الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث التاسع عشر: باب ما جاء في المشي أمام الجنازة من كتاب الجنائز عن رسول الله صلى الله عليه سلم
…
الحديث التّاسع عشر: باب ما جاء في المشي أمام الجنازة من كتاب الجنائز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
3/322 سنن الترمذي
بتحقيق وتعليق محمد فؤاد عبد الباقي
حدّثنا محمد بن المثنى: أخبرنا محمد بن بكر، أخبرنا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي أمام الجنازة، وأبو بكر، وعمر، وعثمان".
كلام الترمذي على هذا الحديث
قال أبو عيسى: وسألت محمداً عن هذا الحديث؟ فقال: هذا حديث أخطأ فيه محمد بن بكر، وإنما يروى هذا الحديث عن يونس، عن الزهري:"أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة".
قال الزهري: "وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة".
قال محمد: وهذا أصحّ.
تخريج الحديث
أخرج الحديث سوى الترمذي:
ابن ماجه في "سننه"1.
الطحاوي في "معاني الآثار"2.
حكم هذا الحديث
المحفوظ في هذا الحديث –كما يستفاد من إجابة البخاري- أنه
1 1/475 رقم الحديث صلى الله عليه وسلم1483) .
2 1/232.
يروى عن يونس، عن الزهري مرسلاً.
وقد رواه محمد بن بكر البرساني، عن يونس، عن الزهري موصولا بزيادة "أنس بن مالك".
فبيّن البخاري أن هذه الزيادة خطأ منه، وأن الأرجح والأصحّ في هذا الحديث أنه مرسل.
ولا يخفى أن محمد بن بكر هذا جاء في وصفه أنه "يخطئ"، فقد قال ابن حجر في "تقريب التهذيب"1: "محمد بن بكر بن عثمان البرساني -بضم الموحدة وسكون الراء ثم مهملة- أبو عثمان البصري، صدوق يخطئ، من التاسعة، مات سنة أربع ومئتين، روى له الجماعة.
ويفهم من كلام البخاري أن محمد بن بكر انفرد بوصله، والواقع أنه لم ينفرد بذلك، فقد شاركه في وصله أبو زرعة وهب الله بن راشد البصري، مؤذن فسطاط عند الطحاوي2، وهو يخطئ أيضاً، فقد ذكره
1 2/147-148 وانظر في مصادر ترجمته: "تهذيب التهذيب" 9/77 و"ميزان الاعتدال" 3/492 و"المغني في الضعفاء" 2/560 و"الخلاصة" للخزرجي/329 و"هدي الساري مقدمة فتح الباري"/437 و"الجرح والتعديل" 3/2/212 و"التاريخ الكبير" 1/1/48-49 و"التاريخ الصغير" 2/299 و"الطبقات" لخليفة بن خياط/226 و"اللباب في تهذيب الأنساب" 1/139 و"الطبقات الكبرى" لابن سعد 7/296 و"تاريخ بغداد" 2/92.
2 معاني الآثار 1/232.
ابن حبان في "الثقات"1 وقال: "يخطئ". ا?. فلا يحصل الاطمئنان بمتابعته هذه.
وأبو زرعة هذا ليس هو من رجال الكتب الستة، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"2، ونقل عن أبيه أنه قال فيه:"محله الصدق"، وسأل عنه أبا زرعة الرازي، فقال:"ليس لي به علم؛ لأني لم أكتب عن أحد عنه" ا?.
وأورده الذهبي في "ميزان الاعتدال"3، و"المغني في الضعفاء"4 فقال: "غمزه سعيد بن أبي مريم وغيره
…
، وفضل ابن وارة عليه عنبسة ابن خالد5" ا?.
وقال أبو سعيد بن يونس6: "لم يكن أحمد بن شعيب النسائي يرضى وهب الله بن راشد" ا?.
1 انظر: لسان الميزان 6/235.
2 4/2/27.
3 4/352.
4 2/727.
