الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثاني والثلاثون: باب ومن سورة "ص" أبواب التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
5/368-369 سنن الترمذي بتحقيق إبراهيم عطوة عوض
حدّثنا محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هانئ أبو هانئ السكري، حدثنا جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي أنه حدثه عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل1 قال:"احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعاً، فثوب2 بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجوز3 في صلاته، فلما سلم دعا بصوته فقال لنا: "على مصافكم كما أنتم، ثم انفتل4 إلينا، فقال: أما أني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، أني قمت من الليل، فتوضأت، فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي، فاستثقلت، فإذا أنا
1 معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن، من أعيان الصحابة، شهد بدراً وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، مات بالشام سنة ثمان عشرة، روى له الجماعة. "تقريب التهذيب" 2/255 وانظر "الإصابة في تمييز أسماء الصحابة" 3/426.
2 من التثويب والمراد به هنا إقامة الصلاة، قال ابن الأثير:"والأصل في التثويب: أن يجيء الرجل مستصرخاً فيلوح بثوبه؛ ليرى ويشتهر، فسمي الدعاء تثويباً لذلك، وكل داع مثوب. وقيل: إنما سمي تثويباً من ثاب يثوب إذا رجع، فهو رجوع إلى الأمر بالمبادرة إلى الصلاة، وأن المؤذن إذا قال "حي على الصلاة" فقد دعاهم إليها، وإذا قال بعدها "الصلاة خير من النوم" فقد رجع إلى كلام، معناه المبادرة إليها""النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/226.
3 أي خفف فيها واقتصر على خلاف عادته.
4 أي توجه إلينا وأقبل علينا.
بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد قلت: رب لبيك. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، قالها ثلاثاً. قال: فرأيته وضع كفه بين كتفي، قد وجدت برد أنامله بين ثوبي، فتجلى1 لي كل شيء، وعرفت، فقال: يا محمد قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في المكروهات قال: ثم فيم؟ قلت إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام. قال سل قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي، وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم، فتوفني غير مفتون، وأسالك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حق فادرسوها، ثم تعلموها".
كلام الترمذي على هذا الحديث
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: هذا صحيح. وقال: هذا أصحّ من حديث الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا خالد بن اللجلاج حدثني عبد الرحمن بن العائش الحضرمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث، وهذا غير محفوظ.
1 أي ظهر وانكشف.
هكذا ذكر الوليد في حديثه عن عبد الرحمن بن عائش، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر هذا الحديث، بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن عائش، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أصحّ.
وعبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم هذا الحديث
هذا الحديث يعرف بحديث المنام، وقد أفرده الحافظ ابن رجب بمؤلف نفيس اسماه "اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى". أشار في مقدمته1 إلى أن في إسناد هذا الحديث اختلافاً، وأن له طرقاً متعددة، وفي بعضها زيادة، وفي بعضها نقصاناً، ثم أحال على كتابه "شرح الترمذي"، حيث ذكر أن فيه عامة أسانيده وبعض ألفاظه المختلفة.
وممن تعرّض لهذا الحديث وبسط الكلام على إسناده الدارقطني في "العلل"2، وابن حجر الذي لخّص كلام الدارقطني، وزاده بسطاً، فاستوفى في ترجمة عبد الرحمن بن عائش من كتابه "الإصابة في تمييز أسماء
1 /3.
2 المجلد الثاني ورقة 41-42.
الصحابة"1 وجوه الاختلاف في هذا الحديث.
والحقيقة أن ابن عائش المذكور في السند هو محور هذا الحديث، وهو: عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، ويقال السكسكي الشامي مختلف في صحبته، وفي إسناد حديثه.
قال البخاري2: "له حديث واحد إلا أنهم مضطربون فيه" يعني هذا الحديث.
وقال ابن عبد البر3: "يختلفون في حديثه".
