الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الحادي والثلاثون: باب ومن سورة التوية من أبواب التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث الحادي والثلاثون: باب ومن سورة التوبة من أبوب التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سنن الترمذي بتحقيق وتعليق إبراهيم بن عطوة عوض
حدّثنا عبد بن حميد أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان1 قال: "لما نزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}
2 قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: "أنزلت في الذهب والفضة، لو علمنا أي المال خير، فنتخذه؟ فقال:"أفضله: لسان ذاكر وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه".
1 ثوبان الهاشمي مولى النبي صلى الله عليه وسلم، صحبه ولازمه، ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة أربع وخمسين، روى له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأهل السنن الأربعة. "تقريب التهذيب" 1/120 وانظر "الإصابة في تمييز أسماء الصحابة" 1/204.
2 التوبة: 34.
قال الراغب الأصفهاني: "قوله: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}
أي: يدخرونها. والكنز: جعل المال بعضه على بعض، وحفظه، وأصله من كنزت التمر في الوعاء، وزمن الكناز وقت ما يكنز فيه التمر، وناقة كناز مكتنزة اللحم" "المفردات في غريب القرآن"/442.
وقال ابن الأثير: "الكنز في الأصل: المال المدفون تحت الأرض، فإذا أخرج منه الواجب عليه لم يبق كنزاً، وإن كان مكنوزاً، وهو حكم شرعي تجوز فيه عن الأصل". (النهاية في غريب الحديث والأثر 4/203) وانظر: "تاج العروس 15/304" وما بعدها.
كلام الترمذي على هذا الحديث
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. سألت محمد بن إسماعيل فقلت له: سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان؟ قال: لا.
قلت له: من سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: سمع من جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وذكر غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
تخريج الحديث
أخرج هذا الحديث ابن ماجة، وأحمد، وابن جرير، وأبو نعيم من غير وجه، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان.
وأخرجه ابن جرير، وغيره من غير وجه أيضاً، عن سالم مرسلاً.
فأخرجه بالإضافة إلى الترمذي:
أحمد في "مسنده"1 وفي "الزهد"2، وابن جرير في "تفسيره"3. كلاهما من طريق إسرائيل، عن منصو، ر عن سالم، عن ثوبان به.
وأخرجه: ابن جرير في "تفسيره"4، وأبو نعيم في "حلية
1 5/278.
2 /26.
3 10/119.
4 10/119-120.
الأولياء"1 من طريق جرير، عن منصور، عن سالم، عن ثوبان قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير نسير ونحن معه، إذ قال المهاجرون:"لو نعلم أي المال خير إذ أنزل في الذهب والفضة ما أنزل؟ فقال عمر "رضي الله عنه": "إن شئتم سألت لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقالوا: "أجل". "فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته أوضع على قعود لي، فقال: "يا رسول الله إن المهاجرين لما نزل في الذهب والفضة ما نزل، قالوا:"لو علمنا الآن أي المال خير، إذ أنزل في الذهب والفضة ما أنزل"؟ فقال: "ليتخذ أحدكم لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على إيمانه".
قال أبو نعيم عقبه: "رواه أبو الأحوص، وإسرائيل عن منصور مثله" ا?.
وأخرجه: ابن ماجة في "سننه"2، وأحمد في "مسنده"3، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"4. بإسناده إلى أحمد بن حنبل، من طريق عبد الله ابن عمر بن مرة، عن أبيه، عن سالم، عن ثوبان قال: "لما نزل في الفضة والذهب ما نزل قالوا: "فأي المال نتخذ"؟ قال عمر: "فأنا أعلم لكم ذلك"، فأوضع على بعيره، فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا في أثره فقال: "يا رسول
1 1/182.
2 1/596 رقم الحديث (1856) .
3 5/282.
4 1/182.
