الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رأى) أَنه يجدب لحيته إِلَى أَسْفَل فَإِنَّهُ قرب أَجله ونفاد عمره وَقيل نَدم وَحُصُول مُصِيبَة (وَمن رأى) بعض لحيته قلعت وَصَارَ مَكَانهَا نَاقِصا أَو رأى أَنه صَار أجرودا فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي حَقه من جَمِيع الْوُجُوه (وَمن رأى) أَنه نقص من لحيته وَرَأى مِنْهَا نقصا غير شين فَإِن ذَلِك دَلِيل على نُقْصَان همه وغمه وَقَضَاء دينه (وَمن رأى) أَن لحيته حلقت فَفِيهِ وَجْهَان وَقَالَ بَعضهم يدل على أَنه ان كَانَ مَرِيضا بَرِيء وَإِن كَانَ مديونا قضى دينه وَإِن كَانَ مهموما ذهب همه وغمه وَقَالَ آخَرُونَ: ان رُؤْيا ذَلِك مَكْرُوهَة جدا (وَمن رأى) أَن أحدا قبض على لحيته من غير ايلام فَإِنَّهُ يكون منقادا لَهُ فِي جَمِيع أُمُوره وَذَلِكَ هُوَ الْمُتَصَرف فِي جَمِيع تعلقاته وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ ذَلِك بمحمود (وَمن رأى) أَنه يقرمط لحيته باسنانه فَإِنَّهُ يدل على البلادة وخسافة الْعقل وَإِن أدخلها فَمه من غير قرمطة يدل على أَنه ولوع وَلَيْسَ فِي ذَلِك مَا يذم وَلَا يحمد. (وَمن رأى) لحيته تناثرت من الضعْف فَإِنَّهُ يدل على مَوته فَجْأَة (وَمن رأى) أَنه مشط لحيته وطيبها فَإِنَّهُ يدل على احداث تفكره فِي مصْلحَته وتباشر أُمُوره وَإِن رأى الْغَيْر فعل ذَلِك بِهِ فنظيره وَإِن فعل هُوَ بِالْغَيْر فَيكون هُوَ الفاكر وَأما حلق اللِّحْيَة فِي أَيَّام الْحَج أَو فِي الاشهر الْحرم فتعبيره كتعبير حلق الرَّأْس كَمَا تقدم (وَمن رأى) أَن لحيته قد شابت من ثَلَاث شَعرَات إِلَى غالبها فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي ابهته وَحُرْمَة ووقار وَإِن رأى انها صَارَت بَيْضَاء جدا فَإِنَّهُ ضعف فِي الْقُوَّة وَقلة حزمة ونقصان فِي المَال (وَمن رأى) أَن امْرَأَة نبت لَهَا لحية فانها تؤول على سَبْعَة أوجه: إِن كَانَت حَامِلا اتت بِولد ذكر وَإِن لم تكن حَامِلا لم تَلد أبدا وَإِن كَانَ لَهَا ولد يسود قومه وَإِن كَانَت أرملة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَإِن كَانَت متزوجة فَإِنَّهَا تصير أرملة وهم وغم وهتك وفضيحة وَقيل جذب اللِّحْيَة يدل على حُصُول مِيرَاث. (وَمن رأى) أَنَّهَا شابت فَإِنَّهُ يرى مَا يكره وَقيل يقهر من رئيسه (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الشيب للشباب تؤول بقدوم غَائِب (وَمن رأى) أَنه ينتف شَيْبه فَإِنَّهُ يُخَالف السّنة ويستخف بِأَهْل الْخَيْر وَقيل إِن الشيب طول عمره لقَوْله: {ثمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا} (وَمن رأى) لحيته بَيْضَاء وفيهَا بعض قَلِيل من السوَاد فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه: إِن كَانَ لَهُ غَائِب فَهُوَ مولع وَرُبمَا يقدم عَلَيْهِ ويأتيه ولد ذكر أَو طول حَيَاته (وَمن رأى) أَن شعره صَار نباتا من النباتات فَإِنَّهُ تغير حَال وَقيل فقر وذلة وَأما الخضاب فِي اللِّحْيَة فَإِنَّهُ يدل على خَفَاء الاعمال والطاعات وَستر الْفقر عَن النَّاس وَرُبمَا دلّ على التصنع والرياء إِذا خضب بِخِلَاف الْمُسلمين (وَمن رأى) أَنه خضب وَلم يعلق الخضاب فَإِنَّهُ يغطى من حَاله مَا يشْتَهر للنَّاس فَإِن علق الخضاب ستر الله الْعَيْب عَنهُ (وَمن رأى) أَنه يختضب بطين وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا لَا يكون التخضيب بِهِ فَإِنَّهُ يغطى حَاله بمحال بِحَيْثُ لَا يختفي على النَّاس أَو يُصِيبهُ مَكْرُوه وجزع لقَوْل النَّاس فَلَا تختضب بِغَيْر حناء وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : خضاب اصابع الرجل بِالْحِنَّاءِ يؤول بِكَثْرَة التَّسْبِيح وللمرأة يؤول بِإِحْسَان زَوجهَا اليها وَإِن رَأَتْ كَأَنَّهَا خضبت أصابعها لَا يظْهر حبها وَإِن رأى الرجل أَنه مخضوب خضابا شيناً فَإِنَّهُ كَثْرَة فِي معاشه (وَمن رأى) أَنه يَدَيْهِ مخضوبة بِالْحِنَّاءِ فَإِنَّهُ يظْهر حذاقة فِي صناعته ويطلع على ملكه النَّاس وَلَا خير فِي نقش الْيَدَيْنِ وَلَا بَأْس بِهِ للْمَرْأَة وَقيل رُؤْيا الشّعْر إِذا كَانَ فِي الْجَسَد وَطَالَ طولا زَائِدا حَتَّى فتله يدل على حُصُول مَال وافر من كسب وَإِن رَآهُ ابيض فَإِن طَعَامه قد سوس وَإِن رَآهُ تناثر فَإِنَّهُ ذهَاب مَال وَإِن رأى أَنه دهن شَيْئا من شعره سَوَاء فِي اللِّحْيَة أَو فِي الْجَسَد أَو فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ زِينَة مَا لم يسل فَإِن سَالَ فَهُوَ هم وغم وَقيل من دهن شَيْء لَهُ رَائِحَة فَذَلِك ثَنَاء حسن وَقيل من رأى أَنه بل شعر رَأسه أَو لحيته بِمَاء وَهُوَ سايل مَا لم يكن فعل ذَلِك وَاجِبا فَإِنَّهُ يطلع على غَيره أَو غَيره يطلع عَلَيْهِ. (وَمن رأى) أَنه تمشط فَسقط مِنْهُ قمل أَو نَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ ينْفق مَالا من مِيرَاث (وَإِن رأى) أَنه حلق مَا تَحت اللِّحْيَة أَو حلق قَفاهُ فَإِنَّهُ قَضَاء دين وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه نبت على لِسَانه شعر فَإِنَّهُ حِكْمَة وَبَيَان وَشعر وفظنة إِلَى أَن يخرج عَن الْحَد فَيَعُود إِلَى الْهم والحزن وَقيل ان الشّعْر من حَيْثُ الْجُمْلَة مَال وَقَالَ بعض المعبرين: شعر الجفن والاذن والانف جيد مَا لم يتَجَاوَز الْحَد وَقَالَ أَيْضا: إِذا أَزَال الانسان الشّعْر من مَكَان يَقْتَضِي الازالة فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن أزاله من مَكَان يكون حسنا فِيهِ فَلَيْسَ بمحمود.
4 -
(فصل فِي رُؤْيا الْأَعْضَاء كلهَا)
أما الرَّأْس والدماغ فَهُوَ رَئِيس الانسان وَفِيه وُجُوه كَثِيرَة سَيَأْتِي بَيَانهَا قَالَ دانيال عليه السلام: رُؤْيا الرَّأْس تدل
على كَبِير قوم (وَمن رأى) أَن بِيَدِهِ رَأْسا مَقْطُوعًا يدل على أَن كَبِيرا يَأْخُذ بِيَدِهِ وَيحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) رَأْسا مَقْطُوعًا وَكَانَ ذَا منصب وشوكة فَإِنَّهُ ينْتَقل إِلَى اعظم مِمَّا فِيهِ أَو زِيَادَة فِي أبهة وَحِكْمَة وَإِن كَانَ من غير ذَلِك فحصول مَال من غير جِهَة امْرَأَة أَو عز وجاه (وَمن رأى) أَن رَأسه بَان مِنْهُ من غير ضرب عنق وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يُفَارق رئيسه أَو أبوية أَو معلميه (وَمن رأى) أَن عُنُقه ضرب وابان رَأسه مِنْهُ ان كَانَ غَنِيا نقص مَاله وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ عبدا عتق وَإِن كَانَ مديونا قضى الله دينه وَإِن كَانَ مغموما أَو مكروبا فرج الله غمه وكربه وَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله وَإِن كَانَ مَرِيضا ومرضه لَا يُوجد لَهُ طب يدل على مَوته (وَمن رأى) أَن عُنُقه ضرب فِي مَلأ عَظِيم وَفِي ذَلِك مَا يدل على الشَّرّ وَحصل بِالضَّرْبِ ايلام فَإِنَّهُ يدل على ارتكابه معاصي عَظِيمَة وَرُبمَا كَانَ تكفيرا أَو مجازاة وَقد يدل رَأس الانسان على رَأس مَاله وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّ قطع رَأس الْإِنْسَان على جراحته فِي الحلاقة أَو مُفَارقَته قلنسوته أَو عمَامَته أَو هدم غرفته أَو حل سقف دَاره وَإِن كَانَ فِي الرّقّ بيع. (وَمن رأى) رَأسه بِيَدِهِ وَهُوَ ينظر إِلَيْهَا فَإِن ذَلِك تَدْبِير فِي رَأس مَاله ومعيشته (وَمن رأى) أَنه ذهب رَأسه فَإِنَّهُ يمرض وَرُبمَا ذهب مَاله وَقيل من رأى عُنُقه ضرب فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا عَظِيما وَإِن عرف الَّذِي ضربه نَالَ مِنْهُ خيرا وَيكون الْخَيْر على يَده (وَمن رأى) أَن رَأسه رد إِلَى جسده يؤول على ثَلَاثَة أوجه: عود مَال ضائع أَو عوده إِلَى رئيسه أَو يرْزق الشَّهَادَة (وَمن رأى) أَنه يكلم رَأْسا أصَاب خيرا كثيرا وَقَالَ بعض المعبرين: إِن أصَاب رَأْسا فَإِنَّهُ يُصِيب من عشرَة دَرَاهِم إِلَى عشْرين ألفا (وَمن رأى) أَنه يحلق رَأْسا وَهُوَ يجْرِي أَمَامه فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي كسب المَال فَإِن لحقه فَإِنَّهُ يحصل لَهُ (وَمن رأى) رُؤُوس النَّاس مَقْطُوعَة فِي بلد أَو محلّة أَو بَيت أَو على بَاب فَإِن رُؤَسَاء النَّاس يأْتونَ ذَلِك الْموضع ويجتمعون فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل مِنْهُم أَو يَأْخُذ شَيْئا فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَمَال وَخير (وَمن رأى) عظم الرَّأْس أَو قطعه فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من عُظَمَاء النَّاس (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل رَأْسا نيئا فَفِيهِ وَجْهَان: قيل حُصُول مَال أَو عتب من رَئِيس وَإِن كَانَ رَأسه مَعْرُوفا فَرُبمَا أَنه يَأْكُل من رَأس مَال صَاحب الرَّأْس. (وَمن رأى) رَأسه كَبِيرا فَإِنَّهُ زِيَادَة مَال وَإِن كَانَ رَئِيسا أَو ذَا منصب فَزِيَادَة فِي الابهة وَإِن كَانَ من غير ذَلِك فَخير على كل حَال (وَمن رأى) أَن رَأسه صغر فبعكس الْقَضِيَّة (وَمن رأى) أَنه صَار لَهُ راس يؤول على خَمْسَة أوجه: طول فِي الْعُمر وَحِكْمَة فِي اشْتِغَال ونتاج فِي الْأُمُور ومشاركة رَئِيس مصاحبة الأكابر وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه رَأسه شج أَو جرح أَو كسر أول على ثَلَاثَة أوجه: ولَايَة وَغلب وحدوث فِي المَال وَقيل يعبر ذَلِك فِي حق رئيسه كَمَا تقدم وَمن رأى أَن رَأسه سمن أَو ضخم فَإِنَّهُ يوفق لِلْخَيْرَاتِ (وَمن رأى) أَن فِي يَده رَأْسا فَسقط مِنْهُ أول على ثَلَاثَة أوجه: حُصُول مَال ووسع ولَايَة وَأمر يُنكر أَو رُبمَا يتعجب مِنْهُ (وَمن رأى) أَن فِي يَده رَأْسا غير شين وَهُوَ يكلمهُ فَإِنَّهُ يدل على الْعدْل والانصاف وَقيل الْحِكْمَة والمعرفة وَإِن رأى الرَّأْس وَبِه بشاعة أَو كَلمه بِمَا لَا يُنَاسب فتعبيره بِخِلَافِهِ (وَمن رأى) أَن رَأسه مقسوم فِي يَده فَإِنَّهُ يدل على موت أَبَوَيْهِ وَإِن التقيا يدل على مرضهم ثمَّ يعافيان (وَقَالَ) جَابر المغربي: من رأى أَن رَأسه صَار كرأس الْفِيل فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة كَبِيرَة فَإِن كَانَ أَهلا لذَلِك فَهُوَ جيد (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الابل يدل على ارتكابه مَا لَا يجوز لَهُ وَرُبمَا دلّ على المسكنة والبلاهة والانقياد إِلَى من هُوَ دونه (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الْفِيل يحصل لَهُ مَال ونعمة من جِهَة السُّلْطَان أَو مِمَّن يقوم مقَامه (وَإِن رأى أَن رَأسه كرأس الْبَغْل أَو الْحمار فَإِنَّهُ حُصُول بخت جيد وَقيل انه يسابق إِمَامه فِي الصَّلَاة لقَوْله عليه الصلاة والسلام فِي الحَدِيث الْمَشْهُور (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الْبَقر فَإِنَّهُ حُصُول مذلة (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الْغنم فَإِنَّهُ يكون الْغَالِب عَلَيْهِ الْجَهْل (وَمن رأى) أَن رَأسه كرأس الْأسد فَإِنَّهُ يسود فِي حكمه ويقهر أعدائه وَرُبمَا يكون حُصُول انتصاف (وَإِن رأى) أَن رَأسه كرأس الْخِنْزِير فَرُبمَا يكون ميله إِلَى الْكَفَرَة أَو أهل الْمعاصِي أَو الرَّفْض وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى رَأسه كرأس بَهِيمَة مِمَّا يجوز أكلهَا فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يجوز أكلهَا فَلَا خير فِيهِ وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا كبر الرَّأْس شرف وصغره ضِدّه (وَمن رأى) أَن رَأسه كَبرت يدل على التَّزْوِيج ان كَانَ عزبا وعَلى الْغنى إِن كَانَ فَقِيرا وَإِن كَانَ غَنِيا فكثرة أَوْلَاد وعَلى الظفر ان كَانَ مُحَاربًا (وَمن رأى) أَن رَأسه منكوس فَهُوَ خسارة مَعَ ذلة. (وَمن رأى) أَن رَأسه صَار قزازا فَإِنَّهُ يدل على هَلَاكه وَإِن صَار ذَهَبا أَو فضَّة يحصل لَهُ مَال من الْعِيَال وَإِن صَار رصاصا أَو قزديرا يكون فِي أمره مخاطرة وهلاك وَإِن صَار حديدا أَو حجرا فَإِنَّهُ يخْدم الأسافل وَإِن صَار خشبا يدل
على قرب أَجله وَإِن صَار فخارا من طين فَإِنَّهُ يدع فعل شَيْء من أَنْوَاع التهديد (وَمن رأى) أَن بِرَأْسِهِ شعاعا من نَار فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: حَظّ ومنصب وظلم وقهر وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الرَّأْس إِذا صَار كنوع من الْمَعَادِن والنبات فَإِنَّهُ كَانَ نَوعه محبوبا فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود قَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَن رَأسه صَار كرأس الطُّيُور فَإِنَّهُ يدل على سَفَره وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا رُؤُوس الْحَيَوَان من حَيْثُ الْجُمْلَة مَال ورياسة فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه يكون كسب مَال من وَجه حل وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يجوز أكله يكون من وَجه حرَام. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الرَّأْس تدل على اثْنَي عشر وَجها: رَئِيس وكبير جمَاعَة وَأب وَأم وَإِمَام وأمير وعالم وَمَال وَولد وَغُلَام وَجَارِيَة وَامْرَأَة (وَمن رأى) أَنه أَدخل رَأس فِي تنور فَإِنَّهُ يصحب من لَيْسَ يحصل بِهِ فَائِدَة وَكَذَلِكَ إِذا رأى أَنه أدخلها فِيمَا لَا يحب مثله فِي الْيَقَظَة فتعبير ضِدّه وَأما الآذان قَالَ دانيال عليه السلام وَابْن سِيرِين والكرماني فِي رُؤْيا الآذان امْرَأَة الرجل أَو ابْنَته أَو أُخْته أَو خَالَته من النِّسَاء فَمن رأى فِيهَا حَادِثا أَو زِيَادَة فَإِنَّهُ يؤول فِي الْمَذْكُورين وَقيل إِن رأى أَنه قطع أُذُنه فَإِنَّهُ موت احداهن أَو مفارقتها (وَمن رأى) أَنه دخل فِي أُذُنه مَا لَا يُحِبهُ فِي الْيَقَظَة أَو حصل مِنْهُ مَا يشوش فَإِنَّهُ يسمع مَا لَا يرضاه (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : (من رأى) أَن آذانه زدن عَن الْحَد فيؤول فِي النسْوَة وَنَحْوهَا كَمَا تقدم وَإِن رأى أَنه أَصمّ فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد فِي دينه رُبمَا يكون لَهُ ميل إِلَى الْكفْر لقَوْله تَعَالَى: {وَقَالُوا لَو كُنَّا نسْمع أَو نعقل مَا كُنَّا فِي أَصْحَاب السعير} وَمن رأى أَنه ينظف أُذُنَيْهِ من الْوَسخ فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ أَو يسمع خَبرا سارا بِحَيْثُ يحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل مَا أخرجه من أُذُنه فَإِنَّهُ يدل على تَوْبَته (وَمن رأى) أَن أحدا وضع أصبعيه فِي أُذُنَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على من يغتاب عائلته وَإِن رأى أحدا أخرس أُذُنه فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَن بأذنيه قرطا وَهُوَ الْحلق فَإِن كَانَ نَوعه مَحْمُودًا فِي الْيَقَظَة فجيد فِي حَقه من ذكر أَو أُنْثَى وَإِذا كَانَ لَيْسَ بمحمود فضده (وَمن رأى) آذَانا كَثِيرَة جدا فَإِنَّهُ يدل على أَنه يسمع الْكَلَام وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعقله لقَوْله تَعَالَى: {وَلَهُم آذان لَا يسمعُونَ بهَا} وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيَة الآذان تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: امْرَأَة سَوَاء كَانَت زَوجته أَو قريبته وَصَاحب صَدُوق ورفيق مُوَافق وَغُلَام مقبل وَمَال نَافِع وهم وغم وَفَرح وسرور وتوبة وَرُجُوع وَأما العينان فيؤولان بِالدّينِ وَغَيره فَمن رأى أَنه أعمى أَو انفقأت عَيناهُ فقد صد عَن الاسلام بِمَعْصِيَة كَبِيرَة أَتَاهَا لقَوْله تَعَالَى: {رب لم حشرتني أعمى} الْآيَة وَقيل انه يُصِيب رزقا وَاسِعًا وسعادة الدُّنْيَا لما قَالَه النَّاس فِي الْمثل السائر: لما سعد فلَان عمي وَقيل إِنَّه يفقد أَوْلَاده لأَنهم قُرَّة الْأَعْين لقَوْله تَعَالَى: {وَالَّذين يَقُولُونَ رَبنَا هَب لنا من أَزوَاجنَا} الاية وَقيل انه يعمى عَن حجَّته وَطلب حَاجته قيل يكون قَلِيل الْمعرفَة لَا يدْرك الْأُمُور وَلَا يعرف مِقْدَار النَّاس (وَمن رأى) أَن عَيْنَيْهِ ابيضتا فَإِنَّهُ يدل على طول حزنه لقَوْله تَعَالَى: {وابيضت عَيناهُ من الْحزن} . (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الْعين دين الرجل وبصيرته الَّتِي يبصر بهَا الْهدى من الضلال (وَمن رأى) أَن عَيْنَيْهِ عينا غَرِيب مَجْهُول فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب بَصَره وَإِن رأى أَن عَيْنَيْهِ صارتا معدنا من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَقيل هم وحزن وَرُبمَا يحصل لَهُ مَعْدن ينْتَفع بِهِ (وَمن رأى) أَن عَيناهُ طمستا فَإِنَّهُ يرجع عَن دين الْإِسْلَام إِلَى غَيره لقَوْله تَعَالَى: {وَمن كَانَ فِي هَذِه أعمى} الْآيَة وَقيل يحفظ الْقُرْآن وينساه وَإِن رأى أَنه كَانَ أعمى ثمَّ أبْصر فَإِنَّهُ يَهْتَدِي إِلَى الْحق وَقَالَ بَعضهم: تؤول هَذِه على سَبْعَة أوجه: حُصُول دين وَمَال وَأَوْلَاد ولقط وبصيرة وارشاد وشفاء من سقم (وَقَالَ بعض المعبرين) : رُؤْيَة الْأَعْمَى تدل على الغربة لقَوْله عليه السلام: الْغَرِيب كالأعمى وَلَو كَانَ بَصيرًا وَإِن رأى أَنه أعمى وَقصد من يداويه فَإِنَّهُ يدل على مرتكب مَا لَا يحل وقصده الاقلاع عَن ذَلِك فَإِن وجد من يداويه وداواه فحصول مُرَاده وَإِلَّا فيرجى لَهُ التَّوْبَة وَكَذَلِكَ تَعْبِير عَيْني الْمَرْأَة وَيُرَاد فِيهِ الزَّوْج وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى حَادِثا فِي عينه فيؤول على الْأَوْلَاد فالعين الْيُمْنَى ذكر واليسرى أُنْثَى وَإِن رأى أَنه يَقُود أعمى فَإِنَّهُ يرشد ضَالًّا إِلَى الْحق. (وَمن رأى) أَنه أَعور الْعين فقد ذهب نصف دينه وَأصَاب إِثْمًا عَظِيما وَقيل انه ينْتَظر مَنْفَعَة من أَخِيه ويرجى لَهُ نموها وَرُبمَا إِنَّه يتَخَلَّص من الاثم وَقيل ان كَانَ لَهُ أَخ أَو ولد يَمُوت وَرُبمَا يذهب نصف مَاله وَقيل يذهب نصف عمره فيصلح مَا بَقِي وَقد يكون من أهل الْجنَّة لقَوْله عليه السلام: من عدم إِحْدَى كريمتيه كَانَ جَزَاؤُهُ الْجنَّة كَمَا قَالَ عليه السلام فِي الحَدِيث الصَّحِيح وَقَالَ بعض المعبرين: إِنِّي لأكْره ذَلِك فِي الْمَنَام لِأَن إِبْلِيس كَانَ أَعور وَكَذَلِكَ
الدَّجَّال (وَمن رأى) أَنه أُصِيب فِي عَيْنَيْهِ وَهُوَ ذُو يسر وَصَلَاح وَلَيْسَ لَهُ ولد وَلَا أَخ فَإِنَّهُ يصاب فِي مَاله الْعين وَقيل يمرض (وَمن رأى) أَن بِعَيْنيهِ رمدا فَإِنَّهُ يحدث فِي دينه فَسَاد ويشرف على الْهَلَاك فَإِن نقص الرمد كَانَ النَّقْص فِي ذَلِك وَإِن زَاد فَكَذَلِك وَقَالَ بَعضهم: يطلع النَّاس عَلَيْهِ أَمر يُنكرُونَ عَلَيْهِ فِيهِ وَلَيْسَ يضرّهُ ذَلِك فِيمَا بَينه وَبَين الله (وَمن رأى) أَن رمده نقص من بَصَره ظَاهرا وَبَاطنا فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي دينه بِقدر مَا ظهر (وَمن رأى) أَنه يداوي عَيْنَيْهِ فيؤول على خَمْسَة أوجه: صَلَاح فِي دينه وَزِيَادَة فِي مَاله وقرة عين وقدوم أَخ من سَفَره وَوُجُود ولد. (وَمن رأى) أَنه يكتحل وَكَانَ ضَمِيره فِي الْكحل أَن يتزين بِهِ يَأْتِي أمرا يحصل مِنْهُ زِينَة وَصَلَاح بِقدر ذَلِك وَقيل ان كَانَ عزبا يتَزَوَّج أَو فَقِيرا اسْتَفَادَ مَالا حسنا وَقيل من رأى أَنه اكتحل بالاثمد فَإِنَّهُ يجمع بَين امْرَأتَيْنِ (وَمن رأى) أَنه اكتحل بِمَا لَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يطْلب حَرَامًا من فرج أَو دبر (وَمن رأى) أَنه يكحل الصّبيان بِغَيْر الاثمد فَإِنَّهُ يدل على محنة بهم فليتق الله تَعَالَى (وَإِن رأى) بَصَره دون مَا يظنّ النَّاس أَو يرى كلالا أَو ضعفا وَلَيْسَ تعلم النَّاس بذلك فَإِنَّهُ تكون سَرِيرَته دون وعلانيته (وَمن رأى) بِعَيْنيهِ بَيَاضًا فَإِنَّهُ حزن وهم وَإِن رأى أَن بِعَيْنيهِ بَيَاضًا ثمَّ انجلى عَنهُ فَإِنَّهُ يكْشف أمرا مغطى عَلَيْهِ وَقيل فَرح وسرور وَقَالَ بعض المعبرين: (من رأى) بِعَيْنيهِ بَيَاضًا ثمَّ انجلتا فَإِنَّهُ يجْتَمع بغائب قد طَالَتْ غيبته أَو بِمن يعز عَلَيْهِ وَإِن كَانَ مهموما أذهب الله همه