وقال المزي في "تهذيب الكمال"4: "روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت ربي في أحسن صورة"، وقيل عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل عنه، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل غير ذلك".
وقد كان هذا الاختلاف على ابن عائش مانعاً من صحة صحبته عند ابن عبد البر، فذكر في ترجمته من "الاستيعاب في أسماء الأصحاب"5، –وتبعه ابن الأثير في "أسد
1 2/405 وما بعدها.
2 الإصابة في تمييز أسماء الصحابة 2/405.
3 الاستيعاب في أسماء الأصحاب 2/417.
4 6 ورقة 399.
5 2/417.
الغابة"1- أنه لا تصح له صحبة؛ لأن حديثه مضطرب".
وعدّه في الصحابة جماعة أورد بعضهم ابن حجر في "الإصابة"2 فقال: "وذكره في الصحابة، محمد بن سعد3، والبخاري، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو الحسن بن سميع، وأبو القاسم البغوي4، وأبو زرعة الحراني، وغيرهم" ا?.
قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب"5: "وصحح صحبته ابن حبّان تبعاً للبخاري" ا?6.
وقال ابن السكن7: "يقال له صحبة".
وأنكر أبو حاتم صحبته، وعده تابعياً، كما خطأ من قال له صحبة، فقال8:"ليست له صحبة أخطأ من قال له صحبة، هو عندي تابعي".
وجهله أبو زرعة الرازي فقال9: "ليس معروف".
1 3/304.
2 2/405.
3 الطبقات الكبرى 7/438.
4 في الأصل واو زائدة بين القاسم والبغوي حذفتها.
5 6/205.
6 الثقات 3/255.
7 الإصابة في تمييز أسماء الصحابة 2/405.
8 الجرح والتعديل 2/2/262.
9 المصدر السابق الجزء والقسم والصفحة.
وبهذين القولين قول أبي حاتم، وأبي زرعة يمكن أن ندرك السبب الذي من أجله أورد الذهبي في كتابه "ميزان الاعتدال"1 ابن عائش حيث اقتصر في ترجمته عليهما، ولم يتعقب ابن حجر في "لسان الميزان" الذهبي.
وعما وقع في حديثه من التصريح بسماعه قال ابن عبد البر: "ولم يقل في حديثه "سمعت" النبي صلى الله عليه وسلم إلا الوليد بن مسلم".
كذا قال بعد أن أورد ما أخرجه ابن خزيمة2، والدارمي3، والبغوي وابن السكن، وأبو نعيم من طرق إلى الوليد4 قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر5، عن خالد بن اللجلاج6،
1 2/571.
2 كتاب التوحيد/215.
3 سنن الدارمي 2/51.
4 الوليد بن مسلم، القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي، تقدمت ترجمته في الحديث الثالث، وقد قال عنه ابن حجر في "تقريب التهذيب" 2/336:"ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع، أو أول سنة خمس وتسعين أي ومئة، روى له الجماعة".
5 عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي أبو عتبة الشامي، الدارمي، ثقة، من السابعة، مات سنة بضع وخمسين أي ومئة، روى له الجماعة. "المصدر السابق" 1/502.
6 خالد بن اللجلاج العامري أبو إبراهيم حمصي، وقيل دمشقي، صدوق، فقيه، من الثانية، قال البخاري: سمع عمر، أخطأ من عده في الصحابة، روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي. "المصدر السابق" 1/218 وانظر:"التاريخ الكبير" 1/2/156. واللجلاج بفتح فسكون.
عن عبد الرحمن ابن عائش الحضرمي أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رأيت ربي في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى
…
" الحديث.
قال الترمذي: "هكذا قال الوليد في روايته "سمعت" ورواه بشر بن بكر1 عن ابن جابر، فقال في روايته: عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصحّ، وعبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أشار البخاري -فيما حكاه الترمذي عنه– إلى حديث الوليد هذا وقال بعد أن رجح عليه حديث معاذ بن جبل: "وهذا غير محفوظ". أي كونه من مسند عبد الرحمن بن عائش، وإنما المحفوظ والصواب عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل.