الله أي المال نتخذ"؟ فقال: "ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة". هذا لفظ ابن ماجة قال في الزوائد1:"روى الترمذي في التفسير المرفوع منه دون قول عمر" ا?.
وأخرجه:
ابن جرير في "تفسيره"2، من طريق مؤمل بن إسماعيل قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن الأعمش. وعمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد مرسلاً قال:"لما نزلت {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تبا للذهب، تبا للفضة"، يقول لها ثلاثاً، قال: "فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: فأي المال نتخذه"؟ فقال عمر: "أنا أعلم لكم ذلك"، فقال: "يا رسول الله إن أصحابك قد شق عليهم، وقالوا:"فأي المال نتخذه"؟ فقال: "لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة تعين أحدكم على دينه".
وقد أحال ابن جرير بالمرفوع السابق من طريق إسرائيل على هذا بقوله: "مثله"، ولم يذكره.
ابن أبي حاتم في "تفسيره"3، وابن جرير في "تفسيره"4، من
1 انظر تعليق محمد فؤاد عبد الباقي على سنن ابن ماجة.
2 10/119.
3 مصور 4 ورقة 83.
4 10/119.
طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري، عن منصور، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال:"لما نزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال المهاجرون: "وأي المال نتخذه؟ فقال عمر: "أسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه، قال: "فأدركته على بعير فقلت: "يا رسول الله إن المهاجرين قالوا: "فأي المال نتخذه؟ فقال رسول الله: "لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه".
التعريف برجال السند
عبد: بغير إضافة، ابن حميد بن نصر الكسي، (بمهملة) أبو محمد، قيل اسمه عبد الحميد، وبذلك جزم ابن حبّان، وغير واحد، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة تسع وأربعين. أي ومئتين، روى له البخاري تعليقاً، ومسلم والترمذي1.
عبيد الله بن موسى: تقدمت ترجمته في الحديث العاشر.
إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: تقدمت ترجمته في الحديث الثاني.
منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عثاب (بمثلثة ثقيلة ثم
1 تقريب التهذيب 1/229.
موحدة) الكوفي، ثقة ثبت، وكان لا يدلس من طبقة الأعمش، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة، روى له الجماعة1.
سالم بن أبي الجعد رافع الأشجعي، مولاهم الكوفي. روى عن: جابر، وأنس، وأبي أمامة، وغيرهم. وروى عنه: عمرو بن مرة، ومنصور ابن المعتمر، وقتادة، وغيرهم2.
قال ابن معين3، وأبو زرعة4، والنسائي5:"ثقة". وقال ابن سعد6: "كان ثقة كثير الحديث". وقال العجلي7: "ثقة تابعي". وقال إبراهيم الحربي8: "مجمع على ثقته".
قلت: وهو مع ثقته وصف بعدة صفات؛ وصف بالتدليس، وكثرة الإرسال، وأنه لم يسمع من ثوبان، فلنبحث هذا في المباحث الآتية:
1 تقريب التهذيب 2/276-277.
2 تهذيب التهذيب 3/432.
3 انظر: الجرح والتعديل 2/1/181 و"تهذيب التهذيب" 3/432.
4 الجرح والتعديل 2/1/181.
5 تهذيب التهذيب 3/432.
6 الطبقات الكبرى 6/291.
7 ترتيب ثقات العجلي للهيثمي ورقة 18، وانظر: تهذيب التهذيب 3/433.
8 المصدر السابق الجزء والصفحة، وانظر في مصادر ترجمته:"الطبقات" لخليفة بن خياط/156 و"تاريخ خليفة بن خياط"/320.
المبحث الأول: في تدليسه
ذكر الذهبي سالم بن أبي الجعد في "ميزان الاعتدال"1، ووصفه بالتدليس فقال:"سالم بن أبي الجعد من ثقات التابعين، لكنه يدلس ويرسل" ا?. وبناء على ذلك أورده البرهان الحلبي، وابن حجر في المدلسين.
