسألته؟ فقال: منه ما سمعت، ومنه ما حدثت عنه، فقلت له اعلم لي على ما سمعت منه، فاعلم لي على هذا الذي عندي". قال العلائي: "ولهذا توقف جماعة من الأئمة عن الاحتجاج بما لم يروه الليث، عن أبي الزبير عن جابر" ا?. وانظر: "تهذيب التهذيب" 9/443 و"الكامل" 4/صفحة 68 في ترجمة أبي الزبير.
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/37: "وأما أبو محمد ابن حزم فإنه يرد من حديثه ما يقول فيه: "عن جابر" ونحوه؛ لأنه عندهم ممن يدلس، فإذا قال: -سمعت وأخبرنا- احتج به، ويحتج به ابن حزم إذا قال: "عن" مما رواه عنه الليث ابن سعد خاصة، وذلك لأن سعيد بن أبي مريم قال
…
فساق القصة التي ساقها العلائي، وانظر:"المغني في الضعفاء" له 2/632.
وقد أخرج البخاري لأبي الزبير عن جابر ولكن مقروناً بغيره، وفي هذا إشارة ودلالة على أنه لم يعتمده وحده إذا عنعن عن جابر، كما حصل من مسلم قال ابن حجر في "هدي الساري مقدمة فتح الباري"/442، وقد أورده فيه؛ لأنه من رجال البخاري الذين طعن فيهم. قال في الدفاع عنه:"أحد التابعين مشهور وثقه الجمهور، وضعّفه بعضهم لكثرة التدليس وغيره، ولم يرو له البخاري سوى حديث واحد في البيوع قرنه بعطاء عن جابر، وعلق له عدة أحاديث، واحتج به مسلم والباقون" ا?.
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" عن أبي الزبير: 4/37: "وهو من أئمة العلم اعتمده مسلم، وروى له البخاري متابعة" ا?. انظر: صحيح البخاري 4/387 مع فتح الباري.
قال محمد: والحديث هو هذا.
والدهن بطن من بجيلة، وعمار الدهني هو: عمار بن معاوية الدهني، ويكنى أبا معاوية، وهو كوفي، ثقة عند أهل الحديث1.
1 عمار بن معاوية الدهني (بضم أوله وسكون الهاء بعدها نون) أبو معاوية البجلي، الكوفي، صدوق، يتشيع من الخامسة، روى له مسلم، وأهل السنن الأربعة "تقريب التهذيب" 2/48 وانظر في ترجمته:"تهذيب التهذيب" 7/406 و"ميزان الاعتدال" 3/170.
تخريج الحديث
أخرج الحديث سوى الترمذي:
أبو داود في "سننه"1. وسكت عليه، واقتصر المنذري في "مختصر السنن"2 على نقل كلام الترمذي.
النسائي في "سننه"3.
ابن ماجة في "سننه"4. بلفظ: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح ولواؤه ابيض".
ابن حبّان في "صحيحه"5. بلفظ: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام فتح مكة ولواؤه أبيض".
الحاكم في "المستدرك"6 وقال: "هذا حديث صحيح على شرط
1 3/45.
2 3/406.
3 5/200.
4 2/941 رقم الحديث (2817) .
5 انظر: "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان"/416.
6 2/104.
مسلم، ولم يخرجاه"، وأقرّه الذهبي.
البيهقي في "السنن الكبرى"1.
ابن عبد البر في "التمهيد"2. بلفظ: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وعلى رأسه عمامة سوداء، ولواؤه أبيض".
حكم هذا الحديث
تفرد يحيى بن آدم بهذا الحديث، وخالف فيه بقية أصحاب شريك، فقد رواه غير واحد –كما قال البخاري- عن شريك بلفظ:"أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة، وعليه عمامة سوداء"، لذا حكم البخاري بأن الحديث المحفوظ هو هذا، وأما حديث يحيى بن آدم فليس بمحفوظ أي شاذ.
ويحيى بن آدم يقبل تفرده؛ لأنه ثقة ولكن إذا خالف الجماعة كما هو هنا فلا يقبل؛ فإن تخطئة الفرد أقرب من تخطئة الجميع، وكأن يحيى بن آدم عرف بشيء من المخالفة؛ لأننا نجد ابن أبي شيبة يقول فيه كما في "تهذيب التهذيب"3: "ثقة، صدوق، ثبت، حجة
1 6/362.
2 6/173.
