الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الرابع عشر: باب ما جاء في العمل في أيام العشر من أبواب الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
3/122 سنن الترمذي
بتحقيق وتعليق محمد فؤاد عبد الباقي
حدّثنا أبو بكر بن نافع البصري أخبرنا مسعود بن واصل عن نهاس ابن قهم عن قتادة عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"ما من أيام أحبّ إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها صيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر".
كلام الترمذي على هذا الحديث
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث مسعود ابن واصل، عن النهاس، وسألت محمداً عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا، وقال: قد روى عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل شيء من هذا.
تخريج الحديث
أخرج الحديث سوى الترمذي:
ابن ماجه في "سننه"1.
البيهقي في "شعب الإيمان"2.
ابن أبي الدنيا في "جزء فضل عشر ذي الحجة"3.
1 1/551 رقم الحديث صلى الله عليه وسلم1728) .
2 مصور صلى الله عليه وسلم2) القسم الأول لم ترقم صفحاته.
3 قاله العراقي في "شرح سنن الترمذي" 3 ورقة 39 وجه/ ب.
الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"1 في ترجمة عمر بن شبة.
ابن الجوزي في "العلل المتناهية"2 بإسناده إلى الترمذي.
الذهبي في "ميزان الاعتدال"3 في ترجمة مسعود بن واصل بإسناده إلى عمر بن شبة الذي روى عنه ابن ماجة.
المزي في "تهذيب الكمال"4 في ترجمة مسعود بن واصل بإسناده إلى عمر بن شبة الذي روى عنه ابن ماجة.
وكلهم من طريق مسعود بن واصل عن نهاس بن قهم.
حكم هذا الحديث
ضعف الترمذي هذا الحديث5، وقد تفرد به مسعود بن واصل عن النهاس بن قهم، وكلاهما ضعيف كما سيأتي، ولما سأل الترمذي شيخه
1 11/208.
2 مصور 2 ورقة 28.
3 4/100.
4 7 ورقة 661.
5 قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي"/492: "ذكر الأسانيد التي لا يثبت منها شيء أو لا يثبت منها إلا شيء يسير، مع أنه قد روى بها أكثر من ذلك. ثم قال: قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال البرديجي: هذه الأحاديث كلها معلولة، وليس عند شعبة منها شيء، وعند سعيد بن أبي عروبة منها حديث، وعند هشام منها آخر وفيها نظر" ا?.
البخاري عن هذا الحديث1 وعن رأيه فيه أجابه بأنه لا يعرفه إلا من هذا الوجه من حديث مسعود بن واصل عن النهاس، ونفى معرفته له من وجه آخر غير هذا الوجه، وذكر للترمذي أن شيئاً من هذا الحديث قد روي عن قتادة عن سعيد بن المسيب مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيما يلي تعريف بمسعود والنهاس:
مسعود بن واصل العقدي البصري الأزرق صاحب السابري. روى عن: النهاس بن قهم وغالب التمار. وروى عنه: بسطام بن الفضل، ومالك بن عبد الواحد، وأبو بكر بن نافع العبدي2.
أورده الذهبي في كتابه "المغني في الضعفاء"3، وقال:"ضعّفه أبو داود الطيالسي، وقبله غيره" ا?.
كما ذكره في "ميزان الاعتدال"4، فقال:"ضعّفه أبو داود الطيالسي، وقال أبو داود: ليس بذاك ومشاه غيره" ا?.
وقد ساق الذهبي هنا حديثه هذا بإسناده إلى عمر بن شبة الذي
1 شيخ الترمذي في هذا الحديث أبو بكر بن نافع البصري هو: محمد بن أحمد بن نافع العبدي أبو بكر البصري، مشهور بكنيته، صدوق، من صغار العاشرة مات بعد الأربعين أي ومئتين، روى له مسلم والترمذي والنسائي. "تقريب التهذيب" 2/143.
2 تهذيب التهذيب 10/120.
3 2/654.
4 4/100.
روى عنه ابن ماجة الحديث، ثم قال:"النهاس فيه ضعف أيضاً"، وقد ألمح إلى أن الترمذي روى لمسعود هذا عن أبي بكر بن نافع عنه، ونقل حكم الترمذي على الحديث، وسؤاله وجواب شيخه عليه.
وقال ابن حجر1: "ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يكنى أبا مسلم ربما أغرب، وقال ابن حجر أيضاً: "وقرأت بخط الذهبي ضعّفه أبو داود الطيالسي، ثم وجدت ذلك في "الضعفاء"2 لابن الجوزي" ا?.