قال البرهان الحلبي في "التبيين في أسماء المدلسين"2: "سالم بن أبي الجعد قال الذهبي في "ميزانه"
…
، ثم نقل كلامه السابق.
وقال ابن حجر –وقد ذكره في الطبقة الثانية3 من طبقات المدلسين، وهي:"من احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته، وقلة تدليسه في جنب ما روى، أو كان لا يدلس إلا عن ثقة"-: "سالم بن أبي الجعد الكوفي، ثقة مشهور، من التابعين، ذكره الذهبي في "الميزان"، بذلك روى له الجماعة" ا?.
والذي يبدو أن الذهبي انفرد بهذا القول الذي لم يعزه لأحد، أو يذكر مصدره، أو يبين من أين نقله، وهو وإن كان في موضع الثقة لكن يبقى قوله هذا محل بحث ونظر؛ نظراً لهذه القرون المتطاولة بينه وبين سالم ابن أبي الجعد.
1 2/109.
2 /8.
3 /7.
صحيح أن الحاكم قال1: "وأكثر المحدثين تدليساً أهل الكوفة". إلا أن هذا لا يكون مدعاة لإلصاق تهمة التدليس بسالم من أجل أنه منهم، ما لم ينص على تدليسه بالذات، وما جاء من التنصيص على تدليسه غير مكتمل وواف، كما عرفنا. والله أعلم.
وقد اجتهدت في البحث في سبيل العثور على سلف أو سند لكلام الذهبي السابق، ولكن للأسف لم أقف على شيء من ذلك، ولا يخفى أن ابن حجر جعل تدليس سالم بن أبي الجعد نادراً.
المبحث الثاني: في إرساله
اتفق كل من الذهبي، والعلائي، وابن حجر على أنه يرسل ويرسل كثيراً خاصة عن كبار الصحابة، وفيما يلي ما ذكروه في هذا المجال:
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال"2: "سالم بن أبي الجعد من ثقات التابعين، لكنه يدلس ويرسل" ا?.
وقال في "المغني في الضعفاء"3: "سالم بن
1 معرفة علوم الحديث للحاكم/111 وانظر: "تدريب الراوي"/146.
2 2/109.
3 1/250.
أبي الجعد من ثقات التابعين، لكنه يرسل
…
" ا?.
وقال العلائي في "جامع التحصيل في أحكام المراسيل"1: "سالم بن أبي الجعد الكوفي مشهور كثير الإرسال، عن كبار الصحابة كعمر، وعلي، وعائشة، وابن مسعود، وغيرهم رضي الله عنهم" ا?.
وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب"2: "ثقة، وكان يرسل كثيراً، من الثالثة، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين، وقيل مائة، أو بعد ذلك، ولم يثبت أنه جاوز المائة، روى له الجماعة".
ولا يغيب عن البال أن ابن أبي حاتم أورده في كتابه "المراسيل"3، ونقل فيه أقوال أهل العلم فيمن أرسل عنهم، وقد ذكرت طرفاً من ذلك هنا.
المبحث الثالث: في سماعه من ثوبان
لما كان سماع سالم بن أبي الجعد من ثوبان معمّى على الترمذي لا يدري سمع منه أم لا؟ جعله محور سؤاله لشيخه البخاري، وقد أجابه شيخه بالنفي، وهو عدم سماع سالم من ثوبان، حينئذ رغب الترمذي في معرفة من سمع سالم منهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وتطلع إلى حصرهم –فسالم روى عن الصحابة وقد سمع من بعضهم، ولم يسمع من بعضهم الآخر، فأرسل عنهم-، وتلبية لهذه الرغبة أخذ شيخه البخاري يعدد له من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من سمع سالم منهم، فذكر جماعة من ضمنهم جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك.
1 2/392.
2 1/279.
3 /79.