وغمه لقَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا أَن جَاءَ البشير أَلْقَاهُ على وَجهه} الْآيَة (وَمن رأى) فِي جسده عيُونا كَثِيرَة فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي الدّين وَرُبمَا دلّ ذَلِك على نبت دماميل وَفتحهَا (وَمن رأى) أَن عينه الْوَاحِدَة دخلت فِي الْأُخْرَى فَإِن كَانَ لَهُ ولدا وَابْنَة فليحتفظ أَن يُمكن الْوَلَد من أُخْته فيفتضها (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل من عين فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَاله (وَمن رأى) أَن بِيَدِهِ عينا أَو عيُونا سَوَاء كن أعين آدَمِيّ أَو غَيره فَإِنَّهُ مَال على كل حَال وَأما الْجَبْهَة فَهِيَ زين الانسان وَدينه فَمن رأى فِيهَا حسنا وجمالا أَو مَا يحصل لَهُ نتيجة فتأويله فِي ذَلِك وَإِن رأى بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا دلّت الْجَبْهَة على الصَّلَاة وَالسُّجُود (وَمن رأى) فِي جَبهته جِرَاحَة أَو قرحَة أَو مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ نقر فِي صلَاته أَو لم يتم سُجُوده ويقابل بِكَلَام سمج. (وَقَالَ ابْن سِيرِين) الْجَبْهَة قدر وجاه لانها مَوضِع السُّجُود وَرُبمَا دلّت على الْوَلَد وَمن رأى فِي جَبهته أثر السُّجُود فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة فِي دينه وتقواه وانتشاره بَين النَّاس وَقيل: (من رأى) أَنه أُصِيب بجبهته فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من رجل شغل مَا يكره وَرُبمَا يكون نقص مَاله (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : وَإِن رأى أَن جَبهته عرضت فَإِنَّهُ يدل على اتساع الْمَعيشَة وَزِيَادَة الْقدر والجاه وَإِن رأى أَن لون جَبهته مَا يكره نبته فَإِنَّهُ يصير مديونا فَإِن تغير لَوْنهَا بعد النبت أوفى ذَلِك الدُّيُون (وَمن رأى) خطا على جَبينه فَإِن كَانَ ملونا يدل على حُصُول ولد يحصل بِهِ مَنْفَعَة (وَمن رأى) على جَبهته آيه رَحْمَة تدل على حُصُول الْخَيْر ويرزق الشَّهَادَة وَإِن كَانَت آيَة عَذَاب فتعبيره ضد ذَلِك (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : فِي رُؤْيا الْجَبْهَة تؤول على سِتَّة أوجه: جاه وَقدر وَعز وعلو منزلَة ومعيشة ورياسة وجود واما الحاجبان فَهِيَ وقاية الدّين (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى فيهمَا جمالا وحسنا كَانَ جيدا فِي دينه وَإِن رأى بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه واما الانف فَقَالَ دانيال هُوَ جاه ومنزلة وَعمر فَمن رأى فِيهِ زِيَادَة أَو نقصا فعائد على ذَلِك. (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه يخرج من انفه مخاط فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من جليل الْقدر (وَمن رأى) أَنه خرج من أَنفه ذُبَابَة أَو مَا يشابه ذَلِك دلّ على أَنه يُولد لَهُ مَوْلُود (وَمن رأى) أَنه دخل أَنفه شَيْء من ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَن بِأَنْفِهِ خرقا وَبِه مَا يجذب إِلَى اسفل فَإِنَّهُ يدل على تواضعه أَو حُصُول مَنْفَعَة من امْرَأَة وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ ذَلِك بمحمود إِذا كَانَ فِي رُؤْيَاهُ مَا يدل على الشَّرّ (وَمن رأى) أَن بِأَنْفِهِ زكاما فَإِن أُمُوره تَنْعَقِد وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود (وَمن رأى) أَنه يتَكَلَّم من أَنفه فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة ودولة (وَمن رأى) أَن جلد أَنفه تمزق أَو ذهب فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه يَقُول الْمعبر جَاءَ من أنفي دم فَإِن ذَلِك حُصُول مَال وَإِن قَالَ خرج يكون ذهَاب مَال وَقد تقدم فِي الفهرست ان الَّذِي يقْصد تعبيرا يُرَاعِي اللَّفْظ فِيمَا يَقْصِدهُ كَذَلِك الْمعبر (وَمن رأى) أَنفه قطع فَإِنَّهُ يؤول على سِتَّة أوجه ختان لَهُ ولولده وانحطاط منزلَة وَمَوْت عَاجل ونازلة يكون بهَا فضيحة وَمَوْت ولد أَو زَوْجَة وَإِن رأى أَن وسخ الانف زَاد فَهُوَ مَكْرُوه لَهُ وَإِن رأى أَنه نظفه فَهُوَ ضِدّه وَإِن رأى أَنفه كَبِير ثمَّ صَغِير وتكبب فَإِنَّهُ فقر وحقارة وَإِن كَانَت زَوجته حَامِلا فَإِنَّهَا تسْقط وَإِن رأى أَن أَنفه وَقع فِي الأَرْض فَرُبمَا يَأْتِي لَهُ ابْنة وتزول حرمته وَإِن رأى أَنه يغسل أَنفه دلّ على أَن فِي بَيته من يخدع امْرَأَته.
(وَمن رأى) أَنه خرج من أَنفه حَيَوَان أَو طير فَإِنَّهُ يدل على أَنه ان كَانَ لَهُ دَابَّة تَلد (وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث) : (وَمن رأى) أَن أَنفه كبر فَإِنَّهُ يدل على الْمنزلَة وَزِيَادَة الشّرف (وَمن رأى) أَنه شم رَائِحَة طيبَة فَإِن كَانَت زَوجته حَامِلا فانها تَأتي بِولد سَار وَرُبمَا يكون فرجا من هم وغم وَإِن كَانَت الرَّائِحَة كريهة فتعبيره ضد ذَلِك (وَقَالَ جَابر المغربي) : (وَمن رأى) أَنه لَيْسَ لَهُ أنف فَإِنَّهُ يدل على موت أَقَاربه وَقيل لَا رحم لَهُ (وَمن رأى) أَن لَهُ أنفين فَإِنَّهُ يَقع بَينه وَبَين أهل بَيته عَدَاوَة. (وَأما الْوَجْه) فَإِنَّهُ سرُور الْإِنْسَان وشرفه وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الْوَجْه يؤول بزينة ومعيشة فَمن رأى فِي وَجهه عَيْبا فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي ذَلِك وَكَذَلِكَ ان رأى أَنه زَاد زِيَادَة تشين (وَمن رأى) أَن لون وَجهه صَار أَحْمَر مشرقا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم وَقيل يلد ابْنه لقَوْله تَعَالَى: {وَإِذا بشر أحدهم بِالْأُنْثَى ظلّ وَجهه مسودا} الْآيَة (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : رُؤْيا الْجَبْهَة وَالْوَجْه جَمِيعًا تدل على ثَلَاثَة أوجه مَال وَعز وَامْرَأَة حَسَنَة وجاه وقاصد الْإِنْسَان والصدغان ابنتان شريفتان مباركتان فمهما رأى فِي ذَلِك فَهُوَ مَنْسُوب لَهما (وَقَالَ الْكرْمَانِي) أَيْضا وَوَافَقَهُ السالمي: (وَمن رأى) وَجهه مشرقا مبيضا حسنا فَإِن ذَلِك بِشَارَة بِحسن حَاله وَصَلَاح دينه لقَوْله تَعَالَى: {وُجُوه يَوْمئِذٍ مسفرة ضاحكة} وَقيل: من رأى وَجهه مسودا فَإِنَّهُ رأى مزاح كَذَّاب لقَوْله تَعَالَى: {وَيَوْم الْقِيَامَة ترى الَّذين كذبُوا على الله وُجُوههم مسودة} وَإِن رأى بِوَجْهِهِ أَو وَجه أحد غَيره عَيْبا فَإِنَّهُ نازلة تحيط بِهِ أَو هم أَو غم. (وَإِن رأى) أَن أحدا عبس فِي وَجهه فَإِنَّهُ يرى مَا يكره وَإِن رأى أَنه عبس فِي وَجه غَيره فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُ مَكْرُوه (وَمن رأى) أَنه سخم وَجهه لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَت امْرَأَة فَإِن زَوجهَا يَمُوت وَأما الشفتان فانهما مساعدان للرائي فَإِن الشّفة السُّفْلى أَزِيد من الْعليا فِي جَمِيع الْمعَانِي وَقيل الشّفة قرَابَة فالعليا رجال والسفلى نسَاء وَقيل من رأى أَنه شفته الْعليا انقلعت أَو انْقَطَعت فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة أَو مَال وَإِن رأى ذَلِك فِي السُّفْلى دلّ على موت زَوجته وَرُبمَا دلّ على الطَّلَاق (وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى شَفَتَيْه وقعتا فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة من جِهَة الْأَب وَالأُم وَقَالَ بَعضهم: يدل على أَنه غمار (وَمن رأى) أَن فِي شَفَتَيْه مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة دلّ على الْهم وَالْغَم (وَمن رأى) شَفَتَيْه ملتصقتان وَلَا يقدر على فتحهما دلّ على تعقد الْأُمُور وصعوبتها خُصُوصا إِن أَرَادَ الْكَلَام وَلم يسْتَطع وَتَكون الْمُصِيبَة أعظم وَقيل رُؤْيا الشامة للْمَرْأَة عز وجاه وللرجل زِيَادَة مَال (وَمن رأى) أَنه بل شَفَتَيْه بريق فَمه فَهُوَ حُصُول خُصُومَة بَين أَهله فَإِن لم يكن لَهُ أهل فَلَيْسَ بمحمود فِي حَقه (وَمن رأى) أَن شَفَتَيْه أَو إِحْدَاهمَا صَارَت معدنا أَو غَيره فَلَا خير فِيهِ خُصُوصا ان تجمدا وَإِن رأى أَن حمرتهما زَادَت فنفاذ أَمر وَإِن رآهما اصفرتا فَرُبمَا بِضعْف وَإِن اسودتا يحص لله هم وغم فِيمَن يرتجي مِنْهُ فَرحا وَإِن رأى أَن لونهما غير ذَلِك من الألوان فَلَيْسَ بمحمود واما الدق على الشّفة فَلَيْسَ بمحمود. (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الشفتين تؤول بالأولاد فالعليا مِنْهُم ذكر والسفلى أُنْثَى فَمَا رئي فيهمَا من زين وشين فيؤول على ذَلِك اما الْفَم فَهُوَ مِفْتَاح أَمر الرجل وخاتمته ومجرى أرزاقه وَطيب معيشته وَمحل قوته فَمن رأى أَنه أَدخل فِي فَمه مَا يحصل لَهُ الدَّوَاء بِهِ فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَإِن كَانَ مَا يحصل بِهِ الْغَدَاء فَهُوَ صَلَاح فِي دُنْيَاهُ وَإِن كَانَ مَا يحصل بِهِ كَرَاهِيَة من غير نفع فَهُوَ حُصُول هم وغم وَإِن كَانَ حلوا طيب الطّعْم والرائحة فَيدل على معيشة حَسَنَة (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَي فَمه ربط وطبق فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه: موت وَمرض شَدِيد وغلوبة وخرس وَصمت (وَمن رأى) أَن فَمه أَعْوَج لَا يَسْتَطِيع رده وَلَا إِدْخَاله فَلَيْسَ بمحمود وَلَا غير فِيهِ (وَمن رأى) أَن فَمه قد اتَّسع فَإِنَّهُ مَحْمُود جدا وَإِن رَآهُ ضَاقَ فضده (وَمن رأى) أَن رَائِحَة فَمه طيبَة فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ كَلَام حسن (وَمن رأى) ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَن لحم فَمه يَتَنَاثَر فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة وخسارة وَإِن رأى أَنه خرج من فَمه شَيْء يكون نَوعه محبوبا فَإِنَّهُ كَلَام الْبر وَقيل ثَنَاء حسن وَإِن رأى أَنه خرج مِنْهُ مَا يكره نَوعه فِي الْيَقَظَة فتعبيره ضِدّه. (وَمن رأى) أَن فَمه ختم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لم يعرف الْفَاعِل يحل لَهُ فضيحة لقَوْله تَعَالَى: {الْيَوْم نختم على أَفْوَاههم} (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) رُؤْيا الْفَم تؤول على سَبْعَة أوجه: منزلَة ومأوى وخزانة علم وَفتح الْأُمُور وسوق وحاجب ووزير وبواب (وَمن رأى) أَن فِي فَمه لجاماً فَرُبمَا يعبر بِالصَّوْمِ لأهل التقى وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فزجر واما اللِّسَان فَإِنَّهُ ترجمان الْإِنْسَان فَمن رأى لِسَانه طَويلا عِنْد الْمُخَاصمَة فَإِنَّهُ ظافر وَقيل بَرِيء مِمَّا يَدعِي بِهِ عَلَيْهِ وَطول اللِّسَان للْحَاكِم جيد فِي غَايَة مَا يكون (وَمن رأى) أَن لِسَانه مربوط يدل على الْفقر وَالْمَرَض وَقيل الْغَلَبَة والمصيبة