هذا وقد أشار ابن حجر إلى حديث مسعود بن واصل هذا الذي معنا، وذلك في ترجمته من "تهذيب التهذيب"3، فقال:"واستغرب الترمذي حديثه عن النهاس عن قتادة عن سعيد عن أبي هريرة في صوم أيام العشر" ا?.
كما أفادنا أنه ليس في السنن غيره، وقد سبقه إلى هذا شيخه العراقي في شرحه لسنن الترمذي4 عند هذا الحديث، حيث ذكر أنه ليس لمسعود بن واصل عند الترمذي، وابن ماجة إلا هذا الحديث الواحد.
1 تهذيب التهذيب 10/120.
2 مصور ورقة صلى الله عليه وسلم167) وذلك موجود أيضاً في "العلل المتناهية" له صلى الله عليه وسلم2) ورقة صلى الله عليه وسلم28) .
3 10/120.
4 3 ورقة 39 وجه/ب.
وابن حجر في حكمه على هذا الراوي في "تقريب التهذيب" بقوله: "ليّن الحديث" رجح قول من ضعّفه، ولم يلتفت إلى توثيق ابن حبان له؛ لأنه معروف بتساهله في التعديل.
قال ابن حجر1: مسعود بن واصل الأزرق البصري صاحب السابري ليّن الحديث من التاسعة، روى له الترمذي وابن ماجة.
أما ابن أبي حاتم فإنه أورده في كتابه "الجرح والتعديل"2، وسكت عنه فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، ومثل هذا كما مضى يورده ابن أبي حاتم رجاء أن يجد فيه جرحاً أو تعديلا، فيضيفه إليه كما بيّن ذلك في آخر مقدمة كتابه المذكور3.
النهاس بن قهم القيسي، أبو الخطاب، البصري. روى عن: أنس بن مالك، وقتادة، وعطاء بن أبي رباح. وروى عنه: إبراهيم بن أدهم، ويزيد بن زريع، ومسعود بن واصل4.
القول الفصل والمجمل في هذا الراوي أنه "ضعيف" فإنني لم أر أحداً وثقه، فقد ضعّفه ابن معين5،
1 تقريب التهذيب 2/244.
2 4/1/284.
3 1/1/38.
4 تهذيب التهذيب 10/478.
5 انظر ميزان الاعتدال 4/274 والمصدر السابق الجزء والصفحة.
والنسائي1، وليّنه أبو أحمد الحاكم2، وتركه يحيى بن سعيد القطان3، وقال أبو داود4:"ليس بالقوي تكلم فيه ابن أبي عدي"، وقال الدوري عن ابن معين5:"كان ابن أبي عدي يقول: "لا يساوي شيئاً". قال ابن معين: "وليس هو بشيء"، وكذا قال أبو حاتم.
وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد6: "كتبت عنه، وكان يروي عن عطاء عن ابن عباس أشياء منكرة".
وقال أحمد7: "النهاس قاص، وكان يحيى يضعّف حديثه".
وقال الدارقطني8: "مضطرب الحديث تركه يحي القطان".
وقال ابن عدي9: "وأحاديثه مما ينفرد به عن الثقات لا يتابع عليه".
1 الضعفاء والمتروكين للنسائي/103 وانظر تهذيب التهذيب 10/478.
2 انظر المغني في الضعفاء 2/701 وميزان الاعتدال 4/274 وتهذيب التهذيب 10/478.
3 المغني في الضعفاء 2/701 وميزان الاعتدال 4/274 وتهذيب التهذيب 10/478.
4 انظر تهذيب التهذيب 10/478.
5 التاريخ 2/506 وانظر الجرح والتعديل 4/1/511 وتهذيب التهذيب 10/478.
6 الجرح والتعديل 4/1/511 وتهذيب التهذيب 10/478.
7 انظر الجرح والتعديل 4/1/511.
8 انظر تهذيب التهذيب 10/478.
9 الكامل الجزء الرابع صفحة 370.
وقال ابن حبان1: "كان يروي المناكير عن المشاهير، ويخالف الثقات لا يجوز الاحتجاج به".
وقد عبر عن ذلك كله الذهبي في "الكاشف"2 حين قال: "ضعّفوه" هكذا بصيغة الجمع، ولم يستثن أحداً، وذكره في "المغني في الضعفاء"3، و"ميزان الاعتدال"4، ونقل بعض ما قيل فيه.