وهذا الذي نقله الترمذي عن شيخه هنا قد حكاه عنه في "العلل". قال العلائي1: "وحكى الترمذي في "العلل" عن البخاري أنه قال: "سالم بن أبي الجعد لم يسمع من أبي أمامة، ولا ثوبان. وسمع من جابر وأنس ابن مالك" ا?.
ولم يكن البخاري وحده في هذا النفي نفي سماع سالم من ثوبان، بل شاركه فيه شيخه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، والرازي. ففي "ميزان الاعتدال"2 قال أحمد:"لم يسمع من ثوبان ولم يلقه" ا?.
وفي "جامع التحصيل"3: "قال أبو حاتم: "لم يدرك ثوبان" ا?.
وإذا كان البخاري اكتفى بنفي السماع من غير أن يتعرض لبيان الواسطة بينهما، فإن أحمد، وأبا حاتم لم يكتفيا بذلك، فاتفق قولهما على "معدان بن أبي طلحة"، وأنه هو الواسطة بينهما.
قال ابن أبي حاتم في "المراسيل"4: "حدثنا محمد بن يحيى قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: "سالم ابن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان، بينهما "معدان بن أبي طلحة"، ونقل عن أبيه أنه قال:"سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان شيئاً، يدخل بينهما "معدان".
1 جامع التحصيل في أحكام المراسيل 2/392.
2 2/109 وانظر: "المغني في الضعفاء" 1/250.
3 2/392 وانظر: "تهذيب التهذيب" 3/434.
4 /79-80.
وقال أيضاً: "سمعت أبي يقول: "سالم بن أبي الجعد
…
لم يدرك ثوبان وبينه وبين ثوبان "معدان"، وكان سالم وقع إلى الشام".
الكلام عن الواسطة
الاسم الذي تردد وذكر على أنه واسطة هو: "معدان بن أبي طلحة" ويقال: ابن طلحة الكناني اليعمري1 الشامي. روى عن: عمر بن الخطاب، وأبي الدرداء، وثوبان. وروى عنه: سالم بن أبي الجعد، والسائب ابن حبيش، والوليد بن هشام المعيطي.
قال ابن معين: أهل الشام يقولون: "ابن طلحة"، وقتادة، وهؤلاء يقولون:"ابن أبي طلحة"، وأهل الشام أثبت فيه".
وقال ابن سعد والعجلي: "ثقة". وذكره ابن حبان في "الثقات".
قلت (القائل ابن حجر) : "ذكره ابن سعد2، ومسلم3، وخليفة4 في الطبقة الأولى من أهل الشام"5 ا?.
1 بفتح التحتانية والميم بينهما مهملة "تقريب التهذيب" 2/263.
2 الطبقات الكبرى 7/444.
3 طبقات رواة المحدثين لمسلم/95.
4 الطبقات/308.
5 تهذيب التهذيب 10/228.ر
وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب"1: "شامي، ثقة، من الثانية، روى له مسلم، وأهل السنن الأربعة".
ولا أفهم من ذكر هذه الواسطة (معدان بن أبي طلحة) في كلام أحمد وأبي حاتم أكثر من التأكيد بها على نفي السماع، واللقي بين سالم وثوبان، وكونه يدخل بينهما كما قال أبو حاتم؛ لأن معدان كان تلميذاً لثوبان، وشيخاً لسالم، وقد وجد سالم يروي عن ثوبان بواسطة معدان، فمن الغالب أن سالماً تلقى مرويات ثوبان من طريقه، ومع هذا، ومع أن معدان ثقة قال الذهبي2:"سمعت أحمد بن حنبل، وذكر أحاديث سالم ابن أبي الجعد عن ثوبان فقال: "لم يسمع سالم من ثوبان، ولم يلقه، بينهما معدان بن أبي طلحة، وليست هذه الأحاديث بصحاح".
وشيبه بما معنا ما جاء في "فتح المغيث"3 قوله: "وكذا قيل في حميد الطويل4 أنه لم يسمع من أنس إلا اليسير، وجل حديثه إنما هو عن
1 2/263 وانظر في مصادر ترجمته: "التاريخ الكبير" 4/2/38 "الجرح والتعديل" 4/1/404 "الطبقات" لخليفة بن خياط/308 "اللباب في تهذيب الأنساب" 3/414.