وَرُبمَا كَانَ ذَلِك مذموما من وُجُوه عديدة (وَمن رأى) أَن لَهُ لسانين فَإِنَّهُ يرقى علمين وَهُوَ مَحْمُود على كل حَال ورؤيا مَا فِي اللِّسَان لَيْسَ بمحمود وَرُبمَا يظْهر النَّاس على عيوبه (وَمن رأى) أَنه كَانَ بِلِسَانِهِ رتة ثمَّ تخلص فدليل على حسن حَاله (وَمن رأى) فِي لِسَانه مَا يُؤْذِيه أَو يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود وفصاحة اللِّسَان وَحِكْمَة ومنطق وعذوبة الْكَلَام وَإِن رأى أَن لِسَانه طَال فَإِنَّهُ يكثر الْكَلَام وَرُبمَا يبسط على أحد مضرَّة (وَمن رأى) أَن لِسَانه قد أخرجه عَن فَمه وَجعله فِي يَده فَإِن ذَلِك دِيَة تصل إِلَيْهِ وَإِن رأى أَنه عض لِسَانه فَإِنَّهُ ندامة (وَمن رأى) انه ينظر إِلَى لِسَانه فَإِنَّهُ حَافظ من الزلل (وَإِن رأى) أَن لِسَانه أسود فَإِنَّهُ يكون شَاعِرًا وَإِن رأى أَنه أصفر فَإِنَّهُ يدل على الْمَرَض وَأما تغير لون اللِّسَان فَلَيْسَ بمحمود
(وَمن رأى) أَنه أخرس أَو بِهِ ثقل فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه (وَمن رأى) أَن لِسَانه مَقْطُوع فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَرُبمَا يكون قَلِيل الْكَلَام مَا لم يكن فِي مخاصمة فَإِن كَانَ فِيهَا فَإِنَّهُ يكل عَن حجَّته وَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا يَمُوت وَإِن رأى ذَلِك ذُو شَوْكَة أَو صَاحب منصب فموت كَاتبه أَو ترجمانه وَقيل عَزله من سُلْطَانه وَقيل ذل وخضوع وَرُبمَا كَانَ اللِّسَان ذكر الْإِنْسَان وفخره وصدقا لقَوْله تَعَالَى: {وَاجعَل لي لِسَان صدق فِي الآخرين} وَأما الاسنان فِي التَّأْوِيل فهم أهل الْبَيْت والقرائب فاما الأعالي فرجال وَأما الأسافل فنسوة فالناب سيد أهل بَيته أَو من يُنَاسِبه وَقيل إِن الناب الْأَعْلَى الْأَيْمن صبي يقوم مقَام أَبِيه والأيسر دونه وَقيل الْأَيْمن عَم والأيسر خَال وَقيل عمر صَاحب الرُّؤْيَا وَأما الثنايا الْفَوْقِيَّة فاليمنى أَب واليسرى عَم وَقد يكون أخان أَو عمان يقوم مقامهما وَغَيرهمَا فِي النصح والشفقة والرباعيات السُّفْلى ابْن عَم أَو عمَّة أَو بَنَات اخوات وَقيل الضواحك الاخوان وبنوهم وَقيل الْخَال وَالْخَالَة وَبِالْجُمْلَةِ إِن رأى مَا يشين الْأَسْنَان فَإِن كَانُوا من الأعالي عبروا بِالرِّجَالِ وَإِن كَانُوا من الأسافل عبروا بِالنسَاء وَقَالَ بعض المعبرين: الثنايا السُّفْلى أم وعمة والأضراس أجداد وجدات وَإِن رأى أَنه نبت لَهُ بِجَانِب شَيْء من ذَاك نَظِيره فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد مِمَّن نسب إِلَيْهِ من الْمَذْكُورين أَو مِمَّن يقوم مقَامه واستياك الْإِنْسَان دَلِيل على وُقُوع جِدَال بَين أهل بَيته. (وَمن رأى) أَن فِي أَسْنَانه فلجاً فَهُوَ عيب أهل بَيته يرجع إِلَيْهِ وَرُبمَا دلّ ذَلِك على زِيَادَة الْحسن لِأَنَّهُ مستحسن عِنْد النَّاس وَقيل فلج الْأَسْنَان ثَنَاء جميل على بَيته وكلال الْأَسْنَان كلال حَال وَضعف \ ونقاء الْأَسْنَان يدل على بذل مَال فِي نفي الهموم وَبَيَاض الْأَسْنَان وطولها وكمالها زِيَادَة قُوَّة وجاه وَإِن رأى أَنه نبت لَهُ سنّ وَهُوَ يؤلمه كَانَ ضرا أَو بلَاء وَإِن رأى أَن أحدا يقْلع أَسْنَانه يدل على أَنه يقطع رَحمَه أَو ينْفق مَاله على كره مِنْهُ وَقَالَ ابْن سِيرِين: إِن رأى أَن سنه وَقع فِي الأَرْض فَتَلقاهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ ولد فَإِن لم يتلقه دلّ على موت أحد من أَقَاربه (وَمن رأى) أَسْنَانه ممزوجة فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود جدا. (وَمن رأى) أَن أَسْنَانه أَو شَيْئا مِنْهَا قد زَاد فِي الطول فَهُوَ جيد ومحمود وَإِن نَقَصُوا أَو صغروا فضد ذَلِك قَالَ بعض المعبرين: صغر الْأَسْنَان يدل على الْحسن وكبرها يدل على الْبشَارَة وَقَالَ السالمي: إِن رأى أَن شَيْئا من أَسْنَانه سقط إِلَى حجره أَو صره فِي ثَوْبه أَو وَقعت فِي يَده فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: فاما وضع حَامِل أَو استفادة مَال (وَمن رأى) بِأَسْنَانِهِ عَيْبا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه هم وحزن وافلاس وَمَوْت وقرابة وَضعف همه (وَمن رأى) أَن جَمِيع أَسْنَانه سَقَطت وَذَهَبت فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه: موت جَمِيع أَقَاربه وَطول عمره وَذَهَاب مَاله وعيشة رَدِيئَة وَرُبمَا يَمُوت وَإِن سَقَطت فِي حجره أَو يَده أَو فِيمَا يحصل بِهِ حفظ فتؤول على عشرَة أوجه: حُصُول مَال وَكَثْرَة نسل واجتماع اقاربه بمَكَان وَهدم بِئْر لَهُ ووفاء دُيُون وَذَهَاب مَال فِي مصلحَة ومضي ثَمَانِيَة وَعشْرين سنة من عمره وحياة مُدَّة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وَغرم ثَلَاثِينَ درهما إِلَى ثَلَاثِينَ ألفا على حسب الْمَنَام واذهاب مَال فِي نَفَقَة ويستفيد غَيره (وَمن رأى) أَنه عدم أَسْنَانه ويتعذر عَلَيْهِ أكله فَإِنَّهُ فقر وحاجة (وَمن رأى) أَنه ينقي أَسْنَانه بخلال أَو نَحوه فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود. (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه يؤلمه وعالجه فَفعله فَهُوَ حُصُول خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَن أَسْنَانه قلعت ثمَّ عَادَتْ إِلَى مَكَانهَا فَإِنَّهَا يحصل لَهُ تنافر من اقاربه ثمَّ يعودون لما كَانُوا عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَسْنَانه من مَعْدن أَو من نَبَات فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَإِن رأى أَن لَيْسَ بفمه اسنان ثمَّ نَبتَت جددا فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه تَغْيِير أُمُوره وحياة طَوِيلَة وتدبير فِي مصَالح نَفسه (وَقَالَ خَالِد الاصفهاني) : من رأى أَن لَيْسَ بفمه سوى سنّ فَإِنَّهُ يدل على حَيَاته سنة وَإِن رأى أَزِيد من ذَلِك دون الْعشْرَة فتعبيره كل وَاحِدَة مِنْهُم بِسنة (وَمن رأى) أَنه نبت لَهُ سنّ
بمكانه لَا يَنْبَغِي نبته فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أَمر لَيْسَ بمحمود وَإِن رأى أَنه بلع أَسْنَانه أَو بعضه فَإِنَّهُ يَأْكُل مَالا يحل لَهُ المَال سَوَاء كَانَت لَهُ أَو لغيره وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الاسنان تؤول على سِتَّة أوجه: أهل الْبَيْت وَمَال وَمَنْفَعَة وغم ومفارقة ومضرة من الْأَقَارِب وَأما الصَّوْت وَالْكَلَام قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَن حلقه سد وَلَا يخرج مِنْهُ صَوت دلّت رُؤْيَاهُ على حرصه وتضييقه النَّفَقَة على بَيته حَتَّى يَمُوت وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود (وَمن رأى) أَنه يتَكَلَّم بالعربي فصيحاً فحصول عز وَشرف وَإِن تكلم بالعجمي فَإِنَّهُ يصحب أكَابِر وَيحصل مِنْهُم مَنْفَعَة وَإِن تكلم بالعبراني فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُ مِيرَاث وَإِن تكلم بالهندي يدل على مصاحبة دنيء الأَصْل وَمن تكلم بالتركي يسمع مَا يضرّهُ وَمن تكلم بالرومي يكون حَرِيصًا على كسب المَال وَمن تكلم بالفرنجي يحصل لَهُ من شغله خير وَمَنْفَعَة وَمن تكلم بالأرمني يدل على مصاحبة دنيء الأَصْل وَمن تكلم بِجَمِيعِ الألسن يدل على أَنه يحصل لَهُ دنيا وَيكون عَزِيزًا عِنْد النَّاس. (قَالَ جَابر المغربي) : من تكلم بِكَلَام يسوغه الْعقل وَفِيه صَلَاح وَمَنْفَعَة فَهُوَ خير لَهُ وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) عضوا مِنْهُ يتَكَلَّم يدل على ان أحدا يشْهد عَلَيْهِ وَقَالَ الْكرْمَانِي: الصَّوْت صيت الْإِنْسَان وَذكره بَين النَّاس فَإِن كَانَ قَوِيا حسنا فَهُوَ فَخر وصيت حسن وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه وَلَيْسَ الصَّوْت الغليظ بمحمود فِي حق الْمَرْأَة وَقيل: من رأى أَن صَوته ضَعِيف فَهُوَ حُصُول مذلة وَأما الْعُنُق والعانقان فموضع الْأَمَانَة إِلَّا أَن أَمَانَة العاتقين من أمانات النِّسَاء فَمن رأى الزِّيَادَة فيهمَا دون الْبدن فَهُوَ قُوَّة صَاحبهمَا على أَدَاء الْأَمَانَة وَالدّين (وَمن رأى) نقصا فيهمَا فتعبيره ضد ذَلِك (وَمن رأى) فِي عُنُقه جراحا أَو قَيْحا دلّ على أَنه خَان الله فِيمَا قَلّدهُ (وَمن رأى) طائرا على عُنُقه فَإِن كَانَ الطَّائِر حمودا فَهُوَ عمل حسن وَإِن كَانَ غير مَحْمُود فضده لقَوْله تَعَالَى: {وكل إِنْسَان ألزمناه طَائِره فِي عُنُقه} (وَمن رأى) فِي عُنُقه مُصحفا أَو حبلا أَو سلكا فَإِنَّهُ يدل على الْفضل وَالْقِيَام بالعهد وَالْحق وَالْعلم وَالْقُرْآن (وَمن رأى) أَنه ركب عنق رجل عَدو لَهُ دلّ على أَنه يركب أمرا معيبا وَإِن كَانَ المركوب وَحمله فَإِنَّهُ يحملهُ بمؤنته ويشغله فِي أمره وَإِن لم يكن بَينه وَبَين أحد عَدَاوَة فَرُبمَا يصاب شَيْء من مَاله أَو جاهه. (وَمن رأى) أَنه يحمل شَيْئا من الْأَشْيَاء على كتفه فَهِيَ دُيُون زيادتها ونقصها بِقدر ثقلهَا وخفتها (وَمن رأى) أَنه يحمل رجلا منافقا فَرُبمَا يحمل الْخشب وَإِن رأى أَنه يحمل الْخشب فَيحمل رجلا منافقا (وَمن رأى) أَن فِي عُنُقه حَيَّة مطوقة بِهِ فَإِنَّهُ يمْنَع الزَّكَاة لقَوْله تَعَالَى: {سيطوقون مَا بخلوا بِهِ يَوْم الْقِيَامَة} (وَمن رأى) أَن فِي عُنُقه مَا يكره مثله فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أحدا صَكه