أما ابن حجر فإنه لم يخرج عن هذا الإجماع على تضعيفه، فقد وصفه في "تقريب التهذيب" بأنه ضعيف، ومعنى هذا أنه لا يحتج به إذا انفرد، وأنه صالح للاعتبار. قال ابن حجر5:"النهّاس -بتشديد الهاء ثم مهملة- ابن قهم -بفتح القاف وسكون الهاء- القيسي، ابن الخطاب البصري، ضعيف من السادسة، روى له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة".
1 المجروحين 3/56.
2 3/210.
3 2/701.
44/274.
5 تقريب التهذيب 2/307 وانظر في مصادر ترجمته: التاريخ الكبير 4/2/137، تهذيب الكمال 8 ورقة 712، تبصر المنتبه 3/1086، تاج العروس 4/265-266، 9/38.
أقوال أهل العلم في هذا الحديث
أورد السيوطي الحديث في "الجامع الصغير"1، ورمز لضعفه، وأقره المناوي.
وقال ابن الجوزي: في "العلل المتناهية"2: "حديث لا يصحّ تفرد به مسعود بن واصل عن النهاس" ا?. وتبعه على ذلك الذهبي في "مختصر العلل"3.
وقال المناوي في "فيض القدير"4: "وأورده الذهبي في "الميزان" من مناكير مسعود عن النهاس" ا?.
وأورده المنذري في "الترغيب"5، واكتفى بنقل كلام الترمذي عليه.
وقال محمد خليل الهراس في تعليقه على "الترغيب والترهيب"6: "وهنا يظهر ضعف الحديث؛ لمخالفته لصريح القرآن فقد ذكر القرآن أن ليلة القدر خير -لمن قامها- من ألف شهر ليس
1 5/474 مع فيض القدير.
2 2 ورقة 28.
3 مصورة ورقة 44.
4 5/474.
5 2/322.
6 2/322.
فيها ليلة القدر، فكيف يكون قيام كل ليلة من العشر مساوياً ليلة القدر؟ " ا?.
قال ابن رجب: "ولو صحّ حديث أبي هريرة المروي في الترمذي "قيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر"؛ لكان صريحاً في تفضيل لياليه على ليالي عشر رمضان؛ فإن عشر رمضان فضل بليلة واحدة، وهذا جميع لياليه متساوية، والتحقيق ما قاله بعض أعيان المتأخرين من العلماء أن مجموع هذا العشر أفضل من مجموع عشر رمضان، وإن كان في عشر رمضان ليلة لا يفضل عليها غيره"1 ا?. نقل ذلك القسطلاني في "إرشاد الساري"2 في معرض المفاضلة بين عشر ذي الحجة وعشر رمضان الأخير، فأتى بكلام ابن رجب هذا جواباً على من زعم أن ليالي عشر رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة؛ لاشتمال عشر رمضان على ليلة القدر، فقال: قال ابن رجب: "وهذا بعيد جداً، ولو صحّ حديث أبي هريرة
…
" الخ.
والشاهد في قوله "ولو صحّ حديث أبي هريرة"، فإنه لم يصح كما عرفت للعلتين اللتين فيه، وهما: ضعف مسعود بن واصل، ونهاس بن قهم،
1 انظر في المفاضلة بين العشر الثلاثة عشر ذي الحجة وعشر رمضان وعشر محرم تفسير ابن كثير 3/228 وشرح سنن الترمذي للعراقي 3 ورقة 40 وجه/أ.
2 2/207.
وفيه علة ثالثة، وهي: تدليس قتادة؛ فإن قتادة من المشهورين بالتدليس كما مضى، وقد رواه بالعنعنة هنا فلا تقبل ما لم يصرّح بالتحديث كما هو معروف، وهذه العلة الثالثة في الحديث لم أر من نبه عليها، ومن تعرّض لبيان علل هذا الحديث كالذهبي، والمناوي، فإنه اقتصر على العلتين الأوليين.
هذا ولجملة الصيام في الحديث شاهد من حديث ابن عباس الذي رواه البيهقي في "شعب الإيمان" 1 من طريق عدي بن ثابت.
وقد قال ابن حجر عن حديث أبي هريرة الذي معنا، وحديث ابن عباس المشار إليه، وقد أوردهما في شرحه "فتح الباري"2:"لكن إسناده –يعني حديث أبي هريرة- ضعيف، وكذا الإسناد إلى عدي بن ثابت والله أعلم" ا?.