3 11/175 قال ابن حجر في "تقريب التهذيب" 2/341 يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي، أبو زكريا مولى بني أمية، ثقة حافظ، فاضل من كبار التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين، روى له الجماعة. وانظر في مصادر ترجمته. "تذكرة الحفاظ" 1/359-360 و"الجرح والتعديل" 4/2/128 و"التاريخ الكبير" 4/2/261-262 و"التاريخ الصغير" 2/298 و"الطبقات" لخليفة بن خياط/172 و"تهذيب الأسماء واللغات" الجزء الثاني من القسم الأول/150.
ما لم يخالف من هو فوقه؛ مثل وكيع" ا?.
هذا وورد في لواء النبي صلى الله عليه وسلم وكونه أبيض أكثر من حديث، فقد أخرج:
الترمذي في "سننه"1.
وابن ماجة في "سننه"2.
والحاكم في "المستدرك"3.
والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"4.
كلهم من طريق يزيد بن حيان، عن أبي مجلز لاحق بن حميد، عن ابن عباس "رضي الله عنهما" قال:"كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض".
قال الترمذي عقب تخريجه: "هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس" ا?.
1 5/328-329 مع "تحفة الأحوذي".
2 2/941 رقم الحديث (2818) .
3 2/105.
4 14/332 في ترجمة يزيد بن حيان.
وقال المنذري1: "وأخرج البخاري هذا الحديث في "تاريخه الكبير"2 من رواية يزيد هذا مقتصرا على الراية" ا?.
قال ابن حجر في "تقريب التهذيب"3: "يزيد بن حيان النبطي (بفتح النون والموحدة) البلخي نزيل المدائن أخو مقاتل، صدوق يخطئ، من السابعة، روى له أبو داود في "القدر"، والترمذي وابن ماجة".
أما أبو مجلز (بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي) فهو: لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري، مشهور بكنيته، ثقة من كبار الثالثة، مات سنة ست، وقيل تسع ومئة، وقيل قبل ذلك، روى له الجماعة4.
وقد ذكر ابن حجر الحديث في "فتح الباري"5، ووهم في عزوه لأبي داود والنسائي؛ لأنهما لم يخرجاه6. وقال ابن حجر عقب ذلك: "ومثله لابن
1 مختصر سنن أبي داود 3/406 مع شرح وتهذيب سنن أبي داود.
2 4/2/325.
3 11/322 وانظر في مصادر ترجمته: تهذيب التهذيب 11/321 ميزان الاعتدال 4/421 المغني في الضعفاء 2/748 الجرح والتعديل 4/2/256 المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 3/103، 189.
4 تقريب التهذيب 2/341.
5 6/126.
6 عزاه المزي في "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" 5/266 للترمذي وابن ماجة فقط، وانظر: مختصر سنن أبي داود 3/406 مع شرح وتهذيب سنن أبي داود، ونيل الأوطار 7/250.
عدي من حديث أبي هريرة، ولأبي يعلى من حديث بريدة" ا?.
وسيأتي إن شاء الله تعالى حديث أبي هريرة من رواية أبي الشيخ ابن حيان، كما سيأتي حديث بريدة.
وأورد الحديث السيوطي في "الجامع الصغير"1، وعزاه لابن ماجة والحاكم كما رمز لضعفه.
قال المناوي2: "ولم يصححه الحاكم وزاد الذهبي فيه: أن فيه يزيد بن حيان وهو أخو مقاتل، وهو مجهول الحال. وقال البخاري: عنده غلط ظاهر، وساقه ابن عدي3 من مناكير يزيد بن حيان، عن عبيد الله4 إلى أن قال: ورواه الطبراني باللفظ المذكور من هذا الوجه، وزاد مكتوب عليه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ا?.
1 5/170 مع "فيض القدير".
2 فيض القدير 5/170.
3 الكامل 2 قسم 1 صفحة 186.
4 هكذا جاء في "فيض القدير"، وهو خطأ صوابه:"وساقه ابن عدي من مناكير حيان ابن عبيد الله"؛ فإن ابن عدي ساقه كذلك، أما يزيد بن حيان فإنه –كما طهر لي- لم يورده في الكامل، وقد روى ابن عدي الحديث عن أبي يعلى الموصلي، وكذا رواه أبو الشيخ ابن حيان في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه"/143، ومن طريق أبي الشيخ رواه البغوي في "شرح السنة" 10/403 ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" 2/7 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل.
ولم يقل الذهبي ذلك، وإنما قال1:"قلت: يزيد ضعيف" ا?.
وحتى لو قال الذهبي ذلك فلا يسلّم؛ لأن يزيد بن حيان معروف.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"2: "وعن ابن عباس قال: "كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض، مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله" –قلت: رواه الترمذي، وابن ماجة خلا الكتابة عليه- رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه حيان بن عبيد الله. قال الذهبي:"بيض له ابن أبي حاتم، فهو مجهول" ا?.