5 عنبسة بن خالد بن يزيد، الأموي مولاهم، الأيلي، بفتح الهمزة بعدها تحتانية ساكنة، صدوق، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين أي ومئتين، روى له البخاري وأبو داود. صلى الله عليه وسلمتقريب التهذيب 2/88) .
6 انظر: لسان الميزان 6/235.
قال ابن حجر في "لسان الميزان"1: "وقول الذهبي: أن ابن أبي مريم غمزه، لعله يريد بذلك ما رواه ابن يونس عن غيلان، عن احمد بن سعيد بن أبي مريم قال: "نهاني عمي عن الكتابة عن أبي زرعة المؤذن". قال ابن يونس: "توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة ومئتين، وكانت القضاة تقبله" ا?.
ومما ينبغي أن يتنبه له أن حديثه رواه الطحاوي كما سبق في "معاني الآثار"، ولكن بزيادة في متنه فقال:"حدثنا ربيع الجيزي، وابن أبي داود قال: ثنا أبو زرعة قال: انا يونس ابن يزيد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة وخلفها".
وكذلك أخرج حديث محمد بن بكر البرساني، إلا أنه أحال به على حديث أبي زرعة بقوله "مثله"، ولم يذكره.
ويعرف من هذا أن أبا زرعة شارك البرساني في هذه الزيادة في المتن، وهي قوله "وخلفها"، كما شاركه في الزيادة في السند.
ومن قبل أخرج الترمذي حديث البرساني دون هذه الزيادة في المتن.
إذن فما هو الموقف حيال هذا؛ لأن كلام البخاري لا يعدو تخطئة محمد بن بكر البرساني؟ والجواب: فإنه ليس أمامنا إلا ما أجاب به أحمد، وقد ذكر له حديث البرساني، فألصق الخطأ والوهم بمن فوق البرساني وأبي زرعة، وهو شيخهما يونس بن يزيد.
1 6/235.
قال أبو داود في كتابه "مسائل الإمام أحمد"1: "سمعت أحمد ذكر له حديث محمد بن بكر البرساني، عن يونس، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة؟
فقال: هذا يعني الوهم من يونس؛ لعله حدثه حفظاً" ا?.
قال أحمد –فيما نقله ابن رجب2- "إذا حدث من حفظه يخطئ" ا?.
وقال يعقوب الفارسي عن محمد بن عبد الرحيم: سمعت علياً يقول3: "أثبت الناس في الزهري، ابن عيينة، وزياد بن سعد، ثم مالك ومعمر، ويونس من كتابه".
قال أبو زرعة4: "كان صاحب كتاب، فإذا حدّث من حفظه لم يكن عنده شيء" ا?.
قال ابن رجب5 الذي نقل ذلك عنه: "وكذا قال ابن المبارك، وابن مهدي في يونس: "إن كتابه صحيح".
1 /103.
2 شرح علل الترمذي/420.
3 تهذيب التهذيب 11/451.
4 انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب/420.
5 شرح علل الترمذي/420 وانظر: "تهذيب التهذيب" 11/450.
قال ابن حجر في "تقريب التهذيب"1: "يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي –بفتح الهمزة وسكون التحتانية بعدها لام- أبو يزيد مولى آل أبي سفيان، إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً، وفي غير الزهري خطأ، من كبار السابعة، مات سنة تسع وخمسين أي ومئة على الصحيح، وقيل سنة ستين، روى له الجماعة".
1 2/386 وانظر في مصادر ترجمته: "تذكرة الحفاظ" 1/162 و"ميزان الاعتدال" 4/484 و"الجرح والتعديل" 4/2/247 وما بعدها و"التاريخ الكبير" 4/2/406 و"التاريخ الصغير" 1/133 و"هدي الساري مقدمة فتح الباري"/455 و"الطبقات" لخليفة بن خياط/296 و"اللباب في تهذيب الأنساب" 1/98 و"الطبقات الكبرى" لابن سعد 7/520.