فِي عُنُقه أَو هُوَ صك أحدا فَلَا خير فيهمَا (وَمن رأى) أَن عُنُقه طَال أَو غلظ فَهُوَ قُوَّة وقهر لعَدوه وَقيل كسب مَال وَعدل وَأَمَانَة وَحسن الْقَفَا يدل على الْقَرار وَقيل عنق الْإِنْسَان صديقه أَو شَرِيكه أَو أجيره فمهما رأى فِيهِ يعبر بهم وَقيل طول الْعُنُق يؤول على أَرْبَعَة أوجه: نتاج أمره وَعدل وَولَايَة وأذان وَأما المنكبان فيدلان على الْوَالِدين أَو الْأَخَوَيْنِ أَو الشَّرِيكَيْنِ وعَلى الرُّتْبَة وَالْجمال وعَلى الْوَصْف الْجَمِيل فَمن رأى أَنه حدث فيهمَا حَادث فتأويله فِيمَا يذكر من خير أَو شَرّ وَأما العضدان فهما أخان أَو ولدان قد أدْركَا فَمن رأى فيهمَا خيرا أَو شرا فتأويله فيهمَا وَقيل الْعَضُد قُوَّة الْإِنْسَان فَإِن رَآهُ كَمَا يخْتَار كَانَ زِيَادَة فِي قوته والا فضده لقَوْله تَعَالَى: {سنشد عضدك بأخيك} يَعْنِي نقويك بأخيك وَقيل الْعَضُد ولَايَة لِأَن الْعَادة جرت فِي مصلح الإفشاء ان يُقَال لِذَوي الولايات من جملَة ألقابه العضدي وَأما اليدان فتأويلهما على أوجه قيل ان الْيَد الْيُمْنَى سَبَب معاش الرجل وَمَاله وَكَسبه واخوانه وَأَخذه وعطائه وَالْيَد الْيُسْرَى عون الْإِنْسَان وَصديقه وَنَفَقَته يدخره لوقت الْحَاجة أَو شفيق من الأقرباء يساعد على الْأُمُور وَطول الْيَدَيْنِ زِيَادَة مقدرَة وَقيل أَيْضا مَا يَقْصِدهُ فِي نَفسه وقصرهما ضد ذَلِك وَقيل طول الْيَدَيْنِ للامام أَو من يقوم مقَامه طول حَيَاته وَزِيَادَة وَقُوَّة أعوان وَتصرف فِي المملكة واستدانة أَمْوَال وَبسط الحكم ونفاذ الْأَمر وللتاجر ربح وللسوقي حذق وَهُوَ مَحْمُود لجَمِيع الْخلق الا للحرامي فَإِنَّهُ مَذْمُوم وَالْقصر ضد ذَلِك. (وَمن رأى) أَن يَده قطعت وَبَانَتْ مِنْهُ مَاتَ أَخُوهُ أَو شَرِيكه أَو صديقه أَو كَاتبه أَو يَنْقَطِع مَا بَينهم من المواصلة والمؤلفة ويتغرب عَنهُ وَرُبمَا كَانَ قطع الْيَمين يَمِينا يحلفهُ يُرِيد قطع حق انسان وَرُبمَا كَانَ قطع عمل أَو غير معيشته أَو يكون قَاطعا الرَّحِم وَقيل إِذا كَانَ الرَّائِي من أهل الصّلاح يكون قطعا عَن الْمَحَارِم أَو يصدر مِنْهُ أَيْمَان غير صَادِقَة وَقيل رُؤْيا قطع الْيَد تُهْمَة بِسَرِقَة أَو يكون سَارِقا لقَوْله تَعَالَى: {وَالسَّارِق والسارقة} الْآيَة (وَمن رأى) ان يَده مَقْطُوعَة وَهِي مَعَه فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَة مَا إِذا كَانَ سَقَطت وَرُبمَا يَسْتَفِيد أَخا أَو ولدا وَإِذا ذهبت عَنهُ فَهِيَ مُصِيبَة وَإِن كَانَ الرَّائِي
غَرِيبا أصَاب مَالا وَرجع إِلَى بَلَده (وَمن رأى) أَن يَده الْيُسْرَى قطعت وصل قرَابَته فِي أَهله وَيرى كل خير (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ أَو إِحْدَاهمَا كسرت فَإِنَّهُ يصاب ببلاء فِي نَفسه أَو ذهَاب مَاله أَو بِمَوْت من يعز عَلَيْهِ أَو يَنَالهُ مَكْرُوه من سُلْطَان (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ جمعا عِنْده فَإِنَّهُ يدل على أَعمال الْبر وكف الْمعاصِي (وَمن رأى) أَن يَده بَرِئت مِنْهُ فَإِنَّهُ فقر من مَال أَو علم أَو ولد أَو أَخ (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ الْوَاحِدَة أَشد بَيَاضًا من الْأُخْرَى فَإِنَّهُ ينجو من السوء ويظفر بِمن يخاصمه لقَوْله تَعَالَى: {أسلك يدك فِي جيبك تخرج بَيْضَاء من غير سوء} الْآيَة وَإِن رأى أَنه يعْمل بِشمَالِهِ كَمَا يعْمل بِيَمِينِهِ فَإِنَّهُ زِيَادَة مقدرَة على شَيْء لم يكن لَهُ (وَمن رأى) أَنه غسل يَدَيْهِ ونظفهما فَلَا بَأْس (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ تشققتا فَإِن كَانَ غَنِيا ذهب من مَاله بِقدر ذَلِك وَإِن كَانَ فَقِيرا فعلى وَجْهَيْن: اسْتغْنَاء أَو ضعف. (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ على صَدره مبسوطتان فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ من صَاحب لَهُ غم وهم وَإِن رأى أَنه قطعت يَده من غير ألم فَإِنَّهُ يؤول على أَن يهوى وَيتَعَلَّق قلبه بمحبة أحد لقَوْله تَعَالَى: {وقطعن أَيْدِيهنَّ} وَإِن رأى أَنه ألصق كفيه إِلَى بعضهما بَعْضًا دلّ على اجْتِمَاع أقربائه بِسَبَب نِكَاح وَإِن رأى أَن يَدَيْهِ ترتعدان يؤول على أَرْبَعَة أوجه: عدم سبّ وَضعف فِي الْقُوَّة وَمرض وَطول حَيَاة وَإِن رأى أَن يَدَيْهِ يبستا فَإِنَّهُ قَلِيل الْخَيْر وَقيل قطع الْيَدَيْنِ طول عمر (وَقَالَ) أَنه ادخل يَده تَحت ابطه وأخرجها وَلها نور فَإِنَّهُ ينَال علما إِن كَانَ من اهله والا كَانَ ربحا وَخيرا وَمَنْفَعَة وَإِن اخرجها وَبهَا نَار فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَغَلَبَة فِي الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ فَإِن اخرجها وَبهَا مَاء فَإِنَّهُ ينَال خيرا وَزِيَادَة وَرُبمَا قدم عَلَيْهِ غَائِب وَإِن رأى أَنه أعْسر فَإِنَّهُ يعسر عَلَيْهِ امْرَهْ الَّذِي هُوَ طَالبه وَبسط الْيَدَيْنِ يدل على السخاء (وَمن رأى) أَنه يمشي على يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يعْتَمد على بعض اقربائه (وَمن رأى) أَن يَده كَلمته كلَاما حسنا فَإِن معيشته تحسن وَإِن كَلمته كلَاما سَيِّئًا فضد ذَلِك (وَمن رأى) أَن يَده قطعت بِسَبَب جريمة فَإِنَّهُ يؤول على وَجهه اما مصاهرة امْرَأَة سوء أَو يكون لَيْسَ لَهُ أَمَانَة وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَنه أدَار يَده على عنق اُحْدُ من الصَّالِحين فَإِنَّهُ يدل على هِدَايَة من الله تَعَالَى وَرُبمَا كَانَت تَوْبَة (وَمن رأى) أَنه فعل ذَلِك مَعَ اهل بِدعَة فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَنه يغسل يَدَيْهِ بأشنان أَو صابون لَا يحصل لَهُ مَا امله (وَمن رأى) أَنه يمشي على يَدَيْهِ شَيْء أَو خرج مِنْهَا ذُو روح فَإِن كَانَ نَوعه لَيْسَ بمضر فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ مضرا فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه اخذ بيد اُحْدُ فَإِنَّهُ ينصره وَإِن كَانَ من أهل الْملك فَرُبمَا يسلم على يَدَيْهِ. (وَمن رأى) أَن أحدا أَخذ بِيَدِهِ فنظيره (وَمن رأى) أَنه نبت على يَده مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَن يَدَيْهِ مَعْدن أَو نَبَات فَلَيْسَ بمحمود وَالذَّهَب ذهَاب وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْيَد تؤول على اثْنَي عشر وَجها أَخ وَأُخْت وَشريك وَولد ورفيق وَقُوَّة وغنى وَولَايَة وَمَال وَحجَّة ومصانعة وشغل وَأما الْكَفّ فَإِنَّهُ يؤول على وُجُوه (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رَآهُ وَهُوَ حسن فَإِنَّهُ صَالح (وَمن رأى) بِيَدِهِ كفا فَإِنَّهُ كف عَن الْمعاصِي (وَمن رأى) أَنه يصفق على الْعَادة فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: قيل فَرح وسرور وَقيل لَا فَائِدَة فِيهِ وَقَالَ بَعضهم: وَإِن رأى أَنه يصفق بِالْعرضِ فَإِنَّهُ حُصُول مَا يكره وَقيل تصفيق ظَاهر الْكَفّ على بَاطِن الْأُخْرَى يدل على الْفرْقَة وَلَطم الكفوف تدل على حُصُول مُصِيبَة (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الْكَفّ تؤول على سِتَّة أوجه عَيْش وَمَال ورياسة وَولد وشجاعة وَبعد عَن حرَام وَالزِّيَادَة وَالنُّقْصَان وَالْحسن والشين يؤول على مَا تقدم وَأما الْأَصَابِع فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَصَابِع الْيَد الْيَمين الْخمس تدل على الصَّلَوَات الْخمس: فالابهام صَلَاة الصُّبْح والسبابة صَلَاة الظّهْر وَالْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر والبنصر صَلَاة الْمغرب والخنصر صَلَاة الْعشَاء وَأما أَصَابِع الْيَد الْيُسْرَى فتؤول بأولاد أَخ وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يشبك أَصَابِعه فَإِن ذَلِك عسر وفقر (وَمن رأى) أَنه جمع اصابعه بمَكَان فَإِنَّهُ صَلَاح وَرُبمَا جمع صلَاته فِي قصر وَرُبمَا دلّ على جمعية أَوْلَاد أَخِيه. (وَقَالَ السالمي) : من رأى فِي أَصَابِع يَده الْيُمْنَى زيتا أَو شَيْئا فتعبيره فِي الصَّلَاة الْخمس وَكَذَلِكَ ان رأى فِي أَصَابِع يَده الْيُسْرَى فتأويله فِي أَوْلَاد الْأَخ (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه قطع ابهامه فَإِنَّهُ ذهَاب ابهته وَإِن قطعت سبابته فَيدل على قلَّة مواظبته على الصَّلَاة وَإِن قطع اصبعه الْوُسْطَى يدل على موت رَئِيس يتَعَلَّق بِهِ وَإِن قطع البنصر فَهُوَ إِتْلَاف مَال إِن قطع الْخِنْصر يدل على موت ولد الْوَلَد (وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث) : رُؤْيا اصابع الرجلَيْن تدل على الزِّينَة واستقامة الْأُمُور فَمن رأى فيهم مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك وَإِن رأى فِي أَصَابِعه اعوجاجا سَوَاء كَانُوا منسوبين ليديه أَو رجلَيْهِ فَهُوَ انعكاس وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود (وَمن رأى) أَن أُصْبُعه نبت مَكَان آخر فَإِنَّهُ يُؤَخر الصَّلَاة إِلَى الصَّلَاة