وقد تعقبه حبيب الرحمن الأعظمي في "تحقيقه" للمطالب العالية لابن حجر فقال3: "الذي قال فيه ابن أبي حاتم أنه مجهول غير هذا4، قد قال في هذا5: إنه صدوق" ا?.
1 تلخيص المستدرك 2/105 مع المستدرك.
2 5/321.
3 2/151.
4 قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/2/246: "حيان بن عبيد الله المروزي خرج من مرو ليالي الفتنة، روي عن
…
سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو مجهول" ا?. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/623: "حيان بن عبد الله أو ابن عبيد الله المروزي، ذكره ابن أبي حاتم وبيض. مجهول" ا?. انظر: لسان الميزان 2/369 ولا يخفى أن ابن أبي حاتم لم يبض له، بل قال فيه عن أبيه هو مجهول، كما سبق.
5 الجرح والتعديل 1/2/246.
وعندي أنه كان ينبغي أن يكون التعقيب على هذه الصورة الآتية:-
"الذي بيض له ابن أبي حاتم غير هذا –على أنه لم يبيض له، كما هو موضح في الهامش- وقد قال في هذا أنه صدوق؛ لأن كلمة فهو مجهول من الذهبي، وإلا كيف يقال عن ابن أبي حاتم أنه بيض له، ثم يقال: إنه قال فيه: إنه مجهول".
وإذا تقرر ذلك فإن الذي قال: إنه مجهول ابن حزم، نقل ذلك عنه ابن حجر في "لسان الميزان"1 في ترجمة حيان بن عبيد الله هذا، ولكن ابن حجر تعقبه ولم يتركه فقال:"وقال ابن حزم مجهول فلم يصب" ا?.
وروى أبو يعلى في "مسنده"2، والطبراني في "الكبير"3 من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال:"كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض".
قال الهيثمي "مجمع الزوائد"4 بعد أن أورد هذا الحديث: "فيه حيان بن عبيد الله
…
، وبقية رجال أبي يعلى ثقات".
1 2/370.
2 3 ورقة 239، وانظر:"فتح الباري" 6/126 ورواه عن أبي يعلى ابن عدي في الكامل 2 قسم 1 صفحة 186 في ترجمة حيان بن عبيد الله وأبو الشيخ ابن حيان في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم/143.
3 2/7.
4 5/321.
كما رواه الذهبي مع الذي قبله وهو حديث ابن عباس، ولكن دون الزيادة في ترجمة حيان بن عبيد الله من "ميزان الاعتدال"1، فقال:"حيان ابن عبيد الله أبو زهير شيخ بصري عن أبي مجلز. قال البخاري2: ذكر الصلت منه الاختلاط. روى عنه مسلم وموسى التبوذكي. وقال إبراهيم ابن الحجاج السامي: حدثنا حيان بن عبيد الله أبو زهير العدوي، حدثنا أبو مجلز عن ابن عباس، وحدثنا ابن بريدة عن أبيه: "أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء، ولواؤه أبيض، وذكره ابن عدي في الضعفاء".
وصفوة القول: أن حديث ابن عباس حديث حسن، فقد تابع يزيد ابن حيان على روايته، عن أبي مجلز حيان بن عبيد الله، وشاهده حديث عبد الله بن بريدة، وحديث أبي هريرة الذي رواه أبو الشيخ ابن حبان؛ فإنه بعد أن روى حديث ابن عباس وحديث ابن بريدة، روى حديث أبي هريرة إلا أنه أحال به عليه بقوله "مثله ولم يذكره فقال:
حدثنا أحمد بن زنجويه المخرمي، ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا ابن وهب، ثنا محمد بن أبي حميد الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
كما روى أبو الشيخ ابن حيان3 الحديث عن عائشة وابن عمر
1 1/623.
2 التاريخ الكبير انظر 2/1/85.
3 أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه/143.
وابن عباس من طريق آخر، فقال: حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، ثنا سعيد بن عنبة، ثنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة أظنه عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض، وكانت رايته سوداء من مرط1 لعائشة مُرَحَّل".2
حدثني عبد الله بن يحيى بن حاتم حدثني أبي، عن أبيه، عن المعلى بن هلال، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن سول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عقد لواء عقده أبيض، وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا سعد عن الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال:"كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض ورايته سوداء".
1 المرط: الكساء من صوف أو خز أو حرير. انظر: مختار الصحاح/621، والنهاية في غريب الحديث والأثر 4/319.
2 أي نقش عليه تصاوير رحال الإبل. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 2/210.