وقال ابن خزيمة2: "قول الوليد في هذا الخبر: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم؛ لأن عبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة، وإنما رواه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحسبه أيضاً سمعه من الصحابي".
1 بشر بن بكر التنيسي أبو عبد الله البجلي، دمشقي الأصل، ثقة يغرب، من التاسعة، مات سنة خمس ومائتين، وقيل سنة مائتين/ روى له البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. "تقريب التهذيب" 1/98.
2 كتاب التوحيد/216.
ثم استدل على ذلك بما أخرجه هو والترمذي هنا من رواية يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل.
وهكذا أنكر الترمذي وابن خزيمة سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ابن حجر الذي ذكره في القسم الأول من "الإصابة"1 يقوي سماعه، فيما بَيَّن بما ساقه من متابعات أن الوليد لم ينفرد بذلك، وأن غيره قد صرّح بسماعه أيضاً.
وفي ظني أن ابن حجر حين قال في "تقريب التهذيب"2: "يقال له صحبة" تبنى قول ابن السكن، وهو كما يبدو قول ليس فيه جزم، وهذا بخلاف صنيعه هنا.
قال ابن حجر3: قلت: لم ينفرد الوليد بن مسلم بالتصريح المذكور، بل تابعه الوليد بن مزيد4 البيروتي، وحماد بن مالك الأشجعي، وعمارة بن بشير5، وغيرهم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
1 2/405.
2 1/486.
3 الإصابة في تمييز أسماء الصحابة 2/405.
4 الذي في "الإصابة" يزيد وهو خطأ.
5 الذي في "الإصابة" بشر وهو خطأ، وكذا على ما هو خطأ في "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" 4/382.
فأما الوليد بن مزيد1 فأخرجه الحاكم2، وابن منده، والبيهقي3 من طريق العباس بن الوليد4، عن أبيه، حدثنا ابن جابر والأوزاعي5 قالا: حدثنا خالد بن اللجلاج، سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول:"صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث".
وهذه متابعة قوية للوليد بن مسلم، لكن المحفوظ من الأوزاعي
1 الوليد بن مزيد، (بفتح الميم وسكون الزاي وفتح التحتانية) العذري (بضم المهملة وسكون المعجمة) أبو العباس البيروتي، (بفتح الموحدة وسكون التحتانية وضم الراء وسكون الواو ثم مثناة) ثقة ثبت، قال النسائي: كان لا يخطئ ولا يدلس، من الثامنة مات سنة ثلاث وثمانين أي ومئة. روى له أبو داود، والنسائي. "تقريب التهذيب" 2/335.
2 المستدرك 1/520.
3 الأسماء والصفات/298 وأخرجه أيضاً ابن جرير في تفسيره 7/247 عند تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض} وانظر تفسير ابن جرير بتحقيق محمود محمد شاكر 11/477 "رقم 13461".
4 العباس بن الوليد بن مزيد العذري، البيروتي، صدوق عابد، من الحادية عشرة، مات سنة تسع وستين أي ومئتين، وله مئة سنة، روى له أبو داود، والترمذي. "تقريب التهذيب" 1/399.
5 هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي، أبو عمرو الفقيه، ثقة جليل، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين، روى له الجماعة. "المصدر السابق" 1/493.
ما رواه عيسى بن يونس1، والمعافى بن عمران2 كلاهما، عن الأوزاعي، عن ابن جابر أخرجه ابن السكن من رواية عيسى بن يونس، وقال في سياقه: سمعت خالد اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما حماد بن مالك3 فأخرجه البغوي وابن خزيمة من طريقه، قال: حدثنا ابن جابر قال: بينا نحن عند مكحول4، إذ مر به خالد بن
1 تقدمت ترجمته في الحديث الثاني وهو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (بفتح المهملة وكسر الموحدة) أخو إسرائيل، كوفي نزل الشام مرابطاً، ثقة مأمون، من الثامنة، مات سنة سبع وثمانين أي ومئة، وقيل سنة إحدى وتسعين، روى له الجماعة. "تقريب التهذيب" 2/103.