الْأُخْرَى (وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن اصبعه معضوض أَو مهروس دلّت رُؤْيَاهُ على سوء بِهِ وَرُبمَا يؤدبه من فعل بِهِ ذَلِك ان عرفه والا فَهُوَ يرجع من نَفسه (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى أَنه يخرج من ابهامه اللَّبن وَمن سبابته الدَّم وَهُوَ يشرب مِنْهُمَا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة واختها وَقَالَ الْأَصْفَهَانِي: ينْكح الْأُم وبنتها. (وَمن رأى) أَنه يفرقع اصابعه دلّ على وُقُوع كَلَام قَبِيح بَين قرَابَته وَقيل فرقعة الْأَصَابِع استهزاء وَرُبمَا يرتكب مَا لَا يَنْبَغِي وَإِن رأى الإِمَام أَو من يقوم مقَامه الزِّيَادَة فِي أَصَابِعه فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي طغيانه وجوره وَقلة انصافه وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيَة الْأَصَابِع تؤول على سِتَّة أوجه: أَوْلَاد وَأَوْلَاد الْأَخ وخدام وَأَصْحَاب وَقُوَّة والصلوات الْخمس وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَصَابِع يَمِينه أطول من شِمَاله فَإِنَّهُ يبْذل الْمَعْرُوف ويصل الرَّحِم وَإِن رأى كَأَنَّهُ قصير الْأَصَابِع وعضديه أطول مِمَّا كَانَتَا فَإِنَّهُ سخي شُجَاع قوي قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَن أَصَابِع يَدَيْهِ قد شلت فَإِنَّهُ يُذنب ذَنبا عَظِيما وَقَالَ السالمي: من رأى أَن يَده الْيُمْنَى قد شلت فَإِنَّهُ يظلم ضَعِيفا وَيضْرب بَرِيئًا وَإِن كَانَت شِمَاله مَاتَ أَخُوهُ أَو أُخْته وَقَالَ بعض المعبرين: انقباض الْأَصَابِع تدل على ترك الْمَحَارِم وَأما أظفار الْإِنْسَان فَإِنَّهَا زينته وشجاعته وقوته وَزِيَادَة دينه ونقصانه فَمن رأى مِنْهَا مَا يشين أَو يزين فتأويله فِي ذَلِك وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَظْفَاره نَاقِصَة أَو مقلوعة أَو مَكْسُورَة فَإِنَّهُ ذهَاب مَاله وَضعف قدرته وَإِن رَآهَا مُتَسَاوِيَة نظيفة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدُّنْيَا وَالدّين وَإِن رَآهَا زَائِدَة وطالت طولا يخَاف عَلَيْهَا الْكسر فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَقيل هم وغم وَخَوف. (وَمن رأى) أَن ظفره عَاد مخلبا أَو برثنا فَإِنَّهُ يَعْلُو على أعدائه وأخصامه (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : طول الْأَظْفَار فَوق الْمِقْدَار يدل على افراط فِي الْمقدرَة وَفَسَاد فِي الدّين وهم وغم (وَمن رأى) أَنه لَا ظفر لَهُ فَإِنَّهُ يفلس ويقل سَببه وَقيل رُؤْيَة الْأَظْفَار إِذا كسرت تدل على الْمَوْت وَكَذَلِكَ إِذا رَآهَا صفرا أَو خضرًا أَو زرقا (وَمن رأى) أَنه يقلم أَظْفَاره التقليم الْمُعْتَاد فَإِنَّهُ زَوَال هم وغم وَإِن جَار عَلَيْهَا فِي التقليم غير الْعَادة فَإِنَّهُ ضعف وَقلة مقدرَة (وَمن رأى) أَنه نبت لَهُ ظفر زَائِد بمَكَان لَا يُنكره مِنْهُ فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن أنكرهُ فَلَيْسَ بمحمود وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيَة الظفر تؤول على أَرْبَعَة أوجه: ظفر على الْأَعْدَاء وزينة وبهاء وَمَال وَدخُول شَيْء فِي الْيَد (وَمن رأى) أَنه دخل ظفره شَوْكَة وَمَا يشبه ذَلِك مِمَّا يؤلمه فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَرُبمَا دلّ على ضعف الْمقدرَة (وَمن رأى) أَنه يفرع بأظفاره على أَسْنَانه فَإِنَّهُ يرتكب أمرا مَكْرُوها. (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيَة الْأَظْفَار تؤول على سِتَّة أوجه قُوَّة وَمِقْدَار وشجاعة وَولد عَاقل وَمَنْفَعَة ومملوك وَأما الصَّدْر فيؤول على وُجُوه شَرِيعَة وَدين وَغير ذَلِك (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَن صَدره متسع فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة دينه وتقواه لقَوْله تَعَالَى: {أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ} (وَمن رأى) ضيقا أَو صغرا فِي صَدره فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان دينه لقَوْله تَعَالَى: {يَجْعَل صَدره ضيقا حرجا} (وَمن رأى) أَن أحد عصر على صَدره فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي دينه (وَمن رأى) أَن صَدره حَار فَإِنَّهُ يرى من قومه مَنْفَعَة (وَمن رأى) أَن بصدره مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود وَإِن رأى مَا يحمد فَإِنَّهُ مَحْمُود (وَقَالَ جَابر المغربي) : رُؤْيَة الصَّدْر تجمل وَعلم وَحِكْمَة وَقَالَ دانيال: ضيق الصَّدْر بخل وهم ووسعه ضِدّه وَإِن رأى أحد من أهل الْملَل صَدره اتَّسع فَإِنَّهُ يدْخل فِي دين الاسلام لقَوْله تَعَالَى: {فَمن يرد الله أَن يهديه} الْآيَة. (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : وَمن رأى فِي صَدره مَا يؤلمه فَإِنَّهُ ينْفق مَاله فِي إِسْرَاف (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَن صَدره ضيق فَإِنَّهُ ضيق الْخلق لقَوْله تَعَالَى: {فَلَا يكن فِي صدرك حرج} وَرُبمَا كَانَ من قُوَّة الْمعاصِي لقَوْله تَعَالَى: {وَمن يرد أَن يضله يَجْعَل صَدره ضيقا حرجا} وَإِن رَآهُ متسعا فتعبيره ضد ذَلِك (وَقَالَ السالمي) : الصَّدْر يؤول بصندوق الرجل فمهما حدث فِيهِ كَانَ مَنْسُوبا لَهُ (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الصَّدْر تؤول على ثَمَانِيَة أوجه علم وَحِكْمَة وسخاوة وبخل وَكفر وإيمان وحياة وَمَوْت (وَمن رأى) أَنه نزع من صَدره مَا يكره مثله فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ جيد صَالح وَرُبمَا دلّ على الصُّلْح مَعَ الْأَعْدَاء وَرُبمَا دلّ على الرّفْعَة وَحسن المآب لقَوْله تَعَالَى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا على سرر مُتَقَابلين} وَأما الثديان فهما الْبَنَات فمهما حدث فيهمَا من زين أَو شين نسب اليهن فَمن رأى أَنه نبت لَهُ شَيْء مكانهما دلّ على زِيَادَة الْبَنَات ونقصهما ضِدّه (وَمن رأى) فِي ثديه لَبَنًا فَإِنَّهُ زِيَادَة دين (وَمن رأى) أَن فِي ثديه لَبَنًا فَإِن كَانَ عزبا تزوج وَإِن كَانَ متزوجا فحصول غنى وَإِن رأى ذَلِك شيخ كَبِير
السن فَإِنَّهُ يفْتَقر وَإِن رَأَتْهُ صَغِيرَة فَإِنَّهُ طول حَيَاة وَإِن كَانَت عجوزة دلّ على مَوتهَا وَإِن كَانَت عازبة أَو بكر فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَإِن كَانَت طفلة جدا فَرُبمَا تَمُوت وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن حلمة ثديها مَقْطُوعَة لَا خير فِيهِ وَرُبمَا مَاتَت ابْنَتهَا وَقيل الثدي مَكَان المَال فَمَا رَآهُ يؤول فِي ذَلِك وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الثدي تؤول على سَبْعَة أوجه: خزانَة وَمَال وَابْنَة ومعيشة وحياة وَدين وشفقة. (وَقَالَ جَابر المغربي) : ثدي الرجل يعبر بِالْمَرْأَةِ وثدي الْمَرْأَة يعبر بِالْبَيْتِ وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن لبن ثديها عَاد إِلَى جوفها فَإِنَّهُ هم وغم وَإِن رَأَتْ أَن ثديها أصيبا بالنَّار فَإِنَّهُ يحصل لابنها ضَرَر من الْملك وَإِن رَأَتْ أَن لَهَا ثديا كَثِيرَة فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه عائلة وَمَال وهم وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا معلقَة بثديها يدل على وِلَادَتهَا من الزِّنَى (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الثدي تؤول على خَمْسَة أوجه أَوْلَاد صغَار وَبَنَات وخدام وَأَصْحَاب وإخوة. (وَأما الْبَطن) ظَاهره وباطنه فَعِنْدَ المعبرين على وُجُوه مَال وَأَوْلَاد وقرابة ومعيشة (وَقَالَ دانيال عليه السلام : الْبَطن ظَاهره وباطنه مَال وَقَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيا أَوْلَاد وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا قرَابَة فَمن رأى أَن بَطْنه كبر أَو حسن فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مَا ذكر وَإِن رأى فِيهِ نقصا أَو شَيْئا فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَن بَطْنه شقّ ونظف وَغسل مَا بِهِ وَعَاد كَمَا كَانَ فَإِنَّهُ يدل على رضَا الله وتوفيقه وسلوكه الطَّرِيق الحميدة وَصَلَاح أُمُوره وأمنه من شَرّ الشَّيْطَان الرَّجِيم (وَمن رأى) أَنه خرج من بَطْنه ولدا وَابْنَة فَإِنَّهُ يَأْتِي مِنْهُ ذَلِك ويسود أهل بَيته وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا ورم الْبَطن مَال ومشقة وَحُصُول مُصِيبَة وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَن بَطْنه نقب فَإِنَّهُ لَا يَأْمَن من جِهَة عِيَاله (وَمن رأى) أَن فِي بَطْنه مَا يؤول فَإِنَّهُ يدل على أَن عِيَاله يسرقون وَإِن رأى أَن بَطْنه خَال وَمَا بِهِ نقص فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه الْعِبَادَة وَنقص المَال وَالصَّوْم وَقيل وجع الْبَطن يدل على محبَّة الأقرباء وَأهل الْبَيْت وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْبَطن تؤول على أَرْبَعَة أوجه علم وخزانة وعيش وَأَوْلَاد وَأما الكبد فَإِنَّهُ مَال وَولد وَعلم وَكَثْرَة سَعَة. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أكبادا فانهم عُلُوم وَرُبمَا كَانُوا أصحابا يقومُونَ مقَام الْأَوْلَاد وَإِن رأى أَن ذَلِك يخرج من بَيته طائرا فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ كَانَ عَالما ينسى علمه وَإِن كَانَ ذَا منصب فَإِنَّهُ يعْزل وَإِن كَانَ لَهُ أَوْلَاد مَاتُوا وَرُبمَا يَأْخُذ الْملك مَاله وَإِن لم يكن لَهُ مَال فَفِي الْجُمْلَة لَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل من كبد أَي شَيْء كَانَ فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَإِن كَانَ مطبوخا فَإِنَّهُ حَلَال وَإِن كَانَ غير ذَلِك فمكروه (وَقَالَ السالمي) : من رأى أَنه يَأْكُل كبدا فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال وَلَده وَقيل: من رأى أكبده قطع فَإِن وَلَده يَمُوت لقَوْله عليه السلام أَوْلَادنَا أكبادنا (قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : من رأى فِي ذَلِك مَا يزينه أَو يشينه فَهُوَ مَنْسُوب إِلَى مَا ذكر وَرُبمَا دلّ خُرُوج الكبد من الْجوف على الظُّلم وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَأما الرئة فانها فَرح الْإِنْسَان وسروره فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يسر أَو يحزن فَإِنَّهُ يؤول بذلك. (وَقَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه أعْطى رئة فَإِن كَانَ الْمُعْطِي مَعْرُوفا حصل مِنْهُ سرُور وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَلَا بُد من حُصُول مَسَرَّة مِمَّن لَيْسَ يعرفهُ (وَمن رأى) أَنه أعْطى رئة لأحد فَإِنَّهُ يحصل لذَلِك على يَدَيْهِ مَسَرَّة وَإِن لم يعرفهُ يكون بشوشا للنَّاس وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه تَأْكُل رئة فَإِن كَانَت مشوية وَهِي لحيوان يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ حُصُول مَال بمسرة وَإِن كَانَت لمن لَا يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ مَال حرَام وَقيل الرئة رَأْي الانسان (وَمن رأى) أَن رئته مزقت فَإِنَّهُ قرب أَجله وَرُبمَا يَمُوت عَاجلا لِأَن الرئة مَحل الرّوح أما الطحال فَهُوَ مَال أَيْضا وَقيل دين وَرُبمَا كَانَ قوام الْبدن فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فَهُوَ مَنْسُوب لذَلِك (وَمن رأى) أَنه صَار بِهِ طحال فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مَال (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الطحالات من جَمِيع الْحَيَوَانَات مَال فَمَا كَانَ مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه كَانَ حَلَالا وَمَا كَانَ مِمَّا لَا يُؤْكَل لَحْمه كَانَ حَرَامًا وَأما الأمعاء فهم قوم الْإِنْسَان وَأَصْحَابه فمهما رأى من زين أَو شين كَانَ ذَلِك فَمن رأى أَنه يَأْكُل الأمعاء فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال من قومه وَرُبمَا دلّ على الْولَايَة وَإِن رأى أَنه يَأْكُل مصرانا فَإِنَّهُ مَال أَيْضا. (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَن أمعاءه خرجت من بَطْنه فَإِنَّهُ يَمُوت وَلَده وَقيل تَوْبَة وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الأمعاء تؤول على سِتَّة أوجه: مَال حرَام وشفاعة وَكَلَام كره وَأَوْلَاد ومعيشة وشغل وَرُبمَا كَانَت رُجُوعا عَن مُصِيبَة وَأما الْمعدة فعمر ورزق ومعيشة فَإِن رأى ان معدته قَوِيَّة صَحِيحَة فَهُوَ جيد وَطول حَيَاة وَإِن رأى بِخِلَافِهِ فضده (وَقَالَ جَابر المغربي) الْمعدة تؤول بالأولاد (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : الْمعدة تؤول على سِتَّة أوجه مثل الأمعاء وَأما السُّرَّة فَهِيَ
عِنْد المعبرين مُعَاملَة الْإِنْسَان وسروره زَوجته فَمن رأى بهَا مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك (وَقَالَ أبي سعيد الْوَاعِظ) : بِمَا تكون السُّرَّة ولَايَة تدل على ان صَاحبهَا يسيء الْعشْرَة مَعَ زَوجته وَأما الاضلاع فنساء فَمَا رئي فِيمَا من زين أَو شين كَانَ مَنْسُوبا اليهن (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : الاضلاع أهل الْبَيْت من النسْوَة فَمن رأى فِيهَا زِيَادَة كَانَت زِيَادَة فِي أهل بَيته وَإِن رأى نُقْصَانا فضده وتقويم الاضلاع مَا لم يخرج عَن الْحَد جيد وانعواجها جدا مَذْمُوم وَأما الصلب والوتين قُوَّة الانسان وَرُبمَا كَانَ ولدا. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَنه يخرج من صلبه شَيْء فَإِنَّهُ يرْزق ولدا لقَوْله تَعَالَى: {يخرج من بَين الصلب والترائب} وَقَالَ السالمي: الصلب صلابة الْإِنْسَان وقوته فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فيهمَا وَأما الظّهْر فقوة الْإِنْسَان وظهره وجاهه وسيده وهلاكه وأخره وَفَقره وَكبر سنه ومصيبته وَركبهُ فَمن رأى أَنه حمل حملا ثقيلا على ظَهره فَإِنَّهُ ارْتِكَاب خَطَايَا وأوزار لقَوْله تَعَالَى: {وهم يحملون أوزارهم على ظُهُورهمْ} وَإِن رأى على ظَهره سلْعَة ناله دين وَحمل الْحَطب نميمة وسلسلة الظّهْر أَوْلَاد وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن على ظَهره مَيتا فَإِنَّهُ يؤول بعيال الْمَيِّت وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى ظهر عدوه فَإِنَّهُ يَأْمَن من غائلته وَأما ظهر الْعَجز فإدبار الدُّنْيَا عَنهُ وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَنه مكتو على ظَهره فَإِنَّهُ دين وَصَلَاح (وَمن رأى) أَنه مُسْتَند بظهره على حَائِط فَإِنَّهُ يدل على ارتكانه لصَاحب شَوْكَة وَقيل وُقُوع سفر وَحُصُول مَال (وَمن رأى) أَن ظَهره انْكَسَرَ فَهُوَ موت رئيسه وَقَالَ بعض المعبرين: (وَمن رأى) أَنه حدث بظهره مَا يزينه فيؤول على الجاه وَالْقُوَّة وضده. (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الظّهْر تؤول عَليّ اثْنَي عشرَة وَجها قُوَّة وَأَصْحَاب وَملك وَحجَّة أَب وَأم وَولد واستمداد وجد وَأَخ وشقيق وَقَالَ بَعضهم: رُؤْيا ظهر الْكَافِر إِيمَان وَظهر الْمُؤمن تَوْبَة وَظهر السَّاحر سَلام وَظهر الْمُنَافِق إخلاص وَأما الْقلب فَهُوَ ذهن الْإِنْسَان وذكاؤه وفطنته وَدينه وَسيد الْإِنْسَان وَقيل ملك حَاكم على جمَاعَة فمهما رأى فِيهِ من زين أَو ، شين فتأويله فِي ذَلِك وَقَالَ السالمي: إِذا رأى الْإِنْسَان قلبا فَهُوَ صَلَاح فِي دينه وَحسن مَنْطِقه (وَمن رأى) قلبه خطف وَذهب عَنهُ فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه: خوف شَدِيد وجنون وَفَسَاد دين وحدوث مُصِيبَة وَمن رأى قلبه أسود وَعَلِيهِ غشاوة وَنَحْوهَا فَهُوَ ضال عَن الْحق وَكثير الذُّنُوب مطبوع على قلبه أعمى عَن الْهدى وَأما مقْعد الْإِنْسَان وأليته فكسب وَمَال وشغل وَمَنْفَعَة ومعيشة فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يشين أَو يزين عبر بِهِ. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : وَإِن رأى فِي ذَلِك مَا يؤلمه يدل على مُصِيبَة وَإِن رأى أَنه يلحس ذَلِك لِسَانه دلّ على أَنه يمدح رجلا فَاسِقًا بِمَا لَيْسَ فِيهِ واما الْفرج والدبر فَفِي ذَلِك وُجُوه كَثِيرَة عِنْد المعبرين فَمن رأى أَن لامْرَأَته فرجا وَاحِدًا فَإِنَّهُ يدل على حُدُوث شغلين لَهُ فينتج وَاحِد مِنْهُمَا وَالْآخر يتعطل وَإِن رأى أَن لَهُ فرجا فَإِنَّهُ يدل على المذلة وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ان لَهَا فرجين فَرُبمَا تُؤْتى فِي الْقبل وَإِن رَأَتْ أَنه ينزل من فرجهَا مَاء فَهُوَ حُصُول ولد وَإِن رَأَتْ ان فرجهَا صَار معدنا من حَدِيد أَو غَيره فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَن فرج زَوجته من خلفهَا أَو لَا فرج لَهَا فَإِنَّهُ يدل على تَعْطِيل أَمر عجز وذل وَقطع الْفرج لَيْسَ بمحمود وَقيل ظفر الْأَعْدَاء عَلَيْهِ وَإِن رَأَتْ أَنه يخرج من فرجهَا مَا يكره نَوعه فَهُوَ ولد لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ نَوعه محبوبا فَهُوَ ولد صَالح (وَمن رأى) أَنه ينظر إِلَى فرج امْرَأَة فَإِنَّهُ فرج من شدَّة وَيخرج من ضيق إِلَى سَعَة وَقيل: إِن رَأَتْ امْرَأَة أَنه يخرج مِنْهَا نَار فانها تَلد ولدا ملكا وَإِن رَأَتْ أَنه يخرج مِنْهَا سمسم فَإِنَّهُ يدل على ان زَوجهَا يكتم حبها وَإِن رَأَتْ أَنه خرج مِنْهَا خبز فَإِنَّهُ يدل على فقر وافلاس وحاجة وَمهما رَأَتْ فِي فرجهَا من شين أَو زين فَهُوَ عَائِد عَلَيْهَا وَإِن رأى أَنه يفوح من فرجه رَائِحَة عطرة فَإِنَّهُ طَاهِر من الرذائل والخبيثات (وَمن رأى) ضد ذَلِك فضده (وَمن رأى) على فرج امْرَأَة مَعْرُوفَة حَيَوَانا يلعق مِنْهُ أَو يمصه أَو يحوم حوله فَإِنَّهُ يدل على انها فاسقة لَا خير فِيهَا وَإِن كَانَت مَجْهُولَة فَلَيْسَ بمحمود للرائي وَقيل دنيا يحرم عَلَيْهَا من لَا عقل لَهُ. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : لَا بَأْس برؤيا الدبر فَمن رأى ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على ظفره بحاجته (وَقَالَ السالمي) : كيس ومخزن وَبَيت مَال وحانوت ومقعد وراحة ومقصد فَمن رأى فِيهِ مَا يزينه أَو يشينه فتعبيره فِي ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يخرج من دبره مَا لَا يَنْبَغِي أَو يدْخل فِيهِ مثله لَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يفوح مِنْهُ رَائِحَة عطرة فَإِنَّهُ ثَنَاء وَذكر جميل وَإِن رأى ضد ذَلِك فضده وَأما الذّكر فَهُوَ ولد وَذكر وَسُمْعَة قَالَ دانيال: من رأى أَن لَهُ ذكرين أَو مَا يزِيد عَن ذَلِك فَإِن ذَلِك زِيَادَة وَإِن رأى أَن ذكره قطع بيد أحد فضد ذَلِك وَإِن قطعه هُوَ فَإِنَّهُ لَا يُولد لَهُ ولد وَإِن رَآهُ ضعف وَقلت قوته فَلَيْسَ
بمحمود وَقَالَ ابْن سِيرِين: (وَمن رأى) أَن ذكره كبر وضخم فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي سُلْطَانه وَمَاله وَولده وأبهته خُصُوصا ان كَانَ وزيرا وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَنه قلع ذكره ثمَّ وَضعه مَكَانَهُ كَمَا كَانَ فَإِنَّهُ يَمُوت لَهُ ولد وَيَرْزقهُ الله غَيره يقوم مقَامه (وَمن رأى) شخصا يحلب ذكره أَو يمصه فَإِنَّهُ ينَال مِنْهُ مَنْفَعَة (وَقَالَ جَابر المغربي) : حَرَكَة الذّكر وانتصابه تدل على زِيَادَة المَال وَعظم الأبهة وَكَثْرَة الْأَوْلَاد (وَمن رأى) أَنه ورم فنظير ذَلِك مَا لم يكن بِهِ وَجه (وَمن رأى) أَن أحدا يضْرب ذكره فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ للضارب (وَمن رأى) أَن ذكره مربوطا لَهُ فَإِنَّهُ يكتم الشَّهَادَة (وَمن رأى) أَن ذكره صَار جمادا فَإِنَّهُ مَوته وَإِن صَار حَيَوَانا أَو نباتا فَإِن كَانَ من المحبوبات فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ من المكروهات فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه خرج من ذكره شَيْء من ذَلِك فَهُوَ ولد فَمَا كَانَ نَوعه محبوبا كَانَ الْوَلَد جيدا وَإِن كَانَ مَكْرُوها فضده. (قَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَن ذكره قد انْقَطع فيؤول على أَرْبَعَة أوجه موت أَو قطع ذكره من بَين الْعَالم واسْمه أَو موت وَلَده أَو ذهَاب مَاله وَقيل يُسَافر سفرا بَعيدا (وَقَالَ السالمي) : يؤول على ثَلَاثَة أوجه انْقِطَاع نسل وربط وَإِن كَانَ لَهُ ولد مَرِيض بَرِيء (وَمن رأى) ذكره خرج من صلبه وَصَارَ فريدا فَإِن ذَلِك غُلَام يُولد لَهُ وَرُبمَا يَمُوت وَيَنْقَطِع ذكره من الْمَكَان الَّذِي هُوَ فِيهِ (وَمن رأى) ذكره صغر أَو حصل بِهِ رخاوة أَو فَقده وَهُوَ يستر ذَلِك ويكتمه عَن النَّاس فَإِنَّهُ فقر وحاجة لَهُ وَإِن رأى أَن ذكره فِي جِرَاحَة فَإِنَّهُ كَلَام يُقَال فِيهِ ويقبح ذكره (وَمن رأى) أَنه ختن فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَكَذَلِكَ ان رأى لَهُ ختانين (وَمن رأى) أَن ذكره انْتَشَر وانتصب فَإِن