2 الجرح والتعديل 2/1/181 و"تهذيب التهذيب" 3/432.
3 1/175.
4 حميد بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصري، اختلف في اسم أبيه على نحو عشرة أقوال، ثقة مدلس، وعابه زائدة لدخوله في شيء من أمر الأمراء، من الخامسة، مات سنة اثنتين، ويقال ثلاث وأربعين أي ومئة، وهو قائم يصلي، وله خمس وسبعون، روى له الجماعة. "تقريب التهذيب" 1/202.
ثابت1 عنه، ولكنه يدلسه. فقال العلائي رداً على من قال: أنه لا يحتج من حديث حميد إلا بما صرّح فيه" قد تبين الواسطة فيها، وهو ثقة محتج به" ا?.
وهنا يقال: قد تبين الواسطة فيها، وهو ثقة محتج به، فكيف يقول أحمد وقد ذكر أحاديث سالم بن أبي الجعد عن ثوبان:"وليست هذه الأحاديث بصحاح"، وهو ممن نص على هذه الواسطة، اللهم إلا أن يقال أراد بقوله:"بينهما معدان بن أبي طلحة" التأكيد على الانقطاع الحاصل بين سالم وثوبان.
ولا شك أن الترمذي في حكمه على هذا الحديث بالحسن، نظر إلى الانقطاع الواقع بين سالم وثوبان الذي نقله عن شيخه من غير الثقات إلى الواسطة بينهما، فإن مطلق الوصف بالحسن عند الترمذي يعطيه لمثل هذا الحديث الذي فيه انقطاع، وروي من غير وجه نحوه، وهو يريد بإطلاق وصف "حسن" أنه حسن لغيره؛ لشواهده التي سوف نورد بعضها إن شاء الله تعالى فيما يأتي.
1 هو ثابت بن أسلم البناني (بضم الموحدة ونونين مخففين) أبو محمد البصري ثقة، عابد، من الرابعة، مات سنة بضع وعشرين أي ومائة، وله ست وثمانون، روى له الجماعة. "المصدر السابق" 1/115.
وقد أورد المنذري الحديث في "الترغيب والترهيب"1 في باب الترغيب في النكاح سيما بذات الولود ونقل كلام الترمذي على الحديث وأقره عليه.
قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"2 المسمى "المغني عن الأسفار في الإسفار": "حديث: "ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة مؤمنة تعينه على آخرته" أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجة واللفظ له من حديث3 وفيه انقطاع.
بعض الشواهد للحديث
للحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أخرجه:
أبو داود في "سننه"4، وسكت عليه، وتبعه المنذري.
ابن أبي شيبة في "مسنده"5.
ابن أبي حاتم في "تفسيره"6.
1 3/71-72.
2 2/31.
3 يظهر فيه سقط وهو قوله من حديث ثوبان، كما يدل عليه ما فيه نسخة الإحياء عند الزبيدي مع إتحاف السادة المتقين 5/313.
4 5/81 مع عون المعبود قال النووي في المجموع 6/13 رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم.
5 عزاه إليه الشوكاني في "فتح القدير" 2/357.
6 مصور 4 ورقة 83.
أبو يعلى في "مسنده"1.
البزار في "مسنده"2.
ابن مردويه3.
الحاكم في "المستدرك"4 وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
البيهقي في "السنن الكبرى"5.
الجصاص في "أحكام القرآن"6.
وها أنا أورده من رواية ابن أبي حاتم في "تفسيره" عند قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ
1 3 ورقة 248.
2 عزاه إليه ابن حجر في "المطالب العالية" 3/340.
3 عزاه إليه الشوكاني في "فتح القدير" 2/357.
4 2/333.
5 4/83.
6 3/131.