ونص حديث ابن عباس كما في "الترغيب والترهيب"3 للمنذري: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحبّ إلى الله عز وجل من هذه الأيام؛ يعني من العشر، فأكثروا فيهن التهليل، والتكبير، وذكر الله، وإن صيام يوم منها
1 انظر الترغيب والترهيب للمنذري 2/323 والدر المنثور في التفسير بالمأثور 6/346.
2 2/461.
3 2/323.
يعدل بصيام سنة، والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف"1.
وقد قال المنذري قبل سوقه حديث أبي هريرة: "روى البيهقي وغيره، عن يحيى بن عيسى الرملي2". حدثنا يحيى بن أيوب البجلي3، عن عدي بن ثابت4، وهؤلاء الثلاثة ثقات مشهورون
1 وأخرجه البيهقي من حديث ابن عمر ولكن بدون الزيادة قال السيوطي في "الدر المنثور" 6/345: "واخرج البيهقي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أفضل عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل، والكبير، والتحميد" وعزاه ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 3/320 وابن كثير في تفسيره 3/228 لأحمد في مسنده وعزاه العراقي في "شرح سنن الترمذي" 3 ورقة 29 وجه/ب بالإضافة إلى البيهقي في "شعب الإيمان" إلى أبي بكر بن أبي الدنيا في جزء فضائل عشر ذي الحجة.
2 يحيى بن عيسى التميمي، النهشلي، الفاخوري، بالفاء والخاء المعجمة الجرار، الجيم ورائين، الكوفي، نزيل الرملة، صدوق، ورمي بالتشيع من التاسعة، مات سنة إحدى ومئتين، روى له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة. تقريب التهذيب 2/355.
3 يحيى بن أيوب، بن أبي زرعة بن عمرو بن جرير البجلي الكوفي لا بأس به، من السابعة، روى له البخاري تعليقاً، وأبو داود، والترمذي. "المصدر السابق" 2/343.
4 تقدمت ترجمته في الحديث الرابع وقد قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/16: ثقة، رمي بالتشيع.
تكلم فيهم عن سعيد بن جبير1، عن ابن عبّاس.
قال العراقي في شرحه لسنن الترمذي2: "وقوله في حديث أبي هريرة: "يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة" هو لا شك محمول على ما عدا يوم النحر، ويوم عرفة، وأما يوم النحر فلتعذر الصيام فيه، وأما يوم عرفة: فلكونه سنتين كما في حديث أبي قتادة في صحيح مسلم"3.
ولسنا بحاجة إلى هذا الحمل مع ضعف الحديث فالأولى أطراحه؛ فإنه لا تقوم به حجة وقد عارضه حديث آخر ضعيف، فأقل ما يقال والحالة هذه حديثان ضعيفان تعارضا فتساقطا، وهذا الحديث المعرض له هو حديث ابن عباس الذي رواه أبو الشيخ ابن حيان4 فقال: ثنا عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا علي بن علي الحميري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام العشر من ذي الحجة فله بكل يوم صوم شهر، وله بصوم يوم التروية سنة، وله بصوم عرفة سنتان".
1 ستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى.
2 3 ورقة 40 وجه/ب.
3 8/49-50، 51 بشرح النووي ونصه:"صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" فالحديث في التكفير وليس في عدل الصيام، كما يفهم من كلام العراقي.
4 انظر شرح سنن الترمذي للعراقي 3 ورقة 39 وجه/ب.
ولقد أحسن العراقي حين قال عقب كلامه السابق معقباً على حيث أبي هريرة: "وهذا الحديث يعارضه حديث ابن عباس الذي رواه أبو الشيخ ابن حيان، فإن فيه أن صوم كل يوم بشهر إلا يوم التروية بسنة، ويوم عرفة بسنتين" وكلا الحديثين ضعيف والله أعلم" ا?.
قلت يكفي في حديث ابن عباس أنه جاء من طريق الكلبي، وهو محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو النضر الكوفي، النسابة المفسر، قال فيه ابن حجر في "تقرب التهذيب"1:"متهم بالكذب ورمي بالرفض، من السادسة، مات سنة ست وأربعين أي ومئة، روى له الترمذي، وابن ماجة في التفسير".
هذا وقد ورد في فصل العمل الصالح مطلقاً في العشر من ذي الحجة أحاديث صحاح.
منها الحديث الذي صدّر به الترمذي الباب عن ابن عباس والذي رواه البخاري2 وغيرها.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبّ إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا
1 2/163 وأبو صالح المذكور في سند حديث ابن عباس هو ذكوان السمان الزيات تقدمت ترجمته في الحدي السابق.
2 صحيح البخاري مع فتح الباري 2/457.
رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، فقال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".