2 المعافى بن عمران الأزدي الفهمي أبو مسعود الموصلي، ثقة، عابد فقيه، من كبار التاسعة، مات سنة خمس وثمانين أي ومئة، وقيل سنة ست، روى له البخاري، وأبو داود، والنسائي. "المصدر السابق" 2/258.
3 حماد بن مالك بن بسطام أبو مالك الدمشقي الأشجعي، من أهل حرستا، روى عن سعيد بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن نفيع، وسعيد بن بشر. قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي، سمعت أبي يقول ذلك، وقال: سمعت أبي يقول: أخرج أحاديث مقدار أربعين حديثاً عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، فأخبر أبا مسهر بذلك، فأنكرها، وقال: هو لم يدرك ابن جابر، قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن حماد بن مالك بن بسطام، فقال:"شيخ""الجرح والتعديل" 1/2/149.
4 مكحول الشامي أبو عبد الله ثقة كثير الإرسال، مشهور، من الخامسة، مات سنة بضع عشرة ومئة، روى له مسلم، وأهل السنن الأربعة. "تقريب التهذيب" 2/273.
اللجلاج فقال له مكحول: يا أبا إبراهيم1 حدثنا2، فقال: نعم. سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث، وفي آخره قال: مكحول: ما رأيت أحداً أعلم بهذا الحديث من هذا الرجل.
وأما رواية عمارة بن بشير3 فأخرجها الدارقطني في كتاب الرؤية4 من طريقه، حدثنا عبد الرحمن بن جابر، عن أبي سلام5 أنه سمع عبد الرحمن بن عائش يقول في هذا الحديث: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر بعضه. وقد تطرق ابن حجر هنا إلى الاختلاف الواقع على خالد ابن اللجلاج فبينه، ورجح رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فقال:
روى هذا الحديث يزيد بن يزيد بن جابر6 أخو عبد الرحمن، عن خالد
1 الذي في "الإصابة" يا أبا عائش وهو خطأ، والتصويب من مصادر ترجمته "تقريب التهذيب" 1/218 وغيره.
2 هذه الكلمة زدتها من علل الحديث لابن أبي حاتم 1/20 وهي كما لا يخفى يقتضيها السياق.
3 عمارة (بضم أوله والتخفيف) ابن بشير الشامي مقبول من التاسعة/ روى له النسائي. "تقريب التهذيب" 2/49 وفي "الإصابة" عمار بن بشر وهو خطأ.
4 2 ورقة 133.
5 ستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى قريباً.
6 يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي الدمشقي، ثقة فقيه، من السادسة، مات سنة أربع وثلاثين أي ومئة، وقيل قبل ذلك، روى له مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه. "تقريب التهذيب" 2/372.
فخالف أخاه. أخرجه أحمد1 من طريق زهير بن محمد عنه من خالد عنه، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من الصحابة فزاد فيه رجلا، ولكن رواية زهير بن محمد2 عن الشاميين ضعيفة، كما قال البخاري وغيره، وهذا منها.
وقال أبو قلابة3 عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس أخرجه الترمذي4، وأبو يعلى5 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي قلابة.
وقد ذكر أحمد بن حنبل أن قتادة أخطأ فيه6.
1 مسند الإمام أحمد بن حنبل 4/66، 5/378.
2 تقدمت ترجمته في الحديث الخامس.
3 أبو قلابة (بكسر القاف وتخفيف اللام) هو عبد الله بن زيد بن عمرو، أو عامر الجرمي (بفتح الجيم وسكون الراء) البصري، ثقة فاضل، كثير الإرسال. قال العجلي في نصب يسير: من الثالثة مات بالشام هارباً من القضاء، سنة أربع ومئة، وقيل بعدها، روى له الجماعة. "تقريب التهذيب" 1/417.