وَالْفِضَّةَ} الآية. قال: حدثنا أبي: ثنا حميد بن مالك، ثنا يحيى بن يعلى المحاربي، ثنا أبي، ثنا غيلان بن جامع المحاربي، عن عثمان أبي اليقظان، عن جعفر بن إياس، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} كبر ذلك على المسلمين، قالوا ما يستطيع أحد منا لولده مالا يبقى بعده، فقال عمر: أنا أفرج عنكم، فانطلق عمر، واتبعه ثوبان، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب بها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث في أموال تبقى بعدكم، قال: فكبر عمر، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته" ا?.
وعثمان أبو اليقظان هو عثمان بن عمير، وقد مضت ترجمته في الحديث الرابع.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"1: "رواه أبو يعلي، وفيه عثمان بن عمير، وهو ضعيف" ا?.
أما الذهبي في "تلخيص المستدرك"2، فلم يعرفه، فقال:"عثمان لا أعرفه3، والخبر عجيب" ا?.
هذا ولم يذكر عثمان عند بعض المخرجين للحديث، كأبي داود،
1 7/30.
2 2/333 مع المستدرك.
3 يمكن أن يعتذر للذهبي في هذا بأن عثمان بن عمير أبا اليقظان لم يذكر في المستدرك على الصواب، بل حرّف إلى عثمان بن القطان الخزاعي، فمن هنا قال الذهبي: لا أعرفه.
والجصاص.
وللحديث شاهد أيضاً عن أحد الصحابة، أخرجه أحمد في "مسنده"1 من طريق محمد بن جعفر (غندر) ، ثنا شعبة، حدثني سلم2 قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل3، قال: حدثني صاحب لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تباً للذهب والفضة، قال: فحدثني صاحبي أنه انطلق مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال يا رسول الله قولك تباً للذهب والفضة. ماذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة تعين على الآخرة".
والذي يبدو لي من وصف هذا الصحابي من انطلاقه مع عمر أنه ثوبان؛ لأنه هو الذي انطلق مع عمر، كما عبرت عنه ألفاظ الحديث فيما مضى، فيكون هذا شاهداً أو متابعة على القول، بأنه لا فرق بينهما، وأن الأمر فيهما سهل.
قال ابن حجر في "تخريج أحاديث الكشاف"4: "وفي الباب عن علي، أخرجه عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي حصين، عن أبي الضحى،
1 5/366.
2 الذي في المسند سالم، وهو خطأ، وسلم هو ابن عطية الفقيمي (بالفاء والقاف مصغراً) الكوفي، ليّن الحديث، من السادسة، روى له النسائي. "تقريب التهذيب" 1/314.
3 عبد الله بن أبي الهذيل الكوفي أبو المغيرة، ثقة، من الثانية، مات في ولاية خالد القسرى على العراق، روى له الترمذي، والنسائي، والبخاري في جزء القراءة، ومسلم. "المصدر السابق" 1/458.
4 2/209.
عن جده ابن سبرة عنه.
وعن بريدة أخرجه ابن مردويه من رواية الحكم بن ظهير، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه ".
وللحديث شاهدان على الجملة الأخيرة رواهما ابن ماجه في "سننه"1 فقال: حدثنا هشام بن عمار: ثنا صدقة بن خالد، ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:"ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها، وماله".
قال في الزوائد2: في إسناده علي بن يزيد قال البخاري: منكر الحديث، وعثمان بن أبي العاتكة مختلف فيه، والحديث رواه النسائي من حديث أبي هريرة، وسكت عليه، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر" ا?.
وقال: "حدثنا هشام بن عمار، ثنا عيسى بن يونس، ثنا عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما الدنيا متاع، وليس من متاع شيء أفضل من المرأة الصالحة" ا?.
1 1/596 رقم الحديث (1857) .
2 انظر تعليق محمد فؤاد عبد الباقي على سنن ابن ماجة.