الْحَاجة الَّتِي هُوَ طالبها تقضي لِأَن الذّكر لَا ينتشر إِلَّا عِنْد الْحَاجة (وَمن رأى) أَن ذكره شطر نِصْفَيْنِ وَصَارَ النّصْف الْوَاحِد قَائِما وَالْآخر رخوا فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه: تَعْطِيل فِي الْأُمُور وَإِن كَانَ لَهُ ولدان مَاتَ أَحدهمَا وَإِن كَانَ مُسَافِرًا قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَإِن كَانَت زَوجته حَامِلا تَلد وَلدين وَيَمُوت أَحدهمَا. (وَمن رأى) أَن ذكره دخل فِي جَوْفه دلّ على أَنه يكتم الشَّهَادَة (وَمن رأى) أَن ذكره جمع حَتَّى صَار كالكبة فَإِنَّهُ يؤول على سِتَّة أوجه مَال وادخاره بِحَيْثُ لَا ينفع وَقصر أَوْلَاده وعجزهم عَن ادراك مَا بلغه من المناصب ومولود فِيهِ نقص وعاهة وَنقص عمره وتعسير أُمُوره وتكدر فِي جاهه وَإِن رأى أَن ذكره اسْتَحَالَ فَإِنَّهُ عجز بعد قُوَّة (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيَاهُ الذّكر تؤول على سِتَّة أوجه أَوْلَاد وَمَال وجاه وَقُوَّة وَولَايَة وَعز ودولة وَأما الخصيتان فيؤولان بالبنات وبالمعيشة وبالصيانة وَبِالْعَكْسِ والوقاية فَمَا رئي من زين أَو شين كَانَ مَنْسُوبا لذَلِك (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : الخصيتان هما ابنتان فتأويلهما بالصلاح وَالْفساد يرجع إِلَيْهِمَا وَقيل ان رآهما عظيمين يؤول على امْتِنَاعه من أشر أعدائه (وَقَالَ السالمي) : من رأى فِي خصيته خللا فَإِن أعداءه يظفرون بِهِ فَإِن رآهما فِي يَدي رجل ظفر بِهِ عدوه ، وَإِن رأى كَأَنَّهُمَا بانتا مِنْهُ بِغَيْر ألم ووهبهما لأحد فَإِنَّهُ يُولد لغيره ولد فَإِن فِيهِ نسب إِلَيْهِ وانتزاعهما موت الْأَوْلَاد (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : رُؤْيا الخصيتين تؤول على ثَلَاثَة أوجه: سُكُون وَأَوْلَاد ومعيشة. (وَقَالَ جَابر المغربي) : قطع الخصيتين تؤول على خَمْسَة أوجه: قطع الْأَوْلَاد الْإِنَاث حَتَّى لَا يُولد إِلَّا لذكر وميراث من مَال ودية وظفر الاعداء بِهِ وَقلة الْحَرَكَة وَالْأَمَانَة وَقيل رُؤْيَتهمَا تدل على الاناث من الْقَرَابَة (وَمن رأى) أَنَّهَا قطعهَا وَكَانَ عِنْده مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت وَرُبمَا تكون مُفَارقَة زَوْجَيْنِ وَقَالَ بعض المعبرين يدلان على المَال فَإِن كَانَ مَظْلُوما فَإِنَّهُ أَخذ مِنْهُ أَلفَانِ أَو مِائَتَان أَو دِينَارَانِ على قدر حَاله فَإِن لم يكن فِي شَيْء من ذَلِك انْقَطع نَسْله ونفد رزقه وتعطلت معيشته وَنعمته وَقيل الْيُمْنَى ولد ذكر واليسرى أُنْثَى وَقَالَ بعض المعبرين: جَمِيع الخصى من النَّاس وَالْحَيَوَان مَال فَمن حصل لَهُ شَيْء من ذَلِك أَو ذهب مِنْهُ يؤول بِالْمَالِ وَقَالَ بَعضهم: الخصيتان يؤولان بالخدم (وَمن رأى) أَنه نبت شَيْء من ذَلِك فِي غير مَحَله وَذهب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال من غير وَجهه ويصرفه فِي غير مَحَله وَأما الفخذان فقوة الْإِنْسَان ومكسبه ومعيشته وَقَومه وعشيرته فَمَا رُؤِيَ فِي ذَلِك مِمَّا يزين أَو يشين فَهُوَ مَنْسُوب لذَلِك. (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَن فَخذه قطع فَإِنَّهُ يُفَارق أَهله وَيَمُوت غَرِيبا فاليمين يدل على قرَابَة الْأَب وَالشمَال يدل على قرَابَة الْأُم فَمن رأى أَن شَيْئا من لَحْمه مزق فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة لمن نسب إِلَيْهِ وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه ربط فَخذيهِ بِحَبل فَإِنَّهُ يكون مجتمعا بأقربائه لَا يفارقهم (وَمن رأى) أَن فَخذه تحول معدنا أَو نباتا فَإِنَّهُ تَعْطِيل أَمر هُوَ طَالبه أَو حُدُوث مَا يكره قومه لَهُ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْفَخْذ تؤول على اربعة أوجه أهل بَيت واصحاب وحشم
وَمَال وَأما الركبتان فهما لكل إِنْسَان معيشته ومطلبه فَمَا رئي فِي ذَلِك من شين أَو زين فيؤول على ذَلِك وَقَالَ الْكرْمَانِي: الرّكْبَة قيام الْإِنْسَان بشغله فميزها على كثير من الْأَعْضَاء واستحسنها ونعوذ بِاللَّه من الْحَادِث فِيهَا وَأما نفس الرمانة وعينها فتؤول عَنهُ بَعضهم بِرَأْس المَال وَأما الساقان فهما مَال الانسان ومعيشته واعتماد سلوكه وسياقه فَمَا رئي فِي ذَلِك مِمَّا يزين أَو يشين فَهُوَ مَنْسُوب لَهما. (وَقَالَ جَابر المغربي) : سَاق الرجل يؤول بِالْمَرْأَةِ وسَاق الْمَرْأَة يؤول بِالرجلِ فَمن رأى أَن سَاقه الْتفت بساق آخر فَهُوَ عَلامَة الْهَلَاك وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى سَاقه حسن فَإِنَّهُ يساق لأمر يكون فِيهِ سليما وَإِن رَآهُ قبيحا فَإِنَّهُ يساق إِلَى أَمر مَكْرُوه وَقَالَ بَعضهم: من رأى فِي سَاقيه تعطيلا أَو مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يعْذر فِي جَمِيع مَا هُوَ قَائِم بِهِ (وَمن رأى) أَن سَاقه خشب أَو مَعْدن فَإِنَّهُ يضعف عَن طلب رزقه والتماس معيشته وَإِن كَانَ لَهُ عبد أَو دَابَّة ذهبت عَنهُ أَو هَلَاكه واما الرّجلَانِ فهما الأبوان أَو جمله أَو مَا يقوم عَلَيْهِ الْإِنْسَان فِي مَكَانَهُ من الرزق أَو يحمل عَلَيْهِ من الدَّوَابّ ويحتوي عَلَيْهِ من ثروة أَو سفر فَمَا رَآهُ فِي ذَلِك من زين أَو شين كَانَ تَأْوِيله فيهمَا وَقَالَ دانيال: من رأى أَن رجله الْوَاحِدَة قطعت أَو كسرت فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب نصف مَاله أَو موت أحد أَبَوَيْهِ (وَمن رأى) ذَلِك الْحَادِث فِي رجلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على سَفَره أَو ذهَاب مَاله أَو مَوته وَمن رأى رجلَيْهِ حديدا أَو نُحَاسا فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة عمره وَمَاله (وَمن رأى) أَن رجلَيْهِ شدا وربطا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مِمَّن فعل بِهِ ذَلِك خير وَمَنْفَعَة وَإِن رأى أَنه بفرد رجل وانه يسير عَلَيْهَا مجدا فَإِنَّهُ يعْتَمد على من لَا يحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة ويكتفي بِغَيْرِهِ عَمَّا أمله مِنْهُ وَزِيَادَة (وَمن رأى) أَن رجله شدت إِلَى خشب فَهُوَ مَحْمُود (وَمن رأى) أَن رجله تحولت رجل شَيْء من الْحَيَوَان فَهُوَ دَلِيل الْقُوَّة قَالَ بعض المعبرين: يتَعَيَّن على من رأى أَن رجلَيْهِ كسرتا ان لَا يقرب ذَا سُلْطَان أبدا. (وَمن رأى) أَن رجله تتوثب فَإِنَّهُ يطْلب الزَّوْج (وَمن رأى) أَن برجليه مَا يؤلمه وَلَيْسَ يعلم مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان مَاله بِحَيْثُ لَا يشْعر بِسَبَبِهِ (وَمن رأى) أَن لَهُ ارجلا كَثِيرَة فَإِن كَانَ فِي قَصده السّفر فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن كَانَ فَقِيرا يَسْتَغْنِي وَإِن كَانَ ذَا حَاجَة قضيت وَإِن كَانَ مَرِيضا شفي (وَقَالَ جَابر المغربي) : (وَمن رأى) أَن رجلَيْهِ صارتا كأرجل الطُّيُور فَهُوَ مَحْمُود وَإِن رأى أَن رجلَيْهِ منقشين لَا خير فِيهِ (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الرجلَيْن تؤول على سَبْعَة أوجه: عَيْش وَعمر وسعي وَمَال وَقُوَّة وسفر وَامْرَأَة وَأما القدمان فزينة مَال الرجل وأعمال بره وسره وأصابعهما جواريه وغلمانه فَمَا رأى فيهمَا من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فِي ذَلِك وَأما الْعِظَام فَمَال الرجل الَّذِي مِنْهُ معيشته وَالْعَبِيد وَالدَّوَاب فمهما رَآهُ فِي ذَلِك من زين أَو شين يؤول فيهم. (وَقَالَ ابْن سِيرِين: الْعظم) مَال ومعيشة فَمن أصَاب شَيْئا فَإِن كَانَ عَلَيْهِ مَا يستره فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي ذَلِك (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : (وَمن رأى) أَنه شدّ عظما مكسورا فَإِنَّهُ حُصُول ابهة وَقُوَّة وسحق الْعظم فِيهِ خلاف مِنْهُم من قَالَ انه مَحْمُود وَمِنْهُم من قَالَ غير ذَلِك (وَقَالَ السالمي) : الْعِظَام تؤول على أَرْبَعَة أوجه دين وَمَال وعظمة وابهة وَقَالَ بَعضهم: جَمِيع الْعِظَام سَوَاء كَانَت لانسان أَو لدواب فَهِيَ مَال (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : رُؤْيا جَمِيع الْعِظَام ان كَانَت لانسان ميت فَإِنَّهُ يدل على اتِّبَاع سنة أَو حُصُول مَال من جِهَة وَإِن كَانَ مَعْرُوفا يدل على اكْتِسَاب من مَاله وَإِن كَانَ مَجْهُولا فحصول مَال وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ الْعظم لحيوان فَإِن كَانَ مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ حُصُول مَال حَلَال وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ حُصُول مَال حرَام وَأما المخ قَالَ دانيال مخ الرَّأْس وَالْعِظَام مَال مخفي فَمَا كَانَ مَنْسُوبا إِلَى مَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ حَلَال وَمَا كَانَ مَنْسُوبا إِلَى مَا لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ حرَام وَقَالَ ابْن سِيرِين: (وَمن رأى) مخه ظهر فِي أَنفه على الأَرْض فَإِنَّهُ ذهَاب رَأس مَاله. (وَمن رأى) إِن رَائِحَة مخه كريهة لَا يُؤَدِّي الزَّكَاة وَإِن رَآهُ بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه (وَمن رأى) أَنه أكل من مخ إِنْسَان ميت فَإِنَّهُ يُؤْكَل من مَاله بِقدر ذَلِك وَإِن كَانَ مَجْهُولا فحصول على مَنْفَعَة على كل حَال وَقَالَ بعض المعبرين: لَا بَأْس برؤيا المخ خُصُوصا ان أكل مِنْهُ (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : ورؤيا المخ تؤول على ثَلَاثَة أوجه: مَال مخفي وعقل رَاجِح وصبر مشكور وَأما العصب وَالْعُرُوق فَهُوَ مؤلف أمره وَسَائِل أهل بَيته وأنسابه وعصبته فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك فَمن رأى أَن عصبا من أعصابه أَو عرقا قطع أَو يبس فَهُوَ على وَجْهَيْن إِمَّا خلل فِيمَا ذكر أَو موت (وَقَالَ الْكرْمَانِي) : من رأى أَن أعصابه وعروقه زَادَت فَإِنَّهُ تكْثر عصبته وحشمه ونسله (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) :