4 وقال: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
5 وأخرجه أيضاً ابن خزيمة في كتاب التوحيد/217.
6 قال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 1/20 "سألت أبي عن حديث رواه، معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ربي عز وجل وذكر الحديث في إسباغ الوضوء ونحوه".
قال أبي: هذا رواه الوليد بن مسلم وصدقة عن ابن جابر قال: كنا مع مكحول فمر به خالد بن اللجلاج فقال مكحول: يا أبا إبراهيم حدثنا فقال: حدثني ابن عائش الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وسلم (كذا قال رواه الوليد بن مسلم وصدقة) .
قال أبي: وهذا أشبه وقتادة يقال: لم يسمع من أبي قلابة إلا أحرفاً؛ فإنه وقع إليه كتاب من كتب أبي قلابة فلم يميزوا بين عبد الرحمن بن عائش وبين ابن عباس. ا?. وانظر المراسيل لابن أبي حاتم/172 وتهذيب التهذيب 8/355 والاستيعاب في معرفة الأصحاب 2/417 والعلل للدارقطني المجلد الثاني ورقة 41 ومختصر العلل المتناهية ورقة 3.
وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد: ابن جابر يحدث عن خالد فذكره، ويحدث به قتادة عن أبي قلابة فذكره. فقال: القول ما قال ابن جابر1.
رواه أيوب2 عن أبي قلابة مرسلاً3، لم يذكر قوته أحد، أخرجه
1 انظر تهذيب الكمال/6 ورقة 399 وتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف 4/383.
2 أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني: (بفتح المهملة بعدها معجمة ثم مثناة ثم تحتانية وبعد الألف نون) أبو بكر البصري، تقدمت ترجمته في الحديث الخامس عشر، وهو ثقة ثبت، حجة من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة وله خمس وستون، روى له الجماعة. "تقريب التهذيب" 1/89.
3 أي عن ابن عباس فقد أفاد العلائي في "الجامع التحصيل" 2/487 أن رواية أبي قلابة عن ابن عباس الظاهر فيها الإرسال، وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 5/225 في ترجمة أبي قلابة:"وروى عن ابن عباس وابن عمر، وقيل لم يسمع منهما، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/425 في ترجمته أيضاً: "إمام مشهور من علماء التابعين ثقة في نفسه إلا أنه يدلس عمن لحقهم، وعمن لم يلحقهم، وكان له صحف يحدث منها، ويدلس" ذكره ابن حجر في الطبقة الأولى من "طبقات المدلسين" وهي من لم يوصف بالتدليس إلا نادراً، فقال/4: "عبد الله بن زيد الجرمي أبو قلابة التابعي الشهير مشهور بكنيته، وصفه بذلك الذهبي والعلائي" ولعل هذا هو الذي جعل أحمد شاكر ينفي عنه التدليس، فقال في تعليقه على مسند الإمام أحمد بن حنبل 12/134 عنه الحديث رقم (7148) : "وأبو قلابة لم يعرف بتدليس".
الترمذي، وأحمد1.
وكذا أرسله بكر بن عبد الله المزني2، عن أبي قلابة، أخرجه الدارقطني3.
ورواه سعيد بن بشير4 عن قتادة عن أبي قلابة، فخالف الجميع. قال عن أبي أسماء5، عن
1 بتحقيق أحمد شاكر رقم الحديث (3484) وقال: (إسناده صحيح) .
2 بكر بن عبد الله المزني أبو عبد الله البصري، ثقة ثبت جليل، من الثالثة، مات سنة ست ومئة، روى له الجماعة. "تقريب التهذيب" 1/106.
3 كتاب الرؤية 2 ورقة 141.
4 سعيد بن بشير الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن أو أبو سلمة الشامي، أصله من البصرة أو واسط، ضعيف من الثامنة، مات سنة ثمان، أو تسع وستين أي ومئة، روى له أهل السنن الأربعة. "تقريب التهذيب" 1/292.
5 عمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي الدمشقي، ويقال اسمه عبد الله، ثقة، من الثالثة، مات في خلافة عبد الملك، روى له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأهل السنن الأربعة. "تقريب التهذيب" 2/78.
ثوبان1. وهي رواية أخطأ فيها سعيد بن بشير.
وأشد منها خطأ رواية أخرجها أبو بكر النيسابوري في "الزيادات" من طريق يوسف ابن عطية، عن قتادة، عن أنس، أخرجها الدارقطني2 ويوسف3 متروك.
قال ابن حجر: ويستفاد من مجموع ما ذكرت قوة رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بإتقانها؛ ولأنه لم يختلف عليه فيها.
وأما رواية أبي سلام4 فاختلف عليه.
وروى حماد بن مالك كما تقدم، كرواية عبد الرحمن بن يزيد5،
1 تقدمت ترجمته رضي الله عنه في الحديث الذي قبل هذا.
2 كتاب الرؤية 2 ورقة 141، وأخرجها ابن حبان في "المجروحين" 3/135 في ترجمة يوسف بن عطية.
3 يوسف بن عطية بن ثابت الصفار البصري أبو سهل، متروك، من الثامنة، روى له ابن ماجه في التفسير. "تقريب التهذيب" 2/381.
4 ممطور الأسود الحبشي أبو سلام -بتشديد اللام- ثقة يرسل، من الثالثة، روى له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأهل السنن الأربعة. "المصدر السابق" 2/273.
5 هكذا جاء هذا الكلام في "الإصابة" ولم يتضح لي وما تقدم هو أن عمارة بن بشير روى نحو رواية حماد بن مالك قال: حدثنا ابن جابر بينا نحن عند مكحول إذ مر به خالد بن اللجلاج فقال له مكحول: يا أبا إبراهيم حدثنا فقال: نعم سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث، وفيه كلام مكحول الذي سبق نقله وزاد أي عمارة بن بشير في روايته "وذكر ابن جابر عن أبي سلام أنه سمع عبد الرحمن بن عائش يقول في هذا الحديث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر بعضه".
وخالفه زيد بن سلام1 فرواه عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر2 عن معاذ.
قال الترمذي: صحيح، وقال أبو عمر3: هو الصحيح عندهم، قاله البخاري وغيره.
وقد ذكره مطولا، وفيه قصة هكذا رواه جهضم4 بن عبد الله اليماني عن يحيى ابن أبي كثير5 عن زيد.
1 زيد بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي -بالمهملة والموحدة والمعجمة- ثقة، من السادسة، روى له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأهل السنن الأربعة. "تقريب التهذيب" 1/275.
2 مالك بن يخامر (بفتح التحتانية والمعجمة وكسر الميم) الحمصي، صاحب معاذ مخضرم، ويقال له صحبة، روى له البخاري، وأهل السنن الأربعة. "المصدر السابق" 2/227. "وانظر الإصابة في تمييز أسماء الصحابة" 3/338 ووقع في الأصل "مالك بن عامر" وهو خطأ.
3 الاستيعاب في معرفة الأصحاب 2/417.
4 جهضم بن عبد الله بن أبي الطفيل القيسي، مولاهم اليماني، وأصله من خراسان، صدوق يكثر عن المجاهيل، من الثامنة، روى له الترمذي، وابن ماجه. "تقريب التهذيب" 1/135.
5 يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليماني، ثقة ثبت، لكنه يدلس ويرسل، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وقيل قبل ذلك، روى له الجماعة. "المصدر السابق" 2/356.
وفي "ميزان الاعتدال" 4/402 قال يحيى القطان: "مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح" قال الذهبي: "قلت هو في نفسه عدل حافظ، من نظراء الزهري، وروايته عن زيد بن سلام منقطعة؛ لأنها من كتاب وقع له".
وفي المراسيل "لابن أبي حاتم/241 قال: سمعت أبي يقول: يحيى ابن أبي كثير لم يسمع من زيد ابن سلام شيئاً، قال أبي: وقد سمع منه. قال أبو حاتم: حدثنا أبو توبة عن معاوية يعني ابن سلام- قال: قال يحيى بن أبي كثير: قد كان أبوك يجيئنا فنسمع منه".
وفي "جامع التحصيل" 2/736 قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: يحيى ابن أبي كثير سمع من زيد بن سلام؟ قال: ما أشهد.
وفي "تهذيب التهذيب" 3/415 في ترجمة زيد بن سلام "قال معاوية أخذ مني ابن أبي كثير كتب أخي زيد، وقال ابن معين: لم يلقه". ذكره ابن حجر في طبقات المدلسين في الثانية منها؛ وهي من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى، فقال/8 يحيى بن أبي كثير من صغار التابعين حافظ مشهور، كثير الإرسال، ويقال: لم يصح له سماع من صحابي ووصفه النسائي بالتدليس.
أخرجه أحمد1، وابن
1 مسند الإمام أحمد بن حنبل 5/243 ومن طريقه رواه المزي في "تهذيب الكمال" قال الألباني في تعليقه على "مشكاة المصابيح" 1/226 بعد أن ذكر صاحب المشكاة جماعة ممن أخرجه: "ورواه أحمد أيضاً في "مسنده" وسنده صحيح (كذا قال مع ما قيل في رواية ابن أبي كثير من زيد بن سلام كما سبق) ، لكن وقع فيه "حتى استيقظت" بدل "حتى استثقلت"، فلا أدري أي اللفظين هو الصواب، والأقرب الأول فقد قال البيهقي في "الأسماء والصفات" ص20 طبع الهند بعد أن ذكر حديث ابن عائش وما فيه من الاختلاف "وقد روي من أوجه آخر كلها ضعيف، وأحسن طريق فيه رواية جهضم بن عبد الله –يعني حديث معاذ هذا- ثم رواية موسى بن خلف"، وفيها ما دل على أن ذلك كان في النوم.
خزيمة1 والروياني، والترمذي، والدارقطني2، وابن عدي، وغيرهم.
وخالفهم3 موسى بن خلف4 فقال: عن يحيى، عن زيد، عن جده، عن أبي عبد الرحمن السكسكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. أخرجه الدارقطني5 وابن عدي6 ونقل عن أحمد أنه قال:"هذه الطريق أصحها"7.
قلت: -القائل ابن حجر- فإن كان الأمر كذلك، فإنما روى هذا
1 كتاب التوحيد/218-219.
2 كتاب الرؤية 2 ورقة 129-130-131.
3 هكذا وقع في "الإصابة" فلعله وخالفه.
4 موسى بن خلف العمّي (بتشديد الميم) أبو خلف البصري، صدوق عابد، له أوهام، من السابعة، روى له البخاري تعليقاً، وأبو داود، والنسائي. "تقريب التهذيب" 2/282 وانظر في مصادر ترجمته: تهذيب التهذيب10/341 والمغني في الضعفاء 2/683 والمجروحين 2/240 والجرح والتعديل 4/1/140 والتاريخ الكبير 4/1/282.
5 كتاب الرؤية 2 ورقة 131.
6 الكامل 4 صفحة 220.
7 انظر تهذيب الكمال 6 ورقة 399 وتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف 4/383 وتهذيب التهذيب 6/204 وعلل الحديث لابن أبي حاتم 1/20.
الحديث عن مالك بن يخامر أبو عبد الرحمن السكسكي، لا عبد الرحمن ابن عائش، ويكون للحديث سندان: ابن جابر، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش.
ويحيى، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن، عن مالك، عن معاذ. ويقوى ذلك اختلاف السياق بين الروايتين.